قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، مفتي الجمهورية السابق أن سيدنا محمد ﷺ قد دعا بنفسه إلى عالمية الإسلام، قال تعالى : ﴿إن هو إلا ذكر للعالمين﴾ ، وقال تعالى: ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾.

على جمعة: الله عز وجل يبسط الرزق ويقدره لحكمة جمعة: سيدنا محمد النبي الوحيد الذي جعلت حياته أسوة لكل شخص

وتابع جمعة أن ذلك في حين أن كل نبي جاء لم يدع إلى العالمية، بل دعا إليها من جاء بعده، وهذه العالمية أيدت في القرآن، فنص فيه على أنه محفوظ ﴿إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾ [، وأنه الختام ﴿ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما﴾ ، وأن الدين قد كمل : ﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر فى مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم﴾، ولذا تراه قد اعترف بجميع الأنبياء من قبله، وجعل الإيمان بهم ركن الإيمان بالإسلام، وخاطب الناس أجمعين، فقال : ﴿قل يا أيها الناس إنى رسول الله إليكم جميعا﴾، وقال : ﴿يا بنى آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون﴾.

 


وأضاف جمعة أن وهناك العديد من الخصائص والمعجزات اختص بها رسول الله ﷺ، منها تقدم نبوته وآدم منجدل في طينته، وكتابة اسمه الشريف على العرش وكل سماء والجنان وما فيها وسائر ما في الملكوت، وذكر الملائكة له في كل ساعة، وذكر اسمه في نداء صلاة شريعته، والتبشير به في كل الكتب السابقة ونعته فيها ونعت أصحابه وأمته.


كما بين جمعة أنه قد حجب إبليس من السماوات لمولده ﷺ ، وشق صدره وجعل خاتم النبوة بظهره بإزاء قلبه، وبأنه سمي أحمد ولم يسم به أحد قبله، وبأنه أوتي كل الحسن ولم يؤت سيدنا يوسف عليه السلام إلا الشطر،كما اختص الله نبيه ﷺ  برؤيته جبريل على صورته التي خلق عليها، وبانقطاع الكهانة لمبعثه وحراسة السماء، وبالإسراء وما تضمنه من اختراق السماوات السبع والقرب إلى قاب قوسين وبوطئه مكانا ما وطئه نبي مرسل ولا ملك مقرب وإحياء الأنبياء له وصلاته بهم والملائكة، وباطلاعه إلى الجنة والنار ورؤيته للباري تعالى مرتين، وقتال الملائكة معه، كما اختص الله نبيه ﷺ  بأن لا يكون لأحد عليه فضل في تعليمه الكتابة والقراءة، فأتاه الكتاب وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب.
وكما جعل الله له ﷺ معجزات في الدنيا عديدة منها بأنه كان يرى من خلفه كما يرى من أمامه، ويرى في الليل والظلمة كما يرى بالنهار والضوء، وبأن ريقه يعذب بالماء الملح، ويغذي الرضيع، وعرقه أبيض من المسك، وإبطه أبيض غير متغير اللون لا شعر عليه، وما تثاءب قط ولا احتلم قط، ولم ير له ظل في شمس ولا قمر، وكانت الأرض تطوى له إذا مشى، وأعطى قوة أربعين رجلا ،ومن رآه في المنام فقد رآه حقا فإن الشيطان لا يتمثل بصورته . 


أما ما اختص الله به نبيه ﷺ في الآخرة فخصال كثيرة نذكر منها : أنه ﷺ  أول من تنشق عنه الأرض، وأول من يفيق من الصعقة، وبأنه يحشر في سبعين ألف ملك، ويحشر على البراق، ويؤذن باسمه في الموقف ، ويكسى في الموقف أعظم الحلل من الجنة، وبأنه يقوم عن يمين العرش وبالمقام المحمود، وأن بيده لواء الحمد وآدم ومن دونه تحت لوائه، وأنه إمام النبيين يومئذ وقائدهم وخطيبهم، وأول من يؤذن له بالسجود، وأول من يرفع رأيه، وأول من ينظر إلى الله تعالى. 


وهو كذلك أول شافع وأول مشفع وبالشفاعة العظمى في فصل القضاء، وبالشفاعة في إدخال قوم الجنة بغير حساب، وبالشفاعة فيمن استحق النار أن لا يدخلها، وبالشفاعة في رفع الدرجات ناس في الجنة، وبالشفاعة فيمن خلد في النار من الكفار أن يخفف عنهم، وبالشفاعة في أطفال المشركين أن لا يعذبوا، وأنه أول من يجوز على الصراط، وأنه أول من يقرع أبواب الجنة ، وأول من يدخلها ، وبعده أمته وبالكوثر والوسيلة وهي أعلى درجة في الجنة, وقوائم منبره ذوائب الجنة، ومنبره على ترعة من ترع الجنة، وما بين قبره ومنبره روضة من رياض الجنة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رسول الله الله سيدنا محمد الإسلام جمعة وأول من أول من

