سودانايل:
2025-12-14@18:24:06 GMT

فوز ترامب وأثره على السودان

تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن

أن فوز ترامب ليس فوزا فقط على الرئاسة أنما أيضا فوز الحزب الجمهوري في انتخابات " الكونجرس و مجلس الشيوخ" حيث يستطيع ترامب أن ينفذ كل برنامجه دون وجود أية عقبات تعترض طريقه في فترته الرئاسية.. و أيضا من الناحية الفكرية السياسية هو فوز للشعبوية التي دخلت إلي الساحة الأمريكية بقوة منذ فترة رئاسة ترامب الأولى، و الشعبوية تشكل حصارا للقوة الليبرالية و كل مؤسساتها، و تعد تراجعا كبيرا لدور الطبقة الوسطى في المجتمع و الاقتصاد و السياسة.

. و معروف أن ترامب موغل في البرجماتية و لا يقدم شيئا دون مقابل، و تأكد ذلك منذ فترة ترامب الأولى عندما قام بزيارة للسعودية، و قال قولته المعروفةلدول الخليج " أن الولايات المتحدة لا تشكل لكم حماية إلا بعد أن تدفعوا لها" و قد دفعت دول الخليج مقدما أكثر من أربعمائة مليار دولار مقابل حماية أمريكا لها، و أيضا أن أهتمام الرجل بالشأن الداخلي للولايات المتحدة و لا يشتغل كثيرا بالصراعات الدولي إلا إذا كان ذلك في مصحلة أمريكا..
أن أنتصار الشعبوية في أمريكا لها انعكاساتها أيضا في انتصار اليمين في كل أوروبا.. و لكنها سياسة سوف تغير المعادلات السياسية في العالم، و أيضا سوف تخلق إضطرابا كبيرا للدول التي تعتقد أن سياسة الأمريكية في عهد ترامب سوف تشكل لها ضررا لمصالحها في العالم و محاولة خنق اقتصادها.. أما في السودان، المسألة سوف تختلف كثيرا، لآن إدارة ترامب سوف تبرمج سلم أولوياتها وفقا لمصالح دولتها، التي يجب أن يكون لها انعكاسات مباشرة على المواطن في أمريكا، لكي تحتفظ بجذوة الشعبوية متقدة.. و السودان سوف ينفك من سياسة إدارة بايدن التي تحاول أن تفرض على السودانيين أجندة بعينها، و تفرض قيادات تعتقد سوف تخدم مصالها..
أن العقوبات الاقتصادية و وضع السودان في قائمة الإرهاب التي كانت قد فرضت على السودان في زمن الانقاذ و غيرها، فرضت من قبل إدارات الحزب الديمقراطي، و بعد الثورة عملت إدارة ترامب على رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب و تسهيل العمليات الاقتصادية.. و لكن إدارة بايدن حاولت من خلال لجنة " الرباعية" التي تضم كل من " أمريكا و بريطانيا و السعودية و الأمارات" أن تفرض قيادات سياسية بعينها على المسرح السياسي السوداني، و رغم الإدانة التي وجهت إلي الميليشيا إلا أنها لم تتخذ ضدها قرارات رادعة، و أيضا لم توقف أمدادت السلاح للميليشيا من قبل الأمارات.. و أيضا أرسلت إدارة بايدن مبعوثا خاصا للسودان مهوثا لا يحمل إية فكرة مقبولة من قبل الشارع السوداني، كان كل همه حماية الأمارات و عدم إدانتها و الميليشيا، و أكتفى فقط بمقابلة من تعتقد إدارته لهم الأحقية في السلطة.. هذه السياسات الفاشلة في كل من السودان و غزة و لبنان هي التي ساعدت ترامب في حملته الانتخابية نكاية في إدارة بايدن التي شاركت في إبادة آهل غزة و خلقت ردة فعل قوية في المجتمع الأمريكي، و خاصة وسط الجاليات العربية و المسلمة في أمريكا التي سهلت فوز ترامب خاصة فيما يسمى " الولايات المتأرجحة" و التي فيها جاليات متعددة غير مضمونة للحزبين..
أن الاحتفال بتنصيب الرئيس ترامب في يناير 2025م و بعد ذلك ترتيب أوراق أولوياته، ربما سوف يكون السودان في منتصف القائمة، و أن سياسة ترامب لا تضع أولوية للقارة السمراء فهي سوف تكون مشغولة بالحرب في أوكرانيا و كيف العمل على وقفها، و أيضا وقف الحرب في الشرق الأوسط، إلي جانب الصراع الاقتصادي مع الصين.ز و من خلال أحاديث ترامب أن الحرب ليست هي الحل في النزاعات مع الدول لأنها سوف تجهض الاقتصاد الامريكي و سوف يكون له أثره السالب على الطبقة الفقيرة في المجتمع التي يعتمد عليها ترامب في دعمه و دعم فكرته الشعبوية.. و الشعبوية هي التي سوف يقف معها في حل مشكلة السودان.. و حتى إذا حاولت الأحزاب و النخب السياسية أن تعدل سياستها لكي تتماشى مع سياسة ترامب سوف تجد صعوبة لأنها خسرت الشارع السوداني..
أن محاولة قراءة أفكار ترامب من خلال خطبه الجماهيرية، وسياسة انغلاقه نحو الداخل، و التعامل مع القضايا الخارجية لتحقيق مصالح اقتصادية لأمريكا لا تجعله عدوانيا في العديد من ساحات الإضطراب.. الأمر الذي يجعل النخب السودانية التي تعتمد على الخارج أن يكون لها رافعة للسلطة، أن تحدث تغييرا كبيرا في رؤاها و أدواتها، و هذا التغيير لابد أن يطال قيادات بعينها حتى تستطيع أن تقدم أطروحات جديدة تكون مقبولة للحوار، و تحاول أن تتحلل من قيود الخارج عليها.. أن فوز ترامب لابد أن يخلق واقعا جديدا تجاه القضية السودانية، و يجعل النخب السياسية واعية للتحول، حتى تستطيع أن تتجاوب معه بيجابية تحدث مسارا جديدا في العملية السياسية.. أما الذين هم صم عمي لا يجيدون غير البحث عن شماعات لتعليق أخطاءهم عليها، هؤلاء تكلس تفكيرهم و خروجهم من الساحة واجب لمصلحة أحزابهم.. و نسأل الله حسن البصيرة..

