نيو دلهي : البلاد

 كشف بحث جديد أجرته مجموعة البوسطن للإستشارة أن الهند تتصدر القائمة في تبني الذكاء الاصطناعي، حيث تشير التقديرات إلى أن 30% من الشركات الهندية تستفيد إلى أقصى حد من هذا النوع من التكنولوجيا الناشئة. كما أشار التقرير فإن 26% من الشركات العالمية تستخدم الذكاء الاصطناعي بينما تتفوق الهند على الساحة العالمية للذكاء الاصطناعي من حيث المواهب والمهارات المتخصصة مما يضعها في موقع قوي في عصر التحولات الكبيرة الذي يشهده الذكاء الاصطناعي.

في حين تستخدم قطاعات التكنولوجيا المالية والبرمجيات والخدمات المصرفية الذكاء الاصطناعي على واسع النطاق في عملياتها. وبعد سنوات من الاستثمار وتوظيف المواهب وإطلاق مشاريع تجريبية في مجال الذكاء الاصطناعي، يسعى الرؤساء التنفيذيون الآن إلى تحقيق عوائد ملموسة من التكنولوجيا بموجب التقرير. ومع ذلك، أوضح التقرير أن تحقيق القيمة الكاملة للذكاء الاصطناعي لا يزال يمثل تحديًا.

وعلى الرغم من الانتشار الواسع لبرامج الذكاء الاصطناعي عبر مختلف الصناعات، أفادت أبحاث جديدة لمجموعة بوسطن الاستشارية (BCG) بأن 26% فقط من الشركات قد طورت مجموعة القدرات المطلوبة لتتجاوز مرحلة إثبات المفهوم وتحقق قيمة ملموسة. وقد استند التقرير، الذي جاء بعنوان “أين تكمن القيمة في الذكاء الاصطناعي؟” بناء على استطلاع رأي شمل 1000 من الرؤساء التنفيذيين وكبار المسؤولين من أكثر من 20 قطاعًا يشمل 59 دولة في آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية حيث يغطي ذلك عشرة من أكبر الصناعات الرئيسية بحسب التقرير.

كما افاد التقرير بأن 4% من الشركات عالمياً قد طورت قدرات متقدمة في الذكاء الإصطناعي عبر وظائفها المختلفة وتحقق باستمرار قيمة كبيرة في حين أن 22% أخرى وضعت استراتيجية للذكاء الاصطناعي. وبذلك، فإن 74% من الشركات لم تتمكن بعد من إظهار قيمة ملموسة من استخدام الذكاء الاصطناعي.

ومن ناحية أخرى، قال سايبل تشاكرابورتي، رئيس قسم التكنولوجيا والممارسات الرقمية في مجموعة بوسطن الإستشارية “إن تبني الهند السريع للذكاء الاصطناعي يعيد تعريف قدرتها التنافسية على مستوى العالم، حيث نجحت 30% من الشركات الهندية في تعظيم إمكانات الذكاء الاصطناعي – متجاوزة بذلك المتوسط ​​العالمي البالغ 26%.. وفي الوقت نفسه مع مشاركة 100% من الشركات الهندية بتجربة الذكاء الاصطناعي بشكل نشط، تؤكد الهند  على استعدادها لتسخير إمكانات الذكاء الاصطناعي”.

كما اضاف شاكرابورتي مشيراً إلى الذكاء الإصطناعي ” وأضاف شاكرابورتي: “يمتد نضج رواد الذكاء الاصطناعي في الهند عبر القطاعات التقليدية والرقمية، مما يشير إلى تبنٍي واسع النطاق للذكاء الاصطناعي يولد قيمة تتجاوز الصناعات التقنية التقليدية حيث تابع شاكرابورتي قائلاً أنه مع انتقال رواد الذكاء الاصطناعي في الهند إلى ما هو أبعد من تحسين الإنتاجية لإعادة تشكيل وابتكار نماذج أعمال جديدة، تستعد الهند للريادة ليس فقط في تبني الذكاء الاصطناعي، بل في تحقيق قيمة كبيرة وملموسة على حد قوله .

