انظمة تستحي وأخرى لا تستحي
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
حكايتنا هذه المرة تتناول الإجراءات الدونية التي تبنتها بعض الأنظمة العربية، وتتناول أيضاً إجراءات نبيلة ترفع الرأس، تفاخرت بها أنظمة عربية أخرى. .
وعلى وجه العموم نرى انها (سواء كانت من النوع التعيس أو النفيس) تستحق العرض لمعرفة حجم الانحراف الذي شهدته الاخلاق الدبلوماسية ومفارقاتها العجيبة.
مثال على ذلك نذكر: ان الحكومة السودانية في زمن (النميري) تنمرت وتبطرت على الشاعر الكبير (محمد مفتاح الفيتوري)، فسحبت منه الجواز والجنسية عام 1974، وعزلته عن مهام عمله كسفير في لبنان لأسباب مزاجية بحتة. فأصبح بين ليلة وضحاها، بلا عمل، وبلا هوية، وبلا وطن. .
ولما وصل الخبر إلى العقيد القذافي، ارسل طائرة خاصة إلى مطار بيروت حملت السفير المعزول وأولاده الى طرابلس، وكان العقيد بإنتظار (الفيتوري) في خيمته المعهودة، حيث استقبله استقبال المحبين، ومنحه الجنسية الليبية، واصدر قراراً فوريا بتعيينه سفيرا فوق العادة ووزيرا مفوضا في لندن. .
وبالمقابل لدينا وزير عراقي مستقل، ثم صار هذا الوزير من خيرة النواب الذين تميزوا بالذود عن حقوق الفقراء، لكنه كان متقاطعا مع معظم الكيانات السياسية المتنفذة، فناصبوه العداء منذ عام 2016 وحتى يومنا هذا، وكانوا وراء تمويل الحملات الاستهدافية لتشويه صورته، حتى وصل بهم الخبث إلى تحريك الدعاوى الكيدية الملفقة، وظلوا يتحينون الفرص للانتقام منه لأنه ليس منهم، ولا يشبههم، وربما بدوافع الغيرة والحسد بسبب قاعدته الجماهيرية الكبيرة وتعاطف الناس معه. ثم وقع ما لا يخطر على البال حينما استغلوا علاقاتهم الاقليمية لتضييق الخناق عليه، ومضايقته في المطارات والمنافذ، مستخدمين نفوذهم الدبلوماسي للتنكيل به بأساليب دنيئة لا يلجأ اليها إلا الذين فقدوا مروءتهم وباعوا انفسهم للشيطان. .
الشيء الآخر ان هذا النائب والوزير الأسبق عرفته المنصات العلمية والنوافذ الأدبية. وشهدت الصحافة والجامعات والمكتبات بدراساته وكتاباته ومؤلفاته الرصينة. لكنهم حرموه من وطنه، ومنعوه من زيارة عائلته. .
لم يرتكب جرما ولم يقترف إثما، فهو غير مدان بجريمة مخلة بالشرف، ولا من تجار المخدرات، ولا من مهربي المشتقات النفطية، وليست لديه علاقات مريبة، ولا ارصدة في البنوك. لكنهم تحالفوا عليه، وتربصوا به. وكل القصة وما فيها انه ينتمي إلى العراق، ويتصرف بعفوية تامة في التعامل مع المعضلات التنفيذية. ومع ذلك ظل يتصدر قائمة المستهدفين في حكومة عبدالمهدي وفي حكومة الكاظمي، ثم ارتفعت وتيرة الاستهداف في حكومة زميله (السوداني) الذي يعد من اكثر العارفين بالمنغصات التي انهالت فوق رأس هذا الانسان المسالم. .
ختاماً: في ظل غياب مكارم الاخلاق يتعذر على معظم الكيانات السياسية استعادة مروءتها، ذلك لانهم لا يعرفون حدودهم الأخلاقية، ولا يعترفون بكرامة المواطن، ولا يضعونه فوق كل اعتبار. و وصل بهم مستوى الانحدار في الخصومة إلى الحضيض. .
لا شك اننا نتمنى العيش الكريم في هذا البلد العظيم، لكن سفينتنا ظلت تواصل السير في الاتجاه الخاطئ. .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
كاسبرسكي تحذر من المجرمين السيبرانيين الذين يستخدمون الكتب التركية والعربية الرائجة كطعمٍ لسرقة البيانات الشخصية
كشف فريق البحث والتحليل العالمي (GReAT) في كاسبرسكي عن حملة برمجيات خبيثة تستهدف قرّاء الكتب الإلكترونية في تركيا، ومصر، وبنغلاديش، وألمانيا. حيث يعمد المجرمون السيبرانيون إلى إخفاء برمجيات خبيثة متطورة على شكل كتب تركية وعربية من الأكثر مبيعًا، ويخدعون مئات القراء لتحميل ملفات تسرق كلمات المرور، وبيانات محافظ العملات المشفرة، ومعلومات حساسة أخرى من حواسيبهم.
