ينتظر المجتمع الاقتصادي في مصر صدور قرار جمهوري مرتقب خلال الأيام القادمة، يحدد فيه تشكيل مجلس إدارة البنك المركزي المصري الجديد برئاسة المحافظ الحالي، حسن عبد الله، الذي تم التجديد له لمدة عام في أغسطس الماضي. وينتهي المجلس الحالي في السابع والعشرين من نوفمبر، وسط توقعات بتجديد التركيبة لتدعم استقرار القطاع المصرفي وتستجيب للتحديات الاقتصادية المتزايدة.

وفي هذا المقال، نلقي نظرة على تفاصيل تشكيل مجلس إدارة البنك المركزي المصري، ونتناول الدور الذي يلعبه هذا المجلس في تعزيز السياسة النقدية في البلاد، ودعم الاستقرار المالي والمصرفي.

خلفية تاريخية لتجديد مجلس إدارة البنك المركزي

وتم تشكيل مجلس إدارة البنك المركزي الحالي في نوفمبر 2022 بقرار جمهوري، والذي جاء بالتزامن مع تحديات مالية واقتصادية كبيرة مرت بها البلاد. هذا المجلس عمل على تحقيق الاستقرار النقدي وتعزيز السياسات المالية التي دعمت قدرة الاقتصاد المصري على مواجهة الأزمات المتتالية. تم التجديد لحسن عبد الله كمحافظ للبنك المركزي ثلاث مرات منذ توليه هذا المنصب في أغسطس الماضي، مما يعكس ثقة القيادة في قدرته على قيادة هذه المؤسسة الحيوية خلال المرحلة الحالية.

التشكيل الحالي لمجلس إدارة البنك المركزي المصري

كما يضم المجلس الحالي للبنك المركزي المصري أعضاء من ذوي الخبرة في المجالات المختلفة، سواء في الاقتصاد أو المالية أو التكنولوجيا. هذا التشكيل يتيح للمجلس القدرة على التعامل مع تحديات الاقتصاد المتطورة وتوفير رؤى متنوعة لتحقيق استقرار السياسات المالية.

الأعضاء التنفيذيون:حسن عبد الله: القائم بأعمال محافظ البنك المركزي، والذي تم التجديد له بقرار جمهوري.رامي أبو النجا: نائب محافظ البنك المركزي.طارق الخولي: نائب محافظ البنك المركزي.الأعضاء غير التنفيذيين:

ويضم المجلس سبعة أعضاء غير تنفيذيين يمتلكون خلفيات متعددة، مما يضيف بعدًا واسعًا من الخبرة إلى التشكيل:

محمد فريد صالح: رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، يمتلك خبرة واسعة في قضايا الرقابة المالية.علي فرماوي: خبير تكنولوجيا، يقدم خبراته في تطوير التكنولوجيا المالية والتحول الرقمي.نجلاء الأهواني: خبيرة اقتصادية، تقدم رؤيتها الاقتصادية في وضع سياسات داعمة للاقتصاد.شريف كامل: خبير مالي، يساعد في وضع استراتيجيات مالية فعالة لتحقيق التوازن المالي.سميحة فوزي: خبيرة اقتصادية، تقدم رؤى اقتصادية تدعم استدامة النمو المالي.عصام عامر: خبير محاسبي ومالي، يعمل على تعزيز الشفافية والمحاسبة داخل البنك المركزي.محمد الديب: خبير مصرفي، يسهم بخبرته في مجال المصارف لتعزيز كفاءة العمل المصرفي.دور مجلس إدارة البنك المركزي في الاقتصاد المصري

ويشرف مجلس إدارة البنك المركزي على رسم السياسات النقدية وإصدار القرارات التي تهدف إلى الحفاظ على استقرار العملة المحلية، وكذلك إدارة احتياطيات النقد الأجنبي وتنظيم عمل البنوك. هذه المسؤوليات تجعل من المجلس لاعبًا رئيسيًا في توجيه دفة الاقتصاد المصري، خاصة في مواجهة التحديات العالمية مثل التضخم والتقلبات في أسعار العملات الأجنبية.

تأثير التشكيل الجديد على السياسة النقدية

ومع قرب صدور قرار بتشكيل مجلس إدارة جديد، يتوقع المحللون أن يتم التركيز على السياسات التي تهدف إلى تحقيق التوازن بين دعم النمو الاقتصادي وضبط معدلات التضخم. في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، قد يكون للمجلس الجديد دور أكبر في اتخاذ إجراءات تدعم القوة الشرائية للجنيه المصري وتحافظ على استقرار الأسعار.

