صحيفة صدى:
2025-05-28@09:49:06 GMT

التنمر: جرح خفي يستدعي المواجهة

تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT

التنمر: جرح خفي يستدعي المواجهة

التنمر ظاهرة اجتماعية خطيرة تنخر في بنيان الأفراد والمجتمعات، فهو سلوك عدواني متكرر يستهدف إلحاق الأذى النفسي، الجسدي، أو الاجتماعي بالضحايا. تتنوع مظاهره بين الإهانة اللفظية، الإقصاء الاجتماعي، والهجمات الإلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعل تأثيره ممتداً إلى جميع جوانب الحياة. آثار التنمر على الضحايا لا يقتصر أثر التنمر على اللحظة الراهنة، بل يترك جروحاً نفسية عميقة تمتد على المدى الطويل.

من أبرز آثاره: •الاكتئاب والقلق: إذ يشعر الضحايا بعدم الأمان والانفصال عن المجتمع. •انخفاض الثقة بالنفس: مما يؤثر على قدراتهم في تحقيق أهدافهم. •التراجع الدراسي أو المهني: نتيجة عدم قدرتهم على التركيز أو الأداء الجيد. في حالات شديدة، قد يؤدي التنمر إلى عزلة اجتماعية أو حتى سلوكيات خطرة كالتفكير في الانتحار، ما يجعل التصدي له ضرورة ملحّة. أسباب الظاهرة التنمر غالباً ما يكون انعكاساً لمشكلات أعمق لدى المتنمرين، منها: •الشعور بالنقص أو انعدام الأمان. •التعرض للعنف أو الإهمال في محيطهم الشخصي. •الضغط الاجتماعي والرغبة في السيطرة أو التميز السلبي. كيف نواجه التنمر؟ •التوعية المجتمعية: نشر ثقافة الاحترام والتسامح بين الأطفال والمراهقين داخل الأسرة والمدرسة. •توفير الدعم النفسي للضحايا: لضمان تعافيهم من آثار التنمر وتمكينهم من استعادة ثقتهم بأنفسهم. •سن قوانين وتشريعات رادعة: لضمان محاسبة المتنمرين وحماية الضحايا. •دور التكنولوجيا الإيجابي: استخدام أدوات الإبلاغ عن التنمر الإلكتروني والتشجيع على الحوار المفتوح حول هذه القضايا. رسالة أخيرة لنتذكر أن القضاء على التنمر مسؤولية جماعية. كل كلمة طيبة أو موقف داعم يمكن أن يكون نقطة تحول في حياة شخص يعاني. فلنبادر جميعاً بتعزيز قيم الاحترام والتعاطف، لأن بناء بيئة آمنة يبدأ منّا وينتهي بمجتمع خالٍ من التنمر.

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: التنمر المواجهة

إقرأ أيضاً:

غزة: كيف يوظف الحنين كآلية للتكيف النفسي؟

في مدينة غزة التي تحوّلت منازلها إلى ركام، وتفاصيلها اليومية إلى مشاهد من فيلم طويل عن البقاء، يطفو شيءٌ غريب وسط كل هذا الدمار، هذا الشيء هو "الحنين".

والحنين هو ليس حنينًا رومانسيًا عابرًا، بل حاجة نفسية للبقاء، وركيزة لمواجهة واقع لا يُطاق بالنسبة لأكثر من اثنين مليون نسمة يعيشون في قطاع غزة تحت الحرب منذ السابع من أكتوبر 2023.

وبينما تتسابق الصواريخ لتمحو كل أثر، تتشبث الأرواح بتفاصيل صغيرة من زمن السلام؛ برائحة مفرش، أو طاولة خشبية، أو حتى لوحة نجت بمعجزة من تحت الركام.

ريهام خالد البطنيجي، فنانة تشكيلية من غزة تبلغ من العمر 27 عامًا، وجدت نفسها وسط الحرب لا تحمل سلاحًا، بل لوحات ورسومات، تقول: "في لحظة ما، شعرت أن الفن أقوى من القصف.. أن هناك دومًا شيء يستحق أن نتمسك به".

بدأت البطنيجي رحلتها في الرسم بعد حرب 2008، حين وجدت في الفن وسيلة للتعبير والهروب من واقع ثقيل، ومع توالي الحروب، تحوّلت لوحاتها إلى ملاذٍ نفسي، تُفرغ فيها ما يعجز لسانها عن قوله.

حينما قُصف منزلها خلال الحرب الحالية، هرعت ريهام إلى الركام، وانتشلت لوحاتها المحطمة: "لا أعرف شعوري في تلك اللحظة... كنت واقفة بين الحزن على بيتي والفرح لأن لوحاتي نجت، شعرت أنها رسالة بأن الفن يمكن أن ينجو، وأن الأمل لا يزال حيًا وسط هذا الظلام".

وتضيف: "الرسم هو المتنفس الوحيد في وسط الفوضى والدمار، أبحث عن قصة أو ضوء صغير يمكن تحويله إلى لوحة"، في سكتشاتها الأخيرة، تحضر مشاهد مثل النزوح، المجاعة، حياة الخيام، وحتى نظرات الأطفال الحافية الذين يركضون خلف سيارة طعام، هذه ليست مجرد خطوط على ورق؛ إنها سرديات بديلة، ترمم ذاكرة مهددة بالمحو.

ووسط عتمة خيمة بالية، أضاء هاتف السيدة غدير وهي أم لطفين، حنين الذكريات فبدأت تتصفح صور بيتها القديم. تنشر غدير الصور على مواقع التواصل رغم الألم، لأن "البيت مش بس حجار، البيت روح وتعب وضحكات عيلة"، كما تقول.

