موقع النيلين:
2025-05-04@15:28:39 GMT

بنك السودان المركزى يستيقظ ولكن بعد …

تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT

بنك السودان المركزى يستيقظ ولكن بعد…
************************************
بروفسور احمد مجذوب احمد على
10 نوفمبر 2024
*******^*******^*^^^*******^****
طالعنا السيد محافظ بنك السودان ببيان عن الغاء فئات عملات من التداول بسبب مخاطر تتهدد الوضع النقدى فى البلاد، وقد لجأ البنك المركزى لذلك لأن نهبا قد اصاب المؤسسات وتزويرا قد اعترى عملتنا الوطنية بعد مضي 18 شهرا من حدوث الكارثة الاقتصادية المالية والنقدية.


نحن نكتب هنا عن البنك المركزى المؤسسة التى تمثل ضلعا اساسياً فى النشاط الاقتصادي المالي والنقدي والمصرفي.
أين كانت طيلة هذه الفترة السابقة التى امتلأت بالمقالات والتنبيهات للمخاطر المحدقة بالاقتصاد من جراء عمليات النهب والسلب والتدمير للبنى التحتية الاقتصادية التى قام بها المتمردون، فطالت ذات البنك المركزي رئاسته وفروعه وكافة الأجهزة المصرفية، منذ اللحظات الأولى للتمرد، ما حدث لم يكن سرا مكنونا، وإنما حدث وثقته فيديوهات التمرد قبل أن توثقه كمرات الشرفاء من أبناء هذا الوطن الغالي.
وقد كتبت – وكتب غيري – منذ الأيام الأولى منبهين لأهمية المعالجة الاقتصادية واتخاذ التدابير اللازمة للإصلاح اولا بأول وتقليل الآثار السالبة وتجنب الأضرار.
ففى 3 يونيو 2023 كتبت “أن الملف الاقتصادي لا ينفصل عن الملفات الأخرى ويزيد عليها بأنه يمثل القاعدة الأساسية التى تساعد على سلامة سير الملفات (الأمنية والانسانيةوالإعلامية والخارجية) وأكدت أن معالجة التحدي الاقتصادى تمكن من تأمين مسيرة القوات المسلحة في تحرير وتأمين الوطن).
وذكرت في موضع آخر من ذات الخطة
عن أهمية تكوين مجموعة عمل للملف الاقتصادي من المختصين فى الجانب الحكومي والقطاع الخاص تتفرع عنها مجموعات عمل متخصصة مثل: القطاع المالي – القطاع النقدي والمصرفي –
الصادر (مؤسسات وسلع واجراءات)
واختصاص مجموعات العمل هذه هو (اصدار القرارات الإدارية والمالية اللازمة لتسهيل تنزيل الاجراءات الاقتصادية وحشدالموارد لمقابلة الأولويات وتقنين هذه الاجراءات، واستدعاء الكوادر المفتاحية فى وزارات القطاع الاقتصادى للعمل مع وزير المالية فى تنفيذ البرنامج الاسعافي المتناسب مع الظروف الأمنية وقيادة مجموعات العمل المتخصصة. والجهات المستهدفة : (المالية / البنك المركزى / الجمارك /الضرائب/الزراعة/المعادن /الكهرباء/ الصناعة …الخ).
كما اقترحت الآتى فى محور تمكين الجهاز المصرفي من ممارسة مهامه المصرفية:
– اصلاح نظم الدفع القومية ونظم شركة (EBS)
– اصلاح النظم التقنية الداخلية لكل مصرف والتأكد من وجود واستخدام النسخ البديلة والاحتياطية لتأمين المعلومات.
– تمكين المصارف من مقابلة السحب على الودائع بمنحها تسهيلات تمويلية لسد العجز السيولي المتوقع.
– معالجة مشكلة شبكات الاتصال لأنها روح التقنية المالية.
– دراسة العمليات التمويلية للقطاع الانتاجي والخدمي والتجاري بإعادة جدولتها.
كما كتبت فى 26 سبتمبر 2023 في مقال عن اسباب تدهور سعر صرف الجنيه، وعن دور نظم التقنية المصرفية فى تسهيل التحويل من حساب لحساب وإنشائها لسوق مواز واسع خارج رقابة البنك المركزى، وذكرت أن المشكلة ليست فى النظم التقنية المالية والمصرفية، لأن المصارف لا تملك تقييد المودع عن التصرف فى وديعته، وإنما فى البنك المركزي الذى يصدر السياسات الموجهة للمصارف لضبط وتنظيم التحويل من حساب لحساب.
