دبي، الإ­مارات العربية المتحدة (CNN)-- بدأ ماثيو هورسنيل بالنوم من دون سبب عندما كان في الصف السادس بالمدرسة.

وقال هورسنيل، الذي يبلغ من العمر 43 عامًا الآن: "كنت أذهب إلى الفراش في الساعة 8:30 مساءً، ومع ذلك كنت أستيقظ كل صباح، وأناضل لمغادرة السرير"، مضيفًا: "كنت أنام على الأريكة أثناء انتظار والدتي لتوصيلي وأخي إلى المدرسة، وكنت أغفو مرة أخرى أثناء الرحلة التي تستغرق 20 دقيقة، ومن ثم طوال اليوم.

كنت أنتقل أحيانًا إلى مؤخرة الفصل لأغفو قليلاً".

وبحلول سن العشرين، بدأ هورسنيل بفقدان السيطرة على جسمه لفترات وجيزة عند الإحساس بمشاعر قوية، فيسقط أو ينهار على الأرض، وهو واعٍ ولكن مشلول، وهي حالة تُسمى الخدار (cataplexy).

صورة لماثيو هورسنيل مع أطفاله.Credit: courtesy Heather Lill

وقال هورستيل: "إذا شعرت بالخوف أو إذا ما قال شخص ما نكتة مضحكة حقًا، قد ترتعش ركبتي، أو قد أُسقط شيئًا ما، بل قد أقع حتى. الأمر المخيف والمحرج هو أنني أستطيع رؤية الأشخاص وهم يأتون لمساعدتي، ولكني غير قادر على الاستجابة".

ويعاني هورسنيل من النوم القهري (narcolepsy)، وهو اضطراب في النوم يؤدي لصعوبة في بقاء الشخص مستيقظًا لفترات طويلة. 

ولا ينام المصاب بشكلٍ متكرّر أثناء النهار فحسب، بل يعاني أيضًا من نوم متقطع بشدة ليلاً، كما قالت جينيفر موندت وهي الأستاذة المساعدة في طب النوم، والطب النفسي، وعلوم السلوك في كلية "فاينبرغ" للطب بجامعة نورث وسترن بشيكاغو.

ووفقًا لـ"Narcolepsy Network "، وهي مجموعة غير ربحية لدعم المرضى، يؤثر النوم القهري على 1 من كل ألفي شخص في الولايات المتحدة، وحوالي 3 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم. 

ومع ذلك، يُرجَّح أن يكون هذا العدد أقل ممّا هو موجود على أرض الواقع بسبب صعوبة الحصول على تشخيص مناسب، وفقًا لما ذكرته موندت، التي تعالج مرضى النوم القهري، وتجري أبحاثًا حول هذه الحالة.

في الواقع، أشارت التقديرات إلى تشخيص وعلاج 25% فقط من الأشخاص المصابين بالنوم القهري، بحسب مجموعة " Narcolepsy Network".

وأفادت موندت أنّ نسبة كبيرة من الأشخاص المصابين بالنوم القهري يعانون أيضًا من الخدار، والذي يعطل قدرة الشخص على التواصل اجتماعيًا، وإنجاز العمل، وقيادة السيارة، أو حتى التمتع بعلاقات وثيقة تثير مشاعر قوية، موضحة : "كانت هناك وصمة عار كبيرة فيما يخص النوم القهري. في الأفلام، يتم تصويره عادةً على أنّه شيء مضحك للغاية، وكأنّه مزحة. إنّه ليس مزحة، إنّه مرض خطير للغاية".

"لا تتصل بالإسعاف" زار هورسنيل البيت الأبيض للحديث عن المساواة في صحة النوم بعام 2023.Credit: courtesy Heather Lill

خلال سنوات دراسته الأولى في الجامعة، كان هورسنيل يقوم بتمارين القرفصاء باستخدام أوزان ثقيلة في النادي الرياضي المحلي عندما شعر بارتعاش ركبتيه.

وفي تلك اللحظة غمره شعور بالخوف، وعندما حاول إكمال التمرين، استسلم جسمه وسقطت العارضة التي كان يحملها.

ولحسن الحظ، لم يصب هورسنيل إلا ببعض الكدمات.

وتساءل الجميع من حوله: "هل هو بخير؟ هل يحتاج إلى استدعاء سيارة إسعاف؟".

وكانت كلماته الأولى عندما تمكن من التغلب على حالة الشلل التي أصابته لدقائق: "من فضلكم، لا تتصلوا بالإسعاف".

وفي البداية، ألقى هورسنيل باللوم على انخفاض نسبة السكر في الدم. ولكن بدأ بعد ذلك في التلعثم أثناء الحديث، واضطر إلى الاتكاء على الحائط لمنع نفسه من السقوط.

ويعاني هورسنيل من أعراض شائعة أخرى لمرض النوم القهري، بما في ذلك الكوابيس، والهلوسة البصرية واللمسية التي تحدث أثناء النوم.

هل للإنفلونزا أي دور بذلك؟

بعدما بدأت أعراضه في الظهور عندما كان في الثانية عشرة من العمر، زار هورسنيل طبيب أطفال، وطبيبًا باطنيًا، وأربعة أطباء نفسيين قبل زيارة أخصائي للنوم في عام 2007. 

وأخيرًا، تم تشخيص إصابته بالنوم القهري من النوع الأول مع الخدار، وهو الشكل الأكثر شيوعًا للمرض. 