ورصدت كاسبرسكي حملة برمجيات خبيثة كخدمة (MaaS) تستخدم أداة جديدة تدعى LazyGo، وهي برنامج مطور بلغة البرمجة Go لتحميل برامج متعددة لسرقة المعلومات. وتستهدف الحملة القراء الذين يبحثون عن كتب شائعة مثل الترجمة التركية لكتاب «درَجاتُ السُّلَّمِ التِّسعُ والثلاثون» لمؤلفه الإسكتلندي جون بوكان، فضلًا عن نصوص وكتب عربية في الشعر، والفولكلور، والطقوس الدينية. ولا تقتصر الكتب الإلكترونية المزيفة على مجال واحد، بل تغطي اهتمامات متنوعة منها إدارة الأعمال مثل الكتاب التركي «İşletme Yöneticiliği» لمؤلفه تامر كوشيل، والرواية المعاصرة والنقد الأدبي العربي مثل كتاب «الحركة الأدبية واللغوية في سلطنة عمان».
تتخفى الملفات الخبيثة على شكل كتب إلكترونية بصيغة PDF، لكنها برامج تنفيذية لها أيقونات مشابهة لملفات PDF. فعندما يحمل المستخدمون هذه الكتب المزيفة ويفتحونها، تبدأ أداة التحميل LazyGo بنشر برامج سرقة المعلومات مثل StealC وVidar وArechClient2. وقد استطاع باحثو كاسبرسكي رصد 3 نسخ مختلفة من أداة LazyGo؛ إذ تستخدم كل واحدة منها تقنيات تخفٍ مختلفة مثل إلغاء ارتباط واجهة برمجة التطبيقات (API)، وتخطي واجهة فحص البرمجيات الخبيثة (AMSI)، وتعطيل أداة تتبع الأحداث في نظام ويندوز (ETW)، والكشف الأجهزة الافتراضية.
تتضمن المعلومات التي يسرقها المخترقون كلًا مما يلي:
بيانات المتصفح: تتضمن كلمات المرور المحفوظة، وملفات تعريف الارتباط، ومعلومات التعبئة التلقائية، وسجل التصفح في متصفحات كروم، وإيدج، وفايرفوكس، وغيرها. الأصول المالية: تتضمن ملحقات محافظ العملات المشفرة، وملفات التكوين، وبيانات التخزين.بيانات تسجيل المطور: تشمل بيانات حساب منصة AWS، ورموز Azure CLI، ورموز منصة Microsoft Identity Platform.منصات التواصل: تتضمن رموز منصة Discord، وبيانات حساب Telegram Desktop، وملفات جلسة Steam.معلومات النظام: تتضمن مواصفات الجهاز، والبرامج المثبتة، والعمليات الجارية.يتعرض الضحايا الذين أصيبت أجهزتهم ببرمجية ArechClient2/SectopRAT إلى أخطار إضافية، لا سيما حينما يحصل المخترقون على تحكم كامل عن بُعد في الأجهزة المخترقة.
يعلق على هذه المسألة يوسف عبد المنعم، وهو باحث أمني رئيسي في فريق البحث والتحليل العالمي لدى كاسبرسكي: «تكمن خطورة هذه الحملة في استخدامها نموذج البرمجيات الخبيثة كخدمة، واعتمادها على الهندسة الاجتماعية المخصصة والدقيقة في الاستهداف. تبين النسخ المتغيرة لأداة LazyGo وتقنيات التخفي المتطورة أنّ هذه الحملة ليست جريمة سيبرانية عشوائية، بل عملية منظمة غايتها جمع بيانات الحسابات من ضحايا كثيرين. لذلك ينبغي للمؤسسات توخي الحذر ؛ فالرموز المسروقة من المطورين وبيانات الحسابات السحابية تتيح للمجرمين وصولًا عميقًا إلى بنية الشركات التحتية»
وفقًا لقراءات كاسبرسكي تبين أنّ هذه الحملة طالت أهدافًا متنوعة منها جهات حكومية، ومؤسسات تعليمية، ومؤسسات خدمات تكنولوجيا المعلومات، وقطاعات أخرى. وما تزال هذه الحملة قائمة ونشطة حتى الآن؛ إذ تواصل جهات التهديد تحميل كتب إلكترونية خبيثة باستمرار في منصة GitHub والمواقع الإلكترونية المخترقة.
يوصي خبراء كاسبرسكي المستخدمين بضرورة التحقق من مصادر الكتب الإلكترونية قبل تحميلها، فضلًا عن فحص الملفات بكل دقة وعناية، والتحديث الدائم لبرامج الأمان القادرة على اكتشاف أساليب التخفي عند البرمجيات الخبيثة. فلا بد عند استخدام حل أمني من اختيار منتج يتمتع بقدرات كبيرة لمكافحة البرمجيات الخبيثة، وخضع لاختبارات مستقلة لإثبات فعاليته وكفاءته. وفي هذا الصدد حقق Kaspersky Premium أداء متميزًا في تقييم حديث صادر عن مؤسسة AV-Comparatives؛ إذ بلغ معدل الحماية من البرمجيات الخبيثة 99.99% خلال مجموعة اختبار تتكون من 9،995 ملفًا، وبهذا يقدم للمستخدمين حماية عالية المستوى من البرمجيات الخبيثة.