البحوث الإسلامية يواصل فعاليات أسبوع الدعوة بسوهاج حول «دور المرأة في العمران»
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
واصلت اللجنة العليا للدعوة بـ مجمع البحوث الإسلامية تنفيذ فعاليات أسبوع الدعوة الإسلامية الثالث، والذي تنظمه برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر، وإشراف وكيل الأزهر الدكتور محمد الضويني، والدكتور محمد الجندي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، وذلك في إطار المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان» تحت عنوان «الدين والعمران معطيات ودلالات».
قال الدكتور حسن يحي الأمين العام للجنة العليا للدعوة والإعلام الديني، إن دور المرأة في تحقيق العمران موضوع من الأهمية بمكان، فالمرأة المسلمة دائما ما تتعرض لسهام التشويه والتشويش لإفساد دورها، كونها المرأة المسلمة التي أعدت أبطالا وأجيالا كل في مجاله، وهي المرأة التي أراد الغرب وضعها في دائرة ضيقة تعاني فيها ظلما وضعفا، كما دأب الغرب على طمس دورها الذي أقره لها الإسلام وإسهاماتها في العمران وبناء المجتمع بناء سليما لا ثغرة فيه ولا خلل.
وأكد خلال كلمته في فعاليات اليوم الثالث من أسبوع الدعوة الإسلامية الذي جاء بعنوان "دور المرأة في العمران"، بتنظيم من اللجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، أن المرأة هي الأم والزوجة والأخت والابنة، متسائلا هل يُحَقق أي عمران بمعزل عن المرأة؟، الإجابة لا، بل للمرأة عظيم الأثر وجُل المشاركة الفاعلة لكل إنجاز وإعمار، لذلك شغلوها بالحريات الزائفة، كأن تأخذ أجرا مقابل واجباتها، فأنزلوها منزلة الأجيرة، وجعلوا منها سلعة رخيصة، وغنيمة أينما كانت يظفر بها اللئام.
دور المرأة في العمران جديد وقديموأوضح الدكتور أبو زيد محمد شومان، أستاذ البلاغة والأدب بكلية الدراسات الإسلامية بنات بسوهاج، أن دور المرأة في العمران جديد وقديم، والمتأمل في كتاب الله وسنته نبيه وأقوال الفقهاء والعلماء؛ يجد أن القرآن الكريم لم يفرق في الخطاب بين رجل وامرأة في كثير من النصوص، خاصة في قضايا الإعمار والتنشئة، قال الله -تعالى- "هو الذي أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها" و علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن النساء شقائق الرجال.
ولفت أستاذ البلاغة أن سهام العلمانية والإلحاد والتغريب صُوبت نحو المرأة المسلمة بزعم نجدتها من الجهل ورد حقوقها المسلوبة، لكن المتجول بين النصوص يجد أن المرأة ملكة متوجة في بيتها ومجتمعها، ينظر إليها زوجها نظرة احترام ومحبة و وينظر إليها أولادها نظرة إجلال وتوقير، مؤكدا أن المرأة عماد البيت وعقل الأسرة، ولم ينظر الإسلام للمرأة يوما على أنها كم مهمل لا قيمة له، وفي المقابل نجد الغرب يريد من حرية المرأة أن تكون حرة في ممارسة الشذوذ والمثلية، أما فيما يحافظ على كرامتها ومكانتها فهم مجتمعات أشد فتكا بها وسلبا لحقوقها.
وأضاف الدكتور محمد عمر أبو ضيف عميد كلية الدراسات الإسلامية السابق، أننا لو استعرضنا الحضارات القديمة لوجدنا المرأة كلأ مباحا ومستباحا، وأنها بالنسبة للرجل كالعبد للسيد، حتى في بعض الحضارات الحديثة لم تحظ المرأة المكانة الراقية التي تليق بها، وما يُصَدّر إلينا عن المرأة في مجتمعاتنا بأنها مظلومة؛ فرية أطلقها الغرب ورددها حتى ألفناها ورددنا خلفهم دون وعي، ونسينا أن كلامهم محض أكاذيب، لافتا أنه في حال حدوث خلل في تطبيق ما أمر به الشرع في الحفاظ على حقوق المرأة، فهذا يرجع إلى من طبق أمر الشرع، والشرع من ذلك براء.
