لبنان ٢٤:
2025-07-30@23:41:41 GMT

حزب الله يُنعش رهاناته وترامب يُقيّد هوكشتاين

تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT

كتب ابراهيم حيدر في" النهار": من الآن وحتى تسلم الرئيس الأميركي دونالد ترامب مفتاح البيت الأبيض في 20 كانون الثاني المقبل، يلف الغموض كل المبادرات الدبلوماسية لوقف الحرب في لبنان. وفيما جرى الحديث عن استئناف المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين مهمته بين بيروت وتل أبيب، في محاولة للتوصل إلى وقف اطلاق النار، إلا أن عقبات كثيرة تقف في وجه وساطته، أولها أنه مبعوث للرئيس جو بايدن غير القادر على الضغط، وثانياً فشل هوكشتاين في مهمته الأولى، التي ردت عليها إسرائيل برفع شروط مرتفعة السقف، لا يوافق عليها لبنان.

 

إذا صح الكلام عن أن هوكشتاين يحمل نسخة معدلة للتسوية، فهي إما ستكون منسقة مع فريق ترامب، أو أنها محاولة أخيرة لإدارة بايدن لتسجيل انجاز بالتنسيق مع الأوروبيين للتوصل الى وقف موقت للنار في غزة ولبنان، وهما الجبهتان المترابطتان حيث فشلت الإدارة الأميركية سابقاً في تكريس مسار للحل، بسبب الدعم المطلق لإسرائيل وعدم ممارستها ضغوطاً كافية عليها، لا بل أنها زادت من التوتر الإيراني- الإسرائيلي، ولم تستغل الفرصة لصوغ تفاهمات كانت طهران توافق عليها قبل أن ترد على اغتيال السيد حسن نصرالله واسماعيل هنية، ثم تنفذ إسرائيل ضربات كبيرة في عمق إيران.

توحي المرحلة الفاصلة أن نتنياهو سيستمر في الحرب والعنف والتدمير، وهدفه القضاء على "حزب الله" وفرض المنطقة العازلة بما يتجاوز القرار 1701، أي تكريس سيطرة إسرائيل وتعزيز نفوذها في المنطقة، وعليه ستكون البوابة اللبنانية المدخل لتغيير المعادلات إذا نجحت في الميدان. 

وحتى الآن، كل الدلائل تشير إلى أن ترامب، ووفق مصدر دبلوماسي، سيطلق يد إسرائيل ويبني على ما قدمه لها سابقاً، وهو في الواقع لا ينظر إلى هوكشتاين على أنه موفد يمكنه أن يحقق ما عجز عنه خلال سنة، باعتباره أحد أعضاء فريق بايدن، وبالتالي لا رهان على أن يحقق المبعوث الأميركي أي انجاز من دون دعم فريق ترامب وهو أمر غير متاح في الفترة الانتقالية. على أن جزءاً من المسؤولية في عدم تقدم التسوية على الجبهة اللبنانية يتعلق برهانات المحور الإيراني الذي بنى سياساته على قاعدة أن في الامكان بناء توازن الردع والحاق الهزيمة بإسرائيل، وبالتالي رفض وقف حرب الاسناد من لبنان الذي استنزف في الحرب وها هو يحصد تداعياتها تدميراً ونزوحاً وفي الاقتصاد المتهالك. فانطلاقاً من معادلة توازن الردع اعتبر "حزب الله" أن إسرائيل لن تستطيع كسر الخطوط الحمراء ولن تجرؤ على شن الحرب، ولا على تنفيذ الاغتيالات ليفاجأ وعلى الرغم من التحذيرات الدولية والرسائل المتتالية خلال سنة كاملة، أنه تعرض لضربات كارثية، فيما شنت إسرائيل حرباً تدميرية على لبنان وهجرت كل البيئة الشيعية في الجنوب والبقاع والضاحية.

