أضخم عملية فساد واحتيال وفضيحة تاريخية بالسودان.. (الحلقة الثالثة)

 

وجه النهار

هاجر سليمان

مخطط خبيث للدعم السريع للاستيلاء على أصول بنك الثروة الحيوانية وبيعها في مزاد علني. تفاصيل استدعاء الوزيرة وتحذيرها من ملف يخص (حميدتي). لا زلنا نواصل سرد المثير في أكبر سلسلة فساد قادها الدعم السريع وكادت تطيح بحقوق آلاف الأبرياء من أصحاب الأسهم.

 

قامت لجنة المساهمين في بنك الثروة الحيوانية بالاجتماع بوزيرة التجارة آنذاك آمال صالح واطلاعها بما يحدث في البنك وخطط الدعم السريع لإهدار حقوق المساهمين والتغول على حقوق الدولة، باعتبار أن ملف البنك خاضع لإشراف وزارة التجارة، بجانب خطورة مخطط الدعم السريع للاستيلاء على مؤسسات القطاع العام وممتلكات قطاع الثروة الحيوانية المملوكة للدولة. وذلك استشعارًا من اللجنة بمسؤوليتها إزاء المساهمين.

 

تجاوبت الوزيرة مع اللجنة عقب اطلاعها على المستندات، وقامت بمخاطبة وزير المالية جبريل إبراهيم بخطابين وضحت له فيهما ما يجري وما يتم من خطورة تعدي الدعم السريع ممثلاً في شركاته على أصول وممتلكات بنك الثروة الحيوانية المملوكة أساسًا لوزارة المالية الاتحادية، والتي آلت للبنك عن طريق (الأيلولة) وليس عن طريق (البيع)، وذلك خدمة لقطاع الثروة الحيوانية والمنتجين والرعاة. وبالفعل تسلمت اللجنة الخطابات وغادرت.

 

بعد ذلك قام مجلس الوزراء الذي يرأسه حمدوك باستدعاء الوزيرة آمال وتحذيرها بالابتعاد عن ملف بنك الثروة الحيوانية نسبة لأنه يخص (حميدتي)، فانسحبت الوزيرة، ولكن انسحابها جاء بعد فوات الأوان، حيث إنها كانت قد ملكت اللجنة الخطابات الموجهة لوزير المالية.

 

ذهبت اللجنة وقدمت خطابات الوزيرة لوزير المالية جبريل إبراهيم، والذي بعد أن وقف على أطراف الموضوع بالدلائل والمستندات وبموجب الخطابات الموجهة له، قام بإصدار القرار (15/ 2023م) بتشكيل لجنة برئاسة الأستاذة حياة شمت مدير المؤسسات والهيئات العامة بالوزارة وعضوية (17) جهة رسمية بالدولة. واجتمعت اللجنة واطلعت على كل الحيثيات والمستندات ورفعت مذكرة لوزير المالية وأصدرت قرارًا بالحجز على أصول وممتلكات بنك الثروة الحيوانية باعتبارها أصولا حكومية خاصة بحكومة السودان. والخطاب الآخر هو إخطار بنك السودان المركزي بعدم الموافقة على أي إجراءات بخصوص هذه الأصول. وقرار ثالث خاطبت فيه مسجل عام الأراضي بعدم التصرف بأي إجراءات خاصة بالبيع أو التصرف أو تحويل ملكية هذه الأصول، خاصة أن ذلك تزامن مع مزادات الدعم السريع التي أطلقتها لبيع هذه الأصول لصالح وكلاء يتبعون للدعم السريع.

 

وقام وزير المالية باعتماد هذه القرارات ومخاطبة الجهات المعنية، وتزامن ذلك مع دعوى أقامتها لجنة المساهمين ضد بنك الثروة الحيوانية في دعوى مدنية بالرقم (40 / 2023م) لدى المحكمة التجارية بالخرطوم.

 

كيف حاول الدعم السريع اغتيال قادة وكيف اعتدى على صحفيين داخل العاصمة في ظل دولة القانون؟ تابعونا.. في الحلقة القادمة والأخيرة الكثير المثير، ولسه الغريق قدام..

تابعونا غدًا.

أضخم قضية فسادبنك الثروة الحيوانيةهاجر سليمان

المصدر: تاق برس

كلمات دلالية: بنك الثروة الحيوانية هاجر سليمان بنک الثروة الحیوانیة الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

بعد اتهام الإمارات بتجنيد كولومبيين للقتال بالسودان.. بوغوتا تدين الارتزاق وتطالب بحظره

مع تنامي الطلب على المهارات القتالية خارج الجيوش النظامية واتساع رقعة الحروب مؤخرا, أنتعش سوق المرتزقة ، التي شهدت إقبالا غير مسبوق على خدمات الجنود المحترفين المستأجرين امتدادا من أوكرانيا إلى أفريقيا وساحات أخرى، بحسب مراقبين.

ومع ثبوت تورط مقاتلين كولومبيين في حرب السودان, طالب الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو بشكل عاجل تقديم مشروع قانون يحظر تجنيد المرتزقة ، وذلك بعد أنباء عن مشاركة مرتزقة من بلاده في الحرب والقتال في صفوف قوات الدعم السريع بالسودان.

كولومبيا تهاجم مجندي المرتزقة وتصفهم بـ"أشباح الموت"
بيترو اتهم هؤلاء المرتزقة بالقول :" أرادوا الحرب داخل كولومبيا بشدة لدرجة أنه مع ضعف الحرب في البلاد سعوا إليها خارجها حيث لم يُؤذِنا أحد".