انه لا شك أن الهند تتصدر الساحة العالمية للذكاء الاصطناعي أيضًا في مجالات المواهب والمهارات المتخصصة، مما يؤكد على تزايد أهمية الهند في المشهد التكنولوجي العالمي. وتعد قصة مراكز القدرات العالمية (GCC) في الهند “قصة نمو استثنائي هائل”، ومن المتوقع أن يتطلب هذا النمو توظيف المزيد من الكفاءات مع ارتفاع عدد هذه المراكز في البلاد. حاليًا، يبلغ عدد مراكز القدرات العالمية في الهند ما يقرب من 1,200 مركز، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد ليصل إلى أكثر من 2,200 مركز.

يذكر أن الهند تحتل المرتبة الأولى على مستوى العالم في مجال المواهب والمهارات في مجال الذكاء الاصطناعي مما يضعها في مكانة قوية على الساحة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي فحوالي 16% من المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم من الهند بالإضافة إلى ذلك أن هناك تعاون وثيق بين الصناعة والأوساط الأكاديمية والحكومة لضمان “برامج تأهيل قوية” في حين يعمل الذكاء الاصطناعي التوليدي على تغيير طريقة عمل الشركات، مما يؤدي إلى نماذج أعمال جديدة وتجارب عملاء في الهند وكذلك في جميع أنحاء العالم.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعى الهند نيودلهي

إقرأ أيضاً:

هل تنفجر معدلات النمو الاقتصادي في زمن الذكاء الاصطناعي؟

منذ آلاف السنين، لم يكن النمو الاقتصادي العالمي سوى زحف بطيء يُلاحظ بالكاد. فحتى عام 1700، لم يتجاوز متوسط نمو الناتج العالمي نسبة 0.1% سنويًا، أي ما يعني أن الاقتصاد كان يحتاج نحو ألف عام ليتضاعف، لكن الثورة الصناعية غيّرت ذلك المسار، وتوالت القفزات في معدلات النمو حتى بلغ متوسطه 2.8% في القرن العشرين.

واليوم، يقف العالم أمام وعود جديدة -وربما مخيفة- بانفجار اقتصادي يفوق كل ما عرفه التاريخ، مدفوعًا بما يُعرف بالذكاء الاصطناعي العام، وفقًا لتقرير موسّع نشرته مجلة إيكونوميست.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إسبانيا تعلّق شراء صواريخ إسرائيلية بـ327 مليون دولارlist 2 of 2الذكاء الاصطناعي لتحديد قيمة للعقارات في تركياend of list نمو سنوي يصل إلى 30%؟

وفقًا لمتفائلين من أمثال سام ألتمان، المدير التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي"، فإن الذكاء الاصطناعي قادر في المستقبل القريب على أداء معظم المهام المكتبية بكفاءة أعلى من البشر.

أفكار وادي السيليكون تُراهن على نمو سنوي يتجاوز 20% في الناتج المحلي الإجمالي (شترستوك)

هؤلاء يرون أن النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي العالمي قد يقفز إلى ما بين 20% و30%، وهي نسب غير مسبوقة تاريخيًا، لكنها من وجهة نظرهم ليست أكثر جنونًا من فكرة "النمو الاقتصادي" التي كانت نفسها مرفوضة في معظم تاريخ البشرية.

ومع تسارع تطور نماذج الذكاء الاصطناعي، لم يعد التهديد الأكبر يكمن فقط في إحلالها مكان العاملين، بل في احتمال أن تقود انفجارًا إنتاجيًا شاملًا، يبدّل ليس فقط سوق العمل، بل أسواق السلع والخدمات والأصول المالية أيضًا.

