بعد عودته إلى البيت الأبيض.. ملفات شائكة تنتظر ترامب في ولايته الثانية
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
بعد فترة من الترقب والجدل، يعود دونالد ترامب إلى البيت الأبيض للمرة الثانية رئيسًا للولايات المتحدة، ففوزه في الانتخابات الرئاسية، التي أُعتبرت واحدة من أكثر المعارك السياسية حدّة في تاريخ أمريكا، يضعه أمام تحديات ضخمة على جميع الأصعدة، داخليًا وخارجيًا.
ورغم أن ترامب كان قد أشار سابقًا إلى احتمال وجود "تزوير" في الانتخابات حال خسارته، فإن فوزه يمثل بداية جديدة لتطبيق سياسات قد تكون أكثر تشددًا، خاصة في القضايا الخارجية التي تمس الأمن القومي الأمريكي والعلاقات الدولية.
الملفات الشائكة التي تنتظر ترامب في ولايته الثانية
مع تولي ترامب منصب الرئيس مجددًا، تبرز أمامه العديد من القضايا المعقدة التي تتطلب استجابة سريعة وفعّالة.
وفي مقدمة هذه القضايا تأتي التحولات المحتملة في سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط، خاصة مع الأزمات المستمرة في قطاع غزة ولبنان، بالإضافة إلى الملف الإيراني الذي لطالما كان محط اهتمام في إدارة ترامب السابقة.
وسياسات الرئيس الأمريكي الجديد ستؤثر بشكل كبير على توازن القوى في المنطقة، حيث يُتوقع أن يعزز من تحالفات أمريكا التقليدية ويشدد الضغط على إيران وحلفائها.
أبرز الأولويات التي ستتخذها إدارة ترامب الثانية
1. التراجع عن التزامات بايدن الخارجية
سيتبنى ترامب سياسة جديدة تتناقض مع العديد من الإجراءات التي اتخذها سلفه جو بايدن، مثل دعم أوكرانيا المستمر، ومن المتوقع أن يفرض ترامب ضغوطًا اقتصادية جديدة على الصين ويجبر دول أوروبا على زيادة مساهماتها في حلف الناتو، في وقت يسعى فيه لتقليص دور الولايات المتحدة في المنظمات الأممية.
2. مواجهة التهديد الصيني
بالنسبة لترامب، الصين ستكون العدو الأكبر على الساحة الاقتصادية، سيواصل الضغط على بكين من خلال الحرب الاقتصادية بدلًا من المواجهات العسكرية، وهو ما سيركز عليه في دوره كزعيم للولايات المتحدة، مؤكدًا على أن الميدان الاقتصادي هو ساحة المعركة المقبلة.
3. ملف الهجرة
يُتوقع أن يعيد ترامب إحياء مشروع الجدار الحدودي مع المكسيك، ويشدد من قوانين الهجرة للحد من تدفق اللاجئين والمهاجرين إلى الولايات المتحدة.
وسيكون هذا الملف أحد أولوياته الرئيسية، في سياق سياسة داخلية تهدف إلى فرض قوانين أكثر صرامة بشأن الهجرة.
4. السياسة الإيرانية: نهج أكثر صرامة
أحد أكبر التحديات التي ستواجه ترامب هو التعامل مع إيران، فمن المتوقع أن يتراجع عن العديد من الاتفاقيات التي توصل إليها بايدن مع طهران، خاصة تلك المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.
وسيتخذ موقفًا متشددًا تجاه الأنشطة الإيرانية في المنطقة، بما في ذلك تقويض علاقاتها مع الصين.
5. السياسات الاقتصادية الداخلية
على الصعيد الداخلي، سيعمل ترامب على إلغاء العديد من السياسات التي تم تبنيها في عهد بايدن، وخاصة تلك المتعلقة بالضرائب والإنفاق الحكومي.
ومن المحتمل أن يعيد العمل بنظامه الضريبي الذي يفضل الشركات الكبرى ورجال الأعمال، مع تقليص البرامج الاجتماعية، ما قد يؤدي إلى تغييرات جوهرية في الاقتصاد الأمريكي.
6. إعادة هيكلة السياسة الشرق أوسطية
في الشرق الأوسط، يُتوقع أن يعيد ترامب تشكيل التحالفات في المنطقة، بدءًا من تعزيز العلاقات مع إسرائيل والدول العربية لمواجهة التهديد الإيراني.
