ما زال قرار محكمة الاحتلال المركزية برفض طلب تأجيل شهادة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يلقي بظلاله على الأوساط الإسرائيلية، رغم محاولاته المتواصلة لـ"التذرع باستمرار الحرب" لإرجاء محاكمته، مما حدا ببعض المعلقين للطلب منه تجميد مهامه عدة أشهر، وتكريس نفسه بالكامل لإعداد الشهادة والمحاكمة.

وتأتي هذه الخطوة المقترحة على نتنياهو من أجل ألا "يمسك بالعبء الأمني والعسكري بين يديه، وبالتالي فليس هناك مبرر لرفض تقديم شهادته، والمحكمة كانت على حق عندما رفضت طلبه".



وقال القاضي السابق في المحكمة المركزية في تل أبيب، أمنون ستراشنوف: إن "المحكمة كانت محقة في قرارها القاطع بعدم تأجيل شهادة نتنياهو في محاكمته بقضايا الفساد المتورط فيها، لاسيما وأنه تم تقديم لائحة الاتهام قبل خمس سنوات، وجلسات الاستماع في المحكمة مستمرة منذ أربع سنوات، ولا تلوح نهاية المحاكمة في الأفق، ويبدو أن إجراءاتها المهمة تسير بالفعل بشكل يتجاوز كل الحدود، مع الأخذ في الاعتبار مماطلة نتنياهو، وبطء نظام إنفاذ القانون من خلال الشرطة ومكتب المدعي العام والمحاكم".


وأضاف ستراشنوف في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وترجمته "عربي21" أن "ادعاء نتنياهو الرئيسي بانشغاله في الحرب لا يبرر تأجيلاً آخر للمحاكمة، لأنه كما يعلم الجميع، خلال السنوات الطويلة التي تلت قيام الدولة، لم يحظ السلام والهدوء بمكان دائم في منطقتنا التي تعصف بها الحروب والعمليات العسكرية، وحتى لو كان هناك تدهور في وضعنا الأمني منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر، فذلك لا يبرر تأجيل المحاكمة حتى نهاية الحرب".

وأكد أنه "حتى لو تم تأجيل المحاكمة إلى تشرين الأول/ أكتوبر 2025، كما طلب دفاع نتنياهو، فإنه حتى ذلك الحين لن يكون ممكنا سماع شهادته، لأنه سيعيد ذات الأعذار، مع العلم أنه لن يكون هناك أي عائق من جانبه في إدارة شؤون الدولة بجانب حضوره في المحكمة".

وأوضح "صحيح أن الوضع الأمني للدولة اليوم لا ينبغي الاستهانة بخطورته، لكن بإمكان رئيس الوزراء الذهاب إلى خلوة قصيرة، حوالي ثلاثة أشهر، يستطيع خلالها التفرغ بالكامل لإعداد الشهادة، والإدلاء بها في المحكمة دون تحمّل العبء الأمني". 

وطالب أن "تمارس المحكمة صلاحياتها، وتضع كل ثقلها على استمرار الإجراءات، وإنهائها في هذه المحاكمة المهمة بكفاءة وسرعة ومسؤولية، دون الاستسلام المتكرر لطلبات وأهواء الدفاع، وإنهاء المحاكمة بسرعة في أقرب وقت ممكن، لأنه كما قيل بالفعل فإن "العدالة المؤجلة هي عدالة خاطئة".

بدوره، قال الكاتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوفال آلباشان: إن "النيابة الاسرائيلية على حق، ويجب عدم السماح بتأجيل شهادة نتنياهو، فالمحكمة ملتزمة بالمساواة أمام القانون، وطالما أن جميع من أدين بتهمة ما، يتم محاكمته، بمن فيهم جنود الاحتياط الذين يشاركون في القتال من أجل الدفاع عن الدولة، فيجب على رئيس الوزراء أن يأتي لقاعة المحكمة للإدلاء بشهادته".

وأضاف آلباشان في مقال ترجمته "عربي21" أن "تلكؤ نتنياهو في تقديم شهادته مقدمة لتدمير نظام القضاء، وعدم اتباع القواعد التي يتم اتباعها لجميع المتهمين، وتهديد القضاة الذين لن يستنفدوا القانون معه، وبالتالي فسنكون أمام بداية نهاية استقلال القضاء في الدولة، أي أن طلب نتنياهو الآن تأجيل موعد الإدلاء بشهادته تكرار آخر لأعماله التدميرية، لأنه ينوي الاستفادة من طلبات غير عادية لتأجيل نهايته المحتومة".


وأوضح ان "نتنياهو ما فتئ يحرّض أنصاره على اتهام القضاء باضطهاده، وإهانته، رغم أنه يعلم جيداً أنه لا مجال أمام القضاة لإعفائه من الاستدعاء، لأن واجبهم القانوني التأكد أن يعرف ما هو متهم به، وهو واجب هو حق أساسي لكل متهم، ومع ذلك، فإن نتنياهو بدلاً من أن يحني رأسه، ويتصرف مثل المتهمين الآخرين، فإنه هذه المرة أيضاً طلب رفض تقديم شهادته، وهدفه الحقيقي تأجيل نهايته التي ينتظرها، ولهذا السبب فلا مبرر لقبول طلبه بالتأجيل".