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: إدارة بایدن فوز ترامب

إقرأ أيضاً:

ترامب يعتزم تصنيف بيرو كحليف رئيسي لـ أمريكا من خارج الناتو


يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصنيف بيرو كحليف رئيسي من خارج حلف الناتو، في خطوة أخرى تعكس مساعيه لتعزيز علاقاته مع شركاء أميركا اللاتينية، في ظل تصعيد إدارته لحملتها ضد فنزويلا والإرهابيين المتهمين بتجارة المخدرات.

أرسل البيت الأبيض، يوم الخميس، رسالة رئاسية إلى لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، يُعلن فيها نيته اتخاذ هذا القرار، وفقاً للبروتوكول المتبع في مثل هذه الخطوة.

يسعى ترامب إلى حشد المزيد من الحكومات في أميركا اللاتينية لدعم برنامجه لمكافحة المخدرات. وفي بيرو، يُمثل هذا التصنيف دعماً للزعيم الجديد الذي تعهد بالتصدي للجريمة بحزم.

تولى الرئيس خوسيه جيري، ثامن رئيس لدولة بيرو خلال عقد من الزمان، منصبه في أكتوبر الماضي، عقب عزل سلفه. وتنتهي ولايته المؤقتة في يوليو، على أن تُجرى الانتخابات العامة في أبريل المقبل.

ترمب يهاجم قوارب المخدرات في فنزويلا

شنّ ترمب هجمات على قوارب يُزعم أنها تُستخدم في تهريب المخدرات في المياه المحيطة بفنزويلا، وهدّد بشن غارات برية على ذلك البلد، متعهداً باستهداف نظامٍ يقول إنه يسمح بتدفق المخدرات غير المشروعة إلى الولايات المتحدة.

ويأتي منح بيرو هذا التصنيف بعد أن منح ترمب السعودية الوضع نفسه خلال زيارة قام بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مؤخراً. وتنضم بيرو والسعودية إلى قائمة تضم 19 دولة أخرى تتمتع بهذا التصنيف، الذي يتجاوز دلالته الرمزية، إذ يمنحها امتيازات عسكرية واقتصادية، بما في ذلك أهلية التنافس على عقود الحكومة الأميركية لإصلاح المعدات الدفاعية.

وفي أميركا اللاتينية، ستنضم بيرو إلى الأرجنتين وكولومبيا والبرازيل كدول تتمتع بهذا التصنيف.

طباعة شارك ترمب حلف الناتو أميركا اللاتينية الناتو المخدرات فنزويلا

مقالات مشابهة

  • أمريكا ترامب وصدام حضارات مع أوروبا
  • قراصنة الصين يخترقون شبكات أمريكا.. مسؤول ينتقد إدارة ترامب!
  • الفظائع التي تتكشّف في السودان “تترك ندبة في ضمير العالم”
  • ترامب يعلن أن أمريكا سترد بعد مقتل 3 أمريكيين في كمين بسوريا
  • أمريكا تستعد لمصادرة مزيد من السفن التي تنقل النفط الفنزويلي
  • ترامب يعتزم تصنيف بيرو كحليف رئيسي لـ أمريكا من خارج الناتو
  • هل ستصادر أمريكا المزيد من أصول النفط الفنزويلية؟.. ترامب يرد
  • ترامب: غزو أوكرانيا يشبه فوز أمريكا في مباراة الهوكي معجزة على الجليد
  • عاجل| ترامب: الضربات البرية التي تستهدف تهريب المخدرات ستبدأ قريبا
  • مؤسسة النفط تستعرض الشراكات التي تقيمها مع الشركات الأوروبية وسبل تطويرها