أصدرت مجلة المصور بمؤسسة دار الهلال الصحفية عدد تذكاري احتفالا بمرور 100 عام على صدورها، حيث صدر العدد الأول منها في 24 أكتوبر 1924، وعلى مدى قرن كامل من الزمان كانت ومازالت صفحات مجلة المصور سجلا صحفيا يوثق كل أحداث الوطن، والأمة العربية، وتفتح أبواب النقاش حول مختلف القضايا لرفع الوعى وزيادة المعرفة، مع نشر الفكر السليم ومواصلة طريق التنوير والتثقيف في كل الملفات من أجل الصالح العام.

من جانبه أكد الكاتب الصحفي عبد اللطيف حامد رئيس تحرير مجلة المصور، أن العدد التذكاري كان حلما فتحول إلى حقيقة، بداية من وضع خطة العمل في أول شهر مايو الماضي وحتى الانتهاء من طباعته، وبذل فريق العمل في إنجازه مجهود كبير على مدى 6 أشهر من البحث والأرشفة في أكثر من نصف مليون صفحة و5220 عددا، ومليوني صورة، وتكاتف كل أبناء المصور ودار الهلال حتى يخرج هذا العدد التاريخي بما يليق بالصحافة المصرية عموما ودار الهلال ودرتها مجلة المصور خصوصا.

ويقول "حامد" إن مجلة المصور ستفرج عن كنوزها في هذا العدد التاريخي، فهو يستعرض مسيرة الأحداث الفاصلة خلال 100 عام، ويسجل بالكلمة والصورة أهم 100 قضية وطنية كانت حاضرة على صفحات مجلة المصور، إلى جانب أهم 100 قضية تنويرية وفكرية، والشخصيات المؤثرة في مسار الأحداث وصناعها خلال قرن من الزمان.

ويشمل هذا العدد الاستثنائي نشر أكثر من 1000 صورة نادرة ضمن أرشيف المجلة تجسد حكاية الوطن وسجل المصريين بالصور في قرن كامل، بحكم أن مجلة المصور تعتمد طوال عمرها المديد على الصورة في المقام الأول، بالإضافة إلى قسم المنوعات من نوادر المجتمع إلى الرياضة والفن والكاريكاتير.

العدد المئوي لمجلة «المصور» يتجاوز كونه مجرد إصدار صحفي، بل هو وثيقة تاريخية ترصد الأحداث الكبرى التي شهدتها مصر.

ويضم حوارات نادرة مع أبرز الشخصيات التي أثَّرت في مختلف المجالات، إلى جانب مقالات نادرة لكبار الساسة والمفكرين، ومن خلال هذا العدد المميز، تؤكد مجلة «المصور» على مكانتها الرائدة في تاريخ الصحافة العربية، وعلى عزمها في الاستمرار كأداة تنويرية ومرآة تعكس حياة الأمة في ماضيها وحاضرها».

اقرأ أيضاًفي عيدها الـ 130.. «دار الهلال» تكرم الصداقة الروسية على دورها في دعم وتطوير العلاقات بين البلدين

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: المصور هذا العدد

إقرأ أيضاً:

حين يتحول المنصب إلى أداة للإذلال

 


 

د. عبدالعزيز بن محمد الصوافي **

 

في أروقة المؤسسات الخدمية، يظهر أحيانًا نمط سلوكي مثير للجدل ودخيل على مجتمعاتنا؛ حيث نرى مسؤولًا يتعالى على موظفيه، ويضع العراقيل أمام المراجعين، ويشعر بالنشوة كلما أهان من حوله.

هذا السلوك ليس مجرد غرور عابر، بل يرتبط بآليات نفسية عميقة تكشف عن خلل في إدراك المعنى الحقيقي للسلطة والهوية.