صحيح أن "حزب الله" أعاد ترتيب أوضاعه بإشراف إيراني، ويراهن في الميدان على الحاق الخسائر بالجيش الإسرائيلي ودفعه الى إعادة النظر في حربه، لكن الحزب وهو يقاتل يستسهل أيضاً ما حل بالبلاد من دمار واستنزاف وذلك بالعودة إلى رهاناته الأولى وكأن شيئاً لم يحدث في بنيته وبيئته، في الوقت الذي تشير اليه كل الأجواء على أن نتنياهو سيواصل حربه مدعوماً من إدارة ترامب المتحفزة لمحاصرة "حزب الله" والضغط على لبنان لدفعه الى توقيع اتفاق وفق شروط إسرائيل. وعليه يبقى لبنان وحيداً في مواجهة الحرب ويتكبد خسائر بفعل رهانات مضخمة، والآتي ربما أعظم وأخطر.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله على أن

إقرأ أيضاً:

تململ وتحولات مفاجئة.. هل بدأ اليمين الأمريكي بمراجعة علاقته مع إسرائيل؟

في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، وتوالي الصور التي توثق المجاعة والدمار على وسائل التواصل الاجتماعي، بدأت مؤشرات التصدّع تظهر في الدعم التقليدي والثابت الذي لطالما قدّمه اليمين الأمريكي لإسرائيل. اعلان

يبدو أن مدة الحرب وكلفتها البشرية، إضافة إلى استهداف الجيش الإسرائيلي لأهداف مسيحية، تسببت في تعميق السخط داخل صفوف اليمين الأمريكي. فقد بدأ عدد من المعلقين المحافظين بالتراجع عن تأييدهم للحرب، فيما وجّه السفير الأمريكي انتقادات حادة للمستوطنين في الضفة الغربية، واصفًا بعض أفعالهم بأنها "إرهابية".

ورغم استمرار الدعم العسكري والدبلوماسي الأمريكي، إلاّ أن اللافت أن مارجوري تايلور غرين أصبحت أول عضو جمهوري تصف الحرب الإسرائيلية بأنها "إبادة جماعية"، في تحول مفاجئ داخل الحزب.

الرأي العام يتبدّل

يعكس هذا التململ أيضًا تغيّرًا في الرأي العام الأمريكي، فقد أظهر استطلاع أجرته شبكة CNN تراجعًا ملموسًا في تأييد الأمريكيين لإسرائيل منذ اندلاع الحرب.

صحيح أن التراجع كان أوضح بين الديمقراطيين والمستقلين، إلا أن نسبة الجمهوريين الذين يعتبرون أفعال إسرائيل مبررة انخفضت من 68% عام 2023 إلى 52%. ويُرجَّح أن صور المجاعة في غزة لعبت دورًا كبيرًا في هذا التحوّل.

وكانت الأمم المتحدة قد أفادت بوفاة 147 شخصًا جوعًا، بينهم 88 طفلًا، وبأن نحو ثلث السكان يعيشون بلا طعام.

Related ترامب يعلن تقليص مهلة الـ50 يومًا لبوتين للتوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيامحذرًا إيران من عودة نشاطها النووي.. ترامب: سنعمل على إنشاء مراكز غذاء في قطاع غزةمع تفاقم الكارثة في غزة.. تصاعد الانتقادات لنهج نتنياهو وترامب يدعوه لاعتماد مقاربة جديدة الغضب يصل إلى البيت الأبيض

في موقف لافت يوم الإثنين، ناقض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رواية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تنكر وجود مجاعة في غزة، قائلًا للصحفيين: "إنها مجاعة حقيقية... أراها، ولا يمكنك تزييف ذلك. لذا، سنكون أكثر انخراطًا".

أما استهداف الجيش الإسرائيلي لكنيسة كاثوليكية في غزة، والذي أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة تسعة بينهم كاهن، فقد أثار غضبًا واسعًا لدى المحافظين. وتواصل ترامب مباشرة مع نتنياهو معربًا عن استيائه.

