انخفاضٌ كبير في عدد أسرّة المستشفيات في أوروبا.. ما هي الدول الأكثر تضررا وأية مخاطر لهذا التراجع؟
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
شهدت أنظمة الرعاية الصحية في الاتحاد الأوروبي تحولات كبيرة في العقد الماضي، كان من أبرزها انخفاض عدد أسرّة المستشفيات المتاحة، ما يثير قلق الخبراء بشأن قدرة هذه الأنظمة على الاستجابة للأزمات الصحية الكبرى في المستقبل.
وفقاً لبيانات يوروستات الهيئة الأوروبية للإحصاء، انخفض عدد أسرّة المستشفيات في الاتحاد الأوروبي من 563 سريرًا لكل 100,000 شخص في عام 2012 إلى 516 سريرًا في عام 2022، أي بتراجع نسبته 8%.
وقد وصل هذا الانخفاض في بعض الدول إلى أكثر من 15% ما أثار تساؤلات عدة حول مدى قدرة الأنظمة الصحية في هذه الدول على التعامل مع الأزمات الكبرى مثل جائحة كوفيد-19، التي أظهرت أهمية أسرّة المستشفيات في الاستجابة للطوارئ الصحية.
أشارت الإحصاءات إلى تفاوت كبير في عدد أسرّة المستشفيات بين دول الاتحاد الأوروبي. ففي عام 2022، سجلت بلغاريا أعلى نسبة، حيث كان لديها 823 سريرًا لكل 100,000 شخص. تلتها ألمانيا (766 سريرًا) ثم رومانيا (728 سريرًا).
من ناحية أخرى، سجلت السويد أدنى معدل، حيث بلغ عدد الأسرّة 190 سريرًا فقط لكل 100,000 شخص. بالإضافة إلى ذلك، سجلت دول مثل بريطانيا (242) وهولندا (245) والدنمارك (248) وفنلندا (261) أعدادًا منخفضة بشكل ملحوظ من الأسرّة مقارنة بدول أوروبية أخرى.
Relatedأطباء برتغاليون يعلنون الإضراب احتجاجاً على تدني الأجورأزمة تجتاح المستشفيات في أوروبا: نقص الموظفين والأجور المنخفضة تؤدي إلى احتجاجات واسعة فيديو. كوريا الجنوبية: إضراب الأطباء ضد زيادة عدد طلبة الطب في البلاد بريطانيا:الأطباء يشنون إضرابا احتجاجا على تعديل الأجورما هو سبب هذا التفاوت؟يرتبط التفاوت الكبير في عدد أسرّة المستشفيات في أوروبا بعدد من العوامل، بما في ذلك خصائص الأنظمة الصحية وتوجهاتها.
وأشارت الخبيرة إلمر ديانا من جامعة بيكس في المجر إلى أن دول أوروبا الشرقية كانت تركز في البداية على زيادة عدد الأطباء والأسرّة لكل مريض، بينما كانت أوروبا الغربية تولي اهتمامًا أكبر بتطوير الجودة وتحسين تكنولوجيا الرعاية الصحية.
هل لأسرّة الرعاية طويلة الأجل علاقة؟تكمن إحدى الفروق الرئيسية بين الأنظمة الصحية الأوروبية في تركيز بعض الدول على رعاية المرضى في مرافق الرعاية طويلة الأجل. ففي بعض البلدان، يلعب هذا النوع من الرعاية دورًا مهمًا في تخفيف الضغط على المستشفيات.
إذ سجلت هولندا مثلا أعلى معدل من أسرة الرعاية طويلة الأجل، حيث بلغ 1,420 سريرًا لكل 100,000 شخص، تلتها السويد وبلجيكا. في المقابل، سجلت دول مثل بلغاريا واليونان أقل معدلات لأسرّة الرعاية طويلة الأجل.
10 سنوات من التراجع: كيف تغيرت أسرّة المستشفيات في أوروبا؟شهد عدد أسرّة المستشفيات في معظم دول الاتحاد الأوروبي تراجعًا ملحوظًا، سواء من حيث الإجمالي أو لكل 100,000 شخص. بين عامي 2012 و2022، انخفض عدد الأسرّة في المستشفيات الأوروبية بأكثر من 170,000 سرير، ما يمثل انخفاضًا بنسبة 7% على مستوى الاتحاد.
تحليل عدد الأسرّة لكل 100,000 شخص يوفر رؤى أكثر دقة حول هذا التراجع. ففي الاتحاد الأوروبي، انخفض العدد لكل 100,000 شخص من 563 إلى 516 سريرًا، مما يعكس انخفاضًا بنسبة 8%.
من بين 35 دولة أوروبية، انخفض عدد الأسرّة لكل شخص في 29 دولة، بينما ارتفع في 6 دول. في بعض البلدان، كانت التغيرات طفيفة (أقل من 5%)، في حين شهدت دول أخرى انخفاضات أو زيادات كبيرة.
