إجماع عربي على جرائم الإبادة !!
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
بعد أكثر من أربعمائة يوم على الإجرام الصهيوني في غزة، تحدث وزير حرب الكيان الصهيوني المقال فقال إن الحرب ليست الحل ومعنى ذلك انه أدرك متأخراً أن هناك قضية وفكرة لا يمكن القضاء عليها بالأساليب العسكرية الإجرامية التي يتبعها الغرب، كما أباد الاستعمار الأوروبي الهنود الحُمر في أمريكا واستولى عليها، وكما استعبد أفريقيا وحولها إلى مستعمرة فقيرة يستأثر بخيراتها ويستعبد أهلها .
والمعلوم أن الاستعمار لا يؤمن بغير القوة عموما لفرض هيمنته وبسط نفوذه سواء في إسقاط الحكومات أو تنصيبها، إذا كان الخصم المقابل ضعيفا، وكان هناك من سيمول الحرب، أما إذا كان يمتلك القوة فإن فرض العقوبات الاقتصادية والحصار كما هو الحال في فرض العقوبات كان على روسيا والصين وايران وكوريا الشمالية، وقد يجمع بين الاثنين إذا كان الخصم عربيا ويرغب بإسقاطه والاستيلاء على ثروات وخيرات الأرض والإنسان كما تم عندما فرض الحصار فيما سمي “برنامج النفط مقابل الغذاء” في العراق، بواسطة الأمم المتحدة، فتم تدمير الأسلحة وتم تشكيل حلف عاصفة الصحراء وإسقاط النظام ومصادرة القرار السياسي والاقتصادي وحتى الخزينة العامة تم الاستيلاء عليها ومصادرتها.
وبين ممارسة الإجرام والإرهاب للاستيلاء على الدول واستعمارها واستعبادها والاستعانة بالجماعات الإرهابية التي يُنشئها ويمولها، يبدو الترابط واضحا كسياسة أصيلة للحلف الصهيوني الصليبي لتحقيق أكثر من هدف وضرب أكثر من عصفورين بحجر واحدة، ،يكشف الصحفي اليهودي بوب ودورد مفجر فضيحة “ووترجيت” في كتابه الجديد “الحرب” بعضا من الحقائق وبعضها لا يتحدث عنها ربما لأنه لا يريد الآخرين الاطلاع عليها وبعضها الآخر يسردها بتفاصيل، كأنه حاضر مشاهد، وما يهمنا هنا ما أورده من آراء الزعماء العرب فيما يخص جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الاحتلال اليهودي على أرض غزة وحديثه عن الحركات الجهادية في المنطقة (حماس والجهاد في فلسطين وحزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن) وغيرها.
بلينكن وبوب والقادة العرب
جميع القادة العرب يرون أن حماس تسببت بمشاكل في بلدانهم رغم أنها لا تتدخل بالشؤون الداخلية لأي قُطر عربي مسلم، إلا أن الإملاءات الصهيونية هي التي جعلت من تواجدها مشكلة لدى الأنظمة المُطبّعة التي تنتقدها سرا وعلانية وتحرض العدو الصهيوني على القضاء عليها، ناهيك عن تحذيراتهم المتكررة من خطر حماس والمقاومة عموما على انظمتهم العميلة، وهي ذاتها التحذيرات التي تحدث عنها الملك السعودي فيصل في رسالته إلى ملك الأردن قبل مذبحة أيلول الأسود والتي على أساسها تمت إبادة أكثر من سبعة آلاف من المقاومة الفلسطينية من منظمة التحرير ولم يكن هناك حماس ولا الجهاد الإسلامي، وهكذا فكل حركة تعتمد العمل المسلح والجهاد ضد العدو المحتل، سيتم القضاء عليها بواسطة الزعماء العرب قبل الإجرام اليهودي، وقد يتم التعاون بين الجميع بحجة أن خطرها يتعدى إسقاط الاحتلال اليهودي إلى إسقاط الأنظمة العميلة والمتصهينة .
يتبع الصحفي العريق كاشف فضيحة “ووترجيت” التي أسقطت الرئيس الأمريكي -آنذاك- رواية اليهود انفسهم وهي روايات تعتمد على الزور والكذب وتؤسس لما يريد أن يفعله الإجرام الصهيوني من أفعال يندى لها الجبين، ومما ذكره نقلا عن رواية اليهود الكاذبة (دخل مقاتلو حماس …وأحرقوا المنازل وذبحوا عائلات بأكملها بما في ذلك الأطفال الرضع في مهودهم ، واغتصبوا وقتلوا النساء) إلى آخر ذلك من الأكاذيب والافتراءات التي لا أساس لها من الصحة وروَّج لها الإعلام الصهيوني والمتصهين، فكيف كانت مواقف الزعماء العرب الذين زارهم بلينكن؟ .
