لامس العدو الهجين المركب الصهيوني الأمريكي بكل إمكاناته الهائلة وضخامةِ احتشاده العالمي والإقليمي المتواطئ وهول مجازره وإبادته المصبوب على المدنيين أرواحا ومقوماتِ حياة.. لامس أعلى السقوف في كل هذا الإجرام والدموية والتوحش التدميري بأفتك الأسلحة وأقوى العتاد.
ولم يُفض به كلُّ ذلك سوى إلى المزيد من الانحدار إلى هاوية لا مفر له منها من السقوط والحاصل الصِّفري بمقياس أهدافه وغاياته الاستراتيجية، وما يسميه “إنجازات” لا يتعدى كونَه جُماعا تكتيكيا هزيلا هشا يُدرجه تحت ذلك العدوان وهو نوع من خداع الذات والأدوات والجمهور المستغفل ، لأن قتل الأطفال والنساء والمدنيين وتدميرَ المنازل وحصرَ بنك الأهداف في الأعيان ومقومات الحياة المدنية والإنسانية التي تحرم كل شرائع وقوانين الأرض والسماء استهدافها لا يمكن صرفه في بازار النصر الحقيقي بكل معانيه ومعاييره الاستراتيجية والعسكرية فما بالك بالمنظور الإنساني والأخلاقي والقانوني.
في عين هذا المنظور تحديدا يتعرى العدو ويبدو واضح الخسارة والإفلاس ومحاصرا بواقع لا يُحسد عليه أمام استماتة الأبطال الذين أجادوا وما زالوا أشرفَ صور الثبات والصمود في وجه العدو في كل جبهات مواجهته ومقاومته، بدءا من لبنان ومقاومته الإسلامية الفتية المتنامية كما وكيفا ومرورا بغزة وفعلها الجهادي المقاوم المتصاعد والعصي على الكسر رغم هول الظروف التي يتحرك في ظلها، وهذا شأن المقاومة الإسلامية في العراق وليس انتهاء باليمن، حيث الموقف الجهادي الملتحم ببقية الجبهات آخذٌ في المزيد من القوة والفتوة والعنفوان ونوعية ضرباته ومفاعيله البالغة الإيلام للعدوان الصهيوني الهجين ورأسه الأمريكي تحديدا بشراكاته الغربية الأطلسية والدولية وأدواته الإقليمية المتواطئة، ومصاديقُ هذه الخواص الواضحة في فعل وأثر الدور اليمني في هذه المواجهة المصيرية تزخر بها حتى تصريحاتُ واعترافات قادة ومسؤولي البنى والهياكل العسكرية والأمنية ومراكز البحث والتحليل وقادة القطع العسكرية المتسكعة هنا وهناك للعدو الأمريكي نفسه وشريكه الغربي، والتي سارع الكثير منها للفرار مشيعا بالخوف والذعر؛ وما أمرُ روزفلت وإيزنهاور وغيرها وأخيرا وليس بآخر إبراهام لنكولن التي كانت الصفعة اليمنية القاسية لها بين العينين.. عنا ببعيد .
هذا هو شأن وواقع المواجهة مع هؤلاء الأعداء ومشروعهم الاحتلالي الغاصب وهجمتهم الدموية البالغة ذروة ذرواتها اليوم على أمتنا.. وفيه الكثير الواضح والذي لا ليس فيه من محفزات اليقين من أن المآل النهائي والمؤدَّى الحتمي لكل ما يجري هو لصالحنا، لصالح هذه الأمة المظلومة ومجاهديها الميامين ومقاوميها الأبرار والروحِ الإيمانية الصلبة الكامنة في صميم هويتها ووجودها، تغذيها أنفاسُ العطاء والبذل الأسمى والأسخى والشهادة، وما أدراك ما الشهادةُ وأيُّ طاقة محركة لأقوى وأقوم وأنبل وأوعدِ مواكب السير نحو مستقبل العزة والحرية والكرامة لهذه الأمة وشعوبها المظلومة .