وختم أنه "دون التقليل من حجم الحرب الحالية، فإن دولة الاحتلال تخوض بالعادة حروباً، وهي أمور متوقعة، ولذلك لذلك ليس هناك مبرر للسماح بانتهاك القواعد القانونية والقضائية الآن، خاصة وأننا بالفعل نخوض هذه الحرب لأكثر من عام، وطالما أن محاكمة جميع المتهمين مستمرة أمام المحاكم، يمن فيهم الجنود والضباط، فيجب أن يستمر نتنياهو أيضًا في المثول للمحاكمة، ولا يوجد سبب لعدم القيام بذلك".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال نتنياهو الإسرائيلية إسرائيل نتنياهو الاحتلال محاكمة نتنياهو صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تأجیل شهادة فی المحکمة

إقرأ أيضاً:

المعارضة الإسرائيلية تهاجم حكومة نتنياهو: قادتنا إلى كارثة سياسية ويجب وقف الحرب

أكد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، أن الحكومة الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو، قادت البلاد إلى "كارثة سياسية"، في إشارة إلى رغبة رئيس الوزراء بإطالة أمد حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ نحو عامين.

وقال لابيد في منشور عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا): "هذه الحكومة قادتنا إلى كارثة سياسية. فشل يتبع فشلا"، وذلك تعليقا على استمرار الحرب في غزة وعدم التوصل إلى اتفاق لإنهائها.

وأضاف أن "رئيس وزراء غائب عن الساحة السياسية، ووزير الخارجية (جدعون ساعر) عديم الفائدة، ووزراء يعرّضون جنود الجيش الإسرائيلي للخطر في كل مرة يفتحون فيها أفواههم".


وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو بالانصياع للتيار الأكثر تطرفا في حكومته ممثلا في وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، وعدم الرغبة في إنهاء الحرب في غزة حفاظا على ائتلافه الحكومي، بحسب ما ذكرت وكالة "الاناضول".

والاثنين، منعت الحكومة الهولندية، سموتريتش وبن غفير من دخول أراضيها، واعتبارهما شخصيين غير مرغوب فيهما، وذلك على خلفية دعوتهما لتطهير عرقي في غزة.

ومرارا، أعلنت حماس تعاطيها بإيجابية مع المفاوضات الدائرة منذ أكثر من 20 شهرا لإنهاء الحرب، لكن نتنياهو يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.

من جانبه، قال زعيم حزب "الديمقراطيين" يائير غولان في كلمة بثها على منصة "إكس" مساء الثلاثاء: "لم تعد هذه حكومة نتنياهو، بل حكومة سموتريتش وبن غفير".

وأضاف غولان: "نتنياهو ضعيف وجبان، ومن يحكم فعليا هم مستوطنان (سموتريتش وبن غفير) من شبيبة التلال، كاهانيان (نسبة إلى الحاخام مائير كاهانا مؤسس حركة كاخ اليهودية المصنفة إرهابية في إسرائيل) حولا نتنياهو إلى أداة طيعة في أيديهما".


وشبيبة التلال جماعات يهودية هي الأكثر تطرفا من بين المستوطنين تسكن في البؤر الاستيطانية بالضفة الغربية المحتلة وتنفذ جرائم بحق فلسطينيين بما في ذلك اعتداءات وحرق ممتلكات.

ومضى غولان: "سموتريتش وبن غفير هما الهامش الأكثر تطرفا في المجتمع الإسرائيلي، وهما من يحددان اليوم سياسات الحكومة الإسرائيلية، اللذان يرسلان أولادنا للموت في المعركة، وينسفان صفقات إطلاق سراح المختطفين ويطيلان أمد هذه الحرب إلى الأبد".

وتابع: "علينا أن نوقف هذه الحرب، وإعادة جميع المختطفين إلى الوطن. مواطنو إسرائيل يريدون الأمن والديمقراطية، لا التضحية بأبنائنا".

ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تشن "إسرائيل" حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

مقالات مشابهة

  • ذي أتلانتيك: ترامب أصبح يعتقد أن نتنياهو يطيل أمد الحرب بغزة
  • عاجل | ضباط إسرائيليون سابقون: إسرائيل تسلح مجموعات بينها مجرمون وهذا يؤدي للفوضى في غزة
  • ضباط إسرائيليون يفتحون نار ألسنتهم من أمام وزارة الدفاع
  • ويتكوف يصل إسرائيل للقاء نتنياهو وزيارة غزة
  • محللون إسرائيليون: الجيش يطيل أمد الحرب ويعاقب الرافضين العودة لغزة
  • مسؤول سابق في جيش الاحتلال يطالب نتنياهو بصفقة شاملة مع حماس الآن 
  • لا يقل عن مصطفى فتحي .. زملاء عبد الحميد معالي يشيدون بمستواه
  • فريدمان: نتنياهو خدع ترامب في غزة ولن يحقق النصر الكامل
  • المعارضة الإسرائيلية تهاجم حكومة نتنياهو: قادتنا إلى كارثة سياسية ويجب وقف الحرب
  • نيويورك تايمز: ناشطون إسرائيليون يعتبرون الانتقام من غزة جريمة