الإمارات تتهم قائد الجيش بعرقلة مقترح وقف إطلاق النار في السودان
تاريخ النشر: 24th, November 2025 GMT
اتهم البرهان قوات الدعم السريع بارتكاب "إبادة جماعية وتطهير عرقي"، وكشف عن وجود "دول وقوى سياسية" – لم يُسمّها – تقدّم دعماً لتلك القوات، معتبراً ذلك "أمراً غير مقبول".
انتقدت دولة الإمارات الإثنين قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، لرفضه مقترح الهدنة الذي قدّمته الولايات المتحدة، معتبرة أن موقفه يُظهر "سلوكاً معرقلاً" للجهود الرامية إلى إنهاء الحرب المستمرة في السودان منذ أبريل 2023.
وجاء انتقاد الإمارات عبر تصريحات لوزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي ريم الهاشمي، التي قالت فيها إن "برهان يرفض مرة أخرى مبادرات السلام"، مشيرة إلى أن رفضه المتكرر لوقف إطلاق النار يظهر بشكل مستمر "سلوكاً معرقلاً". "يجب قول ذلك بوضوح".
وفي مداخلة مصورة بثها مكتبه الأحد، وصف البرهان الاقتراح الذي قدّمه الموفد الأمريكي الخاص للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، بالنيابة عن اللجنة الرباعية الدولية، بأنه "أسوأ وثيقة قُدّمت على الإطلاق"، معلناً رفضه القاطع لها. واتهم البرهان الوثيقة بأنها "تُلغي القوات المسلحة، وتنادي بحل جميع أجهزة الأمن، وتحتفظ بميليشيا قوات الدعم السريع في مناطقها"، دون أن يكشف عن تفاصيلها.
وجّه البرهان انتقادات حادة للجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات، معتبراً أن "وجود الإمارات في الرباعية لا يبرئ ذمتها"، ومؤكداً أن "كل العالم شهد بأن دولة الإمارات تدعم المتمردين ضد الدولة السودانية".
كما اتهم المبعوث الأمريكي مسعد بولس بأنه "يتحدث وكأنه يريد فرض وصاية معينة علينا"، واتهمه بتكرار مواقف أبوظبي، محذراً من أن استمرار الوساطة "في هذا الاتجاه سيجعلنا نعتبرها غير محايدة".
الإمارات تنفي دعم قوات الدعم السريعورغم الاتهامات الواسعة الموجّهة لها بتسليح قوات الدعم السريع التي تخوض حرباً ضد الجيش السوداني، نفت الإمارات هذه المزاعم بشكل قاطع.
واتهم البرهان قوات الدعم السريع بارتكاب "إبادة جماعية وتطهير عرقي"، وكشف عن وجود "دول وقوى سياسية" – لم يُسمّها – تقدّم دعماً لتلك القوات، معتبراً ذلك "أمراً غير مقبول". ورغم تصريحه بأن الجيش "ليس داعية حرب ولا يرفض السلام"، أكد أن "لا أحد يستطيع تهديدنا أو فرض شروط علينا".
