يمانيون – متابعات
في اليوم الـ51 من معركة “أولي البأس”، دوَّت صافراتُ الإنذار في ثلثَي المساحة الفلسطينية المحتلّة، تزامنًا مع شن المقاومة الإسلامية في لبنان عملياتٍ نوعية، مستهدفةً قواعدَ جيش العدوّ وتجمعاته، شمالي وعمق الأراضي المحتلّة.

وفي التفاصيل؛ واصل جيش العدوّ الصهيوني لليوم الـ12 وضعية الانكفاء والتجحفُل ضمن مناطق دفاعية بدأ بتنظيمها على طول الحافة الأمامية من خلال رفع الجهد الهندسي التأميني الذي يتخلله رفع “سواتر ترابية” في مناطق تجمع السرايا والكتائب، وبناء خيام وبيوت جاهزة لإيواء الجنود بعدما بدأ الطقس الشتوي يحل في ظل أجواء ماطرة وباردة.

وفيما يبدو أن الوقفة التعبوية التي بدأها العدوّ منذ بداية نوفمبر الجاري، قد طالت زمنيًّا في مناطق عمليات (الفرق 146 – المحور الأول)، و (الفرقة 91 – المحور الثالث)، و (الفرقة 210 – المحور الخامس)، ويبقى النشاط مُستمرًّا ولو بشكلٍ محدود في مناطق عمليات “الفرقتين 98 – المحور الرابع، و36 – المحور الثاني).

ولأهداف ترتبط بإمْكَانية تحول “المناورة البرية” إلى عمليةٍ برية واسعة والتي يرجح خبراء عسكريون أن يكون هذان المحوران مناطق العمليات الرئيسية فيها، حَيثُ يركز العدوّ على إبقاء قوات كافية بمستوى كتيبة في المحورين الرابع والثاني تمهيدًا لعملياتٍ مستقبلية متوقعة.

الموقفُ العملياتي للمقاومة خلال الـ24 الساعة الماضية:

في الإطار؛ فَــإنَّ الميدان يحدث عن نفسه، من قرى الحافة الأمامية إلى جنوب “تل أبيب”، وتكثيف نار المقاومة أبلغ رد على التسريبات الإسرائيلية التي تحاول إشاعة أجواء حول اتّفاق يعطي “إسرائيل” مساحة لحرية عمل، وأن أي اتّفاق وقف نار لا يحترم السيادة اللبنانية، ويمنح الصهاينة يدًا منفلتة لن تقبل به المقاومة، التي استهدفت “قاعدة تل نوف” الجويّة جنوبي “تل أبيب”، بصليةٍ من الصواريخ النوعية. ‏

وفي أولى العمليات التي أعلنتها، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية، صباح الثلاثاء، مستوطنة “كفر بلوم” في الجليل الأعلى، بصليةٍ صاروخية، كما تصدّى رجال الله في ‏وحدة ‏الدفاع ‏الجوي، لطائرة مسيّرة إسرائيلية من نوع “هرمز 450” في أجواء “النبطية”، وأُخرى في أجواء القطاع الغربي، وأجبروهما على مغادرة الأجواء اللبنانية.

واستهدف ‏مجاهدو المقاومة الإسلامية مستوطنة “كفر يوفال”، ومستوطنة “ديشون”، بصليةٍ صاروخية، كما نشر الإعلام الحربي مشاهد عن عملية استهداف منطقة “الكريوت”، شمالي مدينة “حيفا” المحتلّة، بصلياتٍ من صواريخ “فادي 1″ و”ملاك 2”.

وفيما لفتت وسائل إعلام إسرائيلية، إلى أن صواريخ حزب الله عبرت عشرات الكيلومترات إلى منطقة الوسط وأدخلت أكثر من مليونَي إسرائيلي إلى الملاجئ، استهدفت المقاومة قاعدة “رغفيم”، وهي القاعدة الأَسَاسية للتدريب للواء غولاني، عبر سربٍ من الطائرات المسيرة، جنوبي مدينة حيفا، كما هاجمت قاعدة لوجستية للفرقة “146” في جيش الاحتلال، شمالي بلدة “الشيخ دنون”، شرقي مدينة “نهاريا”.

