في اليوم الـ51 لمعركة “أولي البأس”.. المقاومة تُحكم الطوق على العدو.. تصعيد نوعي يضاعف خسائر الكيان الصهيوني
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
يمانيون – متابعات
في اليوم الـ51 من معركة “أولي البأس”، دوَّت صافراتُ الإنذار في ثلثَي المساحة الفلسطينية المحتلّة، تزامنًا مع شن المقاومة الإسلامية في لبنان عملياتٍ نوعية، مستهدفةً قواعدَ جيش العدوّ وتجمعاته، شمالي وعمق الأراضي المحتلّة.
وفي التفاصيل؛ واصل جيش العدوّ الصهيوني لليوم الـ12 وضعية الانكفاء والتجحفُل ضمن مناطق دفاعية بدأ بتنظيمها على طول الحافة الأمامية من خلال رفع الجهد الهندسي التأميني الذي يتخلله رفع “سواتر ترابية” في مناطق تجمع السرايا والكتائب، وبناء خيام وبيوت جاهزة لإيواء الجنود بعدما بدأ الطقس الشتوي يحل في ظل أجواء ماطرة وباردة.
وفيما يبدو أن الوقفة التعبوية التي بدأها العدوّ منذ بداية نوفمبر الجاري، قد طالت زمنيًّا في مناطق عمليات (الفرق 146 – المحور الأول)، و (الفرقة 91 – المحور الثالث)، و (الفرقة 210 – المحور الخامس)، ويبقى النشاط مُستمرًّا ولو بشكلٍ محدود في مناطق عمليات “الفرقتين 98 – المحور الرابع، و36 – المحور الثاني).
ولأهداف ترتبط بإمْكَانية تحول “المناورة البرية” إلى عمليةٍ برية واسعة والتي يرجح خبراء عسكريون أن يكون هذان المحوران مناطق العمليات الرئيسية فيها، حَيثُ يركز العدوّ على إبقاء قوات كافية بمستوى كتيبة في المحورين الرابع والثاني تمهيدًا لعملياتٍ مستقبلية متوقعة.
الموقفُ العملياتي للمقاومة خلال الـ24 الساعة الماضية:
في الإطار؛ فَــإنَّ الميدان يحدث عن نفسه، من قرى الحافة الأمامية إلى جنوب “تل أبيب”، وتكثيف نار المقاومة أبلغ رد على التسريبات الإسرائيلية التي تحاول إشاعة أجواء حول اتّفاق يعطي “إسرائيل” مساحة لحرية عمل، وأن أي اتّفاق وقف نار لا يحترم السيادة اللبنانية، ويمنح الصهاينة يدًا منفلتة لن تقبل به المقاومة، التي استهدفت “قاعدة تل نوف” الجويّة جنوبي “تل أبيب”، بصليةٍ من الصواريخ النوعية.
وفي أولى العمليات التي أعلنتها، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية، صباح الثلاثاء، مستوطنة “كفر بلوم” في الجليل الأعلى، بصليةٍ صاروخية، كما تصدّى رجال الله في وحدة الدفاع الجوي، لطائرة مسيّرة إسرائيلية من نوع “هرمز 450” في أجواء “النبطية”، وأُخرى في أجواء القطاع الغربي، وأجبروهما على مغادرة الأجواء اللبنانية.
واستهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية مستوطنة “كفر يوفال”، ومستوطنة “ديشون”، بصليةٍ صاروخية، كما نشر الإعلام الحربي مشاهد عن عملية استهداف منطقة “الكريوت”، شمالي مدينة “حيفا” المحتلّة، بصلياتٍ من صواريخ “فادي 1″ و”ملاك 2”.
وفيما لفتت وسائل إعلام إسرائيلية، إلى أن صواريخ حزب الله عبرت عشرات الكيلومترات إلى منطقة الوسط وأدخلت أكثر من مليونَي إسرائيلي إلى الملاجئ، استهدفت المقاومة قاعدة “رغفيم”، وهي القاعدة الأَسَاسية للتدريب للواء غولاني، عبر سربٍ من الطائرات المسيرة، جنوبي مدينة حيفا، كما هاجمت قاعدة لوجستية للفرقة “146” في جيش الاحتلال، شمالي بلدة “الشيخ دنون”، شرقي مدينة “نهاريا”.
