في الحياة، لا نهاية للآراء. الجميع يبدو أن لديهم نصيحة حول ما يجب أن تفعله، وكيف يجب أن تعيش، وحتّى من يجب أن تكون. وبينما يمكن للنصيحة أن تكون مفيدة أحيانًا، فإنها غالبًا ما تتحول إلى مصدر ضغط غير ضروري، ممّا يبعدنا عن أهدافنا وأحلامنا. وفي أسوأ الأحوال، قد يؤدي السعي لإرضاء توقعات الآخرين، إلى بناء جدران غير مرئية حول طموحاتنا، وتقّييدنا بحياة لم نرغب بها يومًا.

الحقيقة بسيطة ولكنها عميقة: الصوت الوحيد الذي يهمّ حقًا هو صوتك أنت. السعي وراء ما تؤمن بأنه صحيح، بغضّ النظر عمّا يعتقده الآخرون، هو المفتاح لتحقيق حياة مليئة بالمعنى والرضا.
عندما نبني قراراتنا على قبول، أو انتقاد الآخرين، فإننا نسلّم السيطرة على حياتنا إلى قوى، لا يمكننا التحكُّم بها.
غالبًا ما تكون آراء الناس مشبعة بمخاوفهم، وانعدام أمانهم، أو محدودية رؤيتهم. ما يرونه مستحيلًا، أو غير مستحق، قد يكون هو بالضبط ما يلهم روحك. وبالسماح للأحكام الخارجية بأن تحدِّد مساراتنا،
نخاطر بالتخلّي عن جوهر هويّتنا، والنتيجة؟ الندم،وهو عبء ثقيل يثقل كاهل الكثيرين.

التاريخ مليء بالأمثلة على من تجاهلوا المثبِّطين، وتمسَّكوا بقناعاتهم. المبدعون مثل ستيف جوبز، الذي طُرد من شركته الخاصة، قبل أن يُحدث ثورة في صناعة التكنولوجيا، لم يصلوا إلى العظمة، بالسعي وراء قبول الآخرين.
صاعدو القمم، سواء كانت مجازية أو حرفية، المستكشفون والحالمون والقادة، غالبًا ما يواجهون السخرية قبل أن يصلوا إلى القمم.ما يميزهم عن غيرهم، هو رفضهم السماح للشك، سواء كان خارجيًا أو داخليًا، بأن يتجذَّر.

مايك تايسون، الملاكم الأسطوري، يجسِّد هذه الروح. عودته إلى الحلبة في سن الثامنة والخمسين، قُوبلت بشكوك واسعة. إعتقد الكثيرون أنه سيعرِّض نفسه للإحراج. لكن تايسون لم يدخل القتال لإبهار الجمهور، أو إثبات خطأ المشكّكين بكلماته الخاصة، لم يكن هناك ليُثبت أي شيء لأي شخص سوى نفسه. وجد السعادة في جهوده الخاصة، ورفض أن يدع آراء الآخرين تُحدِّد غايته.

هذا النهج، هو تذكير لنا جميعًا: المقياس النهائي للنجاح ليس تصفيق الآخرين، بل الرضا الذي ينبع من معرفتك: بأنك سعيت وراء ما كان صحيحًا بالنسبة لك. رؤية تايسون، تسلِّط الضوء على حقيقة مهمة، السعادة الحقيقية تنبع من الداخل، وليس من التقدير الخارجي. الأمر لا يتعلق بإسكات العالم، بل بتعلُّم تحويل ضوضائه إلى موسيقى خلفية، بينما تركِّز على مسارك.

عندما تسعى وراء أحلامك، أو تتخذ قرارات بناءً على معتقداتك الخاصة، ستواجه حتمًا النقد. البعض سيتساءل عن دوافعك، وآخرون سيستهزئون بإصرارك. ولكن عندما تكون ثابتًا في قناعاتك، تتلاشى تلك الأصوات إلى عدم الأهمية. ما يهمّ هو: النار التي تشتعل في قلبك، ووضوح غايتك. النجاح لا يعني دائمًا الفوز؛ إنه يعني امتلاك الشجاعة للبقاء في المعركة.

مايك تايسون قال ذات مرة: “الجميع لديه خطة إلى أن يتلقوا ضربة في الفك.” هذه الحكمة تذكِّرنا بأن الحياة ستتحدّانا، وتلقي بنا خارج المسار، وتختبر صمودنا. لكن في تلك اللحظات،عندما نسقط، نثبت مِمَّ نحن مصنوعون. ليس للآخرين، بل لأنفسنا.
لذلك، استمع إلى صوتك الخاص، واسعَ وراء شغفك بلا تردّد، وتذكّر: الأمر لا يتعلق بإرضاء العالم. إنه يتعلق بالوقوف من أجل نفسك، والتمسك بالشخص الذي قدّرت أن تكونه.

jebadr@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

الوليد مادبو اتهم مزمل أبو القاسم بأنه اشترى الدكتوراة من السوق العربي

أحمد طه استضاف اليوم أيضًا الوليد مادبو بوصفه خبير حوكمة دولي ومستشار تنمية عالمية، ومع ذلك مجمل حديثه تركز في الإساءات والمهاترات اللفظية، بما فيها استخدام كلمات سوقية يعف اللسان عن ذكرها مثل كلمة “عوقة”،

وقد واصل في التمادي والإساءة لقبائل ومناطق بعينها، ووصفهم بالرأسمالية النهبوية النيلية، ووصف رئيس الوزراء بالدمية، واتهم مزمل أبو القاسم بأنه اشترى الدكتوراة من السوق العربي، وقال إن الجيش ميليشيا ولم يتطور إلا في عهد والده وزير الدفاع الأسبق.

وهو كدأبه، ثعلب مكار، بارع في الهروب وتلوين الكلام ويستخدم منبر (الجزيرة مباشر) في تمرير الرسائل الخبيثة والمسيئة لمكونات مجتمعية يتحدث عنها بكراهية وعقد شخصية، وعلى ما يبدو، بل المؤكد أن الرجل منزعج جداً من تعيين الدكتور كامل إدريس لإدارة الحكومية المدنية، وكان للمفارقة يطمع في المنصب وهو في نفس الوقت مناصر للمليشيا الإرهابية، فيا له من كائن متهافت لا تُحتمل خفته!

عزمي عبد الرازق

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • غير صحيح إطلاقا أن الفيديو الأخير (بزرميط بالبشاميل) بغرض رفع الروح المعنوية للمليشيا
  • 3 حيل لتخزين لحمة العيد بشكل صحيح
  • مرغم: طالبان صنعت تقدما ونظاما في 4 سنوات بأفغانستان لم يحدث عند الآخرين في 100 عام
  • بعمليات دقيقة.. القوات الجوية تؤمن أجواء المشاعر المقدسة في الحج
  • القوات الجوية تؤمن أجواء المشاعر المقدسة في موسم الحج
  • روسيا تتهم أوكرانيا بأنها وراء حادث إنهيار جسور القطارات
  • دبي تؤمن فعاليات عيد الأضحى بـ 515 دورية أمنية و139 نقطة إسعاف و4 غرف عمليات
  • الشرطة البريطانية تقبض على متهم رابع في حرق منزل رئيس وزراء بريطانيا
  • ينال صلح: حماية لبنان لا تكون بانتظار الخارج
  • الوليد مادبو اتهم مزمل أبو القاسم بأنه اشترى الدكتوراة من السوق العربي