وأشَارَت مصادر عبرية إلى اشتعال حريق كبير مكان سقوط صاروخ من لبنان، مؤكّـدةً مصرع مستوطنَينِ اثنينِ في “نهاريا” في الرشقة الأخيرة، وأنهما من عناصر مجموعة الاحتياط في المستوطنة، وأفَادت بأن صليات صاروخية هدفت لتضليلِ المِنصات الاعتراضية باتّجاه “نهاريا” وأُخرى ثقيلة ونوعية باتّجاه محيط “تل أبيب” في توقيتٍ واحد، مؤكّـدةً تعطُّل العمل بمطار “بن غوريون” شرقي “تل أبيب” لأكثر من ساعة.

وضعيةُ الميدان والمواجهة في محاور الحافة الأمامية:

ميدانيًّا؛ تصدى رجال الله لقوةٍ معادية حاولت التوغل من “الضهيرة” باتّجاه وادي “البطيشية” المؤدي إلى وادي “حامول” و”طير حرفا”، ودارت اشتباكات عنيفة قبالة مركز الوحدة “الغانية” في “اليونيفيل” الواقع في أطراف “الضهيرة” الغربية، وشوهدت طائرة عمودية صهيونية تهرع إلى مكان انسحاب قوات العدوّ لإخلاء القتلى والجرحى.

وخلال الـ24 الساعة الماضية، شهد المحور الثاني أعلى نسبة تركيز للعمليات، والعدد الأكبر من الهجمات على القوات المتجحفلة، ويشير الخبراءُ إلى أن ذلك يرجع لأهميته التكتيكية ووجود فرص أكثر للاشتباك فيه، باستخدام مجموعة متنوعة من التكتيكات، وقد قام رجال الله بالتعامل مع تجمعات العدوّ القريبة من “مارون الراس وأفيفيم”، باستخدام الصواريخ والمدفعية الثقيلة وأسراب من المسيرات الانقضاضية.

ووفقًا للمعطيات الميدانية، يبدو أن هذا التركيز الواضح منذ 4 أَيَّـام تقريبًا على استهداف القوات المتجحفلة، في المحور الثاني (منطقة عمليات الفرقة 36)، يشير إلى تركيز المقاومة على إعاقة تحَرّكات العدوّ في هذه المنطقة.

وفي النظر إلى المحور الرابع (منطقة مسؤولية وعمليات الفرقة 98)، يلاحظ أنه يتميز بنشاط استخباري استطلاعي مؤثر للمقاومة في الأماكن التي دخل إليها العدوّ خارج الحدود بمئات الأمتار والتي يصر فيها على الاحتفاظ بقواته في وضع الاختباء بشكلٍ سري.

ويشهد هذا المحور يقظةً استطلاعية عاليةً من المقاومة التي استندت بعد ظهر الاثنين، إلى معلومات استخبارية ميدانية من مرتفع “ساري في كفر كلا”، حَيثُ نجحت مجموعات المقاومة بالتعامل معها بالأسلحة المناسبة، تسببت بمصرع جنديَّين من “لواء 35 المظلي” على الأقل وجرح سبعة بعد استهداف مبنى كانت تتحصن فيه فصيلة من اللواء المذكور.

وبحسب المراقبين فَــإنَّ هذا العددَ من الإصابات بضربة واحدة يعتبر استهدافًا نقطويًّا لقوات متحصنة في موقع “دفاعي” غير مجهز؛ مما رفع عدد إصابات العدوّ الصهيوني.

أما المحاور “الأول، الثالث، والخامس”، فقد شهدت عمليات أقل وبشكلٍ رئيس ضربات صاروخية؛ ما يُشير -بحسب مراقبين- إلى أن دورها ثانوي حَـاليًّا في هذه الجولة من العمليات، كما أن العمق التكتيكي وهي المناطق القريبة من الحدود، فقد تركزت العمليات فيها على استهداف التجمعات العسكرية باستخدام الصواريخ والقذائف المدفعية والمسيّرات؛ ما يؤكّـد قدرة رجال الله على الرد السريع والاشتباك المباشر.

