يشهد الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا خطيرًا بعد الهجوم الصاروخي الروسي الجديد على مدينة دنيبرو، مما دفع المسؤولين من حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأوكرانيا إلى عقد محادثات طارئة لبحث التصعيد العسكري وتداعياته على أمن المنطقة والعالم.

هجوم صاروخي فرط صوتي يغير موازين الحرب

يوم الخميس الماضي، استهدفت روسيا منشأة عسكرية في مدينة دنيبرو باستخدام صاروخ "أوريشنيك" فرط الصوتي، وهو هجوم يوصف بأنه تصعيد غير مسبوق في الصراع المستمر منذ 33 شهرًا.


وفقًا لوزارة الدفاع الأوكرانية، فإن الصاروخ قادر على حمل ستة رؤوس حربية مزودة بذخائر عنقودية، مما يزيد من قدرته التدميرية. واستجابةً لذلك، فرضت العاصمة الأوكرانية كييف إجراءات أمنية مشددة شملت إلغاء جلسة البرلمان وإصدار توجيهات للشركات بالحد من أنشطتها في المناطق المعرضة للخطر.

ردود فعل دولية ومحلية: تحذيرات وتصعيد محتملتصعيد روسي وتحذيرات من بوتين

في خطاب متلفز، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الهجوم كان ردًا على استخدام أوكرانيا أسلحة بعيدة المدى أمريكية وبريطانية. كما حذر من أن أنظمة الدفاع الغربية "عاجزة" أمام صاروخ "أوريشنيك"، مشيرًا إلى تغييرات حديثة في العقيدة النووية الروسية التي وصفها بأنها "ليست خدعة".

الموقف المجري يثير الجدل

في خطوة تعكس تماهيًا مع الخطاب الروسي، أشار رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إلى أن الولايات المتحدة قد تكون متورطة في توجيه الصواريخ الأوكرانية، مما يعكس انقسامًا داخل الاتحاد الأوروبي بشأن الصراع.

الصاروخ "أوريشنيك": سلاح جديد يثير قلق الغرب

يعد الصاروخ الروسي الجديد "أوريشنيك" تطورًا كبيرًا في مجال الأسلحة فرط الصوتية. ووفقًا للبنتاغون، فإن الصاروخ مشتق من الصاروخ الباليستي RS-26 Rubezh، وتم اختباره بنجاح في عامي 2023 و2024.
حذر المحللون العسكريون من أن هذه الفئة من الأسلحة قد تمنح روسيا تفوقًا نوعيًا في ساحات القتال، لا سيما مع عجز الأنظمة الدفاعية التقليدية عن التصدي لها.

الدمار يمتد إلى شمال أوكرانيا: طائرات "شاهد" الإيرانية تضرب سومي

بالتوازي مع الهجوم على دنيبرو، شنت روسيا غارات جوية على مدينة سومي باستخدام طائرات "شاهد" الإيرانية الصنع. أسفرت الهجمات عن مقتل شخصين وإصابة 13 آخرين.
وصف رئيس الإدارة الإقليمية لسومي، فولوديمير أرتيوخ، هذه الطائرات بأنها "أسلحة مخصصة لإلحاق خسائر بشرية". وأكد أن الشظايا الناتجة عن الطائرات تستهدف السكان بدلًا من تدمير البنية التحتية.

تضامن غربي وتحركات دبلوماسيةمساعدات ودعم أوروبي متواصل

وصل وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي إلى كييف يوم الجمعة لمناقشة المساعدات الدولية وتقييم آثار الهجمات الروسية المستمرة. كما تتواصل الجهود الأوروبية لتقديم الدعم المادي والسياسي لأوكرانيا، في ظل تعقيدات الأزمة.

اجتماعات طارئة للناتو

تستعد الدول الأعضاء في حلف الناتو لعقد محادثات غدًا الثلاثاء لمناقشة التصعيد الأخير، وسط تحذيرات من أن الحرب تدخل مرحلة "حاسمة"، وفقًا لرئيس الوزراء البولندي دونالد توسك.

