بعد عامين على سيطرة حركة طالبان على أفغانستان، بدأت الولايات المتحدة تخفيف القيود المفروضة التي تسمح لشركات الطيران بالتحليق في أجواء هذه البلاد، بما يوفر الوقت والوقود في الرحلات بين الشرق الغرب.

لكن هذه الرحلات ذات المسارات الأقصر نحو الهند وجنوب شرق آسيا تثير أسئلة لم تتم الإجابة عنها خلال الفترة الأولى من حكم طالبان، خلال تسعينيات القرن الماضي وحتى أشهر قليلة بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001.

وهذه الأسئلة المطروحة هي:

كيف تتعامل شركات الطيران مع حركة تمنع النساء من الذهاب إلى المدارس أو العمل، وتمارس سلوكا يصفه خبراء الأمم المتحدة بأنه أقرب ما يكون إلى "الفصل العنصري على أساس الجنس"؟ كيف يمكن لشركات الطيران التعامل مع خطر التحليق في مجال جوي غير مسيطر عليه، وفي بلد ينتشر فيه 4500 قطعة سلاح مضاد للطيران يحمل على الكتف؟ ماذا سيحدث في حال وقوع حالة طوارئ أو حاجة للهبوط المفاجئ؟ وعليه، من ذا الذي يجرؤ من شركات الطيران على التحليق فوق أفغانستان؟

تجيب على السؤال الأخير مجموعة "OPS" المعنية بصناعة الطيران، باختصار: لا أحد.

مخاوف شركات الطيران

تفصيلا، ذكرت المجموعة في تقرير نقلته وكالة "أسوشيتد برس"، أنه لا توجد خدمة ملاحة جوية تنظم حركة الطائرات في أفغانستان بأسرها، كما أن هناك قائمة كبيرة من الأسلحة المضادة للطيران، التي يمكنها استهداف الطائرات التجارية في حال حلّقت على ارتفاع منخفض.

وبعدما سيطرة طالبان على كابل في 15 أغسطس 2021، توقفت خدمة الملاحة الجوية وانعدمت السيطرة الأرضية على المجال الجوي.

وبسبب المخاوف من الأسلحة المضادة للطيران، خاصة بعد إسقاط الطائرة الماليزية عام 2014 فوق الأراضي الأوكرانية، أمرت السلطات حول العالم شركاتها بتجنب الأجواء الأفغانية.

وأصبحت شركات الطيران تتجنب الأجواء الأفغانية، مضيفة مزيدا من الوقت إلى الرحلات، مما يعني أن على الطائرات التزود بكميات أكبر من الوقود، وهو ما يعد تكلفة كبيرة عليها.

وكان هذا الأمر، على ما يبدو، الدافع وراء قرار وكالة الطيران المدني الأميركي أواخر يوليو الماضي، بشأن إمكانية استئناف الرحلات الجوية فوق ارتفاع 9750 مترا فوق أفغانستان، نتيجة ما تقول إنه "تقليص المخاطر على عمليات النقل الجوي الأميركي المدني"، وهو الأمر الذي لفت انتباه صناعة الطيران.

الجميع يلوذون بالصمت

وعندما سُئلت الوكالة عن السبب وراء قرارها، أحالت الإجابة على وزارة الخارجية الأميركية التي لم تجب عليها، وفق "أسوشيتد برس".

ورغم ذلك، التقى مبعوث أميركي مرات عدة قادة حركة طالبان، منذ انسحاب واشنطن وحلفائها من أفغانستان عام 2021.

وبالمثل، لم يجب قادة حركة طالبان على أسئلة وكالة "أسوشيتد برس" بهذا الشأن.

وحتى الآن، لا يبدو أن هناك أي شركة دولية تخاطر بالتحليق فوق أجواء أفغانستان، باستثناء الشركات المحلية والإيرانية.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الهند جنوب شرق آسيا طالبان هجمات 11 سبتمبر أفغانستان طالبان الطائرة الماليزية الأراضي الأوكرانية أفغانستان حركة طالبان الرحلات الجوية الطيران المدني الهند جنوب شرق آسيا طالبان هجمات 11 سبتمبر أفغانستان طالبان الطائرة الماليزية الأراضي الأوكرانية شرکات الطیران

إقرأ أيضاً:

مسرّب الملفات.. من ولاءٍ مطلق للجيش الأسترالي إلى سجين بتهمة كشف "جرائم حرب" في أفغانستان

رفضت محكمة الإستئناف في إقليم العاصمة الأسترالية الطعن المقدّم من الضابط السابق ديفيد ماكبرايد، وأيّدت الحكم بسجنه خمس سنوات وثمانية أشهر، بعد إدانته بتسريب وثائق سرية تكشف عن جرائم حرب مزعومة في أفغانستان. اعلان

خسر الضابط السابق في الجيش الأسترالي، ديفيد ماكبرايد، استئنافه لخفض الحكم الصادر بحقه، بعد إدانته بتسريب معلومات سرية تتعلق بجرائم حرب مزعومة إرتكبتها القوات الأسترالية في أفغانستان.

