طوَّر علماء صينيون كاشفا مغناطيسيا فائق الحساسية قادرا على اكتشاف الغواصات النووية الشبحية الأميركية، برصد الفقاعات الصادرة عنها؛ ما قد يسلب واشنطن نقطة تفوّقها أمام الصين في مجال الغواصات.

 ووفق تقييم ورد في تقريرٍ نشرته صحيفة "ساوث تشينا مورنينغ بوست" الصينية، الإثنين، بعنوان "نقطة ضعف الغواصات النووية الأميركية"، فإنَّ التطوير المذكور، والذي قام به علماء من معهد فوجيان الصيني، من شأنه أن يهدّد هيمنة الولايات المتحدة على المحيطات.

جاء في التقرير تفصيلا حول التطوير الجديد: الغواصات هي أحد المجالات التي تحتفظ فيها الولايات المتحدة بتفوقها دون منازع على الصين.

يُعتقد على نطاق واسع أن الولايات المتحدة تقوم بتشغيل بعض الغواصات الأكثر صعوبة في الكشف عنها مع أنظمة متطورة لتقليل الصوت والاهتزازات، ودمج هذه الاهتزازات في ضوضاء المحيطات لإخفائها.

الدراسة التي أجراها باحثون من معهد فوجيان، وجدت أن كاشفا مغناطيسيا فائق الحساسية يُمكنه التقاط آثار الغواصة الأكثر تقدما من مسافات بعيدة.

استخدم الفريق تقنية جديدة لتحديد ما إذا كان من الممكن اكتشاف الفقاعات غير المحسوسة التي تنتجها غواصة تعمل بالطاقة النووية وتبحر بسرعة عالية.

تبين من خلال الاختبارات، أن إشارة التردّد المنخفض للغاية (ELF) التي تنتجها فقاعات الغواصة، يُمكن أن تكون أقوى من حساسيات أجهزة كشف الشذوذ المغناطيسي المتقدّمة بمقدار 3 إلى 6 مراتب.

الفقاعات هي نتيجة حتميّة لسرعة إبحار الغواصة، والتي تتسبّب في تدفق المياه حول بدن الغواصة، وعندما ينخفض الضغط بشكل كافٍ، تتشكل فقاعات صغيرة على سطح الهيكل بينما يتبخر بعض الماء.

أمّا مع استمرار تدفق المياه حول الهيكل، تكبر الفقاعات وتتحرّك بعيدا عن السطح. تُسبّب هذه العملية اضطرابا، وقد تنتج بصمة كهرومغناطيسية يُمكن التقاطها عبر الأجهزة.

تتقلب الانبعاثات الكهرومغناطيسية الناتجة عن الفقاعات؛ مما يؤدّي إلى توليد إشارة مميزة في نطاق التردّد المنخفض للغاية، من 49.94 هرتز إلى 34.19 هرتز. على الرغم من خفتها، لكن هذه الفقاعات تسافر لمسافات طويلة، وذلك بفضل قدرتها على اختراق الماء.

الصين بنت أكبر هوائي في العالم لنقل تلك الإشارات ورصدها، وهو يستطيع رصد ترددات الاتصالات الكهرومغناطيسية للغواصات عالية السرعة. من خلال تحليل قوة واتجاه المجال الكهرومغناطيسي الصادر عن الفقاعات من الممكن تحديد موقع وحركة الغواصة.

الصين قد تزيح" أسطول أميركا من عرش الأقوى عن حجم أهمية هذا التطوير في أجهزة الرصد الصينية على مستقبل الصراع بين بكين وواشنطن، سواء في حالة التجسّس أو في المواجهات المباشرة، يقول الخبير العسكري جمال الرفاعي، لموقع "سكاي نيوز عربية": تحديد مكان الغواصات بدقة ورصد حركتها عن طريق أجهزة تستقبل التردّدات الناجمة عن الموجات الصادرة عن حركتها.

لكن أميركا انفردت بتكنولوجيا تجعل غواصاتها شبحية لا يمكن رصدها، وذلك بأنها تجعل الموجات الصادرة عن حركة الغواصات مساوية لحركة المياه في العمق الذي تسير فيه؛ وبالتالي تعجز الأجهزة التقليدية عن رصد الموجات الترددية الناتجة عن حركتها. أما ما أعلنت عنه الصين من تطوير جهاز الرصد، فهو طريقة جديدة لرصد الموجات عن طريق الفقاعات الصادرة عن الغواصة.

بهذه التقنية، تحاول أجهزة الصين رصد تردد ضعيف للغاية لا يمكن رصده بالأجهزة العادية، يعتمد على حركة الفقاعات الناتجة عن حركة السفينة السريعة. هذا التطوير يعد إنجازا عظيما، لكن يبقى سؤال: ماذا إن قللت الغواصات سرعتها بشكل يقضي على خروج تلك الفقاعات؟ إذًا، فإنه في المواجهات المباشرة مِن الممكن رصد السفن الأميركية، لكن في عمليات التجسّس قد تكون هناك صعوبة إذا التزمت الغواصات في نطاق حركي معيّن يمنع صدور تلك الفقاعات.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

