الأسبوع:
2025-06-22@13:38:49 GMT

«COP 29»: حصاد الأسبوع الأول.. وعودة ترامب تقلق الجميع

تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT

«COP 29»: حصاد الأسبوع الأول.. وعودة ترامب تقلق الجميع

في باكو، مرّ الأسبوع الأول من مؤتمر الأطراف حول المناخ وسط مخاوف واسعة و بطء في التقدّم من أجل الالتزام باتفاق باريس و تأمين الموارد المالية لتمويل معالجة قضايا المناخ.

وزيرة البيئة الفرنسية تلغي مشاركتها في المؤتمر بسبب اتهامات الرئيس الأذربيجاني لبلادها والأرجنتين تسحب مفاوضيها من القمة بعد فوز ترامب في الرئاسة الأميركية، فكيف تنعكس مثل هذه المعطيات وغيرها على مؤشرات نجاح المؤتمر و إنقاذ اتفاق باريس؟

تتصدّر الانتخابات الرئاسية الأميريكية المخاوف و تثير القلق حول إمكانية الوصول إلى حلول فاعلة، فعلى الرغم من تصاعد وتيرة كوارث المناخ حول العالم، تبقى عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض حجر عثرة أمام أي تقدّم ملحوظ.

ترامب الذي وعد منح شركات الوقود الأحفوري حرية التصرّف، اختار كريس رايت وزيرا للبيئة. هذا الرجل الذي عرف بتشكيكه في مشكلة المناخ و عدم اعترافه بها و دفاعه المستميت عن استخدام الوقود الأحفوري.

في الوقائع، أوروبا و أميركا الشمالية هي المسؤولة عن 60% من الانبعاثات العالمية و أكبر مصدّر لها في حين أن إقريقيا و أميركا الجنوبية هي من تدفع اغلى الأثمان من بيئتها و سلامتها و صحة شعوبها و سبل العيش فيها. فهل يرضى من دفع فواتير الازدهار و التطور في بلاده، بدفع فاتورة الكوارث و آثار الوقود لدول يعتبرها قيد النمو؟ و هل يلتزم بالإجراءات التي قد تتخذ في حق ممارساته التي يتغنّى ليلا ونهارا كإنجازات عظيمة؟ حتى في المناخ و الطبيعة، لا عدل في الثروات و لا حتى الآلام.. .

المخاوف التمويلية تطغى على كافة الأصعدة في الأروقة و على المنابر في باكو، فعلى الرغم من الجهود الكثيفة في توجيه هذه الدورة "كوب 29" على أن تكون مالية بامتياز لمناقشة هيكلية صندوق الخسائر والأضرار الذي أسّس في كوب 27، تبقى آمال ضخّ المال ضئيلة بحسب المراقبين و الناشطين الذين عبّروا عن شعورهم بالخذلان و الكثير من الأحباط أمام تهديدات كارثية تحتاج إلى ترليون دولار أميركي في العام الواحد للدول النامية لإبقاء درجة حرارة الأرض تحت الدرجتين مئوية حيث أنّ خسائر المناخ في الدول الصغيرة تتراوح بين 100 و 500 مليار دولار سنويا و تطلّعات هذه الدول هي الحصول على المنح و الهبات و ليس القروض، بقيم و أرقام حقيقية تتلاءم مع التكاليف المتوقّعة. فهل من نوايا جديّة في تفعيل التمويل مع تداخل القضايا السياسية و حتى تشابكها مع كل جوانب الحياة و منها المناخ و سبل العيش الكريم؟ و هل تتسارع الخطى الإنقاذية قبل دخول ترامب إلى البيت الأبيض؟

إفريقيا، القارة الأكثر تضررا و الجهة الأولى المعنية بتفعيل الحلول، عبّرت على لسان المجموعة الإفريقية عن قلق كبير حول تحقيق هدف جديد لتمويل المناخ بالتزامن مع دعوات لتشكيل لجنة وزارية للمساعدة في دفع المفاوضات الحاسمة لتخصيص الأموال المناخ المطلوبة. من ضمن المقترحات أيضا، فرض ضريبة تقدّر ب 15 مليار دولار أميركي سنويا على شركات النفط و الغاز التي تجني أرباحا طائلة. بمعنى آخر، إلزام الملوّثين من الدول الثرية إلى دفع ثمن تأثيرات نشاطاتهم على التغيّر المناخي من خلال تغذية صندوق الاضرار و الخسائر. فلعلّ هذه الدعوات و المقترحات تطمئن شعوب و أنظمة القارة السوداء وتبشّر بفجر بيئي جديد و حياة كريمة.

