سودانايل:
2025-12-14@20:29:53 GMT

ترمب والسودان المنسي !

تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT

مناظير الخميس 7 نوفمبر، 2024

زهير السراج

[email protected]

* بانتصار (دونالد ترامب) في انتخابات الرئاسة الامريكية، ينضم مستبد آخر لقائمة المستبدين الذين يحكمون العالم، ولا اعتقد انني في حاجة الى ادلة لتبرير وصفي له، فالجميع يعرف إستبداده وغروره اللذين لا يهماني بشئ، ولكن تهمني بكل تأكيد الطريقة التي سيتعامل بها مع القضايا التي تشغلني ومنها الحرب الاسرائيلية المدمرة على غزة ولبنان وقتل المواطنين الابرياء بلا ذنب ولا جريرة، والحرب الروسية التوسعية على اوكرانيا وقتل وتشريد شعبها وتأثيرها السلبي على الإقتصاد العالمي وارتفاع التضخم وتكاليف المعيشة، والحرب المدمرة في وطني والتدخل الخارجي البغيض الذي يعمل على تأجيجها واستمرارها بغية السيطرة والاستيلاء على خيراته ونفيه من الوجود، وتشريد شعبه الى الابد بمساعدة بعض أبنائه ــ للأسف الشديد!

 

* هؤلاء (الأبناء) الذين درجوا على وصف غيرهم ممن يطالبون بوقف الحرب والجنوح للسلم بالعمالة والخيانة، بينما تنطبق هذه الصفات عليهم هم لرفضهم المستمر لكل مبادرات التفاوض ووقف الحرب رغم المعاناة القاسية التي سببتها للشعب والدمار الهائل للوطن، بالإضافة الى علمهم الاكيد بعدم قدرتهم او قدرة الطرف الآخر على تحقيق نصر عسكري قريب او حتى بعيد، مما يعني استمرار الحرب اطول فترة ممكنة وهو ما تريده القوى الأجنبية الساعية لانهيار السودان تماما وزواله من الوجود لتسهُل عليها السيطرة على ارضه وخيراته واسترقاق شعبه بدون ان تجد من يقف في طريقها .

. وكنتُ قد شرحت ذلك بالتفصيل في مقالاتي السابقة، ولن امل من تكراره ابداً لعل البعض يفوق من غفوته ويعلم حجم المؤامرة التي يشارك فيها ضد وطنه وشعبه بالتحريض على الحرب بدون أن يدرك خطورة ما يقوم به !

* لا ادري إن كان (ترمب) قد سمع بالسودان أو ما يدور به أم لا، ولكن ما هو معروف ان نهاية فترته الاولى (2016 – 2020 م) شهدت الاتفاق على عودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين الولايات المتحدة والسودان وتبادُل السفراء بين البلدين إثر زيارة رئيس الوزراء السابق (عبد الله حمدوك) الى الولايات المتحدة في ديسمبر 2019 بعد سقوط النظام البائد في ابريل من نفس العام، بالإضافة الى بدء التفاهم حول رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، والذي تكلل باتفاق في عهد الرئيس الحالي (جو بايدن) بعد دفع تعويض مالي لأسر ضحايا المدمرة الأمريكية كول قدره 350 مليون دولار، وهو الشرط الذي وضعته الحكومة الأمريكية لرفع السودان من القائمة التي أضيف إليها في عام 1993 في (عهد الرئيس كلينتون) بسبب دعمه لعناصر اسلامية متشددة، كما اعتبرت الادارة الامريكية لاحقا أن السودان كان مسؤولا عن الهجوم الانتحاري الذي تسبب في تفجير المدمرة (يو اس أس كول) على شواطئ اليمن (في أكتوبر عام 2000 ) باعتبار ان الانتحاريين اللذين نفذا الهجوم تلقيا تدريبهما في السودان !

* وعد (ترمب) خلال حملته الانتخابية بوقف الحروب في العالم في حالة فوزه في الانتخابات، وها هو قد فاز وسيتسلم منصبه في العشرين من يناير القادم (2025 )، ونأمل أن تكون الحرب السودانية من بين اهتماماته، خاصة مع تأثيراتها السلبية الخطيرة على المناطق الملتهبة في شرق وغرب القارة الافريقية وعلى الامن العالمي بأسره بتهديد الملاحة في البحر الأحمر الذي يتمدد السودان على حوالى 800 كيلومتر من سواحله الغربية، وهو ما اغرى البعض بالسعى لاقامة قواعد عسكرية تساعده في تحقيق رغباته التوسعية، والبعض الآخر بإنشاء موانئ بحرية تدر عليه الكثير من الايرادات المالية الضخمة فضلا عن هيمنته على التجارة العالمية ..إلخ. كما ينظر إليه البعض كشريك محتمل لتوسيع نفوذه الاقليمي أو ما يسميه ب (محور المقاومة) في منطقة الشرق الاوسط خاصة مع التعاون العسكري الذي نشط في الآونة الأخيرة بينه وبين الجيش السوداني، وهو ما يعني تصعيد التوتر والصراع السياسي العسكري في المنطقة ويضفي المزيد من الخطورة على الامن والسلم العالميين، ولعل الجميع قرأ قبل بضعة أيام خبر تعليق الخطوط الجوية الفرنسية التحليق فوق البحر الأحمر وسماء السودان لأجل غير مسمى بسبب رصد أحد طواقم رحلاتها لجسم مضئ غريب على اتفاع عالٍ في السودان، ولم يصدر حتى الآن تعليق من الحكومة السودانية على النبأ، أو إيضاح آخر من الخطوط للقرار.

