هل توفي ملك جمال الأردن بسبب الحسد؟.. الجدل يتجدد حول الحسد والعين
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
في الساعات الأولى من صباح أمس رحل الشاب أيمن العلي، المعروف بلقب "ملك جمال الأردن"، بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان.
أثار رحيله حالة من الحزن على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث نعاه نشطاء ومؤثرون بكلمات مؤثرة ودعوات له بالرحمة والمغفرة، مشيرين إلى أن صراعه مع المرض كان مصدر إلهام للكثيرين.
لكن في خضم مشاعر الحزن، برز سؤال شائع على منصات السوشيال ميديا: هل كانت وفاته بسبب الحسد؟
رأي علماء الدين في قضية الحسد والوفاة
تناول الشيخ أحمد تركي، أحد علماء الأزهر الشريف، هذا الجدل بنظرة شرعية، حيث أكد في تصريحات له أنه لا يوجد دليل شرعي يثبت أن الحسد أو العين يمكن أن يؤدي إلى وفاة الأشخاص.
وأوضح الشيخ أن النبي صلى الله عليه وسلم، سواء في أقواله أو أفعاله، لم يذكر أي واقعة تُوفي فيها شخص بسبب الحسد.
وأضاف أن الحسد في القرآن يعني الحقد، وهو شعور نفسي لا يمكن إثباته أو قياس أثره بشكل مباشر، محذرًا من الانسياق وراء الشائعات على السوشيال ميديا التي تعزو وفاة الأشخاص للحسد.
المعالجون الروحانيون ورأيهم في الحسد
على الجانب الآخر، يعتقد بعض المعالجين الروحانيين أن الحسد قد يكون سببًا في وفاة الأشخاص.
الشيخ مصطفى فليفل، الداعية والمعالج الروحاني، أشار في نفس البرنامج إلى أن الحسد ذُكر في القرآن الكريم في عدة مواضع، مثل قوله تعالى: "أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله". واعتبر أن الحسد قد يتسبب في أذى جسدي ونفسي، وربما يصل إلى الوفاة في بعض الحالات، مشيرًا إلى تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من الحسد وخطورته.
جدل بين العلماء والمعالجين
ما بين رأي علماء الدين ورأي المعالجين الروحانيين، يظل الحسد والعين من المواضيع التي تشهد جدلًا واسعًا.
الشيخ أحمد تركي يرفض تمامًا ربط الحسد بالوفاة، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يدخل في نطاق الغيبيات التي لا يمكن إثباتها علميًا أو شرعيًا. في حين يرى المعالجون الروحانيون أن للحسد تأثيرًا قويًا، خاصة إذا لم يقم الإنسان بتحصين نفسه بالصلاة والأذكار.
الحسد بين العلم والدين
على الرغم من أن الحسد والعين مفهومان مذكوران في التراث الديني الإسلامي، إلا أن فهم تأثيرهما على حياة الإنسان يظل مسألة مختلفة بين التفسير الديني التقليدي والمعتقدات الشعبية.
بينما يركز علماء الدين على الجانب الروحي والغيبي، يذهب البعض إلى تعزيز هذه المعتقدات بالاستشهاد بأحاديث نبوية مثل: "إن العين حق، وتدخل الجمل القدر، وتدخل الرجل القبر".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ملك جمال الأردن أن الحسد
إقرأ أيضاً:
خطيب المسجد الحرام: يبقى الدين في الناس ما بقيت فيهم شعائره
قال الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام ، إن الله تعالى تكفّل بحفظ دينه، وجعل من أسباب حمايته الشرعية، وحفظ شعائره سواء كانت شعائر زمانية أو مكانية أو تعبدية.
يبقى الدينوأوضح “ المعيقلي” خلال خطبة الجمعة الأولى من شهر ذي الحجة، اليوم، من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه يبقى الدين في الناس، ما بقيت فيهم شعائره وتعظيم شعائر الله، دليل على تقوى القلب وخشيته، موصيًا بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه وتجنب مساخطه ومناهيه.
واستشهد بما قال الله تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمُ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)، منوهًا بأن من شعائر الله، يوم عرفة، وهو يوم الوفاء بالميثاق الذي أخذه الله تعالى على بني آدم.
ودلل بما ورد في مسند الإمام أحمد أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: (أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان - يعني عرفة - فأخرج مِنْ صُلْبِه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذَّر ، ثم كلَّمهم قُبُلًا، قال: (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ).
في يوم عرفةوأضاف أنه في يوم عرفة ينزل ربنا جل في علاه إلى السماء الدنيا نزولًا يليق بجلاله وكبريائه وعظمته فيباهي بأهل الموقف ملائكته، وهو أكثر يوم في العام يُعتق الله فيه خَلْقًا من النار، سواء ممن وقف بعرفة منهم ومَنْ لم يقف بها من الأمصار".
ونبه إلى أن عظيم الأزمنة الفاضلة، من عظيم شعائر الله، ونحن في هذه الأيام، نعيش في خير أيام العام، التي أقسم الله بها، وفضلها على سِوَاهَا، فقال: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرِ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) .
وأفاد بأن عشر ذي الحجة، اجتمع فيها مِنَ العبادات ما لم يجتمع في غيرها، مشيرًا إلى أن من فضائل هذه الأيام المباركات أن فيها يوم النحر، وهو من خير أيام الدنيا، وأحبها إلى الله تعالى وأعظمها حرمةً، وفيه عبادة الأضحية، والأضحية سُنَّة مؤكدة، لا ينبغي تركها لمن قَدَرَ عليها.
من أراد أن يضحيوأشار إلى أنه ينبغي لمن أراد أن يضحي إذا دخلت عشر ذي الحجة أن يُمسك عن شعره وأظفاره وبشرته، حتى يذبح أضحيته ؛ لما روى مسلم في صحيحه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليُمْسِكُ عن شَعْرِه وأظفاره).
وأوصى قائلاً: فامتثلوا أمر ربكم، وقفوا على مشاعركم، وأتموا نسككم، واقتدوا برسولكم- صلى الله عليه وسلم-، وابتهلوا إلى ربكم رحمته، تفوزوا برضوانه وجنته، مؤكدًا أن المملكة، بذلت كل وسعها، وسخرت أمنها وأجهزتها، وهيأت كل أسباب التسهيل والراحة والأمن والسلامة.
وتابع: وذلك عبر أنظمتها التي تهدف إلى سلامة الحجيج وأمنهم، وتيسير أداء مناسكهم، تحت سلطة شرعية في حفظ النفس والمال، لذا فإن الحج بلا تصريح هو إخلال بالنظام وأذية للمسلمين، مقابل حقوق الآخرين، وجناية لترتيبات وضعت بدقة متناهية.
وأردف: فحري بمن قصد المشاعر المقدسة، تعظيم هذه الشعيرة العظيمة، واستشعار هيبة المشاعر المقدسة بتوحيد الله وطاعته والتحلي بالرفق والسكينة والتزام الأنظمة والتعليمات، وبعد عن الفسوق والجدال والخصام، ومراعات المقاصد الشرعية، التي جُعِلَتْ من السلامة، والمصلحة العامة، حفظ الله حجاج بيته الحرام، وتقبل حجاجهم وسائر أعمالهم ووردهم إلى أهلهم سالمين وبالمثوبة غانمين.