وسيعمل على إنهاء الحروب في لبنان وغزة بشكل يضمن مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، ويركز على ضرب "محور إيران" الذي يضم جماعات مثل حزب الله وحماس.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: استجابة سريعة استجابة اقتصادية الاقتصاد الأمن القومي الأمن القومي الأمريكي الانتخابات الرئاسية البيت الأبيض الثانية التقليدية العلاقات الدولية العلاقات المعارك السياسية الولايات المتحد الولايات المتحدة بداية جديدة
إقرأ أيضاً:
البيت الأبيض: ترامب مستعد لاستئناف التواصل مع زعيم كوريا الشمالية
أكد البيت الأبيض، الأربعاء، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يزال منفتحًا على التواصل مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، في خطوة تعكس إمكانية عودة المحادثات بين الجانبين بعد سنوات من الجمود.
وأعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت خلال حديثها للصحفيين أن "الرئيس مستعد لتبادل الرسائل مع كيم جونج أون"، مشيرة إلى العلاقات الودية التي نشأت بين الزعيمين خلال الولاية الأولى لترامب، والتي شملت ثلاث قمم رئاسية وتبادل العديد مما وصفها ترامب بـ"الرسائل الجميلة".
ورغم هذه اللقاءات التاريخية، لم تسفر المحادثات السابقة عن تقدم فعلي في وقف برنامج بيونج يانج النووي. ففي يونيو من عام 2019، أصبح ترامب أول رئيس أمريكي تطأ قدماه كوريا الشمالية عندما عبر لفترة وجيزة المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين، إلا أن الجهود الدبلوماسية ظلت متعثرة منذ ذلك الحين.
وفي مارس الماضي، أقر ترامب في تصريحات علنية بأن كوريا الشمالية أصبحت بحكم الأمر الواقع "قوة نووية"، في اعتراف يعكس الواقع الجديد الذي تواجهه واشنطن في التعامل مع بيونج يانج.
وتأتي بوادر استئناف التواصل في وقت تولى فيه رئيس كوريا الجنوبية الجديد لي جاي ميونج مهامه، وقد تعهد بدفع عجلة الحوار مع الجارة الشمالية. غير أن محللين يرون أن إدارة ملف كوريا الشمالية في هذه المرحلة قد يكون أكثر صعوبة على كل من ترامب ولي مقارنة بالولاية الأولى للرئيس الأمريكي، في ظل تعقيدات الوضع الأمني والسياسي الراهن.
فمنذ توقف المحادثات، واصلت بيونج يانج توسيع برامجها للأسلحة النووية والصواريخ الباليستية بشكل ملحوظ، كما عززت علاقاتها العسكرية مع روسيا من خلال تقديم دعم مباشر لحرب موسكو في أوكرانيا عبر تزويدها بالأسلحة والقوات.
وفي هذا السياق، ذكرت تقارير أمريكية أن الإدارة الأمريكية أجرت خلال الأشهر الماضية سلسلة من المشاورات الداخلية والخارجية لبحث إمكانية إعادة إطلاق المفاوضات مع كوريا الشمالية. ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مسؤولين قولهم إن مسؤولين من وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي شاركوا في اجتماعات مغلقة مع خبراء لبحث تطورات الأوضاع في بيونج يانج بعد غياب دام أربع سنوات عن الحوار المباشر.
وبحسب المسؤول الأمريكي، فإن هذه الاجتماعات تهدف إلى تقييم الوضع الحالي وتحديد المسارات المحتملة لاستئناف الحوار، بما في ذلك البحث في هوية المفاوضين الكوريين الشماليين الذين قد يقودون المحادثات في حال عودتها.
وفي يناير الماضي، أكد ترامب خلال مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" عزمه إعادة فتح قنوات التواصل مع كيم جونج أون، قائلاً: "سأتواصل معه مرة أخرى". وكان ترامب قد وصف لقاءاته السابقة مع الزعيم الكوري بأنها كانت "ودية" وعكست علاقة شخصية نادرة بين رئيس أمريكي وزعيم كوريا الشمالية.
يأتي هذا التحرك في ظل استمرار المخاوف من تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية، مع احتفاظ بيونج يانج بترسانتها النووية وتنامي تحالفاتها العسكرية في ظل المشهد الجيوسياسي المتوتر عالميًا.