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: الكريم إذا وهب ما سلب.. أبرز قواعد الطريق إلى الله

كتب الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، منشورا جديدا عبر صفحته الرسمية على فيس قال فيه: «الكريم إذا وهب ما سلب» قاعدة من قواعد الطريق إلى الله تعالى؛ الكريم – الله عز وجل – إذا وهب الإنسان هبةً معيَّنة، بأن أعطاه سرًّا من الأسرار، أو أكرمه بنورٍ من الأنوار، أو فتح عليه بفتحٍ من الفتوح، أو علَّمه قضيَّةً من القضايا، أو رقَّاه إلى مقامٍ من مقامات العبودية، فإنَّه سبحانه لا يسلبه، ولكن قد يسلب ثوابه – والعياذ بالله – وهذا يسمَّى الخذلان، نعوذ بالله منه. 

وتابع: ولذلك فإنَّ أولياء الله ليسوا معصومين، بل هم مُعرَّضون لأقدار الله – سبحانه وتعالى – في الوقوع في المعصية، ومُعرَّضون أيضًا للسلب، والسلب هنا هو سلب المكانة وليس سلب المقام، يعني تجده هو نفسه يشعر بما يشعر به، ولكنه يُسلب، بمعنى أنَّه عندما عصى الله تعالى، وأصرَّ على عصيانه، فإنَّ الله – سبحانه وتعالى – يسلب منه ثوابه، يوقف الثواب، لكن ما وصل إليه من مقام، فإنَّ الكريم إذا وهب ما سلب.

أية واحدة جمعت أسس الإدارة والعلاقات الإنسانية الناجحة.. تعرف عليهاعلي جمعة: المسلم يتعامل مع الكون كله برِقة ولِينٍ وانسجامعلي جمعة: الله يضع الإنسان في المكان المناسب وعليه أن يرضى ويُتقن عملهمفتاح العلاقة بين العبد وربه.. علي جمعة يحذر العصاة من 5 أفعال

وتابع: فالمقام مستقرٌّ، والحال متغيِّر؛ الحال يردُّ على الإنسان ويزول، يأتي ويذهب، وهذه الأحوال نجد القلب يمتلئ بها فجأة، ثم بعد ذلك تزول أيضًا فجأة؛ أي إنَّ كلمة «الحال» كلمة تعني التغيُّر، والزوال بسرعة، وعدم الاستقرار، والإتيان بطريقة مفاجئة، والذهاب عن القلب بطريقة مفاجئة.

ونوه أن الأحوال هذه تأتي أيضًا من الواردات، يعني أنَّ الواردات من قبيل الأحوال؛ فالإنسان وهو جالس يجد في قلبه أنَّه لا بدَّ أن يتوب، فهذا وارد، ويجد أنَّه لا بدَّ أن يراقب الله في أعماله، فهذا وارد، ويجد أنَّه لا بدَّ أن يُخلي قلبه من القبيح، فهذا وارد، أو أن يذكر بذِكرٍ معين، فهذا وارد من الواردات. ثم يزول هذا الأمر، وتزول الرغبة فيه، وينتهي، ويتحوَّل؛ ولذلك سُمِّيَ حالًا، و«دوام الحال من المحال».

وأشار إلى أن الكلام هذا الذي يتكلَّمه هو أصله في الطريق من كلام العلماء والمشايخ، ثم شاع في الناس بعد ذلك: «دوام الحال من المحال»، {وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}.

 واسترسل: لكن أصلها لما ظهرت شاعت من طريق الصوفية «دوام الحال من المحال»، لماذا؟ لأنَّه حال، ولو بقي ما كان حالًا، ولا يكون حينئذٍ دوام حال، بل يكون دوام مقام؛ فالمقام شأنه الدوام، والثبات، والاستقرار، وعدم السلب.

طباعة شارك الله الطريق إلى الله الكريم الكريم إذا وهب ما سلب دوام الحال من المحال

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: الكريم إذا وهب ما سلب.. أبرز قواعد الطريق إلى الله
  • أصبحنا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص.. أذكار الصباح اليوم الإثنين 1 ديسمبر 2025
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (كوشة العالم واللغة)
  • فاضل كام يوم على شهر رمضان 2026 وأول أيامه فلكيا؟
  • ماذا قال الرسول عن القلق والحزن.. ولماذا الحوقلة سر من أسرار الله
  • فضل دعاء الأم.. يفعل المستحيلات
  • 4 كلمات تحسن خاتمتك وتنور وجهك وتدخلك الجنة
  • فتاوى واحكام..كيف يقضي صلاة الفجر من فاتته مرات كثيرة؟ ..هل دخول الحمام في الظلام يعرضك لـ مَسّ الجن..هل أستطيع الزواج بمن أحب في الجنة؟
  • مفتاح العلاقة بين العبد وربه.. علي جمعة يحذر العصاة من 5 أفعال
  • هل أستطيع الزواج بمن أحب في الجنة؟.. بشرط واحد لا يعرفه كثيرون