اكتشف العلماء مؤخرا عواصف عملاقة مديدة على زحل تشبه البقعة الحمراء العظيمة لكوكب المشتري.

وتعرف البقعة الحمراء العظيمة بأنها أكبر عاصفة في النظام الشمسي، وهي إعصار بعرض 10000 ميل، زين سطح كوكب المشتري لمئات السنين.

إقرأ المزيد ظاهرة تحدث على زحل والمشتري تسبب مطراً من الماس منتظماً

لكن الدراسة الجديدة تقول إن زحل لديه أيضا عواصف عملاقة طويلة الأمد مع تأثيرات عميقة في الغلاف الجوي استمرت لقرون.

وأجرى الدراسة علماء فلك من جامعة كاليفورنيا ببيركلي، وجامعة ميشيغان آن أربور، الذين درسوا الانبعاثات الراديوية من الكوكب، والتي تأتي من تحت السطح، ووجدوا اضطرابات طويلة الأمد في توزيع غاز الأمونيا.

وتحدث هذه العواصف العملاقة كل 20 إلى 30 عاما تقريبا على زحل وتشبه الأعاصير على الأرض، على الرغم من أنها أكبر بكثير.

ولكن على عكس أعاصير الأرض، لا أحد يعرف سبب حدوث العواصف الضخمة في الغلاف الجوي لكوكب زحل، والذي يتكون أساسا من الهيدروجين والهيليوم مع آثار الميثان والماء والأمونيا.

وقال المؤلف الرئيسي تشنغ لي، وهو زميل سابق في جامعة كاليفورنيا في برنامج  51 Peg b Fellow، وهو الآن أستاذ مساعد في جامعة ميشيغان: "إن فهم آليات أكبر العواصف في النظام الشمسي يضع نظرية الأعاصير في سياق كوني أوسع، ما يتحدى معرفتنا الحالية ويدفع حدود علم الأرصاد الجوية الأرضية".

إقرأ المزيد متى سيفقد زحل حلقاته الأيقونية؟

واستخدم العلماء مصفوفة كارل جي البالغة الكبر في نيو مكسيكو لفحص انبعاثات الراديو من أعماق الكوكب.

ومن خلال الملاحظات الراديوية، تمكن علماء الفلك من رؤية ما تحت سحب زحل ووجدوا أدلة على وجود عواصف عملاقة في خطوط العرض الوسطى بالإضافة إلى عواصف حول خط الاستواء يصل عمرها إلى 100 عام. حتى أنهم اكتشفوا عاصفة قطبية لم يتم الإبلاغ عنها وقد تكون أقدم.

وأشارت إمكي دي باتر، أستاذة فخرية في جامعة كاليفورنيا في بيركلي لعلم الفلك وعلوم الأرض والكواكب، كانت تدرس عمالقة الغاز لأكثر من أربعة عقود لفهم تكوينها بشكل أفضل وما يجعلها فريدة: "عند الأطوال الموجية الراديوية، نتحرى تحت طبقات السحب المرئية على الكواكب العملاقة. ونظرا لأن التفاعلات والديناميكيات الكيميائية ستغير تكوين الغلاف الجوي للكوكب، فإن الملاحظات الموجودة أسفل هذه الطبقات السحابية مطلوبة لتقييد تكوين الغلاف الجوي الحقيقي للكوكب".

وكما ورد في الدراسة الجديدة، وجد كريس مويكل، طالب الدراسات العليا في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، ودي باتر، أمرا مثيرا للدهشة في انبعاثات الراديو من الكوكب: حالات شاذة في تركيز غاز الأمونيا في الغلاف الجوي، ربطوها بالأحداث السابقة للعواصف الضخمة في نصف الكرة الشمالي للكوكب.

إقرأ المزيد تصرف غريب في حلقات زحل .. هابل يلتقط بداية موسم جديد على سادس كوكب بعدا عن الشمس

وتساعد هذه الملاحظات الراديوية العلماء على فهم التكوين الحقيقي للغلاف الجوي لكوكب زحل وتسليط الضوء على العمليات المختلفة مثل النقل الحراري وتكوين السحب والحمل الحراري. كشفت الملاحظات الأخيرة أن عاصفة من عام 2010 انقسمت إلى قسمين، وتتحرك في اتجاهين متعاكسين وتترك فجوة في الغلاف الجوي لزحل.

ووفقا للفريق، يكون تركيز الأمونيا أقل عند الارتفاعات الوسطى، وتتكون الطبقة السحابية العلوية لزحل أساسا من سحب جليد الأمونيا. لكن في ملاحظاتهم الراديوية، رأى العلماء مناطق ذات تركيزات منخفضة بشكل غير متوقع من الأمونيا أسفل هذه الطبقة السحابية في مناطق مرتبطة بالعواصف القديمة. وفي غضون ذلك، ارتفعت تركيزات الأمونيا أعلى بكثير من المعتاد، أسفل هذه المناطق الجوية بـ100 إلى 200 كيلومتر. ويعتقد العلماء أن الأمونيا يتم نقلها من الغلاف الجوي العلوي إلى الغلاف الجوي السفلي عبر عمليات الترسيب وإعادة التبخير.

وعلاوة على ذلك، يمكن أن يستمر هذا التأثير لمئات السنين.

وبمقارنة هذه العواصف مع تلك الموجودة على الكواكب العملاقة الأخرى في النظام الشمسي، مثل بقعة نبتون المظلمة العظيمة وبقعة المشتري الحمراء العظيمة، يمكن تسليط الضوء على الفرق الشاسع في الحجم بين هذه الكواكب والأرض.

