نحن وإيران وترامب ونتنياهو
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
آخر تحديث: 18 نونبر 2024 - 9:45 صبقلم : إبراهيم الزبيدي إن وجود العراق، مصادفة، جارا لإيران هو قدَرُه، وهو قدَرُ إيران أيضا. فلا يمكن حمله والذهاب به إلى أوروبا ليجاور السويد أو سويسرا، ولا إلى الشرق ليكون لصيقَ الهند أو الصين.شيء آخر؛ إن العراق لم يكن أمس نوري السعيد، ولم يكن عبدالكريم قاسم، ولا صدام حسين، ولا أي واحد من الذين أجلسهم الأميركيون والإيرانيون، بعد كارثة الغزو الأميركي 2003، على كرسي عبدالمحسن السعدون ونوري السعيد.
فقد كان، ولن يكون اليوم، ولا غدا، إلا عراق علمائِه وأدبائه وشعرائه وعماله وفلاحيه وعباقرة فنونه وموسيقاه وأغانيه. باختصار شديد، إنه عراقُ مواطنيه قبل حكامه، بغض النظر عن طوائفهم وأديانهم وقومياتهم وألوانهم وأماكن ولاداتهم. والشيء نفسه يقال عن جارتنا اللاصقة بنا حتى أبد الآبدين، إيران.ولكن نفرا منّا، نحن العراقيين، ومن جيراننا الإيرانيين، لا يريدون أن يعترفوا بهذه الحقيقة. فهم، كما يبدو، رغم كل نكباتهم وهزائم جيوشهم وميليشياتهم الملاحقة، منذ عام طوفان الأقصى وتوابعه الدامية، مازالوا يراهنون على فرض عقيدتهم الخاطئة التي يظنون أنهم قادرون بموجبها على قهر الجغرافيا ولي ذراع التاريخ. نعم، إن التاريخ الطويل بين الدولتين الجارتين مرَّ بمنغصات ومعاكسات، وأحيانا بحروب قصيرة أو طويلة، ولكنّها، جميعَها، كانت من صنع حكام أفراد ركبهم الطمع وحب امتلاك بلاد الجيران، أحيانا عابرة، ولكنهم حين رحلوا لم يأخذوا معهم أوطانهم ومستعمراتهم، ونسيهم التاريخ.والأهم من المهم أن شاه إيران والخميني وخامنئي وصدام حسين لم يتمكنوا من أن يغيروا طبيعة شعبهم وشعبنا. فلم يقتلوا الإنسانية والرحمة والمسامحة الراسخة في أعماق مواطنيهم الذين جايلوهم، ولا في أعماقنا، نحن جيرانهم العراقيين، ولا في الذين سيجيئون بعدهم، من مواطنين، بعد عمر طويل.والآن تعالوا نقلب الأيام، ونحسب ما تسببوا فيه من خسارة للعراق، وخسارة لإيران ذاتها، حتى من قبل عام الحرب الطاحنة التي امتدت ثماني سنوات، وفي ما بعد عام الغزو، 2003، وحتى أيامنا هذه التي توصف بأنها أيام الصواريخ والمسيّرات والمفخخات والاحتلالات والاغتيالات والاختلاسات وتزوير الشهادات. قد لا نستطيع أن نحصي كل ما خسرنا وخسروه، ولكن الشيء الوحيد الذي بدأنا نراه ونلمسه ونحترق بنيرانه هو أن رياح هزائمهم التي كانت مؤجلة أصبحت مقبلة إليهم من أبواب عديدة، على يد نتنياهو، وعلى أيدي وزراء القادم الجديد إلى البيت الأبيض، لتُذهب خسائرَهم وخسائرَنا هباءً في هباء. إنهم، بالقلم العريض، لم يجيدوا قراءة التاريخ، ولم يتعلموا من دروسه. فلم يروا حكومات دول استعمارية عظمى أدركت، بفطنة وفراسة، أن الزمن يتغير، وأنها بالغزو العسكري لن تكون على المركبَ الآمن لسرقة الشعوب، فغيرت نهجها، وراحت تبشر أخيرا بأن التعاون الاقتصادي والتكامل الثقافي والتناغم والتفاهم والتبادل المصلحي أجدى لمصانعها ومزارعها وخبرائها وعلمائها، وأكثرُ انتفاعا من زبائنها الذين كانوا يقتلون جنودها ويغتالون ضباطها في أزقة مستعمراتها السابقة.وأغلب الظن أن الإيرانيين وقادة ميليشياتهم، الذين أرادوا أن يقلبوا بالصواريخ الخرائطَ ويمحوا الحدود بين الدول، سوف يقتنعون أخيرا بأنهم كانوا يعاندون الزمن ويعاركون التاريخ، دون جدوى، ولكن بعد فوات الأوان.