من نمو السكان إلى نمو الأفكار.. والآن نمو الآلات

ويعتمد جوهر نظرية النمو الكلاسيكية على زيادة السكان، التي كانت تسمح بإنتاج أكبر، لكن دون تحسن جوهري في مستوى المعيشة. ومع الثورة الصناعية، تغير هذا النمط، حيث أظهرت الأفكار -لا الأجساد- أنها قادرة على توليد الثروة، وفق ما أوضحه الاقتصادي مالتوس ثم دحضه الواقع لاحقًا.

وبحسب ما نقله التقرير عن "أنسون هو" من مركز "إيبوخ إيه آي"، فإن الذكاء الاصطناعي العام قد يحقق قفزة شبيهة، حيث لا تعود الإنتاجية مرتبطة بزيادة السكان، بل بسرعة تحسين التقنية ذاتها. فحين تصبح الآلات قادرة على تطوير نفسها ومضاعفة قدراتها، فإن النمو يصبح نظريًا غير محدود.

لكن بعض الباحثين -مثل فيليب تراميل وأنتون كورينيك -يشيرون إلى أن أتمتة الإنتاج وحدها لا تكفي لإحداث نمو متسارع ما لم تُستخدم لتسريع الابتكار ذاته، وهو ما قد يُحقق عبر مختبرات ذكاء اصطناعي مؤتمتة بالكامل بحلول 2027، وفقًا لتوقعات "إيه آي فيوتشرز بروجكت".

إعلان الانفجار الاستثماري ومفارقة الفائدة المرتفعة

وإذا صدقت هذه النماذج، فإن العالم سيشهد طلبًا هائلًا على رأس المال للاستثمار في الطاقة، ومراكز البيانات، والبنية التحتية. فمشروع "ستارغيت" من أوبن إيه آي الذي يُقدّر بـ500 مليار دولار، قد يُعتبر مجرد بداية.

ووفقًا لنموذج "إيبوك إيه آي"، فإن الاستثمار الأمثل في الذكاء الاصطناعي لعام 2025 وحده يجب أن يبلغ 25 تريليون دولار.

شركات الذكاء الاصطناعي تعتقد أن أنظمتها ستبدأ بإنتاج أفكار جديدة ذاتيًا (شترستوك)

لكن هذه الوتيرة ستؤدي أيضًا إلى ارتفاع كبير في أسعار الفائدة الحقيقية. فمع توقع ارتفاع الدخول المستقبلية، قد يفضّل الأفراد الإنفاق بدل الادخار، مما يتطلب رفع العوائد على الادخار لجذب الأموال مجددًا. وهذا ما أشار إليه الاقتصادي فرانك رامزي منذ أوائل القرن العشرين، وأكدته النماذج الحديثة التي حللها التقرير.

وفي ظل هذه الديناميكيات، تبقى الآثار على أسعار الأصول غير محسومة. فرغم النمو السريع في أرباح الشركات، فإن ارتفاع أسعار الفائدة قد يقلل من القيمة الحالية للتدفقات النقدية المستقبلية، مما يخلق صراعًا بين عاملَي النمو والعائد.

أين يقف العامل البشري في كل ذلك؟

لكن ماذا عن العمال؟ وهنا، يبرز التحدي الحقيقي، فالذكاء الاصطناعي قد يجعل من التوظيف البشري خيارًا ثانويًا، إذ تضعف الحاجة للعمالة إذا باتت الآلة أرخص وأكثر كفاءة. ومع تقدم التقنية، تنخفض كلفة تشغيل الذكاء الاصطناعي، مما يُضعف الحد الأعلى للأجور التي يمكن دفعها للبشر.

وبحسب دراسة ويليام نوردهاوس الحائز جائزة نوبل، فإن جميع العوائد ستتجه في النهاية إلى مالكي رأس المال، وليس إلى العمال. لذا، فإن من لا يمتلك أصولًا رأسمالية -شركات، أرضا، بيانات، بنية تحتية- سيكون في وضع هش، اقتصاديًا.

