مداهمة للشرطة تودي بحياة ناشرة أمريكية.. ماتت من الصدمة
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
أدت مداهمة رجال الشرطة لمنزل ناشرة أمريكية مسنة، لإحدى الصحف المحلية في ولاية كانساس الأمريكية إلى وفاتها بعد أن انهارت وغرقت لساعات في حالة من الصدمة والحزن.
وتوفيت السيدة جوان ماير البالغة من العمر 98 عاما، والتي تملك صحيفة "ريكورد" بعد أن اقتحمت، الجمعة، قوة مكونة من خمسة ضباط منزلها بسبب "تقرير صحفي لم ينشر"، وصادروا جهاز الكمبيوتر الخاص بها واطلعوا على كشوفات الحسابات المصرفية لابنها إريك ماير.
وأفادت صحيفة "ريكورد" بأن جوان ماير انهارت بعد ظهر اليوم التالي للمداهمة وتوفيت عقب مشاهدتها باكية للضباط الذين ظهروا في منزلها ومعهم أمر تفتيش، مشيرة إلى أن مشهد الضباط تركها "متوترة بما يتجاوز حدود قدرتها على الاحتمال".
وأدانت المؤسسات الإعلامية الأمريكية مداهمة رجال الشرطة، حيث وجهت كل من رويترز، ووكالة الأسوشييتد برس، ونيويورك تايمز، وواشنطن بوست، خطابا مفتوحا للشرطة قالوا فيه إنه " لا يوجد أي مبرر لاتساع و تدخل البحث ".
ومن جهتها، أكدت الصحيفة الأسبوعية "ريكورد" أن ماير كانت "بصحة جيدة بالنسبة لسنها". وقالت في العنوان الرئيسي لتقريرها عن وفاتها الشريكة المسنة، إن "قرار الشرطة بمداهمة مكاتب ماريون ريكورد إلى جانب منازل مراسليها وناشريها لم يكن غير قانوني فحسب، بل ساهم أيضا في إنهاء حياة ماير".
وبدروه، تعهد ابن المالكة المتوفاة، إريك ماير، بالعقاب القانوني ضد السلطات في مدينة ماريون والمتورطين في عملية التفتيش، مشددا على أن الخبراء القانونيين الذين تواصلت بهم الصحيفة وافقوا على أن الشرطة انتهكت القوانين الفيدرالية وحقوق فريقه الدستورية.
وتابع : أولويتنا الأولى هي أن نتمكن من النشر الأسبوع المقبل، لكننا نريد أيضا التأكد من عدم تعرض أي مؤسسة إخبارية أخرى لما تعرضنا إليه".
إلى جانب وفاة ماير، أشارت الصحف إلى إصابة إحدى مراسلاتها عندما انتزع ضابط هاتفها المحمول من يدها.
وبحسب صحيفة "نيويورك بوست"، جاءت المداهمة التي نفذتها القوة الأمنية على خلفية عداء بين الصحيفة المحلية ومالك مطعم مجاور، حيث كان في حوزة "ريكورد" مستندات مسربة تدل على أن صاحب المطعم أدين بالقيادة في حالة سكر واستمر في قيادة السيارة دون ترخيص، إضافة إلى إلغاء ترخيص المشروبات الكحولية من المطعم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي المرأة والأسرة حول العالم حول العالم الولايات المتحدة الشرطة الأمريكية الصحافة حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
الكونجرس الأمريكي لا قيمة له عند ترامب.. والبيت الأبيض أيضاً
تتصاعد أصوات الجدل داخل الساحة السياسية الأمريكية حول دور المؤسسات التقليدية في ظل ظهور قيادة تحمل طابعاً شعبوياً شديداً، فقد صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الكونجرس الأمريكي ليس سوى هيئة عابرة لا تملك القدرة على تحقيق الإصلاحات التي تتطلبها البلاد؛ مواصِّلاً بذلك رسالة واضحة بأن السلطة التنفيذية، وبخاصة البيت الأبيض، تتفوق على كل ما تحمله الهيئات التشريعية التقليدية، تأتي هذه التصريحات في إطار جدل سياسي معقد يعكس الصراع بين رؤية مؤسسية قديمة وشغف بالتحديث والتحول الجذري يعتمدان على تركيز القوة في يد واحدة.. ويعتقد ترامب أنه هذه اليد الواحدة.