السفير الأمريكي في إسرائيل، مايك هاكابي، خلال جولة في موقع كنيسة تعرضت لهجمات من قبل مستوطنين إسرائيليين، في 19 يوليو 2025. Nasser Nasser/AP

وبعد أيام من القصف، زار السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي، بلدة الطيبة الفلسطينية المسيحية في الضفة الغربية، عقب هجوم شنّه مستوطنون أشعلوا النيران قرب كنيسة أثرية. وفي بيان له، وصف هاكابي الهجوم بأنه "كارثي" و"عمل إرهابي"، داعيًا إلى محاسبة الفاعلين، لكنّه لم يحمّل الحكومة الإسرائيلية أو المستوطنين أي مسؤولية مباشرة.

اليمين الأمريكي يعيد حساباته؟

تعكس هذه المواقف المتسارعة تغيرًا أعمق، فقد اعتبر تود ديذريج، الشريك المؤسس لمنظمة "تيلوس" الأمريكية، أن بيان هاكابي كان "مفاجئًا" ويشير إلى "بعض التعقيد داخل حركة لم تعرف التعقيد من قبل".

من ناحيته، أعرب المعلّق اليميني الكاثوليكي مايكل نولز عن خيبة أمله من أداء الحكومة الإسرائيلية، قائلًا: "كنت داعمًا بشكل عام لدولة إسرائيل... لكنكم تخسرونني". وأضاف: "يجب أن تنتهي الحرب. إلى متى ستستمر؟ أمريكا هي الصديق الوحيد لإسرائيل، ولا أفهم ما تفعله الحكومة الإسرائيلية هنا".

كما رفض جو روغن، قدم بودكاست أمريكي معروف، والذي أيّد ترامب سابقًا، استضافة نتنياهو على برنامجه، بحسب ما أفاد به يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء. كما نشر روس دوثات، كاتب الرأي المحافظ في "نيويورك تايمز"، مقالًا رأى فيه أن العملية العسكرية الإسرائيلية باتت "غير عادلة".

ورغم أن هذه التحوّلات لا تزال في بدايتها، إلا أن مؤشرات الشك والتململ بدأت تتغلغل في أوساط التيار المحافظ، وخصوصًا ضمن دوائر الشباب والنشطاء والموظفين السياسيين، وبدأت تتشكّل مساحة داخل أوساط اليمين الأمريكي لإعادة تقييم علاقة لطالما اعتُبرت ثابتة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • إعلام عبري: حزب الله يستنفر في الجنوب ويوزع معدات استعدادا لاحتمال الحرب مع إسرائيل
  • ترامب يُمهل بوتين 12 يومًا لإنهاء الحرب .. فهل ترد روسيا العظمى بقصف واشنطن؟ مدفيديف: لسنا (إسرائيل أو إيران)
  • صحف عالمية: على بريطانيا معاقبة إسرائيل وحماس تقود حربا نفسية فعالة
  • تململ وتحولات مفاجئة.. هل بدأ اليمين الأمريكي بمراجعة علاقته مع إسرائيل؟
  • ميدفيديف يرد على”مهلة ترامب”: لسنا إيران أو إسرائيل
  • مدفيديف يحذر ترامب: روسيا ليست إسرائيل أو إيران ولغة الإنذارات تقود إلى الحرب
  • ميدفيديف لترامب: لسنا إسرائيل ولا إيران والإنذارات خطوة نحو حرب بيننا
  • مدفيديف يحذر ترامب: روسيا ليست إسرائيل أو إيران والإنذارات خطوة نحو الحرب
  • ستارمر: صور أطفال غزة مروّعة.. وترامب يتحدث عن خطط مع نتنياهو
  • السيسي: دخول المساعدات يحتاج إلى تنسيق مع الجانب الآخر .. وترامب هو القادر على وقف الحرب في غزة .. فيديو