وفي مناسبة الذكرى السنوية للشهيد التي نعيشها في يمن الإيمان والتحرر والاستقلال، يمن الصبر والصمود والجهاد الملتحم-بكل طاقته- بأحرار أمته ومجاهديها في كل جبهاتهم على طريق القدس ..تتشكل أبهى الملامح لذلك المعنى السامق للشهادة وهو يرفرف في آفاق الذكرى قائلا للشعب المضحي المجاهد: هذا هو معراجُك الأكيد نحو معالي المجد والسؤدد والخلاص من ليل الطغاة والمعتدين، والمعنى ذاته يحط جليا واضحا في مستقر وعي كل حر مجاهد مستبصر من أبناء هذه الأمة التي طال بها أمد النزيف والمعاناة والأحزان وآن لها أن تعانق فجر الخلاص وقريبا بإذن الله يكون ذلك.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
السيد القائد يسلط الضوء على مستجدات غزة والضفة والمسجد الاقصى وينبه لخطورة الوضع!
وأوضح السيد أن العدو الإسرائيلي يواصل جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على مدى 21 شهرا وعلى مرأى ومسمع من المسلمين جميعا ومرأى ومسمع العالم ويستهدف بشكل مكثف مراكز ومخيمات إيواء النازحين وكذلك الإمكان التي يستقرون فيها . يستهدفهم بالغارات الجوية والقصف المدفعي والطائرات المسيرة.
ولفت السيد إلى أن العدو الإسرائيلي يستمر بكل همجية ووحشية وإجرام إلى درجة عجيبة تكشف حقيقته الإجرامية ولو كان مصاص الدماء الصهاينة وشركاؤهم الأمريكيون القتلة المجرمون عبارةً عن وحوش من وحوش الغاب أو كلاب مسعورة لكانوا قد سئموا من نهش لحوم الناس في قطاع غزة، فكلما أوغل العدو الإسرائيلي في دماء الأطفال والنساء افتتحت شهيته أكثر وابتكر وسائل وطرقاً جديدة للقتل والإبادة.
وبيّن أن ما يرتكبه العدو الإسرائيلي في غزة يكشف حقيقة العدو الإسرائيلي فيما هو عليه من حقد وعدوانية وتوحش وإجرام، وما يرتكبه العدو الإسرائيلي في غزة يكشف حقيقة الغرب الداعم للكيان المجرم.
وقال السيد: "العدو منذ تشكيله كعصابات والغرب يدعمه ليؤدي دوراً وظيفيا هو نفس الدور الإجرامي الذي يمارسه ضد الشعب الفلسطيني وضد أمتنا، الدور الوظيفي الذي أراده الغرب للعدو الإسرائيلي هو السعي للسيطرة على الأمة واحتلال الأوطان وفرض معادلة الاستباحة، وهذا الدور الوظيفي العدواني التدميري للعدو الإسرائيلي يأتي في إطار المخطط الصهيوني وما يشكله من خطورة على أمتنا الإسلامية".
لا تعويل على المؤسسات الدوليةوأوضح السيد أن توحش العدو الإسرائيلي جلي وواضح وكاف على أن ما تسمى بالمؤسسات الدولية لا يمكن أن تمثل أبداً سنداً لأي شعب مظلوم ومستضعف، فلأكثر من قرن من الزمان منذ الاحتلال البريطاني ولأكثر من سبعة عقود منذ الاحتلال والسيطرة اليهودية الصهيونية فما الذي أمكن أن تقدمه المؤسسات الدولية؟!، لافتا إلى أن الرهان على المؤسسات الدولية في أي تقديرات أو حسابات أو سياسات هو الخطأ الفادح الذي يتيه بالأمة دون أن تحقق أي نتيجة. مشيرا إلى أن باستطاعة الأمة أن يكون لها موقف حاسم لكن الكثير منهم في حالة التفرج والتخاذل والبعض في مستوى التواطؤ مع العدو والتعاون.
وأكد أن حجم الإجرام الصهيوني اليهودي ضد الشعب الفلسطيني وطول أمده يكشف جلياً الحقائق الثلاث عن العدو وعن داعميه وعن المؤسسات الدولية.
خطورة الوضع على الأمةوأوضح أن واقع أمتنا يشكل خطورة حقيقية عليها في تفريطها العظيم بمسؤولية عظيمة مقدسة والخطورة عليها أيضا في طمع الأعداء. لافتا إلى أن ما يحدث تجاه أمتنا ومقدساتها من قبل اليهود الصهاينة هو شيء رهيب جداً وفظائع كبيرة فاليهود الصهاينة يسيئون لخاتم أنبياء الله رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم بأسوأ الإساءات وينتهكون حرمة المقدسات، كما أن اليهود الصهاينة يتفننون بأنواع بشعة للغاية من الإجرام وبطريقة وقحة جداً واستفزازية للغاية ضد الشعب الفلسطيني.
