الفريق الرويشان: صمود شعبنا سيفشل رهانات ومخططات العدو
تاريخ النشر: 13th, August 2025 GMT
حضر الحفل نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن، الفريق الركن جلال الرويشان، ونائب وزير الداخلية، اللواء عبد المجيد المرتضى، ووكيلا وزارة الداخلية، اللواء علي الحوثي، واللواء علي سالم الصيفي، وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية.
حيث قدّم الخريجون عرضاً عسكرياً مهيباً، واستعراضاً لمهارات أمنية وقتالية اكتسبوها خلال فترة التدريب.
وفي كلمته، هنأ الفريق الرويشان قائد الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، والشعب اليمني والأمة الإسلامية بقدوم ذكرى المولد النبوي الشريف، مؤكداً أهمية استلهام الدروس من شخصية وجهاد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في جميع المجالات.
وأشاد بجهود وزارة الداخلية في تأهيل كوادرها الأمنية، وبالدور المتميز للإدارة العامة للتدريب والتأهيل في تنفيذ الخطط والبرامج التدريبية، موجهاً الشكر لوزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان على تعاونهم في هذا الجانب.
ولفت الفريق الرويشان إلى أن المخططات التخريبية التي يسعى العدو الأمريكي والصهيوني لتنفيذها عبر أدواته ستفشل أمام صمود الشعب اليمني، مؤكداً استمرار الموقف المبدئي المساند للشعب الفلسطيني حتى رفع العدوان والحصار. كما هنأ الخريجين، وحثهم على تطبيق ما اكتسبوه من معارف ومهارات في الميدان العملي، مشدداً على ضرورة التحلي بالصدق والنزاهة والتقوى وحسن الخلق والمظهر، وحسن التعامل مع المواطنين.
من جانبه، أوضح مدير عام التدريب والتأهيل بوزارة الداخلية، اللواء عبدالفتاح المداني، أن الدفعة تضم خريجين من عدة دورات، منها: دورة مقاتل، ودورة التدخل السريع، والدورة التأسيسية، والدورة التنشيطية، تم تأهيلهم في المركز التدريبي العام للشرطة. وبيّن أن من بين الخريجين 94 من قوات الأمن المركزي بمحافظة البيضاء، و168 من صف وأفراد قوات النجدة، و174 من الإداريين في الوحدات الأمنية المختلفة.
وأشار اللواء المداني إلى أن تأهيل هذه الدفعة يأتي استجابة لتوجيهات قائد الثورة، بإعداد قوة طوارئ قتالية من وزارة الداخلية تتمتع بجاهزية عالية لمواجهة أي تحرك معادٍ وحفظ الأمن والاستقرار. وشدد على أن القوة البشرية المؤمنة والمؤهلة هي الثروة الحقيقية لبناء الحضارات، وأن البرامج التدريبية بالوزارة تستمد من الثقافة القرآنية وموجهات أعلام الهدى، وتواكب في الوقت ذاته المستجدات والمتغيرات في المجالات الأمنية والعسكرية.
كما نوّه بالمسؤولية الملقاة على عاتق منتسبي الداخلية في المرحلة الراهنة، داعياً إلى التحرك الجاد لمواجهة التحديات، ومؤكداً تكامل دور الأجهزة الأمنية مع القوات المسلحة في مواجهة العدوان.
وعبّرت كلمة الخريجين عن الشكر لقيادة الثورة والحكومة ووزارة الداخلية على دعمهم المستمر، مؤكدة أن ما تلقوه من علوم ومعارف ومهارات قتالية وأمنية يعزز قدرتهم على إفشال مخططات الأعداء وحماية الوطن والمجتمع.
