أميركا تحقق برسائل عنصرية تلقاها المواطنون السود غداة الانتخابات الرئاسية
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
أعلن مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) أنه يحقق في رسائل نصية عنصرية تشير إلى العبودية أُرسلت من مصادر مجهولة إلى أميركيين من ذوي البشرة السوداء في عدة ولايات أميركية هذا الأسبوع، تطلب منهم التوجه إلى المزارع لجمع القطن.
وقال البيت الأبيض أمس الجمعة إن السلطات الاتحادية وعلى مستوى الولايات تحقق في الأمر، كما أكد مكتب التحقيقات الفدرالي أنه على اتصال بوزارة العدل الأميركية والسلطات الاتحادية الأخرى بشأن الرسائل التي وصفها بـ"العدوانية والعنصرية".
ونددت الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين والبيت الأبيض بالرسائل التي أرسلها مجهولون تزامنا مع اقتراب نهاية الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة والتي فاز فيها المرشح الجمهوري دونالد ترامب على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن الرسائل العنصرية أصابت العديد من الأميركيين -خاصة السود- بالصدمة، وتحدثت وسائل إعلام أميركية عن حالات عديدة تلقى فيها شباب وأطفال وطلاب ومهنيون سود رسائل من أرقام غير معروفة تتبع نمطا متشابها.
كما أشارت إلى أن أغلب الرسائل كانت تخاطب المتلقين بأسمائهم وتبلغهم بأنه تم اختيارهم "لقطف القطن في أقرب مزرعة"، مع تعليمات بأن يكونوا مستعدين في وقت معين ليتم جمعهم من قبل مشغلي العبيد، وفقا للتقارير، التي قالت إن بعض الرسائل ورد فيها ذكر الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وقالت الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين التي تدافع عن العدالة العرقية وحقوق الأميركيين السود إن الرسائل حثت المتلقين في عدد من الولايات، ومنها ألاباما وكارولينا الشمالية وبنسلفانيا وفرجينيا، على التوجه إلى الحقول لجمع القطن.
ويعد مضمون تلك الرسائل إشارة مهينة تذكر بعبودية السود في الماضي في الولايات المتحدة.
وجاء في تقرير لوكالة أسوشيتد برس أن طلاب المدارس الثانوية والمعاهد العليا كانوا من بين الذين تلقوا الرسائل. وحذرت بعض المناطق المدرسية الطلاب من الرسائل العنصرية وحثتهم على إبلاغ موظفي المدارس أو السلطات المحلية بأي رسائل يتلقونها بهذا المضمون.
تنديد
ونددت الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين بالرسائل العنصرية، وقال ديريك جونسون رئيس الجمعية، في بيان إن "هذه الأفعال ليست طبيعية. ونرفض السماح باعتبارها أمرا طبيعيا".
وأضاف جونسون أن هذه الرسائل "تدخل ضمن انعكاسات فوز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية على نائبة الرئيس كامالا هاريس يوم الثلاثاء وهو الفوز الذي أحدث صدمة في أوساط الأميركيين السود" وفق تعبيره.
وقال إن "الواقع المؤسف المتمثل في انتخاب رئيس احتضن الكراهية تاريخيا، بل وشجعها في بعض الأحيان، يتكشف أمام أعيننا، حيث تمثل هذه الرسائل زيادة مثيرة للقلق في الخطاب البغيض والمثير للاشمئزاز من جماعات عنصرية في جميع أنحاء البلاد، وهي تشعر الآن بالجرأة لنشر الكراهية وتأجيج نيران الخوف التي يشعر بها الكثير منا بعد نتائج انتخابات يوم الثلاثاء".
وذكرت وكالة رويترز، التي أوردت الخبر، أنها سعت للحصول على تعليق من المتحدث باسم حملة الرئيس المنتخب ترامب، لكنها لم تتلق ردا بعد، مشيرة إلى أن ترامب ينفى الآراء التي تتهمه بالعنصرية ويؤكد على أن قائمة أولوياته الاقتصادية ستعود بالنفع على جميع الأميركيين.
وأشارت رويترز إلى أن استطلاعا للرأي أجرته مؤسسة إديسون ريسيرش البحثية في يوم الانتخابات الأميركية، أظهر فوز هاريس بنسبة 85% من أصوات الناخبين الأميركيين السود على مستوى البلاد، بينما حصل ترامب على نسبة 13% من أصوات الناخبين السود، وهو ما يمثل زيادة نقطة مئوية واحدة عن استطلاع للرأي في الانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2020 حين خسر أمام منافسه جو بايدن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الانتخابات الرئاسیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال تجمع انتخابي أقيم في ولاية بنسلفانيا، عن الدول التي يفضل أن يأتي منها المهاجرون إلى الولايات المتحدة، مشيرًا إلى النرويج والسويد والدنمارك، معربًا عن رغبته في استقبال “الناس الطيبين” من هذه الدول.
وقال ترامب وفق صحيفة “نيوزويك” الأمريكية: “لماذا لا يمكن أن يأتي بعض الناس من النرويج أو السويد أو الدنمارك؟ أرسلوا لنا بعض الناس الطيبين، هل تمانعون؟”
وفي المقابل، وصف ترامب دولًا مثل الصومال وأفغانستان وهايتي بأنها “مليئة بالجريمة”، مؤكّدًا موقفه الداعم لوقف دائم للهجرة من دول العالم الثالث. وأضاف: “لم أقل ‘جحيم’ — أنتم من قالتم ذلك”، موضحًا أن الولايات المتحدة استقبلت في السابق مهاجرين من مناطق وصفها بأنها مرتفعة الجريمة، لكنه يسعى إلى تشديد المعايير الأمنية والهجرية.
وكان ترامب في أواخر نوفمبر الماضي قد أعلن عن نيته وقف الهجرة من دول العالم الثالث، بعد حادثة إطلاق نار نفذها مواطن أفغاني على جنديين من الحرس الوطني في واشنطن، وهدد بإلغاء ملايين الطلبات المقبولة في عهد إدارة الرئيس جو بايدن، مع وعد بترحيل أي أجنبي “لا يقدم للولايات المتحدة قيمة إضافية”.
كما أوضح ترامب أنه سيضع حدًا لكل المساعدات الاتحادية لغير الأمريكيين، وسيعمل على ترحيل أي أجنبي يشكل خطرًا أمنيًا أو “لا ينسجم مع الحضارة الغربية”، في إطار استراتيجيته المتشددة تجاه الهجرة، والتي تعكس سياسته المعروفة منذ توليه الرئاسة.
آخر تحديث: 11 ديسمبر 2025 - 18:19