وبيّن أن الكثير من أبناء الأمة هم بدون أي موقف معتبر وهذا يكشف الحقيقة السلبية لواقع الأمة وانحدارها الكبير على مستوى القيم الإنسانية. وأكد أن استمرار الأمة في تجاهل مسؤوليتها ليس حلاً بل ستصل إلى نتائج خطيرة جداً عليها ولو استفادت بعد حين فستكون قد تحملت تكاليف باهظة جداً.
الإجرام الصهيونيوأوضح السيد أن الأعداء الصهاينة اليهود يتنافسون ويتباهون بجرائمهم في قتل الأطفال والنساء في قطاع غزة وأحد الجنود الصهاينة يتفاخر بأنه قتل 600 فلسطيني في قطاع غزة. مؤكدا أن اليهود الصهاينة جبناء في القتال ومن الواضح كيف حالهم عندما يدخلون في مواجهة مباشرة مع الأخوة المجاهدين في قطاع غزة والجنود الصهاينة يختبئون ويتجمدون من الذعر والرعب حتى في داخل آلياتهم العسكرية عندما يتقدم إليهم المقاتلون.
وأضاف أن العدو الإسرائيلي يعمل على التدمير الشامل في قطاع غزة وأصبح يستدعي مقاولين لأداء مهمة تدمير بقية المنازل، وهناك مقاولون يتقاضون ما يعادل ألف وخمسمائة دولار عن كل منزل يقومون بهدمه، كما أن العدو الإسرائيلي يواصل إبادته بالتجويع وبمصائد الموت ومجازر المساعدات.
وأكد أن مصائد الموت هي هندسة أمريكية إسرائيلية للتحكم بالمساعدات الإنسانية ومن يأتي إليها فهو مهدد بالقتل . ولفت إلى أن الكثير من الناس في غزة يضطرون للذهاب بهدف الحصول على المساعدات ولكنهم يعيشون حالة الخطر بالاستهداف والإبادة أثناء استلام المساعدات، مضيفا أن العدو الإسرائيلي يقتل البعض أثناء ذهابهم من أجل تلك المساعدات، والبعض أثناء التجمع، والبعض أثناء الاستلام، والبعض أثناء العودة.
وقال السيد: العدو الإسرائيلي يراقب من عادوا بأكياس الطحين وما إن يصلوا إلى أهليهم وأسرهم حتى يستهدفهم. وأكد أن مسألة مصيدة الموت ومجازر المساعدات هي من أبشع أنواع الجرائم التي يرتكبها العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
وأكد أن من العار على المؤسسات الدولية وعلى الدول والبلدان والأنظمة والحكومات أن تسكت تجاه جرائم العدو بحق منتظري المساعدات ولا تتحرك لاتخاذ عملية ضد العدو الإسرائيلي. موضحا أن العدو الإسرائيلي يتشجع في الاستمرار في أبشع الجرائم لأن الكثير من الأنظمة والحكام لم يصل إلى مستوى اتخاذ الإجراءات العادية.
وبيّن أن من الفضائح الكبرى للعدو الإسرائيلي التي تبين مدى إجرامه ومعه الأمريكي دس حبوب المخدرات في بعض أكياس الطحين. مؤكدا أن العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي هما من أكبر من يروج للمخدرات في العالم ويستهدفون بها الشعوب واقتصاد البلدان ومجتمعاتها.
كما أوضح السيد أن العدو الإسرائيلي أفرغ شمال القطاع بالكامل من المستشفيات بعد أن دمرها أو جعل بعضها في حالة محاصرة بشكل تام وشبه مغلقة .
القتل بالقنابل الأمريكيةوأوضح السيد أن الأمريكي يواصل الدعم بالآلاف من القنابل في شحنات إضافية للعدو الإسرائيلي ليستمر في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني و ضد شعوب أمتنا، والأمريكي أعلن عن صفقة أسلحة ضخمة جديدة للعدو الإسرائيلي تشمل 3845 مجموعة توجيه قنابل تزن الواحدة منها 900 كيلوغرام، كما أن الأمريكي ومعه البريطاني والألماني والفرنسي، الكل يدعمون العدو الإسرائيلي ليس فقط بالأسلحة بل حتى بالكلاب المدربة لنهش لحوم البشر.