وقد شهدت فنلندا وهولندا الانخفاض الأكبر، حيث سجلت الأولى تراجعًا بنسبة 51%، بينما انخفضت الثانية بنسبة 39%. كما عرفت دول أخرى تراجعا كبيرا، مثل السويد (-29%)، إستونيا (-24%)، ليتوانيا (-24%)، أيسلندا (-22%)، ولوكسمبورغ (-21%).
من جهة أخرى، شهدت بلغاريا أكبر زيادة في عدد الأسرّة لكل شخص، بنسبة 25%، تليها تركيا (16%)، أيرلندا (14%)، ورومانيا (10%).
هل الأنظمة الصحية جاهزة لأزمات المستقبل؟على الرغم من أن بعض الخبراء يرون أن تحويل بعض الرعاية إلى العيادات الخارجية قد يكون له فوائد على المدى الطويل، إلا أن جائحة كوفيد-19 أبرزت المخاطر الكبيرة التي قد تحدث إذا استمر انخفاض عدد أسرّة المستشفيات. ففي حالة حدوث أزمة صحية كبيرة، قد تعجز الأنظمة الصحية عن توفير العدد الكافي من الأسرّة للتعامل مع الحالات الطارئة.
في هذا السياق، أكد الدكتور إلمر ديانا أن الدول يجب أن تكون مستعدة لمواجهة الأزمات الصحية عبر تحسين سعة الأسرّة وتطوير الأنظمة الصحية بحيث تكون قادرة على التكيف مع احتياجات السكان.
يُذكر أن الخبراء قد أشاروا إلى أن التحسينات المستقبلية في أنظمة الرعاية الصحية يجب أن تركز على زيادة المرونة في مواجهة الأزمات، من خلال تحسين استخدام أسرّة المستشفيات وتعزيز الرعاية الأولية. كما يجب أن تكون السياسات الصحية قادرة على التكيف مع التغيرات السكانية والاحتياجات المتزايدة مع مرور الوقت.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أزمة تلوث الهواء في باكستان تتفاقم.. وأطباء: أخطر من كورونا مات رسميا.. ثم عاد إلى الحياة خلال عملية استئصال أعضائه.. خطأ طبي أمريكي جديد دراسة تحذر: الأطفال المولودون عن طريق المساعدة الطبية يواجهون هذا الخطر أكثر من غيرهم مستشفياتالصحةالاتحاد الأوروبيرعاية صحيةنقص - شُحّالمصدر: euronews
كلمات دلالية: كوب 29 الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل تدمر قطاع غزة ضحايا كوب 29 الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل تدمر قطاع غزة ضحايا مستشفيات الصحة الاتحاد الأوروبي رعاية صحية نقص ش ح كوب 29 الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل تدمر قطاع غزة ضحايا أزمة المناخ اعتداء إسرائيل عاصفة حركة حماس فلاديمير بوتين فيضانات سيول الاتحاد الأوروبی الأنظمة الصحیة یعرض الآن Next عدد الأسر ة الأسر ة لکل ة الرعایة فی عدد سریر ا
إقرأ أيضاً:
«التضامن» تستعرض تحديات نظام الرعاية الصحية بمؤسسات رعاية الأطفال
تحت رعاية الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، عقدت وزارة التضامن الاجتماعي بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ورشة عمل لمناقشة التحديات والفرص الحالية في تعزيز نظام الرعاية الصحية داخل مؤسسات الرعاية الاجتماعية للأطفال في نزاع مع القانون والمعرضين للخطر، من أجل تحسين جودة خدمات الرعاية الصحية المقدمة داخل مؤسسات الرعاية الاجتماعية، وذلك في مبادرة مشتركة بين الجانبين.
وركزت المناقشات علي استراتيجيات مستدامة لتحسين خدمات الرعاية الصحية في 12 مؤسسة مستهدفة في 5 محافظات، والواقع الراهن لمؤسسات الرعاية الاجتماعية والخدمات الصحية في منظومة عدالة الأطفال في نزاع مع القانون والمعرضين للخطر، بالإضافة إلى عرض نماذج ناجحة في دعم منظومة الخدمات الصحية داخل مؤسسات الرعاية الاجتماعية للأطفال.
شارك في ورشة العمل الدكتور وائل عبد العزيز رئيس الإدارة المركزية للرعاية الاجتماعية، وحسين إسماعيل مدير عام الإدارة العامة للدفاع الاجتماعي، مشيرة صالح مدير برنامج عدالة الأطفال بمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، والدكتورة دينا عبد الهادى ممثل وزارة الصحة والسكان وعدد من منظمات المجتمع المدني ومقدمي الرعاية الصحية.
وتقدم مؤسسات الدفاع الاجتماعى أوجه الرعاية المتكاملة للأطفال الجانحين أو المعرضين للخطر ليصبحوا مواطنين صالحين للاندماج بالمجتمع، ويبلغ عددها 54 مؤسسة تقدم خدمات لما يقرب من 1915 ابنا وابنة.