وأشار إلى أنه أمر سفيرة بلاده في مصر بالتحقق من عدد الكولومبيين الذين لقوا حتفهم في السودان لاستعادة جثثهم ، وسط حديث غير مؤكد بأنهم نحو 40 شخصا.

وكانت الحكومة السودانية قد كشفت قبل أيام عن مشاركة مرتزقة من كولومبيا في الحرب والقتال في صفوف الدعم السريع ، في ظاهرة قالت إنها تهدد السلم والأمن بالإقليم والقارة الأفريقية, فيما أكدت الخارجية السودانية امتلاكها الوثائق والمستندات التي تثبت تورط مرتزقة من كولومبيا ومئات الآلاف من المرتزقة من دول الجوار برعاية وتمويل من دولة الإمارات.


ولطالما نفت الإمارات أي ضلوع لها في تمويل قوات الدعم السريع، على الرغم من ورود تقارير لخبراء أمميين ودبلوماسيين ومسؤولين أميركيين ومنظمات دولية، تفيد بعكس ذلك.

إقامة ورواتب ضخمة.. إغراءات الإمارات للمرتزقة الكولومبيين
منصة "سودان بلس" الإخبارية, بثت تقريرا أشارت فيه إلى تدفق المرتزقة من أفريقيا وأمريكا الجنوبيّة ليقتّلوا السودانيين في مدنهم وقراهم.


وتناول التقرير ما وصفته بالمعلومات الموثّـقـة والحصـريّـة التي تثبت تورط الإمارات بإرسال المرتزقة دعما لقوات الدعم السريع, كاشفا عن شخصيات نشطت عبر مسارات لإرسال المقاتلين امتدت من "بوصاص والكفرة ونيالا وصولًا إلى الكولومبيين".

وتطرق التقرير لما كشف موقع  " لا سيا باسيا" La Silla Vacía عن مشاركة أكثر من 300 عسكري كولومبي حيث يقود عقيد كولومبي متقاعد عملية تجنيد المرتزقة الكولومبيين في السودان، ويعمل بعضهم في معسكرات تدريب، جنوب مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور تضم من 1000 إلى 3000 سوداني للتدريب، بعضهم أطفال بعمر 10 و11 و12 سنة, واتضح حسب تحقيق للموقع الكولومبي خيوط شبكة والتي تقود جميعها إلى أبو ظبي, عبر التنسيق مع شركة أمنية أمارتيه تحمل اسم " غلوبال سيكورتي سيرفس كروب" تعمل على استدراج عسكريين كولومبيين متقاعدين مقابل إغراءات ورواتب ضخمة بذريعة تكليفهم بحماية منشآت نفطية في أفريقيا قبل أن تنتهي بمجموعة منهم تضم نحو 350 عنصرا للقتال في السودان.

Mientras la guerra en Sudán se recrudece, la operación de más de 300 de mercenarios colombianos en ese país se intensifica.

La Silla revela videos, documentos y testimonios de mercenarios que volvieron al país, y que muestran cómo opera el batallón "Lobos del Desierto".

Va ???? pic.twitter.com/2i6V6YWSp0 — La Silla Vacía (@lasillavacia) March 4, 2025
الحرب في السودان تحولت إلى ساحة معركة للقوى الأجنبية
وكان تقرير سابق لصحيفة وول ستريت جورنال قد أشار إلى أن الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع تحولت إلى ساحة معركة للقوى الأجنبية، حيث اجتذبت المقاتلين والأسلحة من أماكن بعيدة مثل أمريكا اللاتينية وأوروبا.

وتضيف الصحيفة, أن العديد من الحكومات الإقليمية تتنافس على تأكيد نفوذها مع تصاعد القتال ، وعلى رأسها الإمارات من جهة ومصر من جهة أخرى ، مع عواقب مدمرة على سكان السودان البالغ عددهم 48 مليون نسمة ، والذين أصبح الكثير منهم يعاني من المجاعة.


وبدأت الحرب في السودان في الخامس عشر من نيسان/ أبريل 2023 بين القوات السودانية التي يقودها رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وبين قوات الدعم السريع تحت قيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي), مخلفة أكبر أزمة إنسانية في أفريقيا بحسب وصف الأمم المتحدة.

مقالات مشابهة

  • مجلس الأمن يرفض إنشاء سلطة حكم موازية فى مناطق ميليشيا الدعم السريع بالسودان
  • زراعة طرطوس توضح إجراءات حماية الثروة الحيوانية من موجات الحر
  • فيروس جديد يهدد الثروة الحيوانية| بدء حملة التحصين الشاملة السبت المقبل.. رفع درجة الاستعداد القصوى في مديريات الطب البيطري.. وتوفير الكميات
  • كيف يفاقم حصار كادقلي والدلنج الأزمة الإنسانية بالسودان؟
  • بعد اتهام الإمارات بتجنيد كولومبيين للقتال بالسودان.. بوغوتا تدين الارتزاق وتطالب بحظره
  • هاجر سليمان تكتب عن أضخم عملية فساد واحتيال وفضيحة تاريخية بالسودان. (الحلقة الثانية)
  • عملية واسعة في بلدية إسطنبول.. اعتقالات جديدة في قضية فساد ضخمة
  • مواعيد عرض الحلقة الثالثة من حكاية «فلاش باك».. هل مريم على قيد الحياة؟
  • زراعة حماة تدعو مربي الثروة الحيوانية لاتخاذ إجراءات لحماية قطعانهم خلال موجة الحر