اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ينعي الكاتبة والقاصة مها صلاح
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
الثورة / محمد المشخر
نجحت وساطة قبلية بمديرية القرشية بمحافظة البيضاء، أمس، في إنهاء قضية قتل بين أسرتي آل صالح علي وآل الحاج بمنطقة قيفة، التي دامت أربع سنوات .
وتم خلال الصلح – الذي قاده وكيل المحافظة، عادل قرموش، والشيخ أحمد صالح الحطام ومعهما عدد من المشايخ والعقال، تم حل وإنهاء قضية مقتل حازم سيف الحاج الحطام، والعفو عن الجاني علي محمد محمد الحطام.
وأكد وكيل المحافظة عادل قرموش، أن حل هذه القضية وغيرها من قضايا الثأر تأتي استجابة لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، لرأب الصدع وتعزيز قيم التسامح والصفح وإصلاح ذات البين حفاظا على الجبهة الداخلية.
وثمن الوكيل قرموش، عفو أولياء الدم عن الجاني والعفو والصفح وطي الخلافات، مشيرا إلى أن قضايا الصلح القبلي وحل الخلافات البينية والعفو من شيم وكرم القبيلة اليمنية الأصيلة، مؤكداً أن العفو والتسامح والسمو فوق الجراح يعزز من وحدة الجبهة الداخلية والاصطفاف للدفاع عن اليمن وأمنه واستقراره.
بدوره أشاد عضو لجنة الوساطة الشيخ أحمد صالح الحطام، بموقف أولياء الدم في العفو الذي يجسد قيم وأعراف القبيلة اليمنية الأصيلة، حاثا أبناء القبائل على تعزيز مساعي الصلح وإنهاء الخلافات ومعالجة النزاعات وتغليب مصلحة الوطن العليا.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الحسين في وجدان اليمنيين .. ملهم الثورة ضد الإستكبار
يمانيون|بقلم| عبدالحكيم عامر
في كل عاشوراء، تتجدد ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي عليهما السلام، يمرّ على الأمة الإسلامية مشهدٌ خالدٌ لا تندثر معانيه كربلاء الحسين، تلك الواقعة تحوّلت إلى منارةٍ يهتدي بها الأحرار كلما اشتدّ ظلام الطغيان. وفي اليمن، تتجدّد هذه الروح في شعبٍ يأبى أن يطأطئ رأسه أمام طغاة العصر، ويرفع صوته عاليًا “هيهات منا الذلة”، فلم يبقى مقصورًا على التاريخ، بل صار في اليمن مشعلًا حيًا يشعل ساحات الصمود ويضيء دروب التحرير.
بات يوم كربلاء محطة تعبئة إيمانية، يعاد فيها بثّ روح الوعي الحقيقي في جسد الأمة، ويُستحضر فيه الإمام الحسين عليه السلام كرمز لثورة الحق، خرج ليواجه الطغيان بدمه ليبقى دمه مشعلاً يهدي كل الثائرين على امتداد الزمان، كانت ثورة إنسانية ممتدة إلى كل زمانٍ ومكانٍ تواجه فيه الشعوبُ ظلم الطغاة، ولذلك يرى اليمنيون في عاشوراء فرصةً لإعادة صياغة الموقف، وتذكير الأمة بمسؤوليتها الكبرى أمام كل يزيدٍ معاصر.
إن استذكار عاشوراء بهذه الطريقة يُعيد للأمة وعيها، ويربط بين الماضي والحاضر بسلسلةٍ من الوعي والتحدي، إن مأساة كربلاء هي انتصارًا للموقف، لذلك يجب أن تتحوّل دروسها إلى برنامجٍ عملي في مواجهة الطغيان الحديث.
من كربلاء يستمد اليمنيون زادهم في معركة الصمود، لم تكن كربلاء فقط مأساةً داميةً في سجل التاريخ، بل منارةٌ أضاءت درب الأحرار جيلاً بعد جيل، إن الثورة الحسينية ستظل نبراسًا يضيء درب المقاومين في مواجهة الاستكبار والصهيونية، كما أن مسار التضحية الحسيني هو تجديدٌ للعزم الثوري أمام الطغيان الأمريكي الإسرائيلي.
وقد أكد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي “حفظه الله” أن عاشوراء تمثل مشعلا هاديا وميزانا ثابتا للمواقف، وأن الارتباط بها يتجلى في نصرة القضايا العادلة وفي مقدمتها فلسطين، حيث يجسد موقف اليمنيين تجاه غزة اليوم امتدادا عمليا لبيعة الحسين، وانحيازا صادقا لمعسكر الحق، وترسيخا لنهج الكربلائيين الذين قدموا أرواحهم دفاعا عن القيم والمبادئ، فكانت كربلاء عنوانا للثبات، وغزة ميدانا يتجدد فيه معنى الوفاء.
واليوم، يعيد اليمنيون قراءة التاريخ بعيونٍ يقظة، إن ما حلّ بالحسين وأصحابه كان بسبب خذلان الأمة، لذلك يصرّ اليمن على ألّا تتكرر مأساة كربلاء، فلا يترك غزة وحيدة، ولا يقف موقف المتفرّج أمام طغاة العصر الذين يفوقون يزيد إجرامًا وحقدًا.
إن ما يحدث في غزة من إبادة جماعية وتهجير وتجويع لا ينفصل عن عاشوراء، بل هو كربلاء العصر: دمٌ يُراق، وحصارٌ يُفرض، ومؤسسات دولية عاجزة، وحكومات عربية خانعة، وشعوبٍ تُجرّد من حقها في الغضب.
إن دم الإمام الحسين عليه السلام الذي انتصر على سيف يزيد سيبقى خالدًا، يُحيي في كل جيل ضميرًا مقاومًا، وفي اليمن، صار يوم عاشوراء محطةً سنويةً يجدد فيها شعب الإيمان صموده ويؤكد التزامه بقضية فلسطين ويؤكد أن الموقف المبدئي لا يتغيّر مهما عظمت التضحيات.
إن عاشوراء في اليمن اليوم رسالةٌ إلى كل المستضعفين: لا يقهر دمٌ يُسفك في سبيل الله، ولا ينهزم شعبٌ يحمل راية الحق، فالحسين استشهد، فدمه يولد من جديد في كل مقاومٍ يواجه جبروت الطغاة، ويصرخ بملء قلبه “لن نركع إلا لله” هنا اليوم يتحوّل التاريخ إلى عمل حي، وتصبح الذكرى دافعًا للتحرك، لأن كربلاء مستمرة في غزة واليمن ولبنان وكل أرضٍ يُستباح فيها الدم الحر.