* الملك عبدالله ملك الأردن الذي يجتهد في إرضاء اليهود، أغلق المعابر ولم يسمح بإدخال إمدادات الغذاء والدواء وهو ذاته التي تعمل قواته على إسقاط الصواريخ والمسيَّرات إذا كانت متجهة إلى الأراضي المحتلة، بينما يسمح لها إذا كانت في اتجاه ضرب الدول العربية المصنفة كعدو لإسرائيل (اليمن والعراق وايران)، وهو ذاته الذي فتح أراضيه لإدخال الإمدادات من الأغذية وغيرها للعدو بهدف كسر الحصار البحري الذي تفرضه القوات المسلحة اليمنية على السفن المتجهة إلى موانئ العدو في فلسطين المحتلة عبر البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي لكنه في مجال المساعدات الإنسانية لأهل غزة يسقطها جوا إلى البحر.
*ملك الأردن أكد لبلينكن قائلا “يجب هزيمة حماس، لن نقول ذلك علنا لكننا ندعم هزيمة حماس ويجب على إسرائيل أن تهزمها “، ما يفعله يؤكد صدق مقولة الصحفي بوب ودورد وزيادة .
ولا ينسى ملك الأردن أن يربط بين حماس والإخوان المسلمين، بل انه يجعلها الأب الروحي لها، ويدرك اليهود معنى ذلك من خلال الحرب التي كانت مع العصابات الصهيونية بعد احتلالهم أرض فلسطين .
* وزير الخارجية السعودي من جانبه يربط بين حماس والإخوان ويشير للأمريكان بتمكين داعش من العمل مع اليهود، حتى تمارس ما قامت به من إجرام في العراق وسوريا وهي الجرائم التي لا يريد الأمريكان أن تنسب اليهم، حيث يقول الوزير السعودي :ما يأتي بعد حماس قد يكون أسوأ, والسؤال هنا إذا كان سياتي الأسوأ فلماذا لا تتركون السيئ” والجواب انُهم يريدون تدمير حماس حتى تكتمل الاستثمارات السعودية في الشرق الأوسط الجديد الذي يسعون إليه وبشَّر به “نتن ياهو” من على منصة الامم المتحدة.
*رئيس الإمارات محمد بن زايد يخاطب بلينكن بصفته يهودياً لا بصفته وزير خارجية أمريكا بالقول : (يجب القضاء على حماس ، يمكننا أن نعطي إسرائيل المجال لتدمير حماس؛ لكن يجب على إسرائيل أن تعطينا مساحة، دعوا المساعدات الإنسانية تدخل وانشئوا مناطق آمنة)، إنه طلب واضح وصريح بالقضاء على حماس وستتكفل الإمارات بمساعدة الإجرام الصهيوني بإدخال جواسيس للعمل لصالح الصهاينة على أنهم يقدمون المساعدات كما كشفت ذلك الصحف الفرنسية وهو ما تم حينما تم الزج بالفرق الاستخباراتية على أنها تتقدم المساعدات ولولا يقظة امن حماس التي قامت بالقبض على عناصرها وأيضا بكشف شرائح التجسس، لحدث ما لا يحمد عقباه.
أما نصيحته الأخذ بالمناطق الآمنة، فقد طبقها اليهود وكل من تحرك قاصدا الفرار إليها تم قتله وهي حيلة قديمة للفصل بين المجاهدين وغيرهم، لأن المستهدف أولا وأخيرا هم سكان غزة جميعا.
ومعلوم أن الإمارات والسعودية ستتكفلان بإعادة إعمار غزة باعتبارهما أفضل بقرتين قابلتين للحلب إما طوعا أو كرها فقد فاز الكاوبوي ترامب ولذلك لا معنى لقول بن سلمان “لن ندفع لتنظيف فوضى بيبي إذا دمرت إسرائيل، كل هذا فلن ندفع لإعادة بنائه”.
المساعدات التي لم يتم السماح بدخولها تم تحويلها إلى هدف استخباراتي لتحديد أماكن احتجاز الأسرى ولذلك تم إنزالها جوا حتى تكون بعيدة عن رقابة حماس والأمن الفلسطيني وحينما وصلت بعض الأجهزة “تحديد المواقع”تحرك الجيش الأمريكي والمرتزقة والجيش الصهيوني لإحداث مفاجأة غير متوقعة، لكن النتائج كانت مذهلة، تم تحرير أربعة وقتل ما يزيد على خمسة وعشرين أسيرا من الصهاينة سواء من القوات المهاجمة أو من الأسرى.