وأشَارَت مصادر عبرية إلى اشتعال حريق كبير مكان سقوط صاروخ من لبنان، مؤكّـدةً مصرع مستوطنَينِ اثنينِ في “نهاريا” في الرشقة الأخيرة، وأنهما من عناصر مجموعة الاحتياط في المستوطنة، وأفَادت بأن صليات صاروخية هدفت لتضليلِ المِنصات الاعتراضية باتّجاه “نهاريا” وأُخرى ثقيلة ونوعية باتّجاه محيط “تل أبيب” في توقيتٍ واحد، مؤكّـدةً تعطُّل العمل بمطار “بن غوريون” شرقي “تل أبيب” لأكثر من ساعة.
وضعيةُ الميدان والمواجهة في محاور الحافة الأمامية:
ميدانيًّا؛ تصدى رجال الله لقوةٍ معادية حاولت التوغل من “الضهيرة” باتّجاه وادي “البطيشية” المؤدي إلى وادي “حامول” و”طير حرفا”، ودارت اشتباكات عنيفة قبالة مركز الوحدة “الغانية” في “اليونيفيل” الواقع في أطراف “الضهيرة” الغربية، وشوهدت طائرة عمودية صهيونية تهرع إلى مكان انسحاب قوات العدوّ لإخلاء القتلى والجرحى.
وخلال الـ24 الساعة الماضية، شهد المحور الثاني أعلى نسبة تركيز للعمليات، والعدد الأكبر من الهجمات على القوات المتجحفلة، ويشير الخبراءُ إلى أن ذلك يرجع لأهميته التكتيكية ووجود فرص أكثر للاشتباك فيه، باستخدام مجموعة متنوعة من التكتيكات، وقد قام رجال الله بالتعامل مع تجمعات العدوّ القريبة من “مارون الراس وأفيفيم”، باستخدام الصواريخ والمدفعية الثقيلة وأسراب من المسيرات الانقضاضية.
ووفقًا للمعطيات الميدانية، يبدو أن هذا التركيز الواضح منذ 4 أَيَّـام تقريبًا على استهداف القوات المتجحفلة، في المحور الثاني (منطقة عمليات الفرقة 36)، يشير إلى تركيز المقاومة على إعاقة تحَرّكات العدوّ في هذه المنطقة.
وفي النظر إلى المحور الرابع (منطقة مسؤولية وعمليات الفرقة 98)، يلاحظ أنه يتميز بنشاط استخباري استطلاعي مؤثر للمقاومة في الأماكن التي دخل إليها العدوّ خارج الحدود بمئات الأمتار والتي يصر فيها على الاحتفاظ بقواته في وضع الاختباء بشكلٍ سري.
ويشهد هذا المحور يقظةً استطلاعية عاليةً من المقاومة التي استندت بعد ظهر الاثنين، إلى معلومات استخبارية ميدانية من مرتفع “ساري في كفر كلا”، حَيثُ نجحت مجموعات المقاومة بالتعامل معها بالأسلحة المناسبة، تسببت بمصرع جنديَّين من “لواء 35 المظلي” على الأقل وجرح سبعة بعد استهداف مبنى كانت تتحصن فيه فصيلة من اللواء المذكور.
وبحسب المراقبين فَــإنَّ هذا العددَ من الإصابات بضربة واحدة يعتبر استهدافًا نقطويًّا لقوات متحصنة في موقع “دفاعي” غير مجهز؛ مما رفع عدد إصابات العدوّ الصهيوني.
