لجريدة عمان:
2025-07-30@18:33:17 GMT

يروت.. ذاكرة لا تنطفئ رغم جحيم الحرب

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

يروت.. ذاكرة لا تنطفئ رغم جحيم الحرب

لا تخرج بيروت المدينة الحالمة من الوجع إلا لتعود إليه، تعود له من بوابة الحرب، أو من بوابة أزمات المصارف أو من بوابة انفجار المرفأ، كما لو أن أوجاع المدينة جزء أصيل من جغرافيتها ومن تاريخها. لكن هذه المدينة التي يسكنها التاريخ قادرة دوما على ترميم ذاكرتها مهما كانت مثخنة بالندوب، ومهما كانت ملطخة بالدماء فهي مدينة تستطيع الصبر على الوجع لكنها لا تقوى أن تكون في دائرة النسيان.

لكن بيروت لم تكن يوما مجرد مدينة في إطار جغرافي إنها قصيدةٌ شُيِّدت من الحلم والحطام. شوارعها، التي اعتادت أن تحتضن الحبّ وتروي حكايات العشاق، كانت تألف أيضا، جميع أنواع الدمار الذي لا تلبث أن تنفث فيه روح الحياة. ومقاهيها التي يحاصرها الحرب والنار ما زالت رغم كل ما يحدث قادرة على توليد الحكايات وفتح النقاشات حول السياسة والثقافة والفكر.. إنها تستمد روحها من عمق بيروت نفسها التي ترفض الخضوع، بل تلملم جراحها لتكتب قصيدتها الخاصة، قصيدة لا تخلو من الألم لكنها لا تُفتقد الأمل.

كيف يمكن لمدينةٍ أن تحمل هذا الكمّ من التناقضات؟ أن تكون ضحية الحرب ومهد الإبداع في الوقت ذاته؟ في أحلك لحظاتها، كانت بيروت تُمسك بالقلم بدلًا من السلاح، تُنشئ المطبعة بدلًا من المدفع. كل حجر في بيروت، كل زاويةٍ من زواياها، يحمل في طياته ذاكرة وطن. وكأن الأدب والشعر هما صرختها الأخيرة في وجه العدم، محاولتها العنيدة للقول: «أنا هنا. أنا موجودة. لن أختفي».

وبيروت، بقدر ما تبدو منهكة، تُدهشنا دومًا بإصرارها على أن تكون «مدينة الذاكرة»، التي لا تستسلم للنسيان. تُصرُّ على أن تحفظ في دفاترها السوداء حكايات كل من عبروا فيها وتركوا بصماتهم على جدرانها، كي لا تصبح الحكايات مجرّد رماد. بيروت تقاوم النسيان؛ لأنها تعلم أن فقدان الذاكرة يعني فقدان الهُوية، وفقدان الهوية تعني الموت.

في كل زاويةٍ من زواياها، يتردد صدى كلمات درويش وقصائد أدونيس وأغنيات فيروز. كأنّ بيروت، المقهورة تحت ركامها، تُذكّرنا بأن الإبداع هو السلاح الأجمل في وجه الحرب، وأن القصائد التي كُتبت على جدرانها ستبقى شاهدة على حقيقتها، لا على أكاذيب العدو.

اليوم، بيروت وكل لبنان تحتاج إلينا بقدر ما نحتاج إليها. تحتاج لمن يعيد قراءة قصائدها، من يُرمّم ذاكرة شوارعها بحروف جديدة، من يمنحها حقَّ أن تبقى مدينة الحلم، لا مدينة الكوابيس. علينا أن نؤمن بأن بيروت ليست مجرد مدينة، بل رمز للصمود كما هي غزة التي علمتنا معنى الكرامة والصمود ومعنى التضحية من أجل الوطن.

بيروت، ستبقى كما كانت دائمًا، مدينة لا تُهزم حتى تحت قصف الطائرات ودوي المدافع وخذلان العالم مرة أخرى.

وفي هذا العدد من ملحق جريدة «عمان» الثقافي نفتح مساحة واسعة لنقرأ بيروت من الداخل، بأقلام من يعيشون الآن تحت وقع الموت وقصفه لنسمع منهم حكايتهم عن بيروت وعن تفاصيلها الأثيرة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الرجل الذي أنقذ العالم من جحيم الحر.. من هو كارير مخرع التكييف؟

من هو مخترع التكييف؟.. سؤال قد يطرحه البعض في عز اشتداد الحرارة العالمية وتزايد التحذيرات من موجات الحر القياسية، حيث يهتم تالكثير بمعرفة الرجل الذي أنقذ البشرية من جحيم الطقس، وجعل الحياة ممكنة في أكثر البيئات تطرفًا، إنه المهندس والمخترع الأمريكي "ويليس هافيلاند كارير"، الذي وضع بصمته الخالدة في حياة الملايين بابتكار جهاز تكييف الهواء.

من هو مخترع التكييف؟

ولد ويليس كارير في 26 نوفمبر عام 1876 في بلدة أنغولا بولاية نيويورك، ورغم عبقريته اللاحقة، فإنه في طفولته عانى صعوبة في فهم مفاهيم بسيطة كمسائل الكسور، حتى لجأت والدته إلى تقسيم التفاح لتعليمه مبادئ الرياضيات.

وفر فاتورة الكهرباء .. نصائح لاستخدم التكييف في الحرمع اشتداد موجة الحر.. أسعار التكييف الصحراوي تبدأ من 2800 جنيهماس بالتكييف.. إخماد حريق في مستشفى الوادي بأكتوبركيفية حماية نفسك من الآثار الضارة لتكييف الهواء| نصائح ضرورية

 لاحقًا، وبدعم من منحة دراسية حكومية، التحق بجامعة كورنيل، وتخرج منها عام 1901 حاصلاً على بكالوريوس الهندسة الكهربائية.