قانون البنك المركزي.. التعيين وتحديد الصلاحيات

ووفقًا لقانون البنك المركزي والقطاع المصرفي، فإن تعيين مجلس إدارة البنك المركزي يتم بقرار من رئيس الجمهورية بناءً على ترشيح المحافظ وبعد أخذ رأي رئيس مجلس الوزراء. يتم تعيين الأعضاء لمدة 4 سنوات قابلة للتجديد لمرة واحدة فقط. ينص القانون على أن يتكون مجلس الإدارة من المحافظ ونائبين له، بالإضافة إلى رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية وسبعة أعضاء من ذوي الخبرة في المجالات الاقتصادية أو المالية أو القانونية.

التحديات التي تواجه مجلس إدارة البنك المركزي الجديد

ويواجه المجلس تحديات كبرى، منها:

التضخم: السيطرة على معدلات التضخم المتزايدة هو أولوية قصوى.سعر الصرف: تعزيز قيمة الجنيه المصري في مواجهة الدولار والعملات الأجنبية.التكنولوجيا المالية: دعم التحول الرقمي والابتكار في القطاع المصرفي.الشمول المالي: توسيع قاعدة الشمول المالي للوصول إلى أكبر شريحة من المجتمع.الأدوار التنظيمية والإشرافية

فيما يعمل مجلس الإدارة على تعزيز الاستقرار المالي من خلال وضع سياسات تنظيمية للبنوك ومراقبة تطبيقها. كما يلعب دورًا في ضمان سلامة الأصول المصرفية وتطبيق أفضل المعايير في مجال الامتثال.

ما المتوقع من التشكيل الجديد؟

وقد يشهد التشكيل الجديد تغييرًا طفيفًا في الأعضاء غير التنفيذيين، خاصة في حال أرادت القيادة تعزيز الخبرات في مجالات أخرى، مثل الاستدامة الاقتصادية والابتكار في القطاع المالي. تهدف الحكومة المصرية إلى الاستفادة من هذا التشكيل في التعامل مع التحديات الاقتصادية الراهنة وتعزيز الأداء الاقتصادي.

أهمية دور التكنولوجيا المالية والشمول المالي

وفي ظل التقدم التكنولوجي المتسارع، يسعى البنك المركزي المصري إلى دعم وتطوير التكنولوجيا المالية لتعزيز الابتكار المالي وتوسيع قاعدة الشمول المالي. يشمل ذلك دعم مشاريع الدفع الإلكتروني وتسهيل الخدمات المصرفية الرقمية، والتي تعد أساسية لزيادة كفاءة النظام المالي والوصول إلى أكبر شريحة من المواطنين.

رؤية مستقبلية لمجلس الإدارة الجديد

ومن المتوقع أن يواصل المجلس الجديد العمل على تعزيز الاستقرار المالي، بجانب تطوير نظام مصرفي يحقق توازنًا بين التنمية الاقتصادية والتحكم في التضخم. يظل الهدف الرئيسي هو تحقيق اقتصاد قوي ومستدام قادر على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

تعزيز الثقة في الاقتصاد المصري

وإن القرارات التي يتخذها مجلس إدارة البنك المركزي تؤثر بشكل مباشر على الثقة في الاقتصاد المصري. فكل قرار سواء على مستوى أسعار الفائدة أو السياسة النقدية يعزز من استقرار العملة المحلية ويجذب الاستثمارات. يعتبر البنك المركزي المصري حجر الزاوية في دعم النمو الاقتصادي والاستقرار المالي، وتظل توقعات المجتمع الاقتصادي مرتفعة تجاه التشكيل المرتقب.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: البنك المركزي المصري مجلس الادارة حسن عبد الله قرار جمهوري السياسة النقدية الاستقرار المالي التضخم سعر الصرف التكنولوجيا المالية الشمول المالي الاقتصاد المصري التحديات الاقتصادية القطاع المصرفي مجلس إدارة البنک المرکزی البنک المرکزی المصری التکنولوجیا المالیة الاستقرار المالی الاقتصاد المصری قرار جمهوری فی الاقتصاد

إقرأ أيضاً:

البنك المركزي: صندوق الدعم سيرفع كفاءة البنية التحتية التكنولوجية بالبنوك

أعلن البنك المركزي المصري عن إطلاق صندوق دعم وتطوير الجهاز المصرفي وتشكيل مجلس إدارته لمدة أربع سنوات، وذلك برئاسة  حسن عبدالله، محافظ البنك المركزي المصري، وعضوية نخبة من الخبرات المصرفية وغير المصرفية في القطاع المالي وقطاع تكنولوجيا المعلومات.

ويتكون مجلس إدارة الصندوق من أحد عشر عضوًا، بعضوية  رامي أبو النجا نائب المحافظ للاستقرار النقدي وطارق الخولي نائب المحافظ للاستقرار المصرفي، بالإضافة إلى خمسة أعضاء من رؤساء مجالس إدارات البنوك، تم انتخابهم بواسطة اتحاد بنوك مصر، وهم: محمد الأتربي الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي المصري، و محمد عباس فايد الرئيس التنفيذي لبنك أبوظبي الأول - مصر، و عاكف المغربي الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لبنك قناة السويس، و تامر وحيد نائب رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب للبنك العربي الإفريقي الدولي، و محمد عبد القادر المدير التنفيذي لسيتي بنك - مصر.