كانت هذه السيدة دائمًا توثق ديكورات بيتها، وتشاركها مع متابعيها الذين كانوا يتابعونها لأخذ أفكار، الآن، بعدما تحول بيتها إلى رماد، تعود لتلك الصور كأنها تشمّ عبرها رائحة القهوة أو تسمع ضحكة من كان يمر في الزاوية.

تروي غدير: "وقت أشارك الصور، في الأول بشعر بغصة، بس بعدين ببدأ أتذكر يوم الصورة، شو صار، وبنبسط"، شعور مزدوج من الخسارة والدفء، لكنه بالنسبة لها شكل من أشكال المقاومة، للحفاظ على ذاكرة المكان من أن تُبتلع في سيل النسيان".

ابنها سألها ذات مرة: "لو أخدنا سريري معنا يا ماما؟". ردّت عليه: "بكرا بتخلص الحرب بعملك أحلى غرفة نوم"، فبدأ يخطط ويتخيل، في خضم الركام، يُستدعى الأمل من الذاكرة، ويُزرع في خيال طفل لم يعرف غير الحرب.

غدير ترى أن الحنين هنا ليس مجرد عاطفة، بل أداة تربوية ونفسية، فهي تشرح لأطفالها معنى "البيت القديم" عبر الصور، ليعرفوا أن الحياة لم تكن دائمًا خيامًا وركامًا، بل كانت هناك ستائر، أطباق، وطاولة مفضلة تروي تفاصيل الأيام.

ورغم انقطاع الكهرباء والإنترنت، تصرّ على مواصلة التوثيق، وتقول: "مافي شي بنحكى قدام هالألم، غير إنو الله يرضينا، بس لو بقدر أسترجع شغلة من البيت؟ مفرش سريري الأبيض... جبتو يوم ولادة بنتي، كل شي بتعلق بالبيت بيحمل ذكرى".

وهنا، يتقاطع ما تفعله ريشة ريهام وصور غدير مع ما تسميه الأخصائية النفسية فاتن شلح بـ"حيل الدفاع النفسي". حيث ترى فاتن أن استعادة الماضي وتفاصيله، سواء من خلال الفن أو الصور أو حتى الحكاية، هو "أحد أشكال التعويض النفسي، حيث يحاول الإنسان سد فجوة النقص الحالية باللجوء لما كان يمنحه شعورًا بالاستقرار والأمان".

وتوضح شلح:"الأشخاص الذين يمرون بصدمات كبيرة مثل فقدان المنزل أو الأحبة، ينقسمون في تعاطيهم مع الماضي: منهم من يستخدم الذكريات لتهوين الواقع، ويتابع حياته بشكل طبيعي... ومنهم من يرفض الحاضر ويتمسك بالماضي كليًا، وهؤلاء أكثر عرضة للاضطرابات النفسية كالاكتئاب".

وتشدد على أن العودة للماضي ليست سلبية بحد ذاتها، بل تصبح أداة دعم نفسي قوية إذا لم تُعطل الحياة الحالية، قائلة: "الحنين في هذه الحالة يؤكد على الهوية، ويُبقي جذور الانتماء حيّة، شريطة ألا يتحوّل إلى عائق عن التكيّف مع الواقع الجديد".

في المدينة المدمرة، لا يُستخدم الحنين للهروب من الواقع، بل لمواجهته، إنه الجسر بين ما سُرق وبين ما لا يزال حيًا في الذاكرة، بين ركام المنازل ونبض الأرواح، فالصور، واللوحات، وحتى مفرش أبيض قديم، تتحول إلى أسلحة ناعمة في معركة الصمود، هنا، يُرمم الماضي القلب، ويزرع في الحاضر بذور أمل لا تنكسر.

ملاحظة : هذا النص مخرج تدريبي لدورة الكتابة الإبداعية للمنصات الرقمية ضمن مشروع " تدريب الصحفيين للعام 2025" المنفذ من بيت الصحافة والممول من منظمة اليونسكو.

المصدر : وكالة سوا - حنين الحرازين اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين بين القاهرة والأراضي الفلسطينية: شباب يربون الأمل قائمة جديدة بأسماء 20 معتقلا من غزة وأماكن احتجازهم وفاة رئيس هيئة الجدار والاستيطان السابق الوزير وليد عساف الأكثر قراءة الرئيس عباس يمنح الفنان محمد حسين عبد الرحيم وسام الثقافة حماس تعقب على استشهاد 5 صحفيين في غزة قناة عبرية تكشف: قوات الجيش العاملة في غزة تلقت تعليمات جديدة الجيش الإسرائيلي: بدأنا عملية برية في عدة مناطق داخل قطاع غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • اليوم.. محاكمة 3 طالبات بتهمة التنمر على زميلتهن بمدرسة بالتجمع الخامس
  • «اجتماعية الشارقة» تعزز وعي الأطفال بحقوقهم
  • الذكاء الاصطناعي قد يجعل الأسواق المالية أكثر كفاءة... وأشد تقلبا
  • حادث موكب ليفربول.. ما الذي حدث ومن هم الضحايا ومن هو المشتبه به؟
  • بيتكوفيتش يستدعي شايبي لتربص جوان
  • قائد الجيش الإيراني: إسرائيل تدرك عجزها عن المواجهة المباشرة ولا نستبعد الحماقات
  • 35% ارتفاعا في جرائم الاحتيال الإلكتروني.. و"المواقع الشبيهة بالرسمية" أبرز الوسائل لاستدراج الضحايا
  • لهذا السبب.. «الأعلى للإعلام» يستدعي الممثلين القانونيين لقناتي «الشمس» و«هي»
  • "الأعلى للإعلام" يستدعي الممثلين القانونيين لقناتي "الشمس" و"هي"
  • غزة: كيف يوظف الحنين كآلية للتكيف النفسي؟