سودانايل:
2025-12-12@19:57:16 GMT

للذين قالوا لا للمدنية من بريطانيا!

تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT

بثينة تروس

إننا نهنئ الاعداد المهولة للسودانيين ببريطانيا الذين خرجوا يتظاهرون ضد المدنيين المجتمعين لإيجاد حلول لوقف الحرب ونزيف الدم بالوطن، خرجوا رافعين شعارات استمرار الحرب (بل بس) وجيش واحد شعب واحد.. تهنئتنا منبعها تقديرنا لعظمة الديموقراطية وممارسة الحريات العامة في ظل امن وحماية الجيش البريطاني الموحد بلا مليشيات.


وفي ذات الوقت نتساءل كيف انتهي الحال بهذه التجمعات الضخمة إلى استبدال المواطنة في البلد الاصل واستبدالها بالعيش في صحبة ذوي الأصول الأنجلو سكسونية، والنورمانية؟!
فهؤلاء السكسون قطعاً لا يمتون بصلة دم (للعباس) عم النبي سيد الخلق عليه الصلاة والسلام! تلك الصلة المُدّعاة والتي قامت على اسسها الحرب الدينية في جنوب السودان وانتهت بفصله وقد ذُبح ثوراً أسوداً كرمز لنقاء العروبة الإسلامية بعد هذا الانفصال.. وقامت أيضا مجازر دارفور وما تبعها من تكوين مليشيات الجنجويد التي خرجت من رحم الجيش، على الأسس العرقية الاثنية، لتنقية العربة من الزرقة كما تفتقت تلك الفكرة في عقول قادة الحركة الإسلامية..
لقد لجأ هؤلاء المتظاهرون إلى دولة لا تقيم الشريعة الاسلامية، ولا يحمل تلفزيونها القومي شعار (لا الله الا الله).. كما أن في دستورها سعة من الحريات تجعل العيش في ارضها رجزاً من عمل الشيطان، خاصة للقابضين على جمر دينهم، حيث يقنن على سبيل المثال لا الحصر، العلاقات الجنسية خارج أطر الزواج، وتتوفر البارات ودور الدعارة وزواج المثليين ونوادي العري للجنسين.. كما تتوفر الحريات التي لا تعترف بها دولتهم مثل حرية الأديان والمعتقدات، بما في ذلك الإلحاد، والاعتراف بإسرائيل، ومحاربة الإرهاب حتى أن هنالك من يتهمها بالاسلاموفوبيا!
أيُعقل فرضيا ان أرض الدولة الإسلامية قد ضاقت بهؤلاء في ظل هيمنة سلطة الحركة الاسلامية والمشروع الحضاري الإسلامي، وكثرة المساجد، وتوفر فرص الجهاد وعرس الشهيد وزواج الحور العين؟!! فقد احتكرت الحركة الإسلامية في السودان المؤسسة العسكرية برمتها، وقدمت لها القرابين كرتب عسكرية عالية يتمتع بها من ينتمون اليها من صفوفهم، وأموالا طائلة تعادل ٨٢٪ من خزينة الدولة، ومكنت البقية من عضويتها سياسيا واقتصادية، بمشروعات تدار خارج ميزانية الدولة، احتكروا فيه المال العام والخاص.. لماذا ترك هؤلاء كل هذا وراء ظهرهم ولجأوا الي دويلة الكفر والإلحاد، بعد ان بشرهم قادتهم بأن (أمريكا روسيا قد دنا عذابها)؟؟ ام انهم امتثلوا الامر الالهي (أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا) فلجأوا الى بريطانيا التي استعمرت الوطن سابقا لعلمها بخيراته وأنه (سلة غذاء العالم)؟!!