رغم ذلك، لا يعني هذا أن الجميع سيخسر. إذ من الممكن أن تنشأ "أمراض باومول المعكوسة" -وهي ظاهرة اقتصادية تشير إلى ارتفاع أجور الأعمال التي يصعب أتمتتها، رغم بطء نمو إنتاجيتها-، حيث ترتفع أجور الأعمال التي يصعب أتمتتها، مثل التعليم، الطهي، ورعاية الأطفال، فقط لأنها تتطلب تفاعلًا بشريًا لا يمكن تعويضه بالكامل.

لكن بالمقابل، فإن أي شخص ينتقل من وظيفة مكتبية تقليدية إلى قطاع يدوي مكثف بالعمل قد يجد أن قوته الشرائية تنخفض، رغم ارتفاع أجره، لأن كلفة هذه الخدمات سترتفع أكثر من أسعار السلع المؤتمتة بالكامل.

هل يتحرك العالم فعلًا نحو "التفرّد الاقتصادي"؟

"التفرّد" -أو لحظة التحول حين تصبح المعلومات تُنتج المعلومات بلا قيود مادية- يبقى مفهومًا جدليًا، لكنه، بحسب نوردهاوس، يمثل الحد النظري النهائي لمسار الذكاء الاصطناعي.

الديناميكيات الاقتصادية التقليدية قد تنهار مع تسارع الذكاء الاصطناعي الذاتي التحسين (شترستوك)

وبعض الاقتصاديين يرون هذا المفهوم دليلا على أن النماذج نفسها ستثبت خطأها، لأن اللانهاية في النمو مستحيلة نظريًا. لكن الوصول إلى مجرد نمو بنسبة 20% سنويًا، وفقًا لإيبوك إيه آي، سيكون حدثًا مفصليًا غير مسبوق في تاريخ البشرية.

مع ذلك، تشير المجلة إلى أن الأسواق لم تُسعّر بعد هذا السيناريو بالكامل. فعلى الرغم من تقييمات التكنولوجيا المرتفعة، فإن عوائد السندات تنخفض غالبًا عقب الإعلان عن نماذج ذكاء اصطناعي جديدة، كما وجدت دراسة لباحثين من معهد ماساتشوستس. بكلمات أوضح: وادي السيليكون لم يُقنع العالم بعد.

إعلان ماذا على الأفراد فعله إذا وقع الانفجار؟

التوصية التي تتكرر في جميع النماذج بسيطة، امتلك رأس المال. ومع ذلك، يبقى من الصعب تحديد أي نوع من الأصول هو الأفضل. الأسهم؟ الأراضي؟ النقد؟ كلها تواجه مفارقات في ظل مزيج من الفائدة المرتفعة، والتضخم المحتمل، والانفجار الاستثماري.

وفي ختام التقرير، تستحضر إيكونوميست قول روبرت لوكاس، أحد أبرز منظّري النمو: "بمجرد أن تبدأ في التفكير في آثار النمو على الرفاه البشري، يصعب التفكير في أي شيء آخر". ومع الذكاء الاصطناعي العام، تضاعف هذا الشعور، وازداد إلحاحه.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الصيني: مستعدون لتعزيز الاتصالات مع أمريكا وتجنب سوء التقدير
  • سفارة الصين بالقاهرة: خطة عمل للحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي
  • معضلة الذكاء الاصطناعي والمؤلف العلمي
  • بداري يتفقد مركز بيانات متخصص في تطبيقات الذكاء الإصطناعي
  • بفضل آبل.. الهند تتصدر قائمة مصنعي الهواتف المحمولة متفوقة على الصين
  • الهند تتصدر سوق تصدير الهواتف الذكية متفوقة على الصين
  • لمواجهة العقوبات الأميركية.. تحالفان للذكاء الاصطناعي في الصين
  • حكومة ترامب تلجأ للذكاء الاصطناعي لحذف 100 ألف قانون فدرالي
  • هل تنفجر معدلات النمو الاقتصادي في زمن الذكاء الاصطناعي؟
  • علي بابا تكشف عن أول نظاراتها للذكاء الاصطناعي