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
أقوى هزة أرضية في تاريخ كامتشاتكا.. رياح تسونامي تجتاح اليابان والصين وترامب يحذّر!
أعلنت السلطات الروسية أن إقليم كامتشاتكا شرقي روسيا تعرض اليوم الأربعاء، لزلزال هو الأقوى في تاريخ المراقبات الجيولوجية بالمنطقة، بقوة 8.8 درجات على مقياس ريختر، متجاوزًا بذلك زلزال 1952 الذي كان سابقًا الأعلى في الإقليم.
وكتب حاكم الإقليم، فلاديمير سولودوف، عبر قناته الرسمية على تطبيق “تلغرام”: “هذا هو أقوى زلزال في الفترة الزمنية بأكملها، حيث بلغت قوته 8.8 درجة. ومن المتوقع استمرار حدوث هزات ارتدادية لفترات طويلة”.
ودعا سولودوف سكان الإقليم إلى التزام الهدوء وعدم الذعر، مؤكداً جاهزية جميع الأجهزة والخدمات الطارئة للعمل في وضع محسن، وحثهم على الاعتماد على المصادر الرسمية للمعلومات.
تسونامي يضرب سواحل اليابان وتحذيرات دولية متصاعدة
وأعلنت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية عن تسجيل موجة تسونامي بارتفاع 50 سنتيمتراً ضربت ميناء إيشنوماكي بمحافظة مياغي، وهي أعلى موجة تسونامي تم تسجيلها منذ وقوع الزلزال، مما أدى إلى توقف حركة القطارات في 41 خط سكة حديد، وتعليق خدمات خطوط السكك الحديدية فائقة السرعة، بالإضافة إلى إغلاق مطار سينداي.
وفي تطور لافت، أصدر مركز التحذير من تسونامي في الصين تحذيرًا باللون الأصفر، موجهًا خطر تسونامي محتمل للمناطق الشرقية من الصين وتايوان، مع توقعات بوصول موجات أمواج تسونامي قد تؤثر على ساحل شنغهاي، والجزء الجنوبي من مدينة تشوشان بمقاطعة تشجيانغ، فضلاً عن شرق تايبيه.
كما أمر خفر السواحل الأمريكي في ولاية هاواي جميع السفن الراسية بمغادرة الموانئ تحسبًا لخطر تسونامي محتمل. ولم تقتصر التحذيرات على هذه الدول فقط، بل شملت سواحل بيرو، والمكسيك، والإكوادور حيث صدر تحذير من تسونامي قد تصل فيه الأمواج إلى 1.4 متر بجزر غالاباغوس، وكذلك ساحل تشيلي.
أقوى زلزال عالمي منذ 2011
يعتبر زلزال كامتشاتكا الحالي أقوى زلزال يسجل على كوكب الأرض منذ زلزال اليابان المدمر عام 2011 بقوة 9.0 درجات، وهو ضمن أقوى خمسة زلازل مسجلة في التاريخ الحديث. هذا ويترقب العلماء استمرار الهزات الارتدادية التي قد تستمر لأسابيع، ما يستدعي الاستعداد واليقظة في المناطق المجاورة.