Related البرهان يرفض ورقة مسعد بولس ويهاجم الإمارات.. كيف يبدو المشهد الميداني في السودان؟فيديو - السودان: آلاف النازحين عالقون بين الفاشر والطويلة بعد سقوط المدينةالدعم السريع ترحب بوساطة ترامب لإنهاء الحرب في السودان وتتعهد بالتعاطي بإيجابية مع الطرحدعا البرهان إلى اعتماد "خريطة الطريق" التي أعلنتها الحكومة السودانية في فبراير الماضي كأساس لأي عملية سياسية مستقبلية، معتبراً أن الاقتراحات الخارجية لا تتماشى مع رؤية الخرطوم للحل.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو في أبريل 2023، فشلت جميع مساعي الوساطة في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وخسر الجيش السيطرة على مدينة الفاشر في 26 أكتوبر بعد حصار طويل من قوات الدعم السريع، التي باتت تسيطر على كامل غرب السودان. ومنذ ذلك الحين، تتوالى التقارير عن نزوح جماعي واسع النطاق ومجازر وانتهاكات جسيمة تطال المدنيين في المدينة ومحيطها.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصحة إسرائيل أوكرانيا حزب الله روسيا دراسة الصحة إسرائيل أوكرانيا حزب الله روسيا دراسة عبد الفتاح البرهان جمهورية السودان قوات الدعم السريع السودان الإمارات العربية المتحدة الصحة إسرائيل أوكرانيا حزب الله روسيا دراسة الحرب في أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي واشنطن جمهورية السودان حركة حماس جنيف قوات الدعم السریع فی السودان
إقرأ أيضاً:
خطاب قوي لقائد الجيش السوداني.. والإمارات منزعجة
أكد القائد العام للجيش السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، مجدداً رفضه لأي تسوية تُبقي على «قوات الدعم السريع» أو تعيدها إلى الشراكة في الحكم من خلال أي اتفاق للمرحلة الانتقالية أو مستقبل السودان. وهاجم البرهان بحدة لافتة مستشار الرئيس الأميركي للشؤون العربية والإفريقية، مسعد بولس، معتبراً إياه منحازاً لـ«قوات الدعم السريع»، كما أبدى عدم ثقته بمبادرة «الرباعية الدولية» معتبراً إياها «أسوأ ورقة» قُدمت لهم لوقف الحرب، وانتقد مشاركة دولة الإمارات في «الرباعية» واتهمها بدعم «قوات الدعم السريع»، بينما أشاد بالدور السعودي ومبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وشن البرهان هجوماً حاداً على بولس واصفاً إياه بأنه «عقبة في سبيل السلام» في السودان، مضيفاً: «هو (بولس) يتصرف كأنه يريد أن يفرض علينا الحلول. فالورقة التي طرحها علينا أسوأ ورقة؛ لأنها تلغي وجود القوات المسلحة، وتطالب بحل الأجهزة الأمنية، وتحفظ لـ(قوات الدعم السريع) أماكنها ووجودها». وأعلن البرهان رفضه القاطع لخريطة طريق «الرباعية»، موجهاً حديثه لبولس بقوله: «ورقتك هذه غير مقبولة، لا تغني ولا تسمن من جوع».
حمدوك و«حميدتي»
كما هاجم البرهان كلاً من قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو، المعروف بـ«حميدتي»، وأيضاً رئيس الوزراء المدني السابق عبد الله حمدوك، مؤكداً أنه لن يكون لهما دور في مستقبل حكم السودان.
وجاءت تصريحات البرهان لحسم الجدل بشأن مبادرة دول «الرباعية» التي تضم كلاً من الولايات المتحدة والسعودية، والإمارات، ومصر، والتي أعلنتها في 12 سبتمبر (أيلول) الماضي، وتشمل خريطة طريق لحل الأزمة في السودان، وأبرز معالمها هدنة إنسانية لثلاثة أشهر، ثم وقف دائم لإطلاق النار، وفترة انتقالية قصيرة تقود إلى حكومة مدنية مع التشديد على عدم وجود حل عسكري، وإبعاد الإسلاميين من المشهد السياسي لمرحلة ما بعد الحرب.
وقال البرهان، الذي تحدث في خطاب مطول أمام كبار ضباط الجيش من رتبة لواء وما فوق، إنهم لا يقبلون خريطة الطريق التي طرحتها عليهم «الرباعية الدولية»؛ لأنها تُبقي على «قوات الدعم السريع» في أماكنها مما يمس بالمؤسسة العسكرية، فضلاً عن أن وجود دولة الإمارات ضمن «الرباعية» يجعل المبادرة «غير مبرئة للذمة».
الدور السعودي
وفي المقابل، شكر البرهان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، على مبادرته بالتحدث إلى الرئيس الأميركي عن أهمية إنهاء حرب السودان، وقال إن خطوة ولي العهد السعودي أوضحت الصورة الحقيقية للرئيس ترمب عن السودان، مضيفاً: «نتطلع أن تلامس هذه المبادرة بالفعل أشواق السودانيين، وأن تصغي إلى من اكتووا بنار هذه الحرب».
واعتبر المبادرة «فرصة لتجنب دمار بلدنا، وتجنّب تمزيقها؛ لذلك نؤمل ونعوّل عليها في أن تكون صوت الحق، وأن تكون صوت السودانيين، وأن تكون صوت المنطقة». وكان الرئيس دونالد ترمب قد قال في تصريحات الأسبوع الماضي إن ولي العهد السعودي طلب منه التدخل بنفوذه الرئاسي لوقف الحرب في السودان، وقدم له شرحاً دفعه للاستجابة للطلب السعودي، وأعلن أنه شرع فوراً في إجراءات وقف الحرب في السودان.