حضر الحفل مدير أمن محافظة البيضاء، العميد محمد الشرفي، ومدير عام الشؤون المالية، العميد يوسف الشامي، ومدير عام القوى البشرية، العميد عدنان قفلة، ونائب مدير عام التدريب والتأهيل، العميد عبدالرحمن الحمران، وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
ما أهداف الحملة الدبلوماسية والعسكرية الأمريكية ضد فنزويلا؟
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا عن غلق المجال الجوي فوق فنزويلا. جاء ذلك في رسالة تحذير نشرها على موقعه للتواصل الاجتماعي. وقد أثار هذا الفعل الكثير من التكهنات حول ما الذي سوف يحصل لاحقا، خاصة أن هناك حشودا عسكرية أمريكية بدأت في الكاريبي منذ أغسطس/ آب الماضي، حيث نشرت الولايات المتحدة قوات بحرية وجوية، بما في ذلك غواصة تعمل بالطاقة النووية، وحاملات طائرات، وسفن هجومية برمائية، وإنزال 15 ألف جندي قبالة السواحل الفنزولية. كما شهدت قواعدها في المنطقة نشر طائرات أف 35، وتغطية المجال الجوي بطائرات تجسس.
يُذكر أن واشنطن كانت قد نفذت ضربات جوية، على أكثر من 20 سفينة تابعة لفنزويلا في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ في بداية سبتمبر/أيلول الماضي، قالت إنها تشتبه في تهريبها للمخدرات إلى أمريكا، لكن من دون تقديم أي دليل يؤكد هذه التهمة، وقد أسفر ذلك عن مقتل أكثر من 80 شخصا. لقد بينت الولايات المتحدة الأمريكية، أن الهدف من هذا الانتشار العسكري واسع النطاق، هو الحد من تهريب المخدرات والبشر إلى أراضيها.
في حين ذهبت بعض الأقوال إلى أن الهدف من الانتشار العسكري، هو الإطاحة بالرئيس الفنزولي نيكولاس مادورو والاستيلاء على بلاده، من خلال سيناريو يقوم على دفع بعض المعارضة الفنزولية للنزول الى الشارع، والمطالبة بتغيير السياسة المعادية للولايات المتحدة، والتعاون معها في وقف عمليات تهريب المخدرات، ثم إثارة الاضطرابات في داخل فنزويلا بشكل كبير، وصولا إلى إسقاط النظام السياسي بمساعدة واشنطن، ومن دون الدخول في حالة حرب. وتستند هذه الأقوال إلى بعض التصريحات الأمريكية، التي تعتبر أن فنزويلا تقوم بكل ما يزعج الولايات المتحدة، وأنها تموضعت بوضع معادٍ لواشنطن، ودخلت في أحلاف واتفاقات مع دول معادية للولايات المتحدة، ولا يظهر أي تغيير ملموس لهذا التوجه، وعليه فقد حان الوقت لمزيد من الضغط لدفع الشعب الفنزولي لإسقاط النظام.
إن تحليل السياسات الأمريكية في عهد الرئيس ترامب يُشير بوضوح، إلى أن جزءا كبيرا من تحركات البيت الأبيض، مرتبط بشخصية الرئيس نفسه، حيث إن قناعاته الشخصية تغلب على المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة، كما إن حاشيته يجارونه في ذلك، خاصة ماركو روبيو وزير خارجيته، فروبيو لديه فكر صقوري تجاه كل دول أمريكا اللاتينية، خاصة كوبا وفنزويلا، ويعتقد أنه لا بد من الضغط بشكل كبير جدا على هذه الدول، وعليه، حتى لو تم التعامل مع الإدعاءات الأمريكية بمنطقية، فسنجد أنها ليست مُقنعة بما فيه الكفاية. فتهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة يأتي بالدرجة الأولى من المكسيك وكولومبيا، اللتين هما من أكبر الموردين لهذه المادة، إذن لماذا يتم التركيز على فنزويلا؟
يبدو أن هناك عوامل جيوسياسية هي المُحرك للتوجه الترامبي ضد فنزويلا. فالولايات المتحدة الأمريكية اليوم منخرطة في حرب باردة مع الصين، وهذه الأخيرة لديها علاقات قوية مع فنزويلا، كما هناك ما يشبه التحالف الصيني الروسي في التعامل مع دول أمريكا اللاتينية، كذلك تأتي علاقة فنزويلا وإيران عاملا آخر، ولكن يبدو أن العامل الأهم في هذا التحرك الأمريكي ضد فنزويلا هو المعادن الثمينة. فترامب يرى أنه يجب الحصول على هذه المعادن أينما وُجدت، كي يتخلص من المساومة الصينية في هذا الجانب.