وبناءً على بيانات المقاومة يظهر أن العمق التعبوي للعدو (منطقة عمليات خيبر)، شهد استهداف قواعد عسكرية ومستوطنات في العمق، وهذا يُظهر القدرة على توجيه ضربات مؤثرة بعيدة مدى، وتعطيل القدرات اللوجستية والقيادية للعدو، ويدحض الادِّعاءات الصهيونية بتدمير سلاح المقاومة أَو حتى التأثير فيه، كما أن استخدام أسراب المسيّرات الانقضاضية والصواريخ بعيدة المدى بمختلف الأصناف يُعزز هذا التقييم.

رسالةٌ من مجاهدي المقاومة الإسلامية إلى عوائل الشهداء الكرام:

في السياق؛ نشر الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية رسالة من مجاهدي المقاومة إلى عوائل الشهداء الكرام، جاء فيها: “من المنتظرين في ثغور الجهاد والمقاومة والثبات والبطولة، نرسل بمناسبة يوم شهيد حزب الله إلى جميع عوائل المضحين والشهداء أسمى آيات التبريك والتهنئة، سائلين المولى لكم الصبر وعلوّ الدرجات في الدنيا والآخرة”.

وأضافت الرسالة، “نعاهدكم يا عوائل شهدائنا بالتمسّك بنهج الشهداء مشاعل الطريق والسير في هدي وصاياهم وحملِ أهدافهم حتى تحقيق النصر المبين على أعداء الدين”.

وباركوا، “في هذه المناسبة العزيزة على قلوب جميع المجاهدين المنتشرين والمتأهبين على امتداد المحاور في مواجهة العدوّ، نبارك لشهدائنا الأبرار مقامهم السامي في العلياء ولقائهم بسيد شهداء الأُمَّــة السيد حسن نصر الله (رضوان الله تعالى عليهم أجمعين) عند الرب الكريم مع محمد وآله الطاهرين”.

وقالت رسالة رجال الله: إنّ “عهدنا مع الدماء الزاكية أن نبقى في إثرها، لنصون الأرض ونحمي شعبنا ونسيِّج الوطن بأشفار العيون.. كُـلّ السلام إلى عوائل شهدائنا الأبرار آباءً وأُمهات أبناء وبناتٍ وزوجات”.

وخلصت الرسالة بتوجيه “تحية إكبارٍ وإجلال لعطاءاتهم وتضحياتهم التي ستزهر نصرًا مؤزّرًا تبقى معه رايتنا الجهادية خفّاقة عالية، ومنارةً تضيء دروب المجاهدين والمستضعفين”.

يذكر أنهُ ولليوم الـ51 تواليًا، يواصل العدوّ الإسرائيلي حربه على لبنان، موسعًا غاراته وعدوانه ليشمل الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق وبلدات عدة جنوبًا وبقاعًا، وبحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة اللبنانية، “أسفر عن ارتقاء أكثر من 3189 شهيدًا وإصابة نحو 14078 آخرين.
——————————–
المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المقاومة الإسلامیة رجال الله تل أبیب

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يتسلم رسالة من رئيس حركة المقاومة الإسلامية “حماس”

الثورة نت/..
التقى وزير الخارجية والمغتربين، جمال عامر، اليوم، ممثل حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بصنعاء معاذ أبوشمالة، الذي سلّمه رسالة خطية من رئيس الحركة الدكتور خليل الحيّة.

حيث عبر الدكتور الحيّة عن تقدير واعتزاز حركة “حماس” بتضحيات أبناء اليمن، إخوان الصدق أنصار الله، والشعب اليمني الأبي، يمن الإيمان والحكمة، والنصرة والتحدي وثباتهم وبطولاتهم واستبسالهم في وجه العدو الصهيوني وحلفائه، رغم حجم التضحيات والتهديدات، والهجمات الهمجية التي يتعرض لها اليمن.

وأكدت الرسالة أن اليمن وشعبه مستمر على عهد الوفاء لغزة ودماء الشهداء، ولم يزدها البُعد الجغرافي عن فلسطين، إلا قرباً وتمسكاً بقضية العرب والمسلمين المركزية، وتصميماً واستمراراً في الدعم والإسناد والدفاع عن غزة وفلسطين.

وقال الدكتور الحية في رسالته :”إننا في حركة حماس ومعنا أبناء شعبنا الفلسطيني، نشيد بصمود وتضحيات وإصرار القيادة والشعب اليمني وما تبذله وتقدمه في سبيل الله، ونصرة قضيتنا العادلة، ودفاعاً عن شعبنا الصابر في غزة”.