وما كتب عن الاقتصاد ومؤسساته والبنك المركزى وسياساته، كان كافيا للمساعدة فى تنبيه القائمين على حجم التحديات والمخاطر لاتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة القائم منها والمتوقع، لكن : أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا… لمن تنادي.
سؤال يخطر على بال كل عاقل: أين كانت قيادة البنك المركزي السابقة والحالية من هذه التطورات؟! هل كانوا نائمين أو منومين طيلة الفترة الماضية، ثم فجاة تذكروا أن هناك أموالاً منهوبة من البنوك ومن المواطنين؟ والكل يعلم أن ذات رئاسة وفروع البنك المركزى نهبت بما فيها مطابع العملة، وهل البنك المركزى لم يعلم بذلك طيلة الفترة الماضية، فى حين أن القاصي والداني يعلم أن أوراق البنكنوت المنهوبة تم تداولها قبل أن يتم ترقيمها ولا حتى قصها.
ولكن لئن تأتى متاخرا خير من ألا تاتي، وهذا القرار يتطلب جملة من التدابير، فتغيير واستبدال العملة إجراء متزامن يتم إعلانه و تنفيذه فى الظروف العادية عند استلام العملات الجديدة، بالسحب التدريجى للعملة الملغاة والتعامل بالجديدة، او فى الظروف الطارئة يتم الاستبدال الفورى عند إكمال اجراءات طباعة واستلام العملة البديلة، لأن التأخير عن التنفيذ قد يدفع بكثير من العملاء لاتخاذ اجراءات تحميهم من إيداع أموالهم خاصة المشكوك فيها لدى البنوك، مثل شراء العملات الأجنبية مما يؤدى لانخفاض سعر الصرف الذى يشهد تحسنا خلال الأسابيع الماضية، أو شراء سلع (محاصيل وغيرها) وهذا الاجراء يضعف أثر السياسة خاصة فى حق المستهدفين بها، وتنقل العبء لآخرين يصبحوا ضحية، ولهذا فلابد من تبني حملة إعلامية مصاحبة لهذه الاجراءات لضمان تحقيق أهداف سياسة استبدال العملة حتى تحقق أهدافها.
كما ينبغي المحافظة على ثقة الجمهور في النظام المصرفي، لأن اهتزاز هذه الثقة يؤدى إلى إحجام المودعين عن الإيداع وازدياد السحب للمبالغ المودعة. وهذا عمل يؤكد الحاجة لخطة إعلامية سابقة تخلق قدرا من الطمأنينة.
لأن المحافظ إن لم يكن قد اتخذ التدابير اللازمة قبل القرار، فإن قراره هذا سيكون بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير.
أشار البيان إلى أن دوافع ذلك هو: وجود عملات مجهولة المصدر ؟ وهنا فإن على البنك المركزى إعلان الجمهور بنوع وخصائص العملة مجهولة المصدر ، لأنه لا يقل اهمية عن اجراءات الالغاء والاستبدال، حتى يراجع كل مواطن ما بحوزته من عملة، وهو يعلم مصدرها الذى استلمها منه، ولا أظن أن اجهزتنا الأمنية والاستخباراتية وفنيي البنك المركزي والمصارف لا يعلمون مصدر وصفات هذه العملة.
ومما ينبغى الاهتمام به والترتيب له هو: ما هو تعامل المصارف مع حاملي هذا النوع من العملات مجهولة المصدر؟
من الحقائق المعلومة أن المطابع التى تتعامل فى العملة محدودة ومعروفة عالميا بل حتى الشركات المصنعة لماكينات الطباعة معلومة والشركات المنتجة لورق العملة معلومة، فهل تعجز مؤسساتنا عن معرفة من يشنون عليها مثل هذه الحرب؟ وما هى الضمانات إذا لم تتخذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المزيفين أن تواصل ذات الجهات فى طباعة العملة الجديدة؟
إن التوسع فى التقنية المالية وتحقيق الشمول المالى ونشر نقاط البيع وتسهيل فتح الحسابات واصدار البطاقات الائتمانية هو المخرج من هذه الدوامة، والكل يعلم أن بعض فئات العملة تقل قيمتها عن تكلفة طباعتها، ولا سبيل غير التوسع فى التقنية المالية وسن التشريعات اللازمة التي تنظم ذلك وتلزم جمهور المتعاملين بالدفع عبر بطاقات الدفع الآلي، ولم تعد نظم التقنية المالية مكلفة كما كانت فى السابق، فهي تحتاج فقط للقرارات الحاسمة من الأجهزة المختصة.
ولنا عودة.
مع تحياتي.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: التقنیة المالیة البنک المرکزى البنک المرکزی

