هل فقدت شركة طيران أمتعتك؟ قد يصبح تتبعها أكثر سهولة الآن
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تُعتَبر الأمتعة المفقودة واحدة من أكبر تحديات عصر السفر الحديث، فلا تزال معدلات الأمتعة التي يتم التعامل معها بشكلٍ خاطئ مرتفعة منذ بداية الجائحة.
ورغم أن العديد من الركاب يأخذون زمام الأمور بأيديهم، ويضعون أجهزة التتبع داخل أمتعتهم حتى يتمكنوا من معرفة موقعها، إلا أنّ هناك مشكلة رئيسية واحدة فقط، وهي أنّ شركات الطيران لا ترغب بأن تعرف بشأن ذلك على الأغلب.
وعندما فقدت الخطوط الجوية الأمريكية والخطوط الجوية البريطانية دراجة الراكب باري شيري، وهي في طريقها إلى جبال الألب السويسرية في عام 2023، أظهر صاحبها لموظفي المطار في زيورخ الموقع الدقيق لدراجته، لكنهم لم يتمكنوا من فعل أي شيء بهذه المعلومة.
ولكن إذا مرّ شيري بالموقف ذاته خلال رحلة مستقبلية، فقد يتمكن من استردادها بسهولة.
وقد يتمكن المسافرون الذين يستخدمون أجهزة "AirTags" الخاصة بشركة "أبل" من منح طرف ثالث إمكانية الوصول إلى معلومات التتبع في المستقبل، ما يسمح للمطارات وشركات الطيران بالبحث عن الأمتعة في الوقت الفعلي.
وظهر خيار المشاركة الجديد في الإصدارات التجريبية لنظام التشغيل " iOS" الجديد من "أبل"، وفقًا لتقارير من أولئك الذين لاحظوا الميزة.
وهذا يعني أنّه من المرجح طرحه على نطاق واسع في المستقبل.
ولم تستجب "أبل" لطلب CNN لتأكيد الأمر أو التعليق عليه.
ولكن سيضطر المسافرون الذين يرغبون في استعادة حقائبهم التحرك بسرعة، إذ أن خيار التتبع القابل للمشاركة متاح حاليًا لمدة أسبوع فقط.
ويتمتع تطبيق "Find My" المُحدَّث بالقدرة على "مشاركة موقع الحقيبة"، وإنشاء رابط قابل للإرسال إلى طرف ثالث، حتى في حال عدم استخدامه جهازًا من "أبل".
وهذا يعني أنّ الموظفين في مكاتب المطار وفي مراكز الاتصال التابعة لشركات الطيران سيتمكنون من رؤية الموقع المباشر عبر شبكات الحاسوب الخاصة بهم.
وسيسمح خيار جديد آخر، وهو "Show Contact Info" (إظهار معلومات الاتصال)، للحقيبة "المفقودة" من خلال التواصل بأي هاتف أو جهاز لوحي ومشاركة معلومات صاحبه.
ومن ثم تنتهي صلاحية الرابط بمجرد لم شمل المالك بجهازه.
وحتى لو لم يكن لديك جهاز "أبل"، فقد لا يمر وقت طويل قبل أن تتمكن شركات مثل "Tile"، و"Eufy"، و"Knog Scout"، من القيام بالشيء ذاته.
ولكن هل سيُحسِّن ذلك من معدلات إعادة شركات الطيران الحقائب الضائعة إلى الركاب؟ سنكتشف ذلك بمرور الوقت.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: آبل تقنية وتكنولوجيا تكنولوجيا شركات طيران طائرات
إقرأ أيضاً:
إسرائيل انتصرت.. ولكن على شرعيتها!