*الطفل المدلل بن سلمان- كما يصفه الأمريكان- يحدث بلينكن “أريد فقط أن تختفي المشاكل التي أوجدها السابع من أكتوبر”، بمعنى خلصوا المشاكل والباقي علينا، لا قلق من جهتنا، ويوضح الصحفي الأمريكي إلى أي مدى وصلت إليه السعودية والإمارات من تحولات جذرية لصالح مسخ الهوية الإسلامية واستبدالها بالانفتاح والتحلل والتفسخ، فيقول: بالنسبة لبلينكن وفريقه كانوا يستيقظون متسائلين في أي دولة هم؟ –تعليقا على السهرات الصاخبة والأجواء الملتهبة التي تعيشها السعودية، أما الإمارات فهي الأسبق، فقد وصل الحال بهم إلى التبشير بدين جديد رسوله ومسيلمته الإمارات .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
صحيفة: اجتماع فرنسي عربي ناقش نزع سلاح حماس كشرط للاعتراف بدولة فلسطين
قالت صحيفة لبنانية إنها حصلت على معلومات تتعلق بالاجتماع الذي استضافته باريس وشاركت فيه كل من السعودية ومصر والأردن.
ونقلت صحيفة "النهار" عن مصدر فرنسي رفيع قوله إن الاجتماع الذي استضافه وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في باريس، وضم نظراءه السعودي الأمير فيصل بن فرحان، والمصري بدر عبد العاطي، والأردني أيمن الصفدي، السبت الماضي، للتحضير لمؤتمر نيويورك في 17 حزيران/ يونيو، الهادف إلى إعلان حل الدولتين كخيار لإنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، ناقش إمكانية التقدّم نحو نوع من "الحزمة"، باعتبار أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لا يمكن أن يأتي منفرداً، بل يجب أن يترافق مع التزامات تتعلّق بالتطبيع مع "إسرائيل" والانخراط في هيكل أمني إقليمي.
وقال المصدر، الذي لم تسمه الصحيفة، إن المجتمعين اتفقوا على ضرورة وجود التزامات تتعلّق بنزع سلاح "حماس"، وتفكيك بنيتها العسكرية، ونفي قياداتها، وتدمير أسلحتها الثقيلة، ومنعها من المشاركة في حكم غزة أو في أي انتخابات، ما لم تلتزم بمبادئ اتفاق أوسلو.
وتتضمّن "الحزمة" أيضاً إصلاحات على المستوى الفلسطيني، بما في ذلك تجديد القيادة، علماً أن الرئيس محمود عباس سيشارك في المؤتمر.
وأوضح المصدر أنه، رغم أن دولة مثل السعودية لن تتجه نحو التطبيع مع "إسرائيل" في ظل استمرار الحرب على غزة، إلا أن مواقف قوية وواضحة ستُعبَّر عنها في هذا السياق.
والجمعة، أكد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة أن المؤتمر الدولي رفيع المستوى المعني بالتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، والمقرر عقده في نيويورك في حزيران/ يونيو يمثل "فرصة حاسمة يجب أن نغتنمها لرسم مسار لا رجعة فيه نحو تطبيق حل الدولتين"، مؤكدا على ضرورة نجاحه.
وأكد رئيس الجمعية العامة فيلمون يانغ، بحسب موقع الأمم المتحدة، على الأهمية القصوى لهذا المؤتمر، مشيدا بجهود المملكة العربية السعودية وفرنسا بوصفهما رئيسين مشاركين للمؤتمر الدولي المقرر عقده في الفترة من 17- 20 حزيران/ يونيو المقبل.
وأضاف يانغ: "لا يمكن حل هذا الصراع من خلال الحرب الدائمة، ولا من خلال الاحتلال أو الضم اللانهائي. سينتهي هذا الصراع فقط عندما يتمكن الإسرائيليون والفلسطينيون من العيش جنبا إلى جنب في دولتيهما المستقلتين وذات السيادة، في سلام وأمن وكرامة".
وذكّر المسؤول الأممي بمرور سبعة عقود منذ أن دعت الجمعية العامة لأول مرة إلى حل الدولتين. ومنذ ذلك الحين، أعادت الجمعية تأكيد دعمها الثابت لهذه الرؤية من خلال العديد من القرارات.
واختتم حديثه بالقول: "تقع على عاتقنا الآن مسؤولية جماعية للعمل بحزم وتنفيذ هذه القرارات بالفعل. إنها مسؤوليتنا الآن لدعم القانون الدولي، واحترام مبادئ مـيثاق الأمم المتحدة. يجب علينا استعادة الثقة في الأمم المتحدة، والمجتمع الدولي، وفي التزاماتنا تجاه شعبي فلسطين وإسرائيل".