وتوفر دراسة هذه العواصف العملاقة رؤى قيمة حول آليات أكبر العواصف في النظام الشمسي شأناً وتوسع معرفتنا لظواهر الطقس على الأرض وخارجها. 

نُشرت الدراسة في مجلة Science Advances.

المصدر: phys.org

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا الفضاء المشتري زحل فيزياء كواكب فی الغلاف الجوی فی جامعة على زحل

إقرأ أيضاً:

اكتشاف ذيل الأرض الضخم بطول مليوني كيلومتر في الفضاء .. ما القصة؟

في اكتشاف علمي جديد، كشفت وكالة ناسا عن وجود ظاهرة لا يعرفها الكثيرون، وهي وجود ذيل مغناطيسي يمتد لمسافة تفوق مليوني كيلومتر في الفضاء. 

بحسب العلماء، يُعتبر هذا الذيل جزءًا أساسيًا من آلية حماية كوكبنا من الإشعاعات الكونية والرياح الشمسية وغيرها من المخاطر الخارجية، حيث يعكس هذا الاكتشاف، الديناميكية المعقدة بين الأرض وبيئتها الفضائية.

ناسا تكشف تغير مقلق.. لماذا أصبح كوكب الأرض أكثر قتامة؟من الأرض إلى المريخ.. كيف تخطط ناسا لزراعة النباتات خارج الكوكب؟المريخ يفاجئ ناسا.. اكتشاف صخرة غامضة لا تنتمي إلى الكوكب الأحمر| ما القصة؟ناسا تكشف مفاجأة بشأن مرور مركبة تحمل مخلوقات فضائية .. ما القصة؟الأول والثانى جمهورياً.. تكريم طالبات مدرسة المتفوقين الفائزات بمسابقة ناساتعليم قنا يكريم الطلاب الحاصلين على المراكز الأولى بمسابقة ناسا للفضاء

كما يمثل اكتشاف ذيل الأرض المغناطيسي خطوة مهمة نحو فهم كيفية حماية الغلاف المغناطيسي للحياة على كوكبنا، ويكشف عن الأسرار المستترة للتفاعل بين الأرض والفضاء الكوني. 

كيف يتكون الذيل المغناطيسي؟

الأرض ليست مجرد كوكب يدور في الفضاء، بل تمتلك ذيلاً مغناطيسيًا هائلًا يتشكل بفعل الغلاف المغناطيسي. هذا الغلاف هو درع غير مرئي ينشأ عن حركة المعادن المنصهرة داخل لب الأرض الخارجي. 

يقوم المجال المغناطيسي بحبس وتوجيه البلازما، وهي غاز مشحون كهربائيًا ينبعث من الرياح الشمسية، في شكل تيار طويل يخترق الفضاء إلى ما وراء الأرض، مكونًا ذيلاً ديناميكيًا ومتحول الشكل.

يشبه العلماء هذا التكوين بقطرة مطر تتكون وهي تسقط، حيث تضغط الرياح الشمسية على الجهة المواجهة للشمس، وتمتد البلازما خلف الكوكب في الليل، مكونة ذيلاً معقدًا.

ما أهمية الذيل المغناطيسي؟

يلعب ذيل الغلاف المغناطيسي دورًا حيويًا في حماية الأرض. فهو يصد الإشعاع الكوني والجسيمات عالية الطاقة، مما يؤثر بشكل مباشر على الأقمار الصناعية ورواد الفضاء، فضلاً عن شبكات الاتصالات والطاقة على الأرض. 

خلال فترات النشاط الشمسي الكثيف، مثل الانبعاثات الكتلية أو التوهجات الشمسية، يتغير الذيل بشكل ملحوظ، مما يجعل دراسة هذه الظاهرة ضرورية للتنبؤ بحالة الطقس الفضائي وحماية البنية التحتية الحيوية.

في عمق الذيل، تتدفق البلازما المشحونة في نمط يشبه نهرًا فضائيًا، مما يعكس التوازن الدقيق بين قوى الأرض والشمس. وعلى الرغم من قضاء عقود من استكشاف الفضاء، لا تزال الطبيعة الحقيقية لذيل الغلاف المغناطيسي غامضة. 

تؤكد وكالة ناسا لأبحاث الفضاء، أنه لا يمكن لمركبة فضائية واحدة استكشاف كل تفاصيل هذا الذيل الضخم، ما يجعل الدراسات المستقبلية في هذا المجال أكثر أهمية من أي وقت مضى.

طباعة شارك ناسا أخبار ناسا اكتشاف ذيل الأرض وظيفة ذيل الأرض أهمية ذيل الأرض

مقالات مشابهة

  • اكتشاف ذيل الأرض الضخم بطول مليوني كيلومتر في الفضاء .. ما القصة؟
  • كنز النفايات .. خارج حسابات الحكومة
  • بري: لا أحد يستطيع تهديد اللبنانيين
  • ناسا تفقد الاتصال بمركبة مريخية
  • عواصف قوية تضرب الولايات المتحدة وتوقعات بفيضانات مفاجئة
  • بالأرقام.. كيف يحدث البرق والرعد وتحذير عاجل من خطورة الشحنات الكهربائية
  • توقعات متفائلة بنمو الاقتصادات الكبرى
  • الوحدة راسخة تتحدى العواصف
  • من عيادات تشخيصية لمزرعة تنتج 9 ملايين بيضة.. مصر تستثمر بثقلها في جامبيا (فيديو)
  • جرانوتشو : تشيلسي يستطيع القتال على كل البطولات هذا الموسم