تداعيات وآثار الزلزال
في إقليم كامتشاتكا، أفادت التقارير الأولية بعدم تسجيل أضرار بشرية كبيرة، لكن الجهات المعنية تتابع الوضع عن كثب، في حين تم تفعيل خطط الطوارئ لتقديم الدعم والإغاثة.
بدورها، أعلنت السلطات المحلية في اليابان والصين اتخاذ إجراءات احترازية واسعة، تضمنت تعليق خدمات النقل، وإخلاء المناطق الساحلية، وتفعيل نظم الإنذار المبكر، لتقليل المخاطر التي قد تنجم عن موجات التسونامي.
الصين تُصدر تحذيرًا “أصفر” من تسونامي بعد زلزال ضخم قبالة كامتشاتكا الروسية
أصدر مركز التحذير من تسونامي في الصين، اليوم الأربعاء، تحذيرًا “أصفر” بشأن خطر حدوث موجة تسونامي قد تضرب المناطق الشرقية من الصين القارية، بما في ذلك سواحل شنغهاي وتشوشان، بالإضافة إلى تايوان، وذلك عقب زلزال عنيف بلغت قوته 8.7 درجات ضرب قبالة سواحل شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية.
وذكرت قناة الصين المركزية التلفزيونية أن الزلزال، الذي يعد الأقوى في المنطقة منذ عام 1952، بحسب بيانات خدمة المسح الجيوفيزيائي التابعة للأكاديمية الروسية للعلوم، قد يؤدي إلى موجات مد بحري تهدد السواحل الشرقية للبلاد.
ويشمل التحذير مناطق ساحلية واسعة مثل جنوب مدينة تشوشان في مقاطعة تشجيانغ وشرق العاصمة التايوانية تايبيه، وسط ترقب من السلطات لاحتمال تأثر البنى التحتية الساحلية والموانئ.
ويُذكر أن نظام التحذير من الكوارث في الصين يعتمد أربعة مستويات، حيث يمثل اللون الأحمر أعلى درجات الخطورة، يليه البرتقالي، ثم الأصفر، وأخيرًا الأزرق.
ترامب يحذر من تسونامي في هاواي وألاسكا ويدعو الأمريكيين إلى الحيطة
دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سكان هاواي وألاسكا ومناطق أخرى إلى اتخاذ الحيطة والحذر، إثر زلزال قوي ضرب المحيط الهادئ، محذراً من احتمالية حدوث تسونامي.
وكتب ترامب عبر منصة “تروث سوشل” للتواصل الاجتماعي: “بسبب الزلزال الهائل الذي وقع في المحيط الهادئ، فإن تحذير التسونامي سارٍ لمن يعيشون في هاواي، وكذلك في ألاسكا وساحل المحيط الهادئ في الولايات المتحدة. اليابان أيضاً في الطريق”. وأضاف: “يرجى زيارة tsunami.gov للحصول على أحدث المعلومات. ابقوا أقوياء وحافظوا على سلامتكم!”.
وكانت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية قد أصدرت تحذيرات من أمواج مد عاتية بعد زلزال بقوة 8.8 درجات قبالة الساحل الشرقي لروسيا، وهو أقوى زلزال منذ 2011 حين تسبب زلزال بقوة 9 درجات في تسونامي كارثي في اليابان.
وقع الزلزال على بعد حوالي 85 ميلاً من مدينة بتروبافلوفسك-كامشاتكا الروسية، مع تحذيرات من تسونامي محتملة تشمل جزر هاواي، أجزاء من ألاسكا، والسواحل الغربية لكندا والولايات المتحدة حتى الحدود مع المكسيك، إضافة إلى الفلبين وإندونيسيا.
وحذر مركز التحذير من تسونامي في المحيط الهادئ من احتمال حدوث موجات خطيرة واسعة النطاق. كما أصدرت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية تحذيرات من أمواج يصل ارتفاعها إلى متر واحد على السواحل اليابانية.