قضت المحكمة الدستورية العليا، برئاسة المستشار بولس فهمي إسكندر، برفض الطعن المقدم بشأن دستورية اللائحة الداخلية لكلية طب الأسنان بجامعة المنصورة، والتي تنص على اشتراط اجتياز الطالب لجميع المقررات الدراسية للانتقال إلى الفرقة الأعلى. 

وأوضحت المحكمة في حيثياتها أن هذا النص يهدف إلى تحقيق غايات تعليمية واضحة تتماشى مع أهداف الجامعات المصرية.

تفاصيل الحكم وأسباب الرفض

في سياق أسباب الحكم، أكدت المحكمة أن النص القانوني محل الطعن يمثل قاعدة عامة تفرض على جميع طلاب الكلية اجتياز كافة المقررات الدراسية قبل الانتقال للفرقة الأعلى. 

وتعد هذه القاعدة أساسية لضمان جودة التعليم الطبي وتماشيه مع الأهداف التعليمية المنشودة، حيث يكفل للطلاب استيعاب المعارف اللازمة قبل التدرج في السنوات الدراسية.

الغاية من النص

وأوضحت المحكمة أن هذا النص يسعى لتحقيق عدة غايات مشروعة منها:

تحقيق تكافؤ الفرص: بتوفير امتحانات موحدة لجميع الطلاب.تراتيبية المقررات الدراسية: حيث تتطلب بعض المقررات فهمًا مسبقًا من المراحل السابقة، وبالتالي ضمان جاهزية الطالب لاستيعاب المناهج الدراسية المتقدمة.جودة التعليم: ربط التعليم الجامعي بحاجات المجتمع ومعايير التعليم الطبي المتميز.السلطة التقديرية للمشرع

وأشارت المحكمة إلى أن أساليب وطرق تقييم المستوى العلمي لطلاب الكليات الطبية تقع ضمن نطاق السلطة التقديرية للمشرع، الذي يهدف إلى ضمان جودة التعليم دون مخالفة الدستور، وبالتحديد المواد (9) و(53) من الدستور المصري، التي تنص على المساواة وتكافؤ الفرص بين المواطنين.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: المحكمة الدستورية العليا كلية طب الأسنان جامعة المنصورة دستورية اللائحة الداخلية اجتياز المقررات الدراسية التعليم الجامعي

إقرأ أيضاً:

تداعيات استقالة رئيس المحكمة الاتحادية العليا على استقلالية القضاء العراقي

بغداد- شهد المشهد القضائي والسياسي في العراق تطورا لافتا بقبول مجلس القضاء الأعلى، يوم 29 يونيو/حزيران الحالي، استقالة رئيس المحكمة الاتحادية العليا القاضي جاسم محمد عبود العميري.

هذه الخطوة، التي جاءت في سياق حساس ومعقد، تثير تساؤلات جدية حول الأسباب الحقيقية الكامنة وراءها، وتداعياتها المحتملة على استقلالية القضاء العراقي ودوره في حفظ التوازن الدستوري، لا سيما في ظل التحديات الراهنة التي تواجهها البلاد.

من جهته، أكد رائد المالكي، عضو اللجنة القانونية في البرلمان العراقي، للجزيرة نت، أن "إزاحة" العميري عن رئاسة المحكمة الاتحادية العليا تأتي تمهيدا لإصدار قرار بالعدول عن الحكم في قضية خور عبد الله.

دور الاتفاقية

وأصدرت المحكمة في الرابع من سبتمبر/أيلول 2023 قرارها بعدم دستورية قانون تصديق اتفاقية تنظيم الملاحة البحرية في ممر خور عبد الله مع الكويت، التي تم توقيعها بين البلدين عام 2012.

وقسمت الاتفاقية ميناء خور عبد الله بين العراق والكويت، ويقع الميناء في أقصى شمال الخليج العربي بين كل من جزيرتي وربة وبوبيان الكويتيتين وشبه جزيرة الفاو العراقية، ويمتد إلى داخل الأراضي العراقية مشكلا خور الزبير الذي يقع فيه ميناء أم قصر في محافظة البصرة جنوبي العراق.

لكن المحكمة الاتحادية العليا في العراق قضت، في الرابع من سبتمبر/أيلول 2023، بعدم دستورية القانون 42 لسنة 2013 الذي صادق عليه البرلمان، مستندة في حكمها إلى أن التصديق على الاتفاقية لم يحصل على أغلبية الثلثين من أعضاء البرلمان، كما تنص المادة 61 من الدستور العراقي.

خور عبد الله يعد أحد أبرز الملفات المتعلقة بقضية ترسيم الحدود البحرية بين العراق والكويت (الجزيرة)

 

ويوم 15 أبريل/نيسان الماضي، قدم كل من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ورئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد طعنا في قرار المحكمة بشأن الاتفاقية. وأجلت المحكمة يوم 30 من الشهر نفسه النظر في هذا الطعن إلى وقت لاحق، من دون تعيين موعد محدد.

إعلان

وقال المالكي، للجزيرة نت، "لسنا مقتنعين بالسبب المعلن لاستقالة رئيس المحكمة الاتحادية القاضي جاسم العميري. نعتبر هذا العذر شكليا وغير حقيقي، فهو يتمتع بصحة جيدة". وأكد أن مواقف المحكمة في الآونة الأخيرة "خلقت لها خصوما من الكرد والسنة والشيعة، وآخرها قضية خور عبد الله".