ام لعلهم هربوا حين لم يجدوا الحريات التي في ظلها يتظاهرون، ثم لا تكون عاقبة امرهم، طلقة طائشة من جهة مجهولة، أو سجنا في بيت من بيوت الاشباح؟! او ربما خوفاً من انعدام العدالة التي يجيز قضاتها العاطبون، خدام السلطة الحاكمة، وظيفة اختصاصي اغتصاب في دولة الشريعة الإسلامية؟! ثم يعجز هؤلاء المتظاهرون، وقد وُجد بينهم من ارتكب جريمة اغتصاب أطفال وحكم عليه بالإعدام وأودع السجن في السودان، فإذا هو يتظاهر مع هؤلاء ضد حمدوك في شوارع لندن، ويهتف ضده، ويطالب بالكشف عمن باع دم الشهداء و(بي كم)!! نعم كان هذا هتافهم ضد حمدوك، رغم انهم يعلمون من قتل الشهداء، حتى تكدست بهم المشارح في الخرطوم والتحمت الجثث على ارضيتها وسال مزيجها فيضاً يسعي بين الناس ينادي بالقصاص!!
او لعل هؤلاء قدموا لإنجلترا بحثاً عن السلام الذي لم تشهده الدولة منذ خروج بريطانيا المستعمرة منها؟! او يا ترى اشتهت نفوسهم نعمة التعليم والعولمة، والرعاية الصحية، والتنمية المستدامة وخدمات بلا صفوف الماء والرغيف والسكر، او كهرباء وفاكهة غير ممنوعة؟!
وجميع ذلك يمكن اختصاره في عبارة (الحياة الكريمة) التي من وهبها الله للإنسان كحق طبيعي يولد معه وهو حق الحياة وحق الحرية.. اذن لماذا يضنّون بها على المساكين العزل، الهائمين على وجوههم بسبب هذه الحرب، يبحثون عن مأوى آمن ولقمة عيش لأطفالهم أو جرعة دواء لمرضاهم، وقد حالت دون ذلك مليشيات الدعم السريع المجرمة ومليشيات الجيش وكتائبه من الجماعات المهووسة، التي لا تريد أن تدعهم وشأنهم، فقد رضوا بالهم والهم لم يرض بهم، إذ مع استمرار الحرب يستمر القصف اليومي لمنازلهم وأسواقهم بالطيران وبالمدافع الثقيلة، ويتم تهجيرهم من قراهم، ويتم قتل أبنائهم، لمجرد الاتهام بالتعاون مع الفريق الآخر، او الانتساب لقبيلة يرجح انها تمثل حاضنة للطرف الآخر، كما حدث في قرى الجزيرة ومدينة الحلفاية ومدينة الدندر..
أما كان الأجدر بهؤلاء اللاجئين لدول الغرب من شرور بلادهم ومن فتنها وحروبها أن يطالبوا بإيقاف هذه الحرب حتى يتمتع من تركوهم خلفهم، ممن لا يقوون على الهجرة، بنفس القدر من الأمن والسلام، الذي ينعمون هم به، او على الأقل يتركوا من اتى لهذا الغرض ليقوم بما يراه الواجب المباشر.. بدلا من استغلال الفرصة التي وهبها لهم الله في الاستعراضات العسكرية العبيطة والمحروسة بالشرطة البريطانية في شوارع لندن؟! وإذا لم يقووا على ذلك فلا أقل من أن يكونوا صادقين وينضموا لصفوف معركة الكرامة، بالاستجابة لدعوة الاستنفار وطلب الشهادة وتحرير البلاد من دنس مليشيات الدعم السريع، كما يدعون بدل الهتاف في شوارع لندن (جيشا واحد شعب واحد) والكيد لمن يحاول وقف الحرب!
وكيف سولت لهم نفوسهم بعد تلك الاستعراضات البهلوانية الرجوع الي اهلهم ومنازلهم وهم آمنين وفرحين بأنهم حققوا إنجازا ونصرا عظيما في الوقت الذي لم يفعلوا سوى تشجيع أحد طرفي النزاع بالاستمرار في المزيد من القتل والتشريد لأهلهم في السودان؟!!!

[email protected]

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

خبير سياسي: مصر الوحيدة التي تواجه المشروع الدولي لتقسيم سوريا وتفكيك الدولة


كشف الدكتور محمد العزبي، خبير العلاقات الدولية، تفاصيل جديدة حول ما وصفه بـ"الصفقة الجارية لإعادة الرئيس السوري السابق بشار الأسد إلى المشهد"، مؤكدًا أن جزءًا من بنودها يتضمن تسليم الأسد لدولة أخرى لإجراء محاكمة شكلية تمهيدًا لتبرئته من تهم جرائم الحرب.