تبقى الإجابات و الحلول رهينة القوى العالمية و مدى تعاونها في أن تكون جزءا من الحل، و هي في الأصل، أساس المشكلة و على رأسها الصين التي تتصدّر قائمة الدول الأكثر إنتاجا للغازات المسبّبة للاحتباس الحراري في ستة من مدنها على رأسها العاصمة شنغهاي و تليها ولاية تكساس الأميركية.

للطفولة حصّة ملفتة في فعاليات المؤتمر، فلعلّ ما أخفق به الكبار يستطيع الأطفال، ورثة هذه الأرض، ببراءة و عفوية و خوف من و على المستقبل أن يؤثّروا في الحاضرين و من بينهم أكثر من 132 شركة نفط عالمية مدعوة. لعلّها الفرصة الذهبية لأجيال سرقت منها الطفولة و هدّدت بصحتها و غذائها و أمنها وعلمها أن تصرخ بألم ووجع و ترفع يد الظلم عن شعوبها المستضعفة. جورجينا، من تنزانيا، اعتلت مسرح المؤتمر لتحمّل الحاضرين مسؤولية خياراتهم التي دمّرت العالم و كانت لسان حال ملايين الأطفال حول العالم وصوتهم الضعيف، لتبهر المجتمعين بمبادرة زراعية قامت بها في بلدها لتبرهن عن قدرة الأطفال الحالية و المستقبلية في المساهمة في الحلول. ومن باكستان، عرضت زونيرا، ابنة ال14 عاما، واقعا مأساويا مريرا حيث أضحت الفياضانات في بلادها جزء من يوميات الكبار و الصغار و أنّها تعطّل كل شيء في الحياة و تعرّض سلامة الأطفال للخطر و تمنعهم من ممارسة حياة طبيعية، خاصة الفتيات لأنّهن، بسبب الموارد المالية المعدومة للعائلة، لا يستطعن الالتحاق بالمدرسة و الحصول على التعليم.

فكيف سيكون الردّ ممن يسعون إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتواجدين بين الحضور؟

أسبوع مضى وبقيت الكلمة الفصل لأيام المؤتمر الأخيرة و ما ستحمل من إجابات لعالم ينتظر. فهل تنعكس الكلمات المدوّة لرئيس المناخ في الأمم المتحدة، سيمون ستيل " الفرق بين الحياة و الموت"، على فعالية النتائج معبّرا عن صعوبة الموقف. وهل يستجيب أصحاب القرار لتحذيرات العلماء، الذين أصبحوا بمثابة شهود عيان، حول احتمال ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 2.5 درجة مئوية في ظل انقسام الدول مع الاعتراف بضرورة زيادة التمويل؟

نحو الولايات المتحدة الأميركية و رئيسها الجديد تتوجّه الاتهامات و الأنظار بحيث بات جليا و واضحا أن هذه الدولة هي جزء من المشكلة لا الحل.

يتبع.. .

* أستاذ بكلية العلوم جامعة القاهرة، وزير البيئة الأسبق

اقرأ أيضاًمصطفى بكري لـ «العربية»: مصر ثالث دولة عالميا من حيث استقبال اللاجئين بتكلفة 10 مليارات دولار «فيديو»

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الأميركية الرئيس الأذربيجاني ترامب د مصطفى حسين كامل وزيرة البيئة الفرنسية

إقرأ أيضاً:

ماذا لو تم استهداف منشأة نووية في إيران وماهي الدول التي ستتأثر ؟

كشف الدكتور أمجد الوكيل رئيس هيئة المحطات النووية السابق عن  المخاطر  قد تتعرض لها المنطقة فى حال تعرض  منشأة نووية إيرانية لضربة عسكرية، و خطورة ذلك على الدول المجاورة، و نوع الخطر المتوقع  . 

وأوضح الدكتور أمجد الوكيل أنه، قد يكون هناك خطر حقيقي علي دول الجوار ولكن حجمه يعتمد على عدة عوامل منها نوع الحادث - موقع الحادث - نوع وتصميم المفاعل - كمية ونوع المواد الإشعاعية المنطلقة - اتجاه الرياح - سرعة الرياح - الأمطار 

وأشار الوكيل، أن الخطر قد يشمل تسرب مواد مشعة من قلب المفاعل، وسحب مشعة تنتقل مع الرياح وتلوّث الهواء والتربة، بالإضافة إلى تأثيرات صحية وبيئية قد تظهر خلال أيام أو سنوات منها امراض سرطانية، وتلوث الغذاء والماء واضطراب بيئي طويل الأمد.