وعن من يطالب بالمساواة التامة بين الرجل والمرأة، أكد "أبو ضيف" أن في المساواة التامة ظلم كبير للمرأة، حيث أن للمرأة أشياء تصلح لها وبها، وهناك من الحقوق ما ميزها الشرع فيها عن الرجل، كما بادرت المرأة في كل زمان ومكان في عمران الأرض والعلم والجهاد، فهذه الأميرة فاطمة إسماعيل أنها أعلنت تحملها كافة نفقات حفل وضع حجر الأساس، والذى كان سيحمل الجامعة نفقات كبيرة، وهذه الأميرة زبيدة بنت جعفر المنصور زوجة الخليفة هارون الرشيد وهي المعروفة بالحكمة وحبها لخدمة الناس خصوصا الفقراء، أمرت بإنشاء برك المياه والآبار على طول طريق الحج من بغداد إلى مكة المكرمة وجعلته للنفع العام، ومن النساء من أسهم في العمران العسكري، ومنهن من جاهد في سبيل الله.
وفي نهاية الندوة تم فتح باب النقاش والتساؤلات بين علماء الأزهر الأجلاء وطلاب الجامعة، دارت حول العديد من الأمور الدينية والدنيوية التي تشغل بال الشباب في الآونة الأخيرة، وتُختم غدا سلسلة ندوات أسبوع الدعوة الإسلامية بندوة عن "الشباب بين عمران النفس وعمران الكون.. توجيهات إسلامية" والتي يحاضر فيها كل من، الدكتور محمود الهواري الأمين العام لشؤون الدعوة والإعلام الديني والدكتور أحمد همام مدير عام الإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية.
تأتي لقاءات «أسبوع الدعوة الإسلامي» الثالث، التي تستمر على مدار هذا الأسبوع في رحاب جامعة ومساجد سوهاج، في إطار مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي،" بداية جديدة لبناء الإنسان"، وتهدف إلى إعداد خريطة فكرية تتناول بناء الإنسان من جميع جوانبه الفكرية والعقدية والاجتماعية، وترسيخ منظومة القيم والأخلاق والمُثُل العليا في المجتمع، وذلك بمشاركة نخبة من علماء الأزهر الشريف.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البحوث الإسلامية الدعوة الإسلامية شيخ الأزهر محمد الضويني بداية جديدة لبناء الإنسان الدين والعمران الضويني البحوث الإسلامیة أسبوع الدعوة
إقرأ أيضاً:
أمين البحوث الإسلامية يعقد اجتماعًا مع وعَّاظ المنيا ويشدِّد على ضرورة تعزيز الحضور الميداني
عقد الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، اليوم، اجتماعًا موسَّعًا مع وعَّاظ منطقة المنيا الأزهريَّة، بالقاعة الكبرى في مكتبة مصر العامَّة؛ لمتابعة سير العمل الدَّعوي الميداني، والوقوف على التحديات التي تواجه الوعَّاظ في نطاق المحافظة، وبَحْث سُبُل دَعْم وتطوير الأداء بما يواكب متطلَّبات الواقع الدَّعوي، وذلك بحضور الدكتور محمود الهواري، الأمين المساعد للدعوة والإعلام الدِّيني، والدكتور حسن خليل، الأمين المساعد للثقافة الإسلاميَّة، والدكتور حسن يحيى، الأمين المساعد للجنة العُليا للدَّعوة.
واستعرض د. الجندي- خلال الاجتماع- الجهود المبذولة مِن جانب الوعَّاظ في نَشْر المفاهيم الصحيحة وتفنيد الشبهات، موضِّحًا أنَّ العمل الدَّعوي لا ينفصل عن الواقع؛ بل يستمدُّ منه قضاياه ومحاوره، ويجب أن يكون متوازنًا في طَرْحه، قادرًا على بناء جسور الثقة مع النَّاس.