«الابتكار التكنولوجي» يطوّر تكنولوجيا متقدمة في مجال الطائرات المسيّرة

 
أبوظبي (الاتحاد)
أعلن معهد الابتكار التكنولوجي، الذراع البحثية التطبيقية التابعة لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي، عن تطوير تكنولوجيا متقدمة في مجال الطائرات المسيّرة تتيح للسرب الواحد التعاون بسلاسة وتنظيم المهام ذاتياً دون الحاجة إلى مركز تحكم.
وبفضل خوارزميات الذكاء الاصطناعي اللامركزي المطوّرة من قبل المعهد، بات بإمكان الأسراب تغيير تشكيلها وسلوكها وقراراتها تلقائياً، اعتماداً على الأهداف المشتركة وتنفيذ المهام بالتوازي، ما يعزز قابلية التوسع وكفاءة الأداء بشكل غير مسبوق.
وتتمتع هذه الأسراب بقدرات استجابة فورية واتخاذ القرارات الفورية، ما يجعلها مثالية لمجالات متعددة تشمل الاستجابة لحالات الطوارئ ومراقبة البُنى التحتية والمحافظة على البيئة، إلى جانب تطبيقات تجارية واستخدامات مدنية متنوعة.
وقالت الدكتورة نجوى الأعرج، الرئيس التنفيذي لمعهد الابتكار التكنولوجي إن معهد الابتكار التكنولوجي يعمل على تطوير مفهوم الاستقلالية الجماعية، حيث تعمل الطائرات المسيّرة بالذكاء الاصطناعي، ضمن أسراب ذكية ولامركزية مصمّمة لتنفيذ مهام دقيقة عالية التأثير وعلى عكس الأنظمة التقليدية، التي تعتمد على مسارات مبرمجة أو تحكم مركزي، فإن الذكاء اللامركزي لهذه الأسراب يتيح لها التنقل في بيئات معقدة بسلاسة، ما يجعلها مثالية للمهام الحيوية التي تتطلب مرونة واستجابة آنية.
وتشمل هذه الاستخدامات المحتملة إدارة الكوارث الطبيعية أو الحوادث الصناعية، حيث يمكن للأسراب تحديد الأولويات وتقسيم المهام فيما بينها وتنفيذها بشكل منسّق ذاتياً. كما يمكن استخدامها لمراقبة المحاصيل في المساحات الزراعية الواسعة أو المساهمة في جهود ترميم النظم البيئية.
وتتمتع هذه التكنولوجيا بمرونة عالية تسمح لها بمواصلة المهام حتى في حال تعطل بعض الطائرات أو فقدان الاتصال، مثلاً خلال الفيضانات أو الزلازل، مما يجعلها أكثر موثوقية من الأنظمة التقليدية.
ويعمل معهد الابتكار التكنولوجي حالياً على اختبار هذه التكنولوجيا وتوسيع نطاق استخدامها من خلال شراكات مع قادة القطاع عالمياً، في ظل منظومة ذكاء اصطناعي حكومية مدعومة، تضمن الامتثال الأخلاقي والتنظيمي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
من جانبه، قال البروفيسور إنريكو ناتاليزيو، كبير الباحثين بمجال الروبوتات الذاتية في المعهد إنه مع تزايد الكوارث المناخية وتعقيد البنى التحتية الحضرية، باتت الجهات الحكومية بحاجة إلى أدوات أكثر ذكاءً وسرعة وموثوقية للوقاية من الأزمات وإدارتها، ونؤمن أن أسراب الطائرات المسيّرة، بفضل هذا التطور، ستنتقل من أدوات مراقبة إلى حلول حيوية لحماية المجتمعات.
وأضاف الدكتور داريو ألباني، المدير الأول المختّص بالروبوتات الذاتية في المعهد إنه لدعم التشغيل الواقعي، طوّرنا منصة قيادة وتحكم آمنة وقابلة للتوسّع تتيح للمشغل إدارة أسراب كاملة من خلال أوامر عالية المستوى وتعمل المنصة على إدارة التنفيذ بذكاء وتخفيف العبء عن المشغل، وضمان استمرار العمليات حتى في بيئات بلا اتصال، ما يجعلها مثالية للمهام الحرجة.
ويجري حالياً تسويق هذه التكنولوجيا من خلال فينتشر ون، الذراع التجارية التابعة لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، بهدف نشرها في قطاعات استراتيجية مثل الأمن العام والطاقة والبنية التحتية والجهات المعنية بسلامة المجتمع.

أخبار ذات صلة «أدنوك» تُرسي عقوداً بقيمة 543 مليون درهم لشراء منتجات مُصنّعة في الإمارات انضمام «مدن القابضة» و«إعمار العقارية» و«كالدس» و«سلال للغذاء والتكنولوجيا» إلى برنامج المحتوى الوطني

مقالات مشابهة

  • تصريح ناري وتهديد مباشر من احمد علي بـ “ذكرى الوحدة” هو الأقوى له منذ سنوات
  • «الابتكار التكنولوجي» يطوّر تكنولوجيا متقدمة في مجال الطائرات المسيّرة
  • ما الدولة التي تراهن عليها أميركا للتحرر من هيمنة الصين على المعادن النادرة؟
  • أبرز مضامين اتفاقية الشراكة التي يهدد الاتحاد الأوروبي بمراجعتها مع إسرائيل
  • أمير منطقة المدينة المنورة يزور ميقات ذي الحليفة ويتفقد أعمال المرحلة الأولى من مشروع التطوير والتأهيل التي يشهدها المسجد
  • التعميم على المخاتير بضرورة الالتزام بلصق الطابع المالي إلى جانب طابع المختار
  • باستخدام الموجات الصوتية.. تطوير منسوجات ذكية فريدة تراقب التنفس والحركة
  • شرب الماء الأهم.. كيف تحمي نفسك في أثناء العمل تحت أشعة الشمس؟
  • خبير: الوسيط العقاري محرك أساسي للقطاع وفهم السوق
  • أهمية ميناء حيفا كعادة بحرية للكيان