تشير دراسة منشورة في "مجلة علم النفس التطبيقي"Journal of Applied Psychology إلى أن بعض الأفراد عندما يحصلون على سلطة دون ضوابط أخلاقية، تتضخم لديهم نزعة السيطرة، ويبدأون في ممارسة ما يُعرف بـ"الاستبداد الصغير" (Petty Tyranny). هذا النمط يتسم بفرض القيود غير الضرورية، الإهانة العلنية، والتلذذ بإشعار الآخرين بالدونية، بهدف تعزيز شعورهم الداخلي الهش باستخدام القوة والتعالي واستنقاص الأخرين.

علم النفس السلوكي يُفسر هذه الظاهرة من خلال مفهوم "التعويض النفسي"؛ فالمسؤول الذي يفتقر إلى الكفاءة الحقيقية أو يُعاني من صراعات داخلية متجذرة، يلجأ إلى إذلال الآخرين كآلية دفاعية لتعويض شعوره بالنقص والدونية. في هذا السياق،

كما وجدت دراسة أخرى في مجلة "الشخصية وعلم النفس الاجتماعي" Personality and Social Psychology Bulletin أن الأفراد ذوي "الأنا الهشَّة" يميلون إلى العدوانية اللفظية عندما يشعرون بتهديد مكانتهم، حتى لو كان التهديد وهميًا وغير مؤثر.

لقد بلغ الأمر ببعض القيادات المتعالية إلى حدّ الاعتقاد بأن ترشيحهم لموظف ما لوظيفة أو منصب معين يُعدّ منّةً أو دينًا مستحقًا، يجب على ذلك الموظف سداده طيلة حياته المهنية من خلال إظهار معاني الطاعة العمياء والخضوع الدائم. وهذا تصور خاطئ؛ إذ إنّ عملية الترشيح لا تعدو كونها جزءًا من مسؤوليات القائد وواجبات المنصب الذي يشغله.

لكن لماذا يشعر هذا المسؤول بالنشوة عند إهانة وإذلال الأخرين؟ هنا يظهر دور هرمون "الدوبامين" المرتبط بمراكز المكافأة في الدماغ.

وفقًا لأبحاث نشرتها مجلة "علوم الأعصاب الطبيعية" Nature Neuroscience، فإن السلوكيات التي تمنح شعورًا بالسيطرة المطلقة تُحفِّز إفراز الدوبامين؛ مما يجعل الإذلال بالنسبة للبعض تجربة "مُكافِئة" مريحة لهم نفسيًا، رغم أنها ممارسة سامة اجتماعيًا وإداريًا.

لكن.. ما النتيجة المتوقعة لوجود هذا النوع من القيادات السامة؟

النتيجة خلق بيئة عمل مشحونة بالتوتر والكراهية وطاردة للكفاءات، انخفاض في الإنتاجية، وتآكل الثقة المؤسسية.

والحل يبدأ من بناء ثقافة تنظيمية تضع حدودًا واضحة للسلطة، وتعزيز قيم الاحترام والمساءلة. فالمسؤول الحقيقي لا تُقاس قوته بكمية الإهانات التي يوزعها هنا وهناك؛ بل بقدرته على تمكين الآخرين واحترامهم.

** باحث أكاديمي

مقالات مشابهة

  • محافظ الدقهلية: نلتزم الحياد الكامل ونسعى لانتخابات تعكس صورة الجمهورية الجديدة
  • حين يتحول المنصب إلى أداة للإذلال
  • البحوث الإسلامية يصدر عدد جمادى الآخرة من مجلة الأزهر
  • غوارديولا يتشاجر مع المصور بعد مباراة مانشستر سيتي ونيوكاسل.. ما السبب؟
  • على مدى 10 سنوات.. كاميرا في عرين مهجور تكشف أسرار الحياة البرية | ما القصة؟
  • ترانزيشن تفتح ملف السودان: أصوات من قلب الكارثة المنسية
  • المسرح الجامعي وأهميته وسبل تطويره في العدد الجديد من مسرحنا
  • رامي صبري يشعل حفلًا أسطوريًا كامل العدد
  • رامي صبري يشعل حفلاً كامل العدد بالقاهرة الجديدة
  • مجلة أمريكية: كيف تواطأت وسائل الإعلام البريطانية في إبادة غزة؟