أما المحاور “الأول، الثالث، والخامس”، فقد شهدت عمليات أقل وبشكلٍ رئيس ضربات صاروخية؛ ما يُشير -بحسب مراقبين- إلى أن دورها ثانوي حَـاليًّا في هذه الجولة من العمليات، كما أن العمق التكتيكي وهي المناطق القريبة من الحدود، فقد تركزت العمليات فيها على استهداف التجمعات العسكرية باستخدام الصواريخ والقذائف المدفعية والمسيّرات؛ ما يؤكّـد قدرة رجال الله على الرد السريع والاشتباك المباشر.
وبناءً على بيانات المقاومة يظهر أن العمق التعبوي للعدو (منطقة عمليات خيبر)، شهد استهداف قواعد عسكرية ومستوطنات في العمق، وهذا يُظهر القدرة على توجيه ضربات مؤثرة بعيدة مدى، وتعطيل القدرات اللوجستية والقيادية للعدو، ويدحض الادِّعاءات الصهيونية بتدمير سلاح المقاومة أَو حتى التأثير فيه، كما أن استخدام أسراب المسيّرات الانقضاضية والصواريخ بعيدة المدى بمختلف الأصناف يُعزز هذا التقييم.
رسالةٌ من مجاهدي المقاومة الإسلامية إلى عوائل الشهداء الكرام:
في السياق؛ نشر الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية رسالة من مجاهدي المقاومة إلى عوائل الشهداء الكرام، جاء فيها: “من المنتظرين في ثغور الجهاد والمقاومة والثبات والبطولة، نرسل بمناسبة يوم شهيد حزب الله إلى جميع عوائل المضحين والشهداء أسمى آيات التبريك والتهنئة، سائلين المولى لكم الصبر وعلوّ الدرجات في الدنيا والآخرة”.
وأضافت الرسالة، “نعاهدكم يا عوائل شهدائنا بالتمسّك بنهج الشهداء مشاعل الطريق والسير في هدي وصاياهم وحملِ أهدافهم حتى تحقيق النصر المبين على أعداء الدين”.
وباركوا، “في هذه المناسبة العزيزة على قلوب جميع المجاهدين المنتشرين والمتأهبين على امتداد المحاور في مواجهة العدوّ، نبارك لشهدائنا الأبرار مقامهم السامي في العلياء ولقائهم بسيد شهداء الأُمَّــة السيد حسن نصر الله (رضوان الله تعالى عليهم أجمعين) عند الرب الكريم مع محمد وآله الطاهرين”.
وقالت رسالة رجال الله: إنّ “عهدنا مع الدماء الزاكية أن نبقى في إثرها، لنصون الأرض ونحمي شعبنا ونسيِّج الوطن بأشفار العيون.. كُـلّ السلام إلى عوائل شهدائنا الأبرار آباءً وأُمهات أبناء وبناتٍ وزوجات”.
وخلصت الرسالة بتوجيه “تحية إكبارٍ وإجلال لعطاءاتهم وتضحياتهم التي ستزهر نصرًا مؤزّرًا تبقى معه رايتنا الجهادية خفّاقة عالية، ومنارةً تضيء دروب المجاهدين والمستضعفين”.
يذكر أنهُ ولليوم الـ51 تواليًا، يواصل العدوّ الإسرائيلي حربه على لبنان، موسعًا غاراته وعدوانه ليشمل الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق وبلدات عدة جنوبًا وبقاعًا، وبحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة اللبنانية، “أسفر عن ارتقاء أكثر من 3189 شهيدًا وإصابة نحو 14078 آخرين.
——————————–
المسيرة
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: المقاومة الإسلامیة رجال الله تل أبیب
إقرأ أيضاً:
فصائل وقوى فلسطينية تدين استهداف العدو الصهيوني للمستشفى الأوروبي بغزة
يمانيون../
أدانت فصائل وقوى فلسطينية ، مساء اليوم الثلاثاء، استهداف العدو الصهيوني مستشفى الأوروبي ومحيطه في جريمة جديدة تستهدف مستشفيات قطاع غزة.
واستشهد ما لا يقل عن 28 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف العدو بأحزمة نارية في محيط مستشفى غزة الأوروبي في خانيونس ،كما قصف أحد المنازل، جنوبي قطاع غزة.