رد الإمارات
من جانبها، انتقدت الإمارات، يوم الاثنين، البرهان لرفضه مقترح الهدنة الذي قدّمته الولايات المتحدة، بعدما اتهم «الرباعية» بأنها «غير محايدة» بسبب عضوية الإمارات فيها. وقالت وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي، ريم الهاشمي: «مرة أخرى يرفض الفريق البرهان مبادرات السلام. برفضه الخطة الأميركية للسلام في السودان، ورفضه المتكرر لوقف إطلاق النار، يُظهر بشكل مستمر سلوكاً معرقلاً. ويجب قول ذلك بوضوح».
واعتبر البرهان الحرب ضد «قوات الدعم السريع» مسألة حياة أو موت بالنسبة للسودانيين، وجدد رفضه لما أسماه «أنصاف الحلول»، وأي تسوية تبقي على «قوات الدعم السريع» مسلحة أو موجودة في المدن. وقال عن مقترح الرباعية: «هذه الصيغة دعوة صريحة لتقسيم السودان، وإن الجيش بدعم من الشعب قادر على استعادة كردفان ودارفور وطرد المتمردين، وإن السلام المقبول هو الذي يحفظ الجيش والدولة، ولا يترك فرصة للمتمردين ليكبروا من جديد».
سيطرة الإسلاميين
وحرص البرهان على نفي ما يتم تداوله عن سيطرة الإسلاميين على الجيش، قائلاً إن هذه «فزاعة تمت صناعتها لتخويف حلفاء الجيش في الخارج». وأضاف: «الكلام الذي يقولونه بأن الجيش يسيطر عليه الإسلاميون، موجود في رؤوسهم فقط. تعالوا لتفرزوا لنا (الإخوان المسلمين)، وأين هم في الجيش؟»، مؤكداً على أن هيكلة الجيش وإصلاحه شأن السودانيين ولن يُملى عليهم من الخارج.
كما جدد رفضه لما أطلق عليه «محاولات فرض وجوه من الخارج»، ضمن تسوية سياسية قد تعيد رئيس الوزراء الأسبق عبد الله حمدوك، وقائد «قوات الدعم السريع» حميدتي، ضمن الترتيبات الدولية للمشهد. وفي إشارة للقوى السياسية المدنية التي تعمل من خارج البلاد، قال البرهان: «للحالمين بالعودة إلى حكم السودان، أقول لهم لن تحكموا السودان مرة أخرى».
خريطة طريق الجيش
وأشار البرهان إلى خريطة طريق قدمها الجيش للوسطاء، ترهن وقف إطلاق النار بانسحاب «قوات الدعم السريع» من كل المدن التي دخلتها بعد محادثات «منبر جدة» في مايو (أيار) 2023، وتطبيع الحياة واستئناف عمليات الإغاثة وعودة النازحين وإعادة الأعمار، قبل الشروع في أي حوار سوداني - سوداني، حول مستقبل الحكم في البلاد.
وحذر البرهان من أي اتفاق لوقف إطلاق النار في الوقت الذي ما تزال فيه «(قوات الدعم السريع) تتجول وتحشد قواتها، باعتباره فرصة جديدة تتاح لها من أجل إعادة التجنيد والتسليح، والتحضير لحرب ثانية». وأشاد بما أسماه «وقوف المواطنين خلف الجيش» ووصفه بأنه «وقفة تستحق منا أن نضحي وندافع ونقدم كل ما يمكن تقديمه، للحفاظ على الشعب والدولة ووحدتها»، ودعا كل القادرين على حمل السلاح إلى الانضمام الفوري لجبهات القتال، قائلاً إنها معركة الشعب السوداني، ولا نمنع أي شخص أن يقاتل معنا.
وقلل البرهان من الاتهامات الموجهة لحكومته بعرقلة وصول المساعدات ووصفها بأنها كلام كاذب، وأكد أن سلطاته فتحت كل المطارات أمام القوافل الإنسانية، مشيراً إلى أن الدولة تغض الطرف عن كثير من التحركات دون تصديق، تقدم «خدمة لأهلنا».