وشدد على دعم البرلمان للقضاء، قائلا "سنبقى كما كنا داعمين للقضاء وللمحكمة الاتحادية كمؤسسة مهمة وعليا في البلد. وسنعمل على الدفاع عن استقلاليتها ومهنيتها، يكفينا ما فعلته التوافقية السياسية في المؤسسات الأخرى من فشل وفساد فاضح".

ضغوط سياسية

من جانبه، أوضح الخبير بالشأن الدستوري، مصدق عادل، آلية تشكيل المحكمة الاتحادية الجديدة في ظل استقالة رئيسها وعدد من أعضائها الحاليين، مشيرا إلى احتمال وجود ضغوط سياسية وراء هذه الاستقالات.

وقال، للجزيرة نت، إنه بموجب قانون التعديل الأول لقانون المحكمة رقم 25 لسنة 2021، تجتمع لجنة رباعية برئاسة رؤساء مجلس القضاء والمحكمة الاتحادية وجهازي الإشراف والادعاء العام، وتقوم بانتخاب رئيس للمحكمة وأعضاء آخرين، وترسل الأسماء إلى رئاسة الجمهورية للمصادقة عليها خلال مدة لا تتجاوز 30 يوما.

ووفقا له، تزامن تقديم رئيس المحكمة لطلب الإحالة إلى التقاعد مع موعد النظر في قضية خور عبد الله، بعد أن قامت المحكمة بسحب الموعد ليوم الخميس الماضي، وأضاف "فوجئنا بتقديم 6 من قضاة المحكمة، تبعهم رئيسها، استقالاتهم. بالتالي، فإن هذه الخطوة لا تخلو من الضغوطات السياسية في ما يتعلق بملف خور عبد الله".

وتابع الخبير عادل أنه تم إعطاء هذه الاستقالات الجانب القانوني، باعتبار أن حق التقاعد مكفول لكل قاضٍ، لكن تبقى الاعتبارات السياسية كامنة وراء تقديم طلب إحالة القاضي إلى التقاعد.

وفي ما يتعلق باستقلال القضاء، أكد أن "رئيس مجلس القضاء فائق زيدان حريص على عدم تدخل أي جهة سياسية، سواء كانت البرلمان أو رئاسة الجمهورية أو مجلس الوزراء، في عمل المجلس القضاء. وأعرب عن أمله أن تمتد هذه الاستقلالية إلى المحكمة الاتحادية بعد تشكيلها مجددا، لتكون "حصنا ضد التدخلات السياسية في أعمالها وقراراتها".

فراغ دستوري

من ناحيته، حذر الباحث في الشأن السياسي أثير الشرع من خطورة الوضع الراهن في المحكمة الاتحادية العليا، مؤكدا أن استقالة رئيسها وعدد من أعضائها تمثل "مسألة خطيرة جدا" قد تؤدي إلى فراغ دستوري، وتؤثر على العملية السياسية برمتها، بما في ذلك الانتخابات.

وقال للجزيرة نت إن هناك "مشكلات كبيرة وخطيرة بين السلطات والرئاسات قد تكون استوجبت استقالة رئيس المحكمة إضافة إلى 9 قضاة (6 أساسيين و3 احتياطيين)".

وحسب الباحث الشرع، فإن استقالة القاضي العميري جاءت في توقيت حرج، وقبيل عقد المحكمة الاتحادية جلستها للبت في أمرين مهمين للغاية، وهما انقطاع رواتب موظفي إقليم كردستان العراق وملف خور عبد الله الحدودي مع الكويت. وافترض أن هذين الملفين قد يكونان الدافع وراء استقالة القضاة.

وأضاف "كما توقعنا، هناك حل متفق عليه بين كل السلطات والرئاسات والكتل السياسية لتفادي حصول فراغ دستوري من خلال تكليف قاضٍ ورئيس جديد للمحكمة، وهو السيد منذر إبراهيم حسين"، وتوقع أن الرئيس الجديد قد يطلب من باقي القضاة تقديم استقالاتهم ليتم تعويضهم بآخرين.

إعلان

مقالات مشابهة

  • تداعيات استقالة رئيس المحكمة الاتحادية العليا على استقلالية القضاء العراقي
  • الهيئة القومية لضمان جودة التعليم تعتمد كلية النقل الدولي واللوجستيات بمقر الأكاديمية في أبي قير للمرة الثالثة
  • أخطاء ومخالفات.. أزمة بين طلاب كلية التربية الرياضية بجامعة طنطا | ما القصة؟
  • زياد بهاء الدين: صدور حكم المحكمة الدستورية كان دافعا للتسريع بإصدار قانون الإيجار القديم
  • بوغالي يستقبل رئيس المحكمة الدستورية البرتغالية..وهذا ما دار بينهما
  • ماذا بعد رفض المحكمة العليا الحد من صلاحيات ترامب؟
  • احالة رئيس المحكمة الاتحادية العليا على التقاعد وترشيح آخر بديلا له
  • رسالة ماجستير بجامعة المنصورة تؤكد: التعلم مدى الحياة مفتاح للتربية الرشيدة لأسر الأطفال ذوي الإعاقة
  • رئيس جامعة المنصورة يشارك في اجتماع المجلس الأعلى للجامعات بجامعة دمياط
  • والي قسنطينة يستقبل رئيس المحكمة الدستورية البرتغالي