إقرأ أيضاً:

امتحانات الإنقسام مبروك للناجحين ولكن

 

امتحانات الإنقسام مبروك للناجحين ولكن
خالد فضل

تبرز قصة الطالبة شمس الحافظ من الجنينة بغرب دارفور، كواحدة من القصص الملهمة بالفعل، فهي قد أصرّت على تأكيد أنّ المجد للعلم والعقول النيّرة رغم أنف البنادق العقيمة التي تسعى لوأد الحياة، تفوقت الطالبة باحرازها لمرتبة متقدمة في الامتحانات الجزئية لطلاب الشهادة الثانوية في السودان،ـ بعد أن قطعت مسافة أكثر من 2600كلم من مخيم أبشي للاجئين في تشاد لتصل إلى ولاية نهر النيل .
في الواقع ثمّة نماذج مبهرة للصمود والتحدي والإصرار على التقدم في مجال التعليم افرزتها يوميات هذه الحرب . آلاف الأبناء والبنات الذين أدوا الامتحانات في مواقع النزوح واللجوء وأحرز بعضهم/ن نتائج عالية،  مئات الذين جازفوا بحياتهم للوصول إلى أقرب مركز امتحان،  هناك طالب من غرب كردفان تداولت الوسائط الإعلامية نبأ اعتقاله في دنقلا وهو في طريقه للجلوس للامتحانات واتهم بالتعاون مع الدعم السريع . هناك عشرات منهم تم منعه وصدّه من العبور بوساطة عناصر من الدعم السريع . وهكذا تتناثر القصص الموحية، وهي في مجملها تؤكد على رفض الحرب ومقاومتها بالطرق السلمية والتمسك بقيمة التعليم كمفتاح لمستقبل آمن ومسالم ومزدهر لبلادنا، وهي القيمة التي يفتقر إليها من يتولون قيادة الحريق بعد أن اشعلوا النار في كل أرجاء الوطن وما يزالون في اصرار عنيد يواصلون كأنما دأبهم الإجهاز على بقية بصيص الأمل في النجاة .
تابعت عن قرب تلك الجهود العظيمة التي بذلها نفر من المعلمين/ات في بعض قرى محلية الكاملين بولاية الجزيرة، وقد تطوعوا لتسيير عام دراسي كامل لمراحل التعليم العام الإبتدائي والمتوسط والثانوي، رغم سيطرة قوات الدعم السريع على مناطقهم . اكملوا العام حتى مرحلة عقد الأمتحانات النهائية، وسلموا نتائج جهدهم لمسؤولي التعليم في المحلية والولاية عقب إعادة سيطرة الجيش ومليشياته عليها، ولا أدري هل تمّ إعتماد ذلك الجهد المرموق أم نظر إليه من تثب فوهة البندقية الضيق !! المهم أنّ الطلبة والطالبات وأسرهم في المجتمعات المحلية يقدرون لتلك الثلة من المدرسين/ات ذلك الصمود والإصرار والجهد الموفق، وهذا هو التقدير الأسمى .
عودا على بدء، وكما أشار كثيرون إلى أنّ إجراء الأمتحانات في بعض الولايات دون بقيتها مما يعزز من روح الأستقطابات الحادة، ويوفر بيئة خصبة للإنقسامات بين جهات السودان،  جاءت النتائج نفسها تشير إلى شبهات تلاعب . هناك بعض الطلاب من دفعات متقدمة مثل دفعة (2025م) أدوا الامتحاات وظهرت نتائجهم مما يثير الشكوك حول مصداقية حصر أداء الإمتحانات على طلبة الدفعة المؤجلة(2023م)، علما بأنّ بعض الطلبة قد رفضت طلبات إلحاقهم بها وهم من دفعة (2024م) وأكملوا العام الدراسي في بعض دول اللجوء، يبدو أنّ للمحسوبية دور في ذلك، بقراءة ذلك مع ما صرّح به مؤخرا قائد الجيش، ونائبه في المجلس العسكري الإنقلابي،  من تفشي الفساد والمحسوبية في دهاليز سلطتهم في بورتسودان . وسيادة العنصرية والجهوية في مؤسسات الدولة كما قال مالك عقار في ندوة ببورتسودان قبل بضعة شهور .