 

 

 

تسريبات واعترافات صادمة بين بشار الأسد ولونا الشبل تعيد شبح مذيعة الجزيرة بعد وفاتها (تفاصيل) سوريا تحتفل بالذكرى الأولى لسقوط بشار الأسد


وأشار العزبي خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إلى أن هذا الطرح "غير مسبوق وخطير للغاية"، متسائلًا: "وفق أي قانون سيتم محاكمته؟ السوري أم الدولي؟ وكيف يتم إعداد سيناريو يعيد شخصًا متهمًا بقتل شعبه إلى واجهة المشهد؟".
وأوضح أن هذه البنود كانت محل رفض وسخرية في البداية، حيث اتُهم هو وآخرون بـ"الجنون وترويج الأوهام"، قبل أن تظهر تقارير دولية – بينها تقرير لوكالة رويترز وأخرى لهيئة الإذاعة البريطانية BBC – تؤكد صحة ما نشره، وتكشف عن تحركات فعلية تمهّد لهذه الصفقة.

وأكد العزبي أن ما تم نشره في الإعلام الدولي يتوافق مع ما تم كشفه مسبقًا عبر البرنامج، مشيرًا إلى أن هذه التسريبات أحدثت حالة هلع داخل صفوف هيئة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني، ما أدى إلى حملة اعتقالات واسعة في مناطق نفوذ التنظيم.
وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشهد تطورًا غير متوقع، يتمثل في فتح عدد من السجون في حمص وحلب وإطلاق سراح مجموعات معينة، ضمن سيناريو يعزّز مخطط تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ متعددة.


وكشف العزبي أن الجولاني وافق ضمن الصفقة على التخلي عن المناطق الغنية بالنفط والغاز لصالح إسرائيل، مستشهدًا بتقرير بثته القناة الإسرائيلية 12، ظهر خلاله مسؤولون إسرائيليون يتحدثون صراحة عن "ضرورة بقاء مناطق معينة تحت السيطرة الإسرائيلية".


وأشار إلى أن الجولاني لم يصدر أي تصريح يعترض فيه على هذه التصريحات، رغم ظهوره مؤخرًا في مقاطع وصفت بأنها "استعراضية وغير واقعية".


وأكد العزبي أن مصر هي الدولة الوحيدة التي تقف ضد سيناريو التقسيم، وقد نجحت بالفعل في تمرير قرار أممي يمنع تفكيك الدولة السورية ويطالب بانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي التي يسيطر عليها.


وفي ختام حديثه، انتقد العزبي الأبواق الإعلامية التابعة للإخوان وتنظيم داعش، معتبرًا هجومهم الحاد على مصر وعلى كل من يكشف الحقائق "محاولة بائسة للتغطية على حجم الترتيبات التي تجري في الخفاء".
 

مقالات مشابهة

  • "ظل الحرب يطرق باب أوروبا".. بريطانيا ترفع جاهزيتها للردع
  • خبير سياسي: مصر الوحيدة التي تواجه المشروع الدولي لتقسيم سوريا وتفكيك الدولة
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • زعيم إطاري:زعماء فصائل الحشد “المقاومة الإسلامية” سيحضرون اجتماعات الإطار المقبلة لرسم سياسة الدولة وامنها واقتصادها!!
  • محاضرة حول أصول الفكر المتطرف بمركز الثقافة الإسلامية بدمنهور
  • تحت رعاية خادم الحرمين.. «الشؤون الإسلامية» تنظم المسابقة المحلية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره
  • قائد الثورة يتوّجه بالتهاني للأمة الإسلامية والشقائق المسلمات بذكرى مولد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء
  • قائد الثورة يهنئ الأمة الإسلامية بمناسبة ميلاد الزهراء - نص البيان
  • اللافي يشدد على حماية الحريات وترسيخ العدالة ضمن جهود الدولة الوطنية
  • اليمن.. عقدة الجغرافيا التي قصمت ظهر الهيمنة: تفكيك خيوط المؤامرة الكبرى