كما أكد على أن حركة “حماس” والشعب الفلسطيني لن ينسى لليمنيين المواقف التاريخية، بقيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، مشيرًا إلى أن المواقف اليمنية “تجاوزت الكلمات والإدانات، بل سطرت بالأفعال ومُهرت بالدماء والأشلاء، مروراً بالمسيرات المليونية الحاشدة، ثم الصواريخ والمسيرات التي ما تزال تضرب عمق الكيان الصهيوني، وصولاً إلى فرض الحصار البحري في مرحلته الرابعة على كيان الاحتلال”.

وأضاف: “لا ننسى مواقفكم السياسية في دعم الحق الفلسطيني وإدانة جرائم الاحتلال”.

واختتم الدكتور الحيّة الرسالة بالقول :”بالرغم من حجم الألم الذي يعتصر قلوبنا، فإننا على يقين بوعد الله ونصره لعباده المؤمنين المجاهدين، وقرب زوال هذا الكيان الغاصب، وتحرير أرضنا ومقدساتنا، وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس”.

وفي اللقاء جدّد الوزير عامر، التأكيد على الموقف الثابت للسيد القائد عبدالملك الحوثي وحكومة التغيير والبناء والشعب اليمني، في استمرار الدعم والإسناد لقطاع غزة، ورفض الخضوع لأي إغراءات مقابل وقف العمليات العسكرية في البحر الأحمر.

وأوضح أن الدخول في المرحلة الرابعة من عمليات الدعم والاسناد قد تشهد مفاجآت تذهل العدو الصهيوني ومن يقف وراءه، لافتًا إلى أن الحل يأتي وفق معادلة بسيطة مفادها وقف العدوان على قطاع غزة، وضمان الدخول الحر لكافة المساعدات الإنسانية والغذائية والدوائية والوقود.

وأشاد وزير الخارجية بصمود المقاومة في قطاع غزة في مواجهة جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني، مؤكدًا أن استمرار المقاومة لما يقارب عامين، دليل على فشل العدو أخلاقياً وسياسياً وعسكرياً، ما يدفعه لممارسة سياسة التجويع بحق المدنيين من نساء وأطفال وكبار السن.

واعتبر الوزير عامر المقاومة الفلسطينية رمزاً وأيقونة للجهاد في العالم.

بدوره، أشاد ممثل حركة حماس بصنعاء، بالموقف التاريخي الانساني للجمهورية اليمنية بقيادة السيد القائد عبدالملك الحوثي.

وثمن الدعم اللامحدود لأبناء قطاع غزة، واصفاً إياه بالموقف المشرف الذي لن ينساه التاريخ.

وأثنى أبو شمالة على الخروج الطوعي لملايين من أبناء الشعب اليمني في مسيرات أسبوعية للتعبير عن دعمهم لموقف القيادة اليمنية واستمرارها في إسناد القضية الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • الحرب المقبلة مع “إسرائيل”
  • “القسام” تعرض مشاهداً لاستهدافها جنود وآليات العدو الصهيوني شرق مدينة غزة
  • مسيرات مليونية في صنعاء والمحافظات تحذر من المخطط الصهيوني التوسعي ومؤامرة نزع سلاح المقاومة
  • فصائل المقاومة الفلسطينية تؤكد أن تصريحات “نتنياهو” تُظهر الوجه الحقيقي والنوايا الخبيثة للكيان الصهيوني
  • “سرايا القدس” تدمر آلية للعدو الصهيوني في خان يونس
  • “سرايا القدس” و”القسام” تقصفان تجمعاً لجنود وآليات العدو الصهيوني بخانيونس
  • “القسام” تستهدف دبابتين صهيونيتين جنوب غزة
  • جراء الحصار الجوي اليمني .. العدو الصهيوني يتجه لتحويل مطار “اللد” إلى قاعدة لشركات أجنبية
  • وزير الخارجية يتسلم رسالة من رئيس حركة المقاومة الإسلامية “حماس”
  • رفع دعوى قضائية أمام “الجنائية الدولية” بشأن استهداف العدو الصهيوني للصحفيين بغزة