وبهيمنة عناصر العهد المباد على مقاليد تسيير الحكم والإدارة منذ إنقلاب 25أكتوبر2021م، وهيمنتهم المطلقة والعلنية منذ إندلاع الحرب، ومع تأكيدات قائد الجيش على سطوة البنادق وقمع الوسائل السلمية تبدو فرصة عقد الأمتحانات وإعلان نتائجها وما صحبها من لغط كثير وشواهد تضج بها مواقع التواصل الإجتماعي بما في ذلك المطالبة بإعادة إعلان النتيجة كدليل آخر على الهوة السحيقة التي تقود بها البنادق البلاد، مما يستحق الوقوف ضدها وليس تاييدها وتفويضها، إنّ الذين يدعون إلى هيمنة البنادق، إنما يقوضون بالفعل أي مستقبل مرجو لبلادهم . فها هي نتائج الامتحانات الجزئية تعلن بوضوح عن العقلية المستبدة , والفساد المستشري في أهم عصب للحياة وشرايينها قطاع التعليم . الذي استغل كرافعة لبداية التقسيم الفعلي للسودان مع الأسف، في وقت ينشد فيه من أؤتي رشدا ووعيا، وقف الحرب واللجوء للتفاوض كوسيلة وحيدة مأمونة لمعالجة الكوارث التي خلفها نزاع البنادق وتناحرها . ويبقى العشم في جيل الوعي، المتمسك بثورته وأهدافها النبيلة وقيمها الرفيعة (حرية سلام وعدالة ) ودولة مدنية مكتملة الأركان . هذا هو توق الناس الاسوياء رغم غشاوة التضليل الكثيف الذي غطى عقول كثيرين وما يزال . التحية لابنائنا وبناتنا الذين/اللاتي قاوموا كل الظروف وأدوا امتحاناتهم، هم ليسوا مذنبين إنما المجرم من يستغل التعليم للتقسيم وتفتيت البلاد . ومن يستغل الفوضى لممارسة الفساد والإفساد .

الوسومالإنقلاب الامتحانات الجزيرة الجنينة الطالبة شمس الحافظ عبدالله المعلمين امتحانات الشهادة شلهات تلاعب

مقالات مشابهة

  • حرب «أم ضبيبينة»، ولكن
  • المالية النيابية: صحيح البلد يعاني من تقشف مالي ولكن ” أنفاس الزهراء” موجودة!!
  • نعم لا للحرب ولكن كيف تحل الجنجويد؟
  • حرب “أم ضبيبينة”، ولكن
  • امتحانات الإنقسام مبروك للناجحين ولكن
  • العالم فى ورطة.. وحش أعماق المحيط الهادئ يستيقظ
  • نائب رئيس البنك الأهلي: تدبير العملة الأجنبية للمستثمرين والمصنعين لم يعد صعبا
  • المالية تحدد شروط استفادة أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة من التيسيرات الضريبية
  • أحمد السويدي:وزير المالية يلعب دورًا مؤثرًا فى دفع حركة الاستثمار والنشاط الاقتصادى
  • السودان : المالية تكشف عن نظام جديد لمحاربة الفساد وضبط الإيرادات وتستنجد ببنوك