واعتبرت حركة الأحرار الفلسطينية في بيان أن الذرائع التي يسوٌّقها جيش العدو ومؤسساته الأمنية مدعين جود قيادات ورجالات للمقاومة تحت مبنى مستشفى غزة الأوروبي وغيرها من المستشفيات، هدفها استهداف القطاع الطبي، وخلق حالة من إنعدام الأمن الصحي وعدم وجود أو إبقاء مؤسسات خدماتية طبية في قطاع غزة في ظل نقص خدماتي شديد اصلا فيها.
وأشارت إلى أن العدو الاسرائيلي يتعمد استهداف التجمّعات المدنية، من المستشفيات مراكز الإيواء والنزوح إلى نقاط توزيع الطعام، في إطار حرب إبادة ممنهجة تهدف إلى إيقاع أكبر عدد من الضحايا بين صفوف المدنيين العزّل، وكسر إرادة شعبنا عبر القتل والتجويع والحصار.
من جانبها ادانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بأشد العبارات المجازر الدموية التي ارتكبتها قوات العدو الإسرائيلي بحق المؤسسات الصحية في جنوب قطاع غزة، وآخرها استهداف مشفى غزة الأوروبي ومحيطه في محافظة خان يونس، وذلك بعد ساعات فقط من قصف أحد الأقسام في مستشفى ناصر في المدينة ذاتها.
وأشارت الجبهة الديموقراطية أن هذه الجرائم المتلاحقة ضد المرافق الصحية والطواقم الطبية تكشف بوضوح عن تعمّد العدو تنفيذ سياسة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، من خلال استهداف ممنهج للقطاع الصحي ومقومات البقاء، بما يشكّل جريمة حرب مكتملة الأركان وفق القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.
وأكدت الجبهة أن الصمت الدولي، والدعم السياسي والعسكري المفتوح من الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية للعدو، شكّل مظلة للإفلات من العقاب، وسمح للعدو بالمضي قدماً في ارتكاب المزيد من المجازر والانتهاكات دون أي رادع.
وطالبت الجبهة الديمقراطية بتحرك دولي عاجل وفاعل، يتجاوز الإدانة اللفظية، ويؤدي إلى محاسبة قادة العدو كمجرمي حرب أمام المحكمة الجنائية الدولية، وفرض عقوبات رادعة على العدو، ووقف عدوانها المتواصل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ودعت الجبهة إلى توفير دعم طبي وإنساني عاجل للقطاع الصحي المنهك في غزة، وتعزيز صموده في وجه الاستهداف الصهيوني الممنهج، وضمان الحماية الكاملة للطواقم الطبية والمرافق الصحية التي باتت هدفاً مباشراً للعدوان.
فيما أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في بيان في وقت سابق أن الغارات الوحشية المكثّفة التي شنّها جيش العدو الفاشي على حرم مستشفى غزة الأوروبي ومحيطه، جريمة جديدة تستهدف ما تبقى من مستشفيات قطاع غزة، بهدف إخراجها عن الخدمة.
وتأتي هذه الجريمة بعد قصف مشابه استهدف مبنى الجراحات بمستشفى ناصر الطبي، أسفر عن استشهاد الصحفي حسن تصليح وعدد من الجرحى، ودمار هائل في المكان.
ولا تزال قوافل الشهداء في قطاع غزة، تتسارع في ظل الاستهدافات المكثفة التي يشنها جيش العدو الإسرائيلي على القطاع المحاصر، منذ 583 يوماً، وسط صمتٍ عربي ودولي مُخزٍ.
وارتفعت حصيلة العدوان العسكري الصهيوني منذ 7 أكتوبر 2023 على قطاع غزة، إلى 52 ألفًا و908 شهيدًا، بالإضافة لـ 119 ألفًا و721 مصابًا بجروح متفاوتة؛ بينها خطيرة وخطيرة جدًا، وغالبيتهم أطفال ونساء.