يرتكز موقف ترامب على اعتقاد أن الآليات البيروقراطية للكونجرس، وتلك المناقشات الطويلة بين الأحزاب، ليست سوى عائق أمام إنجاز الأمور الحقيقية التي تعاني منها الأمة -حد زعمه-، ففي خطاب سابق وصف ترامب هذا البرلمان بأنه مؤسسة متعطلة تتردد في اتخاذ القرارات الحاسمة، مما يؤدي إلى إهدار الثقة العامة في العمل التشريعي.. وفي الوقت نفسه انتقد ترامب البيت الأبيض التقليدي لكونه ملاذاً للسياسات القديمة التي لا تواكب التحديات المعاصرة، مؤكداً على أن للإدارة التنفيذية دوراً مركزياً يجب أن تُستمد منه حلول سريعة وفعالة للأزمات الدولية والاقتصادية.
هذا التوجه ينبع من واقع سياسي تحفّهُ التحديات الداخلية والتقسيمات الحزبية المتفاقمة منذ سنوات في الداخل الأمريكي، ففي ظل تزايد الانقسامات داخل “الكابيتول”، يرى ترامب أن الكونجرس قد فقد علاقته المباشرة مع مطالب الشعب الأمريكي، وأنه أصبح يتصرف وفق مصالح حزبية ضيقة بدلاً من خدمة المصلحة الوطنية الشاملة.. وفي المقابل تبرز رؤية جديدة تقوم على تعزيز سلطة الرئيس وتجاهل العقبات الإجرائية التي تفرضها المؤسسات الأخرى، مما قد يؤدي إلى إعادة صياغة قواعد اللعبة السياسية في الولايات المتحدة بطريقة تترك أثرها على موازين السلطة الدستورية، ويبدو أن هذه الرؤية قد بدأت باستهداف إيران لانتشال إسرائيل من الضربات الإيرانية التي تتلقاها إسرائيل بسبب ما تسميه الضربة الاستباقية باستهداف إيران تحت يافطة مكتوب عليها “الحد من خطر النووي الإيراني” الذي لا وجود له أصلاً رغم تأكيدات النظام الإيراني بأنه لا يرغب بإنتاج السلاح النووي وفق عقيدته الدينية.
على صعيد آخر أثارت تصريحات ترامب جدلاً واسعاً بين الخبراء والمحللين السياسيين الذين يشيرون إلى أن تجاهل صلاحيات الكونجرس والانتقادات اللاذعة للبيت الأبيض يمثلان محاولة لتضييق ميدان النقاش السياسي إلى صورة شخصية وحيدة تتجاوز نظام فصل السلطات الذي أرسى الأساس للديمقراطية الأمريكية.. وقد حذر منتقدو هذه الفكرة من أن تُسفر مثل هذه التحولات عن سيطرة قيادية مركزية قادرة على تجاوز آليات المراقبة والمساءلة، مما يفضي إلى إضعاف النظام الديمقراطي وإعادة فتح الباب أمام استبداد السلطة بصورة غير مسبوقة، وهو ما يسعى إليه ترامب للسيطرة على المنطقة العربية والإسلامية وكل ما يخالف السياسة الأمريكية العالمية.
أخيراً.. تكشف تصريحات ترامب عن تحول جذري في الطريقة التي يُنظر بها إلى المؤسسات السياسية الأمريكية، فبينما يمثل الكونجرس والبيت الأبيض حجر الزاوية في النظام الدستوري، الأمريكي يسعى ترامب إلى تجاوز هذه الهياكل التقليدية حد قوله، لإرساء سلطة تنفيذية مركزة يُنظر إليها على أنها أكثر فاعلية في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية المتمثلة في حماية إسرائيل والسيطرة الأنظمة الدولية، خصوصاً أنظمة الحكم في دول الخليج وكثير من الدول العربية والإسلامية.