وأيد ثلاثة قضاة في محكمة الاستئناف بإقليم العاصمة الأسترالية (ACT)، يوم الأربعاء، الحكم الصادر بسجنه خمس سنوات وثمانية أشهر، رافضين بالإجماع طلبه بتخفيف العقوبة. وكان ماكبرايد، البالغ من العمر 61 عاماً، قد أُدين في مايو/أيار 2024 بسرقة وثائق سرية وتوزيعها على ثلاثة صحفيين بين عامي 2014 و2018.

وجاء في ملخص قرار المحكمة أنّ ماكبرايد بدأ بجمع نسخ من مئات الوثائق السرية ونقلها إلى منزله، بعد أن شعر، على حد تعبيره، بعدم الرضا عن "الإفراط المزعج" في التحقيقات بشأن انتهاكات مزعومة ارتكبها جنود أستراليون خلال خدمتهم في أفغانستان.

Relatedأستراليا تفرج عن صحفيين سعوديين مثليين أوقفتهما بعد طلبهما اللجوءاستراليا تقترب من امتلاك أسطول غواصات نووية بعد صفقة بقيمة 3 مليارات مع بريطانيااستراليا تعزز قدرات قواتها الخاصة في إطار خطة تستمر 20 عاما

وقد شكّلت الوثائق المسرّبة أساسًا لتحقيق صحفي استقصائي بثّته هيئة الإذاعة الأسترالية (ABC) عام 2017 تحت عنوان "الملفات الأفغانية"، كاشفًا عن تجاوزات خطيرة منسوبة إلى القوات الأسترالية.

كما رفضت المحكمة دفع ماكبرايد بأنه تصرّف انطلاقًا من قسم الولاء وخدمة المصلحة العامة، مشيرة إلى أن القسم العسكري الذي أدّاه يلزمه بتنفيذ مهامه "وفقًا للقانون"، وليس وفقًا لتقديره الشخصي.

وفي بيان نقله محاموه، قال ماكبرايد إنه تصرّف مدفوعًا بواجبه تجاه الشعب الأسترالي، وأضاف: "ضميري هو دليلي، وأنا مسؤول أمام المواطنين الأستراليين. لقد التزمت بعهدي أمامهم".

وأشار فريقه القانوني إلى عزمه الطعن بالحكم أمام المحكمة العليا، مؤكدًا أن القضية تنطوي على "قضايا دستورية كبرى ومصلحة عامة بالغة الأهمية"، لا يمكن معالجتها إلا على مستوى أعلى محكمة في البلاد.

ودعا المحامون النائب العام، ميشيل رولاند، إلى إصدار عفو عن ماكبرايد. إلا أن رولاند، التي تولّت منصبها عقب فوز حزب العمال في الانتخابات الأخيرة، امتنعت عن التعليق على القضية، فيما أعلن مكتبها أن الحكومة تدرس إمكانية تعزيز الدعم القانوني للمبلغين عن المخالفات في القطاع العام.

من جهته، عبّر مركز قانون حقوق الإنسان عن خيبة أمله من قرار المحكمة، وقال كيران بندر، المدير القانوني المساعد للمركز، إن "المحاكمة تعبّر عن مهزلة مستمرة"، مشيرًا إلى أن هذه القضية وغيرها من القضايا المماثلة تكشف عن قصور عميق في القوانين الأسترالية المتعلقة بحماية المبلغين عن الفساد.

ومن المنتظر أن يُنظر في الإفراج المشروط عن ماكبرايد بعد قضائه عامين وثلاثة أشهر من مدة محكوميته، أي أنه سيبقى في السجن حتى أغسطس/آب من العام المقبل على الأقل.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • أشهر خمس نساء في تاريخ أفغانستان
  • الحوثيون يتوعدون بإسقاط مقاتلات الاحتلال.. وطلب جديد من شركات الطيران
  • حرير القز في أفغانستان مهنة قديمة تعود للحياة رغم التحديات
  • انسحاب شركات الطيران من كيان الاحتلال: تصدّع في السماء… وعزلة دولية تتزايد يوماً بعد يوم
  • أفغانستان.. طالبان تحرّم كرة قدم الطاولة والألعاب الإلكترونية
  • مجلس الأمن الروسي يعلن رفع الحظر عن أنشطة حركة طالبان
  • مسرّب الملفات.. من ولاءٍ مطلق للجيش الأسترالي إلى سجين بتهمة كشف "جرائم حرب" في أفغانستان
  • مصر وصربيا تخططان لزيادة حركة السياحة البينية وبرامج تعريفية مشتركة
  • بحث فرص زيادة حركة السياحة الوافدة إلى المقصد السياحي المصري من صربيا
  • “دبي لصناعات الطيران” توقع اتفاقيات نهائية لبيع 75 طائرة