السيناريوهات المقبلة: تصعيد أم حل سياسي؟

مع استمرار الهجمات الروسية باستخدام أسلحة متطورة وارتفاع وتيرة الدمار والخسائر البشرية، يبقى العالم في حالة ترقب. تُطرح تساؤلات حول ما إذا كانت المرحلة المقبلة ستشهد تصعيدًا أكبر أو تحركات نحو الحل السياسي، وسط تصاعد الضغوط على الأطراف الدولية للتدخل واحتواء الأزمة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: روسيا أوكرانيا صاروخ أوريشنيك حلف الناتو تصعيد عسكري طائرات شاهد الدعم الغربي الحرب الأوكرانية

إقرأ أيضاً:

11 قتيلا بأوكرانيا في هجوم روسي وزيلينسكي يطالب الناتو بمزيد من الدعم

قال مسؤولون أوكرانيون، اليوم الثلاثاء، إن 11 شخصا على الأقل قتلوا في هجوم صاروخي روسي على جنوب شرق أوكرانيا، بينما حث الرئيس فولوديمير زيلينسكي حلفاء كييف خلال قمة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) على دعم صناعة الدفاع الأوكرانية.

وأوضح سيرجي ليساك، حاكم دنيبروبيتروفسك، أن الهجوم أسفر عن مقتل 9 أشخاص في دنيبرو، عاصمة المنطقة، إذ أمطرت موجة الانفجارات أيضا عشرات من ركاب القطارات بالزجاج المكسور وألحقت أضرارا بمدارس ومستشفى.

وأضاف ليساك أن عدد المصابين بلغ 153 شخصا، بينهم 18 طفلا.

وذكرت هيئة الطوارئ الحكومية أن شخصين قتلا في بلدة سامار، التي تبعد نحو 10 كيلومترات من دنيبرو. ولم يقدم المسؤولون تفاصيل عن الأضرار التي حدثت هناك.

هجوم نهاري

وجاء هذا الهجوم النادر نهارا في وقت حث فيه زيلينسكي الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي في لاهاي بهولندا على تعزيز استثماراتها في قطاع الدفاع الأوكراني المتنامي واتخاذ إجراءات صارمة ضد توريد المكونات الأجنبية التي قال إن روسيا تستخدمها في تصنيع أسلحتها.

وكتب زيلينسكي على منصة "إكس" ردا على الهجوم "هذه ليست معركة يصعب فيها اختيار جانب.. فالوقوف إلى جانب أوكرانيا يعني الدفاع عن الحياة".

ومن المتوقع أيضا أن يلتقي زيلينسكي الرئيس الأميركي دونالد ترامب غدا الأربعاء على هامش القمة.

وكثفت روسيا غاراتها الجوية على أوكرانيا في الأسابيع القليلة الماضية، وخاصة على عاصمتها كييف، حيث قُتل 28 شخصا في 17 يونيو/حزيران في أعنف هجوم من نوعه هذا العام.

كما قُتل 10 أشخاص في غارات جوية على كييف والمنطقة المحيطة بها أمس الاثنين.

وتسيطر روسيا حاليا على نحو خُمس مساحة أوكرانيا بعدما أعلنت ضمّ 4 مناطق أوكرانية، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014.

مقالات مشابهة

  • الاستخبارات الخارجية الروسية: الغرب يسعى لتحريف محتوى المفاوضات الروسية الأوكرانية
  • الاستخبارات الروسية تتهم الغرب بتحريف محتوى المفاوضات الروسية الأوكرانية
  • الدفاعات الروسية تسقط طائرتين مسيّرتين فوق موسكو وتعلن استنفاراً في أجواء وسط البلاد
  • الجالية الروسية في مصر تحيي العيد الوطني الروسي
  • 11 قتيلا بأوكرانيا في هجوم روسي وزيلينسكي يطالب الناتو بمزيد من الدعم
  • غياب دعم الجمعيات الثقافية بالحوز سنة 2024 يثير مخاوف حول مستقبل الثقافة بالإقليم :
  • هجوم صاروخي إيراني جديد على إسرائيل
  • تحذير روسي من تجاوز خطير في الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية
  • الان .. هجوم صاروخي مدمر على قاعدة العديد في قطر
  • مخاوف أمريكية من هجوم وشيك على قاعدة العديد في قطر