* تُرى هل سيفي الرئيس (ترمب) الذي عُرف بقوميته المتطرفه وتركيزه على المصالح الأمريكية، بوعوده بايقاف الحروب في العالم، وهل ستكون الحرب السودانية ضمن اهتماماته، أم أنه لن يأبه بشئ اسمه السودان، لا يعرف موقعه في الخريطة ولم يذكره على لسانه في يوم من الأيام؟!  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

حوار مع صديقي المصري عاشق السودان

ليس كلُّ مصري يعرف أىَّ شئ عن السودان، واِنْ كان معظمهم يزعمون ذلك خاصةً سائقي سيارات الأُجرة!! ولعل مردّ ذلك ناتج من كثرة مخالطتهم (لاخواتهم) السودانيين ولكثافة وجود أبناء السودان منذ زمن بعيد في مصر، لكن صديقي المصري عاشق السودان يعرف بلادنا عن قرب ومعايشة لصيقة بأهله، ذلكم هو الدكتور عبدالعاطي المناعي الطبيب الانسان رائد السياحة العلاجية، ومن المفارقات أنه لم يدخل السودان أولَ مرةٍ بصفته طبيباً- إنَّما زاره بصفته مديراً لأعمال المحسن الكبير الشيخ الحاج سعيد لوتاه، لينفذ مشروعاً له في ولاية الجزيرة حيث توطدت صلته بالأستاذ عبد المنعم الدمياطي، والبروفسير الزبير بشير طه، والفريق أول عبد الرحمن سرالختم، والأستاذ عبد الباسط عبد الماجد، وغيرهم كثير، ومن ثم انداحت علاقاته مع أهل السودان، الذي زاره لأكثر من خمسين مرة، وأقام فيه السنوات ذوات العدد وأسس فرعاً لمركز ترافيكير، وشهد لحظة اندلاع الحرب، وعاش في قلب المعارك بالخرطوم لمدة تزيد عن شهرين متتاليين وانتقل لمدني ثم بورتسودان قبل أن يغادر إلى جوبا عاصمة جنوب السودان، وكتب كتاباً- تحت الطبع- وثَّق فيه بعضاً من شهادته على الحرب!!

د.المناعي قال لي وهو في حالٍ من الدهشة عن ما يجري من بعض ضيوف مصر من أهل السودان الذين وصلوا بعد الحرب إذ لم يجد فيهم مثل من عرفهم من قبل!!
قال: شهدت مصر لجوء كثيرٍ من العرب من دول مختلفة، ولكنها لا تعتبر السودانيين لاجئين، فأهل مصر يعتبرون أهل السودان أشقاء بحق وحقيقة، هذه هي القاعدة، وإن كان لكل قاعدة شواذ!!
لكن ما تُظهره بعض فئات السودانيين من سلوكيات غير مناسِبة لأناسٍ وطنهم فى حالة حرب وجودية يكون بعدها أو لا يكون .. شئ يجعل الحكيم حيران!!

حفلات ساهرة ورقص خليع، نحن لم نَرَ مثل ذلك من جنسيات أخرى سبق وصولها لمصر وصول السودانيين بعد الحرب!!

صحيح أن معظم السودانيين فى حالة ذهول وحزن شديدين، ويتحرَّقون شوقاً للعودة لبلادهم، لكن تفشي ظاهرة هذه السهرات طغىٰ على ما سواه من ما يعانيه أهل السودان في مصر من آلام مع قسوة الحياة خارج أرضهم وديارهم !!

والناشطون من السودانيين على وسائل التواصل الإجتماعي، وهو الإعلام الأكثر تأثيراً والأسرع وصولاً للمتلقي، مشغول بسفاسف الأمور ومحاربة طواحين الهواء أما الإعلام الرسمي فمحصلته صفر كبير مع شديد الأسف.

وعلى ذكر الإعلام يقول د.المَنَّاعى لماذا لا نلحظ اهتماماً من إعلام سائر الدول العربية تجاه ما يدور فى السودان، ومصر ليست أستثناءً ؟؟
فى الوقت الذي نجد فيه إعلاماً سالباً تنشط فيه دولة الإمارات مع دورها المعروف في هذه الحرب، لدى كل دول العالم !!