في مطلع القرن العشرين، تساءل كارير: "لماذا نستسلم للمناخ غير المحتمل؟ لماذا لا ندفئ الهواء القارس، ونرطّب الهواء الساخن، ونجعله لطيفًا؟”،, بهذه العبارة بدأ حلمه، وفي عام 1902 حوّله إلى حقيقة، حين صمم أول نظام كهربائي حديث لتكييف الهواء، موجّهًا ضربة قاضية لموجات الحر والبرد على حد سواء.

مشكلة في مطبعة.. قادت لاختراع غير العالم

بدأ كارير حياته المهنية في شركة Buffalo Forge، وهناك كلّفته مشكلة في مطبعة بروكلين بإيجاد حل تقني لضبط درجة الحرارة والرطوبة التي كانت تفسد جودة الطباعة/، فجاء اختراعه الثوري: نظام للتحكم في المناخ الداخلي، باستخدام الهواء البارد لامتصاص الحرارة وتقليل الرطوبة.

وفي محطة قطار ضبابية عام 1902، خطرت له فكرة يمكن وصفها بأنها لحظة إلهام عبقري، فلاحظ كيف يمكن للضباب أن يتشكل من الهواء والرطوبة، واستنتج أن بالإمكان التحكم في الرطوبة ودرجة الحرارة صناعيًا، فبدأ بتطوير نظام تكييف متكامل.

32 ألف دولار فقط

في عام 1915، ومع اقتراب الحرب العالمية الأولى، قررت شركة "بوفالو فورج" التوقف عن دعم قسم المناخ، فأسس كارير مع ستة من زملائه شركة "كارير للهندسة" برأس مال لا يتجاوز 32,600 دولار، لتصبح فيما بعد واحدة من أكبر شركات العالم في مجال التدفئة والتبريد، وتوظف اليوم أكثر من 43 ألف شخص، وتبلغ مبيعاتها مليارات الدولارات.

من المصانع إلى المنازل

في البداية، اقتصر استخدام مكيفات كارير على المصانع، مثل مصانع الغزل والمكرونة والحلوى. 

لكن في عشرينيات القرن الماضي بدأ التكييف المنزلي ينتشر تدريجيًا، ليُحدث ثورة سكانية واقتصادية، شجعت على انتقال السكان نحو المناطق الحارة التي كانت غير مأهولة سابقًا بسبب الطقس القاسي.

وفي المعرض العالمي عام 1939، عرض كارير كوخًا قطبيًا مُكيَّفًا، فكان إعلانه الفعلي عن مستقبل التكييف في حياة البشرية.

ما بعد الاختراع

نقل كارير شركته إلى نيويورك عام 1930، وبدأ بتوسيع أعماله إلى آسيا، فأنشأ شركات مثل تويو كارير وسامسونج، لتكون كوريا الجنوبية لاحقًا أكبر سوق لمكيفات الهواء في العالم.

رغم زواجه ثلاث مرات، إلا أن كارير لم ينجب أطفالاً، وقد دُفن بعد وفاته في 7 أكتوبر 1950، عن عمر ناهز 74 عامًا، إلى جانب زوجاته الثلاث (كلير سيمور، جيني مارتن، إليزابيث مارش) في مقبرة فورست لون بنيويورك.

التكييف.. أكثر من مجرد رفاهية

في ظل تغير المناخ العالمي، لم يعد جهاز التكييف رفاهية بل ضرورة، تشير تقديرات إلى أن غيابه قد يتسبب في انخفاض الإنتاجية بنسبة تصل إلى 40%، بالإضافة إلى استحالة التعلّم في بيئات غير مريحة، وتعطّل العمل في المناجم والمراصد الفلكية، وحتى تلف لوحات فنية مثل رسومات ميكيلانجيلو في كنيسة سيستينا.

شكرًا كارير.. من رواد التواصل الاجتماعي

اليوم، ومع تصاعد درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالشكر والثناء على "مخترع المكيّف"، حيث يرى كثيرون أن حياة الناس في المنازل والمكاتب والمستشفيات وحتى قاعات السينما كانت ستبدو جحيماً لولا عبقرية هذا المهندس الهادئ.

طباعة شارك تكييف جهاز تكييف الهواء اشتداد الحرارة العالمية مخترع التكييف من هو مخترع التكييف

مقالات مشابهة

  • اعتماد المدينة المنورة كثاني أكبر مدينة صحية مليونية في الشرق الأوسط بعد جدة
  • الأمير سلمان بن سلطان يتسلم شهادة اعتماد المدينة المنورة مدينة صحية للمرة الثانية
  • صورة: 3 شهداء بينهم صحفي بقصف إسرائيلي على مدينة غزة
  • الإسكندرية تحتفي بعيدها القومي:«مورستان» يُحيي ذاكرة المدينة الصحية عبر العصور
  • ترامب يقلص المهلة التي منحها لبوتين لوقف الحرب
  • ترامب: أنقذت العالم من 6 حروب.. وسأقلل مهلة الـ 50 يوما التي منحتها لبوتين
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • مدينة النهود.. بوابة الزراعة والتجارة في غرب السودان
  • ناعية زياد الرحباني.. قوى الأمن: شعلة فنّ عبقرية لا تنطفئ
  • الرجل الذي أنقذ العالم من جحيم الحر.. من هو كارير مخرع التكييف؟