وأوضح الوكيل، أن  موقع الحادث واتجاه الرياح وسرعتها والخطر على أي دولة  قد يشمل بحسب الدرجة من الأعلى إلى الأقل:

1- العراق ( ملاصقة جغرافيا وأرض مفتوحة)

2- الكويت والبحرين وقطر والإمارات

3- السعودية (شرقها تحديدًا)

4- باكستان وأفغانستان

5- تركيا (حال وجود رياح شمالية)

وتابع الوكيل أن  السحب المشعة قد تنتقل لمئات الكيلومترات في ساعات، مضيفا أنه بالنسبة لمفاعل بوشهر فهو يقع في منطقة تهب فيها الرياح السائدة من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي أي من البر نحو البحر في أغلب الأوقات هذا الاتجاه يُقلل ان شاء الله من احتمالية انتشار تلوث إشعاعي نحو دول الخليج أو داخل إيران ومع ذلك فإن تخطيط الطوارئ النووية و الإشعاعية يجب أن يأخذ في الحسبان كل السيناريوهات الممكنة.

وأشار الوكيل إلى أن هناك عوامل حاسمة وهى اتجاه الرياح وسرعتها هو العامل الأهم:  لانه قد يحمل الإشعاع لأي اتجاه، ونوع الحادث لأن القصف المباشر أخطر من التسرب المحدود، وتصميم المفاعل خاصه وأن المفاعلات الحديثة قد تقلل من احتمالية الكارثة من خلال نظم الأمان الخاصة بها وسرعة التدخل والاحتواء المبكر: قد ينقذ المنطقة ويقلل الاثار

وأكد الوكيل أن تدمير محطة نووية لا يساوي بالطبع تفجير نووي لكن الخطر الإشعاعي قد يكون أوسع وأطول أثرًا، موكدا أن المفاعلات النووية مثل مفاعل بوشهر مثلا اخطر من حيث التأثير البيئي من منشأة نووية محصنة خاصة بالتخصيب مثل فوردو

وقال الوكيل أنه يجب على الدول المجاورة متابعة دائمة ورصد لمستوى الإشعاع من خلال شبكات الرصد الخاصة بها و تجهيز خطط الطوارئ والاستجابة للحوادث النووية و استمرار التواصل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية و زيادة الوعي المجتمعي المبني على العلم لا التهويل.

ويرى الوكيل أن التعامل مع المنشآت النووية أثناء الصراع أو الحروب يجب أن يكون محظورًا تمامًا لأن الخطر لا يعرف الحدود.

وكشف الدكتور أمجد الوكيل  أن إيران تبعد عن مصر مسافة تُقدّر بأكثر من 2200 كيلومتر، وهي مسافة شاسعة تجعل من غير المحتمل على الإطلاق أن تصل أي إشعاعات نووية إلى مصر نتيجة لأي حادث نووي قد يحدث في المنشآت النووية الإيرانية.

طباعة شارك المحطات النووية تلوث الغذاء السحب المشعة

مقالات مشابهة

  • المفتي طالب: لموقف عربي ولبناني موحد لأن الجميع مهدد
  • شاهد بالفيديو.. الفنان محمد الفحيل يفاجئ الجميع ويعلن تضامنه مع المطرب محمد بشير في الحملة التي يقودها ضده شقيقه شريف الفحيل وساخرون: (أنا والغريب على أخوي)
  • بعد الإفراج عنه.. محمود خليل: إدارة ترامب تحاول تجريد الجميع من إنسانيتهم
  • شكراً.. حصاد التسهيلات الضريبية وتكريم الشركاء الداعمين للمنظومة
  • جولد بيليون: خسائر الذهب ترتفع إلى 1.9 % خلال أسبوع رغم الحرب
  • رئيس جهاز شؤون البيئة يشارك في منتدى برلين الأول للتنقل المناخي
  • الذهب يتجه لأول خسارة ويسجل انخفاضاً بأكثر من 2% خلال الأسبوع
  • 30 ألف إسرائيلي يطالبون بالتعويض عن الهجمات الإيرانية في الأسبوع الأول للحرب
  • وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي يبحثون في نهاية الأسبوع العدوان الإسرائيلي على إيران
  • ماذا لو تم استهداف منشأة نووية في إيران وماهي الدول التي ستتأثر ؟