كذلك هناك نقطة مهمة تُفسر الضغوط الأمريكية على الكثير من الدول، وهي أن ترامب ومنذ ولايته الأولى تشكلت لديه قناعة، بأن الضغط إلى أقصى الحدود سوف يؤدي إلى تغيير سياسات الدول بما يتلاءم ومصالحه، وهذا يُجنبه اتخاذ قرار المواجهة العسكرية الذي لا يريده، وحتى لو اضطر للدخول في المواجهة العسكرية، فهو يحسب كيف ستكون ومتى ينتهي منها، كما حدث مع إيران مؤخرا. أما بالنسبة لفنزويلا فهو يعرف جيدا أن اللعبة العسكرية معها لن تكون سهلة على الإطلاق، فالحرب في هذه الساحة لن تكون حربا كلاسيكية، بل حرب عصابات ومادورو لديه أنصار داخل البلاد وفي محيطها، كما أن الجيش الفنزولي يؤيده بشكل كبير.
أفعال عنجهية تبين بوضوح كيف أن القوة قد تسيّدت على القانون الدولي
يقينا أن التحرك بهذا الشكل الضاغط على فنزويلا سيؤدي إلى حالة اضطراب داخل دول أمريكا اللاتينية، والكل سيفكر بأنه ربما سيكون الثاني أو الثالث بعد فنزويلا على أجندة ترامب الابتزازية، فالولايات المتحدة لا تخفي عداءها ضد هذه الدول، بل تعلن ذلك صراحة وبوضوح. وهي وأحزاب اليسار التي وصلت إلى سدة الحكم في دول أمريكا اللاتينية في حالة تنافر سياسي كبير، خاصة أن الولايات المتحدة تساند بعض اليمينيين الذين وصلوا للسلطة، مثل الرئيس الأرجنتيني السابق، الذي ضغطت الولايات المتحدة من أجل عدم محاكمته. بالتالي لا شك في أن هناك مخاوف من الأحزاب اليسارية أن تدخل في مواجهة مع الولايات المتحدة، فمنذ بداية التسعينيات وبعد نهاية الحرب الباردة، تغيرت السياسة الأمريكية من التدخل العسكري المباشر في هذه الدول، إلى المعارضة السياسية وسياسة أقصى الضغوط. وهذه السياسة سمحت للكثير من الأحزاب اليسارية في أمريكا اللاتينية بالوصول إلى السلطة، مثل البرازيل والأرجنتين وكولومبيا وغيرها.
كما أنها جعلت منها أحزابا فاعلة في الحياة السياسية، وصوتها عاليا في معاداة واشنطن، لكن من دون أن تدفع تلك الضريبة التي كانت تدفعها في السبعينيات، حيث كانت الولايات المتحدة تتدخل في هذه الدول وتغير أنظمتها السياسية كما تشاء وكيفما تشاء.
إن إعطاء رئيس أكبر دولة في العالم وأعظم قوة عسكرية، الحق لنفسه بإغلاق المجال الجوي لدولة أخرى، ومحاصرتها من كل الجوانب بالقوة العسكرية، ليس له أي أساس قانوني يمكن الاستناد إليه، بل هي أفعال عنجهية تبين بوضوح كيف أن القوة قد تسيّدت على القانون الدولي في الوقت الحاضر.
فمنظمة مكافحة المُخدرات سبق وقالت في تقارير أمريكية، إن فنزويلا خالية من زراعة المخدرات. وعليه يتضح بأن السيطرة على الثروات باتت هي الشغل الشاغل لساكن البيت الأبيض، خاصة أن النفط والمعادن الثمينة والذهب، الذي مخزونه في فنزويلا، يحتل أهمية أكبر من النفط، كلها موجودة في هذه الدولة. وإذا كان هنالك من يؤيد ترامب من حاشيته، فإنه أيضا يواجه معارضة أمريكية لهذه السياسة تجاه فنزويلا. فقد قال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر، إن تصرفات الرئيس المتهورة تدفع أمريكا نحو حرب خارجية مُكلفة مرة أخرى. كما تعرّض لانتقادات بسبب التدخل السياسي في هندوراس. لكن يبدو أن عقلية التاجر تسيطر عليه تماما.
القدس العربي