لوقت مضى كنا عربا ومسلمين نسخر من مقولة "طهارة سلاح جيش الدفاع" وأنه "الأكثر نظافة ومهنية، في العالم"، بل لم نكن نعترف أن هذا الجيش للدفاع بل كنا نقول دائما إنه للعدوان والقتل وارتكاب المذابح، كما سخرنا من فرية "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" كونها محاطة ببحر من "الأعداء العرب" الذين حاولوا "رميها في البحر"، فضلا عن مقولة أنها "واحة الديمقراطية" أو "فيلّا وسط غابة شرق عربي بدوي متوحش". والحقيقة أن كل هذه المصطلحات كانت عماد الرواية والدعاية الإسرائيلية التي صرفت عليها مليارات الدولارات على مدار عقود، وباعتها بسلاسة للرأي العام الغربي، حتى اكتسبت "شرعية وجود" غير قابلة للتساؤل أو التشكيك، وركب قادة ونخب الغرب هذه الأكاذيب التي باتت مسلّمات بين شعوبهم، فوفّروا للكيان أحزمة أمان دولية سياسية واقتصادية وعسكرية غير قابلة للاختراق، وأقنعوا شعوبهم بأن موقفهم "الأخلاقي" يقتضي مد يد المساعدة لليهود المساكين المحاطين بالوحوش العرب المتهيئين لأكلهم.
وكان هذا جسرا عبرت عليه أرتال من العون العسكري والاقتصادي واستثمارات وشراكات علمية، و"وحدة حال" بين مؤسسات الكيان ومؤسسات الغرب على اتساع أنواعها وتخصصاتها. وبالمجمل بنى الكيان بسبب كل هذا اقتصادا مفرط القوة، وصناعات عسكرية وتقنية متقدمة جدا، بل غدا مستأثرا بميزة غير موجودة في أي بلد في المنطقة، وهي حيازته للتكنولوجيا النووية التي مكنته من صناعة القنبلة الذرية بمعونة مباشرة من فرنسا، التي ويا لسخرية الكذب تهدد بالاعتراف بالدولة الفلسطينية اليوم بعد أن ابتلع الكيان جل أو كل الأرض الفلسطينية!!
لا تقوم الدول بدون شرعية دولية، ولا يمكن لأي كيان أن يصبح عضوا في المجتمع الدولي دون أن تتوفر له هذا الشرعية، وليس مهما هنا أن تكون هذه الشرعية مبنية على الأكاذيب أو ارتكاب الجرائم، المهم أن تجد من "يحملها" على محمل الجد، ويسوّقها للدخول إلى المؤسسات الدولية كهيئة الأمم والمؤسسات والاتفاقات المنبثقة عنها. وهكذا وبناء على كل ما تقدم أصبح كيان العدوان والاغتصاب الذي قام على جسد الشعب الفلسطيني كيانا "محترما!" له وزنه في الساحة الدولية، وله مكانة مرموقة في سوق الإنجازات العلمية والصناعية و"الهاي تك" على نحو الخصوص، ما مكنه من تصدير منتجاته في هذا المجال إلى أكثر دول العالم تقدما، ناهيك عن دول العالم الثالث التي زُرعت بخبراء الكيان ومرتزقته من تجار الموت والحروب، بل "تطلع" كثير من أنظمة العرب للاقتداء(!) بما حققه هذا الكيان من تقدم علمي، وسوّقوا هذه الفرية على شعوبهم لتبرير ما سمي "التطبيع" مع الكيان، وهو في الحقيقة تتبيع له ودخول في مجاله الحيوي لخدمته.