وغالبًا ما يتم تأكيد هذا النوع من النوم القهري من خلال بزل شوكي يُظهر نقص الناقل العصبي "أوريكسين". 

ويلعب "أوريكسين"، المعروف أيضًا باسم "هيبوكريتين"، دورًا رئيسيًا في تنظيم الشهية والنوم.

وأوضحت موندت: "ما نعتقد أنّه يحدث هو أنّ الجهاز المناعي للجسم يهاجم الجزء الذي ينتج الأوريكسين في الدماغ، لذا يتم تصنيفه على أنه رد فعل مناعي ذاتي".

والجين المرتبط بالنوم القهري موجود لدى 25% من السكان تقريبًا، ولكن يصاب واحد من كل 500 شخص فقط باضطراب النوم، وفقًا لـ" Narcolepsy Network".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: أمراض

إقرأ أيضاً:

تأهيل نفسي وعملي.. اعتماد دليل تدريبي لمرافقي مرضى الرعاية المنزلية

اعتمد مجلس الضمان الصحي دليلًا تنظيميًا لتدريب مرافقي مرضى الرعاية الصحية المنزلية، في خطوة تهدف إلى رفع كفاءة مقدمي الرعاية في المنازل، وتعزيز مستوى السلامة والجودة في البيئة العلاجية المنزلية، لاسيما للفئات التي تحتاج إلى إشراف دائم على مدار الساعة.
ويأتي هذا الدليل ضمن سلسلة مبادرات تطويرية يقودها المجلس لتأهيل المرافقين، وتمكينهم من تقديم رعاية فعالة تحافظ على استقرار صحة المرضى ورفاههم، وتحدّ من الأخطاء أو التحديات الناتجة عن ضعف الخبرة أو الجهد غير المنظم.
أخبار متعلقة عاجل | 1000 ريال تعويضًا عن انقطاع الكهرباء أكثر من 6 ساعات.. معايير صارمة لحماية المستهلكينضبط 21 ألف مخالف لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوعوفي سياق متصل، سلط المجلس الضوء على أحد التحديات الصحية والنفسية الخفية التي قد تصيب مرافقي المرضى، وهو ما يُعرف بـ ”الاحتراق النفسي"، موضحًا أنه حالة من الإجهاد العقلي والجسدي والنفسي، تؤثر سلبًا على المرافق وتقلل من قدرته على أداء دوره بفعالية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } تأهيل نفسي وعملي.. اعتماد دليل تدريبي لمرافقي مرضى الرعاية المنزليةأعراض الاحتراق النفسيوبيّن المجلس أن هذه الحالة قد تنشأ عندما يتحمّل المرافق مسؤوليات تفوق طاقته، أو يفتقر للدعم النفسي والاجتماعي، مما يؤدي إلى تراجع حالته الصحية والنفسية بشكل تدريجي. وغالبًا ما تظهر أعراضها بشكل غير مباشر، إذ ينشغل المرافق بتقديم الرعاية دون الانتباه إلى تدهور حالته الذاتية.
وتشمل أبرز الأعراض التي قد تشير إلى الاحتراق النفسي: الشعور بالإرهاق المزمن، اضطرابات النوم، تقلبات الوزن، الانفعال الزائد، الانعزال الاجتماعي، والحزن المستمر، إلى جانب أعراض جسدية مثل الصداع أو آلام عضلية مزمنة، وهي إشارات تستوجب التدخل الفوري.
وحذّر المجلس من أن تجاهل هذه المؤشرات قد يؤدي إلى تفاقم الحالة الصحية للمرافق نفسه، ويعرّضه لأمراض مزمنة مثل السكري أو أمراض القلب، خصوصًا إذا كان يهمل النوم المنتظم أو يتبع نمطًا غذائيًا غير متوازن، أو لا يمارس النشاط البدني بانتظام.
وأكد المجلس على أهمية توفير برامج دعم متكاملة للمرافقين، تشمل التدريب والتأهيل والدعم النفسي، بما يضمن استمرارهم في أداء دورهم الإنساني دون المساس بصحتهم أو التسبب في إرهاق مستدام يؤثر على جودة الرعاية الصحية المنزلية.

مقالات مشابهة

  • تأهيل نفسي وعملي.. اعتماد دليل تدريبي لمرافقي مرضى الرعاية المنزلية
  • ضحك وفن وأمل.. اتحاد شباب الأقصر يدعم أطفال السرطان في شفاء الأورمان
  • هل تعاني من ألم الكتف أثناء النوم؟.. تعرف على الأسباب وطرق العلاج بدون جراحة
  • أعضاء مواطنة متوفاة دماغيًا تنقذ حياة 3 مرضى فشل عضوي
  • علمياً.. بكتيريا الأمعاء قد تكون مفتاحاً لفهم وعلاج اضطراب «الوسواس القهري»
  • إذا كنت تعاني من آلام الكتفين أثناء النوم.. طرق بسيطة تساعدك على الراحة
  • لـ مرضى القولون العصبي.. 5 أسباب تمنعك من تناول الفول
  • التفرغ والخصوصية.. 13 شرطًا لتنظيم مرافقة مرضى الرعاية المنزلية
  • فريق طبي ينقذ حياة طفل مصاب بمرض جلدي نادر ونسبة تعافٍ 100%| تفاصيل
  • الواقع الافتراضي يساعد مرضى الذهان على التعامل مع ما يريبهم