العدوان على الأقصىوبيّن أن الاقتحامات الصهيونية اليهودية هي شبه يومية للمسجد الأقصى مع دعوات من الصهاينة لهدم المسجد الأقصى، موضحا أن العدو الإسرائيلي يستخدم سياسة الترويض، ومسألة الاقتحامات لباحات المسجد الأقصى قضية خطيرة مستفزة جداً للمسلمين، مضيفا أن العدو الإسرائيلي وصل إلى أن يطلق التهديدات بهدم المسجد الأقصى من ساحات المسجد الأقصى والدعوة إلى بناء الهيكل المزعوم .
وأكد أن الترويض المستمر يشكل خطورة حقيقية على المسجد الأقصى وهدمه هدف معلن مرسوم في المخطط الصهيوني ومن مرتكزاته. مشيرا إلى أن الكثير من الخطوات والإجراءات في القدس والضفة هي بهدف الوصول في نهاية المطاف إلى تحقيق هدفهم العدواني الإجرامي في هدم المسجد الأقصى.
وشدد على أن الحالة التي تحصل في الأقصى حالة خطيرة جداً، وردود الفعل الرسمية باردة وهي مؤشر خطير على حالة التراجع تجاه هذه القضية. مضيفا أن الخطر على الأقصى يمتد إلى بقية المقدسات: المسجد الحرام، الكعبة أيضاً، مكة والمدينة ضمن المخطط الصهيوني. و العدو سيطمع إذا نجح في أن يصل إلى هدفه فيما يتعلق بالمسجد الأقصى إلى أن يصل إلى تحقيق أهدافه العدوانية ضد بقية مقدسات المسلمين.
وشدد على أن المسلمين إذا وصلوا إلى حالة من اللامبالاة تجاه أي شيء مقدس وعظيم وعزيز عليهم فهذا هو خطر فظيع جداً على الأمة. وإذا وصلت الأمة إلى درجة لا تتفاعل مع أي شيء مهما كان عظيماً ومهماً فالخطورة البالغة عليها، فيطمئن أعداؤها وتفقد رعاية الله وتأييده.
العدوان الإسرائيلي على الضفةوأوضح السيد أن الوضع في الضفة الغربية في تصاعد و5 أشهر من بدء التصعيد هناك تدمير واسع لا سيما في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس وهناك أكثر من 40 ألف فلسطيني هجروا قسريا من أبناء الضفة الغربية ويعانون معاناة كبيرة فالعدو الإسرائيلي يسعى إلى منع مهجري الضفة من العودة إلى المخيمات.
وأكد أن البؤر الاستيطانية يخطط لها أن تكون بالشكل الذي يحقق له السيطرة التامة على الضفة الغربية والعدو الإسرائيلي أعلن مؤخرا عن عدد من البؤر الاستيطانية التي يغتصب فيها مواقع جديدة في إطار السيطرة التامة على الضفة الغربية. مضيفا أن من الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية هو تقطيع أوصال المدن والبلدات الفلسطينية بالحواجز والجدران.
وفيما يتعلق بصمود الشعب الفلسطيني فقال السيد: "مع الروح المعنوية العالية والصمود والثبات، ماذا لو امتلك المجاهدون في قطاع غزة من الأسلحة بمثل ما بحوزة الجيوش العربية؟ الجيوش العربية انهزمت في 6 أيام، بينما المجاهدون في قطاع غزة ثابتون وصامدون على مدى 21 شهراً".
وفيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي على لبنان وسوريا فأوضح السيد أن الاعتداءات الصهيونية متواصلة على لبنان، والتوغلات داخل الأراضي اللبنانية من أخطر أنواع الانتهاكات للاتفاق. مضيفا أن ما يفعله العدو في سوريا يأتي في إطار أطماعه ومخططاته الإجرامية دون أي مبرر، لأن سوريا ليست ضمن الجبهات المعادية له.
ولفت السيد إلى أن موافقة الحكومة الإيرلندية على مشروع قانون يحظر استيراد السلع من المستوطنات في الضفة الغربية والقدس خطوة مهمة وإيجابية. مؤكدا أن خطوة الحكومة الإيرلندية ولو أنها جزئية لكنها في سياق عملي
وأكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي أنه يفترض بالأنظمة العربية والإسلامية أن تتقدم بخطوات عملية كبيرة في المقاطعة الكاملة للعدو سياسيا واقتصاديا، كما يفترض بالأنظمة العربية والإسلامية أن تسعى مع بقية البلدان لمحاصرة وعزل العدو الإسرائيلي.