الحدث الكبير المزلزل الذي وقع في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 فجّر هذه الفقاعة، فالجيش الأكثر أخلاقية في العالم خلع هذا القناع وارتدى ملابس القراصنة ورجال عصابات القتل والإجرام، وأشعل حربا مجنونة وعدوانا غير مسبوق على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، وإن استأثرت غزة بالجزء الأكثر دموية ودمارا وتوحشا، وبدد الكيان في حربه المنطلقة من أي عقال أخلاقي أو قيمي أو حضاري أو حتى إنساني، كل ما جمعه من "شرعيات" خلال سني عمره التي سبقت معركة طوفان الأقصى، وأطلق النار بشكل مباشر على كل المبررات "الأخلاقية" التي اتكأ عليها لتبرير اغتصاب فلسطين ومحاولة محو آثار الشعب الفلسطيني، إذ خرج هذا الشعب من رماد سبع وسبعين سنة، هي عمر جريمة اغتصاب أرضه، كقوة عملاقة ذات يد طولى وقادرة على ضرب العصب الحي في "كبرياء" الكيان الذي قدم نفسه للعالم نموذجا للدولة العبقرية الناجحة وحتى الأكثر "أخلاقية!" وقوة في وسط عربي همجي دكتاتوري.
باختصار انتصرت "إسرائيل" على نفسها، وقتلت شرعيتها بنفسها، وبدت على حقيقتها: مشروعا استعماريا ومجتمعا مسموما قاتلا يجوع الأطفال ويقتل النساء ويبيد الحياة بكل مظاهرها بدون رحمة، وداس بقدمين ملطختين بالدماء على كل القيم التي تعارف عليها المجتمع البشري منذ بدء الخليقة وحتى الآن، ولم يعد يشتري روايته السابقة عن مظلوميته وأخلاقيته وتقدمه وديمقراطيته حتى طفل صغير في الغرب، هذا الغرب الذي احتضنه وقوّاه ووفّر له كل ما مكّنه من بناء "إمبراطورية" صغيرة في فلسطين، امتدت تأثيراتها إلى معظم دول العالم..
"إسرائيل" التي "انتصرت" على غزة بتدميرها وتفكيك مجتمعها بشكل كامل وهمجي ومتوحش، مدفوعة بشهية انتقام مجنون مهووس، كانت في الحقيقة وهي ترتكب جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية وجرائم تطهير عرقي وتجويع وتعطيش وتشريد لشعب مدني؛ تنتصر على نفسها وتدمر كل ما اكتسبته من "شرعية وجود" لعقود خلت، "إسرائيل" انتصرت في كل معاركها ضد الشعب الفلسطيني لكنها خسرت الحرب!
كيان العدو في فلسطين كان مجرد كذبة، أو فقاعة، صدقها العالم، ثم جاء هذا الكيان لينهيها بنفسه، ويظهر على حقيقته التي تبرّأ منها غالبية يهود العالم من غير الصهاينة، وهذا أعظم إنجاز في التاريخ الفلسطيني والعربي حققه طوفان الأقصى، رغم الثمن الكارثي الذي دفعه الشعب الفلسطيني ولم يزل يدفعه حتى الآن!
أما الكذبة الأكثر إيلاما في المشهد، فتلك المتعلقة بالمقولة العربية الرسمية "فلسطين قضية العرب الأولى!"، حيث اكتشفت الشعوب ولو متأخرة، أن "إسرائيل هي قضية العرب الرسميين الأولى". نقول هذا ونحن نشعر بغصة خانقة، حيث صرفت شعوب هذه المنطقة قرنا من عمرها وهي تنام وتصحو على أكاذيب، منتظرة الفرج من نفس المصدر الذي صنع الكارثة ومدها بأسباب القوة والمنعة، وهذا هو المنجز الكبير الثاني لطوفان الأقصى، الذي لم يكن ليتحقق لولا هذا الخذلان العربي الرسمي الفاضح والمعلن بكل قاحة من لدن البعض لغزة ومأساتها الكبرى!
إسرائيل كمشروع استعماري انتهت وماتت في بلادنا، وبقيت إجراءات "الدفن" وهي عملية قد تستغرق وقتا يعلم الله متى يطول، لكنه يعتمد في الدرجة الأولى على بقاء روح المقاومة متوهجة كالجمر ليس في أنفاق غزة فقط، بل في "أنفاق" العقل الجمعي العربي والإسلامي أيضا!