كما يضم المجلس ثلاثة أعضاء مستقلين من ذوي الخبرة، وهم:  محمد عبدالله الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة ڤودافون مصر والرئيس الإقليمي للأسواق الدولية بمجموعة ڤوداكوم، و هدى منصور العضو المنتدب ونائب رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لشركة مناجم السكري، و طارق عبد الرحمن الرئيس التنفيذي لشركة بنيان للتنمية والتجارة ونائب رئيس مجلس الإدارة لشركة كومباس كابيتال.

وقد ترأس المحافظ الاجتماع الأول لمجلس إدارة الصندوق حيث جرت مناقشة استراتيجيته المستقبلية وأولويات العمل وحوكمة إدارته، وذلك لتحقيق أهدافه الرئيسية.

وبهذه المناسبة، صرح  المحافظ بأن صندوق دعم وتطوير الجهاز المصرفي يأتي في إطار مواصلة جهود تعزيز كفاءة القطاع المصرفي وتعزيز بنيته التحتية ورفع قدرته التنافسية بهدف مواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة وترسيخ قواعد العمل المهني السليم.

وأكد  أن البنك المركزي المصري يحرص على الاستفادة من الخبرات المتنوعة في القطاعين المصرفي وغير المصرفي، بما يضمن صياغة وتنفيذ رؤية استراتيجية شاملة لتطوير الجهاز المصرفي، وتقديم الدعم الفني والمالي اللازم لتنفيذ المبادرات والمشروعات التي تستهدف رفع كفاءة البنية التحتية التكنولوجية، وضمان تأمينها وسلامتها، إلى جانب تطوير الكوادر البشرية في القطاع المصرفي، وفقًا لأفضل الممارسات العالمية المتبعة.

وجدير بالذكر أنه تم إنشاء صندوق دعم وتطوير الجهاز المصرفي بموجب قانون البنك المركزي والجهاز المصرفي رقم 194 لسنة 2020، وله شخصية اعتبارية وميزانية مستقلة ويتبع البنك المركزي، ويضم في عضويته جميع البنوك، ووفقًا لنظامه الأساسي، يتخذ الصندوق كافة الوسائل التي تضمن تحقيق أهدافه، لا سيما فيما يتعلق بتعزيز البنية التحتية المشتركة الداعمة لنظم الدفع القومية، وتطوير البنية التحتية الرقمية والتكنولوجيا المالية في الجهاز المصرفي والاستجابة لحوادث تكنولوجيا المعلومات والهجمات السيبرانية والتعافي منها، بالإضافة إلى دعم بيئة الإبداع والابتكار، وتطوير المنتجات والخدمات المصرفية، وسائر عمليات التطوير التي تسهم في رفع كفاءة البنوك، والعمل على نشر الثقافة المالية وتعزيز الشمول المالي.

ويجوز للصندوق تأسيس شركات مساهمة أو المساهمة في شركات قائمة، بما يلزم لتحقيق أهدافه والنهوض باختصاصاته، كما يجوز له إبرام بروتوكولات تعاون أو مذكرات تفاهم أو اتفاقيات، بهدف التنسيق والتعاون وتبادل المعلومات والخبرات مع الجهات ذات الصلة محليًا ودوليًا.

طباعة شارك البنك المركزى الشمول المالى صندوق الاستثمار

مقالات مشابهة

  • البنك المركزي الأردني يعلن الفائزين بتحدي التوقيع الرقمي للمؤسسات المالية
  • بالأسماء.. قرار جمهوري بتعيين 100 عضو في مجلس الشيوخ | عاجل
  • البنك المركزي يفتتح فعاليات المؤتمر السنوي للجمعية المصرية للمتداولين في الأسواق المالية
  • أسعار العملات العربية والأجنبية في البنك المركزي المصري والـ ATM
  • "المركزي المصري" يطلق صندوقاً لتحديث القطاع المصرفي وتعزيز الشمول المالي
  • مدة مجلسه 4 سنوات.. البنك المركزي يطلق صندوق دعم وتطوير الجهاز المصرفي
  • البنك المركزي يطلق صندوق دعم وتطوير الجهاز المصرفي برئاسة المحافظ
  • البنك المركزي: صندوق الدعم سيرفع كفاءة البنية التحتية التكنولوجية بالبنوك
  • تأسيس شركات.. البنك المركزي يعلن إطلاق صندوق دعم وتطوير الجهاز المصرفي
  • توريد الإيرادات إلى البنك المركزي.. معضلة محورية أمام إنقاذ الاقتصاد والتعافي المالي