وتابع الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة تنفيذ الحملة التوعويَّة الشاملة التي أطلقها المجمع تحت عنوان: (ومَن أحياها) لمواجهة الخصومات الثأريَّة، وذلك في ضوء توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بضرورة تكثيف الجهود التوعويَّة والوقائيَّة لمعالجة الظواهر السلبيَّة مِن منظور دِيني وإنساني شامل.
وأكَّد فضيلته أهميَّة الوجود المؤثِّر للوعَّاظ في محيطهم المجتمعي، داعيًا إلى ضرورة تطوير أدوات الخطاب الدَّعوي، وتنويع وسائله، بما يُسهِم في ترسيخ القِيَم الدِّينيَّة، ويُعزِّز مِن وعي الناس بأهميَّة نَبْذ مظاهر العُنف والسلوكيَّات السلبيَّة، مشدِّدًا على ضرورة تعزيز الحضور الميداني، واستمرار العمل بروح الفريق، والانطلاق مِنَ الواقع المحلِّي في مخاطبة الجماهير، مع الالتزام بالمنهج الأزهري الوسطي في جميع الرسائل الدَّعويَّة.
من جانبه، قال الدكتور محمود الهواري، الأمين المساعد للدعوة والإعلام الدِّيني: إنَّ الدَّور الذي يقوم به الوعَّاظ في الميدان يُعَدُّ حجر الزاوية في تحقيق أهداف الدعوة؛ فهم حلقة الوصل بين المنهج الأزهري الوسطي والجمهور في مختلِف البيئات، ومن هنا تأتي ضرورة دَعْمهم وتمكينهم بمهارات التواصل والتجديد في الطَّرح؛ بما يحقِّق الأثر المطلوب في معالجة القضايا المجتمعيَّة.
فيما أكَّد الدكتور حسن خليل، الأمين المساعد للثقافة الإسلاميَّة، أنَّ تعزيز الوعي الثقافي المرتبط بالقِيَم الدِّينيَّة الأصيلة يُعَدُّ مِنَ الأولويَّات في هذه المرحلة، لا سيَّما في صعيد مصر؛ إذْ يمثِّل الوعَّاظ عنصرًا فاعلًا في إعادة تشكيل المفاهيم، ومواجهة مظاهر الغُلو بالفِكر والمعرفة والاعتدال، وهو ما يتطلَّب دَعمهم بإصدارات نوعيَّة ومحتوًى ثقافيٍّ معاصر.
كما بيَّن الدكتور حسن يحيى، الأمين المساعد للجنة العُليا للدَّعوة، أنَّ اللجنة تعمل على تكامُل الجهود الدعويَّة الميدانيَّة من خلال التنسيق مع مناطق الوعظ، وتقديم خطط مدروسة ترتبط مباشرةً بالواقع الاجتماعي في المحافظات، وهو ما يُسهِم في رَفْع كفاءة الأداء الدَّعوي، وضمان وصول الرسائل الإصلاحيَّة إلى الفئات المستهدَفة بفاعليَّة.
كان فضيلة أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، قد افتتح صباح اليوم، المنفذَ الدَّائمَ لإصدارات الأزهر الشريف بمنطقة وعظ المنيا، في خطوة استراتيجيَّة تهدف إلى تعزيز الحضور الثقافي والفِكري للأزهر الشريف في محافظات الصَّعيد، ونَشْر منهجه الوسطي في مواجهة التحديات الفكريَّة الرَّاهنة، كما التقى فضيلتُه محافظَ المنيا؛ لبحث أوجُه التعاون المشترك بين المحافظة والمجمع في مجالات التوعية المجتمعيَّة، وتعزيز القِيَم الدِّينيَّة والوطنيَّة، مِن خلال مبادرات ميدانيَّة تستهدف مختلِف شرائح المجتمع.