عالم أزهري: الرسالة المحمدية جلبت السلام والأمان للبشرية بعد حروب دامت لقرون
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
قال الدكتور السيد بلاط، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة الأزهر، إن القرآن الكريم أشار بوضوح إلى حاجة البشرية الماسة إلى الرسالة المحمدية، مؤكداً أن الإسلام جاء ليكون هدى ونورًا للبشرية في وقت كانت فيه غارقة في الظلمات.
وأوضح خلال كلمته في ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر، أن الله تعالى قال في كتابه الكريم: «هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ»، فقد كانت البشرية قبل الإسلام في حالة من الضلال، وكانت بحاجة إلى من يخرجها من ظلمات الشرك والضلال إلى نور الهداية.
وأكد أن القرآن الكريم يصف هذه الحاجة في قوله تعالى: «هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ»، لافتًا إلى أنه لا يمكن لأي شخص أن يدرك التحول الذي أحدثه الإسلام في حياة البشر إلا إذا عرف كيف كان الحال قبل مجيئه وبعده.
كما استعرض الدكتور السيد بلاط، الوضع الديني والاجتماعي قبل الإسلام، موضحًا أن شبه الجزيرة العربية كانت غارقة في عبادة الأصنام، إذ كانت الكعبة تحتوي على ٣٦٠ صنمًا يُعبدون من دون الله، إضافة إلى ذلك كانت هناك ديانات أخرى مثل اليهودية والنصرانية التي أصابها التحريف والتغيير، كما كانت المنطقة مليئة بالعبادات الوثنية من عبادة الشمس والقمر والكواكب، مما جعل الناس في حاجة ماسة إلى رسالة توحدهم على عبادة الله الواحد.
وأشار الدكتور السيد بلاط، إلى أن العالم قبل الإسلام كان مسرحًا لصراعات وحروب دامية بين الفرس والروم، كما كانت الجزيرة العربية تشهد حروبًا قبلية طاحنة، حيث وصل عدد المعارك في مكة وحدها إلى ٣٦٠ معركة، وكانت هذه الحروب تنشب لأسباب تافهة وبدافع من العصبية القبلية، مما أدى إلى إضعاف العرب ووقوعهم تحت السيطرة الفارسية والرومانية. وأضاف أن هذا الوضع الممزق كان في حاجة ماسة إلى منقذ يعيد للبشرية استقرارها وسلامها، وهو ما تحقق بقدوم النبي محمد ﷺ.
وأكد الدكتور بلاط، أن الرسالة المحمدية كانت جسرًا للسلام والوحدة، مستشهدًا بآيات القرآن التي تدعو إلى عدم التفرقة والتمسك بحبل الله، مثل قوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾، وأحاديث النبي ﷺ التي تحث على التكاتف والتعاون بين المؤمنين، كما قال: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا"، وذكر أن الإسلام نهى عن العصبية القبلية والتنازع، واعتبرها سببًا في إضعاف الأمة، كما في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾.
ولفت إلى أن المجتمع قبل الإسلام كان ينقسم إلى طبقات اجتماعية صارمة، حيث كانت توجد طبقات مثل السادة والأحرار، وطبقة الموالي، وطبقة العبيد. ورغم وجود بعض القيم الإيجابية مثل الكرم والشجاعة، إلا أن المجتمع كان يعاني من ممارسات سلبية خطيرة مثل وأد البنات، والزنا، وتعاطي الخمر، والسرقة، وقطع الطريق. وقد جاء الإسلام ليقضي على هذه السلبيات بوضع تشريعات وأحكام تحظر هذه الممارسات وتمنعها.
وختم الدكتور بلاط حديثه بالتأكيد على أن رسالة النبي ﷺ كانت الإصلاح الحقيقي للبشرية، حيث نجح الإسلام في تصحيح المسار، وتقديم حلول عملية لتجاوز كل تلك المشاكل التي كانت تعيق تقدم المجتمع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السيد بلاط الأزهر قبل الإسلام
إقرأ أيضاً:
بزشكيان: الكيان الصهيوني يقوّض الاستقرار بدعم غربي ولا سلام ما دامت جرائمه مستمرة
يمانيون | طهران
في موقف حازم يعكس تمسك الجمهورية الإسلامية الإيرانية بخيار المواجهة السياسية والحقوقية للعدوان الصهيوني، أكد الرئيس الإيراني، الدكتور مسعود بزشكيان، أن الكيان الصهيوني تجاوز كل الخطوط الحمراء في سلوكه العدواني، مشدداً على أن استمرار جرائمه بدعم من القوى الكبرى يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها.
وقال بزشكيان في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”، إن “الكيان الصهيوني يرتكب انتهاكات صارخة للقوانين والمعايير الدولية، ويمضي في سياسته الإجرامية تحت مظلة الحماية الغربية، الأمر الذي لن يسمح بتحقيق السلام أو الاستقرار ما لم يتم كبح جماحه ووقف إرهابه المنظم.”
وأوضح الرئيس الإيراني أن بلاده كانت -ولا تزال- تمد يد الحوار والتفاهم لجميع الدول المجاورة، وتسعى لبناء علاقات قائمة على الاحترام والتعاون المتبادل، قائلاً: “نحن نعتبر جميع شعوب ودول المنطقة إخوة لنا، وسعينا منذ البداية إلى التماسك الداخلي والتفاعل الإيجابي مع الجوار.”
لكنه في المقابل أشار إلى أن الكيان الصهيوني تعمّد من اللحظة الأولى تقويض هذا المسار، عبر عمليات عدائية مباشرة، من أبرزها اغتيال الشهيد هنية، في خطوة قال إنها تهدف إلى عرقلة حركة إيران الإقليمية وتعطيل خياراتها السلمية.
وتابع بزشكيان: “بينما كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تسعى للحل عبر الحوار والمفاوضات، أقدم الكيان الصهيوني مجدداً على شنّ عدوان واسع استهدف المدنيين الأبرياء والمواقع الحيوية، في تحدٍّ صارخ للقوانين الدولية، وسعي متعمّد لإفشال أي أفق للحل السياسي.”
وتعكس تصريحات بزشكيان تصاعد النبرة الإيرانية في مواجهة جرائم كيان الاحتلال، في وقت يتسع فيه نطاق الانتقادات الدولية ضد المجازر المرتكبة في غزة، وتتكثف فيه الدعوات لمحاسبة الكيان على جرائمه.