ويختم د.المناعى هذه التساؤلات الحيرىٰ بتأكيده أن السياسة ليست من اهتمامته، لكن الوضع الماثل قد اضْطَره لطرح هذا الموضوع على كل سوداني يلتقي به، فهو عاشق للسودان ولكل ماهو سوداني!!!

وهكذا لم يَدَعْ صديقي المصري عاشق السودان، لِىَ ما أقول!! فالحقُّ أًنطَقه وأخْرَسَني، وبدا الحوار وكأنه من طرفٍ واحد.

والحقيقة أن ماتنضح به مجالس السودانيين في مصر أو بالأحرىٰ في القاهرة عن مثل هذه الممارسات الشائنة شئ لا يمكن الدفاع عنه، بل هى أشياءَ لا يمكن السكوت عليها، ولكن ما باليد حيلة، اللهم أهدِ قومي فإنهم لا يشعرون، ولا أقول لا يعلمون، فالأمر لا يحتاج إلى علمٍ أو كثير بيان، ومع كون أن التعميم ظالم، فهنا في مصر الكثير جداً من الأسر الكريمة المتعففة التي تعانى من شظف العيش في بلد ليس له فيها مصدر رزق ولا قريب قادر على التخفيف من وطأة الحياة اليومية فهم فى بلد [مافيهاش يامَّه أرحمينى] !!

ولربما وجد بعضاً من المطربين والمطربات وفِرَقَهم العذر في أن ما يفعلونه هو لجني المال لأنهم في بلد القول المأثور فيها [معاك قرش تساوي قرش، ما معاكش ما تسواش] !! لعن الله الفقر فإنه يذل أعناق الرجال، ولربما امتثلوا للمقولة الشعبية السودانية [بلداً ما بلدك أمشي فيها عريان] !!
لكن تلك المقولة -على عوارها- كانت مبلوعة قبل أن يصبح العالم كقرية واحدة يُرى فيها العريان أين ما كان !!

عفواً صديقي الفاضل فإن ما تراه هو من عقابيل الحرب التي لم تكن في الحسبان، أو على الأقل ليست بمثل هذه الصورة البشعة، عسىٰ أن تكون خيراً لنا،قال تعالى:-
﴿كُتِبَ عَلَیۡكُمُ ٱلۡقِتَالُ وَهُوَ كُرۡهࣱ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰۤ أَن تَكۡرَهُوا۟ شَیۡـࣰٔا وَهُوَ خَیۡرࣱ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰۤ أَن تُحِبُّوا۟ شَیۡـࣰٔا وَهُوَ شَرࣱّ لَّكُمۡۚ وَٱللَّهُ یَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾

جزىٰ اللهُ الشدائدَ كلَّ خيرٍ عرفت بها عدوِّى من صديقى ، ياصديقى.

محجوب فضل بدري

إنضم لقناة النيلين على واتساب

Promotion Content

أعشاب ونباتات           رجيم وأنظمة غذائية            لحوم وأسماك

2025/12/11 فيسبوك ‫X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة نسمع ضجيجاً ولا نرى2025/12/11 إبراهيم شقلاوي يكتب: العودة للخرطوم ورسائل مفضل2025/12/11 إسحق أحمد فضل الله يكتب: (يا أيها القبر… كم أنت حلو)2025/12/11 هذه المقالة حِصراً لغير المتزوجين2025/12/10 قصة السرير !!2025/12/10 الجيش والمليشيات: لكن الدعم السريع وحش آخر2025/12/10شاهد أيضاً إغلاق رأي ومقالات آلهة “تقدم” تعاقبنا بحمل صخرة الكيزان صعوداً وهبوطاً إلى قيام الساعة 2025/12/10

الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • المملكة تدين الهجوم الذي تعرض له مقر للأمم المتحدة في مدينة كادوقلي في السودان
  • السعودية تدين وتستنكر الهجوم الذي تعرض له مقر الأمم المتحدة في السودان
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بفلسطين تزيد من موجة العنف
  • المملكة تدين الهجوم الذي تعرض له مقر للأمم المتحدة في مدينة كادوقلي بالسودان
  •  الخارجية: المملكة تدين الهجوم الذي تعرض له مقر للأمم المتحدة في مدينة كادوقلي بالسودان
  • الرئيس عون يدين الإعتداء الذي وقع في سيدني
  • الفظائع التي تتكشّف في السودان “تترك ندبة في ضمير العالم”
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة
  • الرئيس السيسي: ندعم وحدة وسيادة السودان وسلامة أراضيه ونساند جهود إنهاء الحرب
  • حوار مع صديقي المصري عاشق السودان