أبوظبي (الاتحاد)
بدأت أمس حملة «الـ 16 يوماً لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي»، تحت شعار «كل 10 دقائق، تقتل امرأة #لا_عذر»، وذلك بالتزامن مع اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، وتستمر الحملة حتى اليوم الدولي لحقوق الإنسان الذي يوافق 10 ديسمبر. 
وأعلن مكتب اتصال هيئة الأمم المتحدة للمرأة لدول مجلس التعاون الخليجي، الذي ينظم الحملة بدعم من الاتحاد النسائي العام ووزارة الخارجية، مشاركة العديد من المؤسسات بالدولة في هذه الحملة العالمية، عبر إضاءة المعالم البارزة باللون البرتقالي المعتمد، مثل مبنى أدنوك الرئيسي ومبنى وزارة الخارجية، تعبيراً عن الأمل في بناء مستقبل خالٍ من العنف.

 وتهدف الحملة العالمية للتصدي لجميع أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي، وهو أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشاراً في العالم، فقد أودى بحياة 51.100 فتاة وسيدة حول العالم خلال عام 2023 وحده، وهذا يعني أن امرأة تُقتل كل 10 دقائق وفق تقارير الأمم المتحدة. 
وبهذه المناسبة، قالت نورة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، إن مناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، الذي يصادف الـ 25 من نوفمبر من كل عام، تمثل فرصة لتأكيد ما قدمته دولة الإمارات من أجل حماية المرأة من أي تمييز أو عنف يمارس بحقها، حيث تم اعتماد مجموعة تشريعات واستراتيجيات تسهم في رفع الوعي حول النساء وصون حقوقهن وحمايتهن.
وأكدت، أن دولة الإمارات تمتلك رؤية واضحة حول أهمية وجود آليات فاعلة لحماية المرأة، انطلاقاً من الإيمان الراسخ بأن للمرأة حقوقاً إنسانية لا يمكن المساس بها، لكونها الشريكة الفعالة في تكوين أسرة مستقرة وآمنة والعنصر الإنساني الذي يسهم في عملية البناء والتنمية، وهي ما يعول عليها دائماً في تشكيل حاضر مزدهر ومستقبل مستدام للأجيال المقبلة. 
  وأضافت: «لهذا كفل دستور دولة الإمارات مسألة حماية وصون المرأة، وأقر مبدأ المساواة بينها وبين الرجل في العديد من الحقوق، وأهمها التعليم والعمل والحصول على المساعدات والمزايا الاجتماعية والصحية وشغل الوظائف الحكومية التي يشغلها الرجل وغيرها».  وأوضحت أن العمل على حماية وصون حقوق المرأة على اختلافها، جاءت بفضل إقرار استراتيجيات وسياسات ومبادرات تؤكد هذه الاعتبارات، في ظل دعم القيادة الرشيدة ورعاية سمو الشيخة‎ فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، حيث وجهت سموها بإطلاق مجموعة من الاستراتيجيات الوطنية والإقليمية لتمكين المرأة وتعزيز دورها، عدا عن توجيه سموها لتمكين وحماية النساء في دول النزاعات، كدعم جهود تعزيز المساواة بين الجنسين، ووضع المرأة في أولويات سياسة المساعدات الخارجية لدولة الإمارات.
  واختارت الأمم المتحدة للحملة هذا العام شعار «كل 10 دقائق، تقتل امرأة #لا_عذر»، للتأكيد على خطورة هذه الظاهرة الإجرامية التي لا عذر لها، حيث تُظهِر الدراسات أن نسبة انتشار العنف ضد النساء والفتيات الذي تيسره التكنولوجيا تراوح بين 16 و58 في المائة، وأن النساء الأصغر سناً يتأثرن به بشكل خاص، حيث إن جيل Z (المولود بين عامي 1997 و2012) وجيل الألفية (المولود بين عامي 1981 و1996) هما الأكثر تضرراً. 
  وقالت الدكتورة موزة الشحي، مديرة مكتب اتصال هيئة الأمم المتحدة للمرأة لدول التعاون الخليجي: «تحل حملة الـ 16 يوماً هذا العام، وقد بلغ إجمالي السيدات اللاتي تعرضن للعنف بنحو 736 مليوناً حول العالم، فقد تم رصد زيادة العنف في أماكن مختلفة، مثل أماكن العمل والمساحات الافتراضية وعبر الإنترنت، ويعود تفاقم العنف ضد المرأة لعوامل عد كالصراعات وتغير المناخ، وهو ما يدعونا جميعاً لمواجهته».
من جهتها، حرصت الإمارات تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية على تمكين المرأة، وزيادة مناعتها لوقف العنف سواء الذي يمارس ضدها أو بصفة عامة، ونشر السلام والتسامح، فقبل أشهر قليلة احتفلنا بتخريج الدفعة الرابعة من المتدربات ضمن مبادرة الشيخة فاطمة بنت مبارك لتمكين المرأة في السلام والأمن، والتي تنظم بالتعاون مع وزارة الدفاع ومكتب الاتصال لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في أبوظبي، وستنضم هذه الدفعة لسابقاتها في حفظ الأمن والسلم الدوليين». ويصادف إطلاق حملة الـ16 يوماً هذا العام مرور 25 عاماً منذ إعلان اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، ولهذا السبب ستعقد الجمعية العامة فعالية للتأمل في التقدم المحرز والإنجازات التي تحققت للقضاء على العنف القائم على النوع الاجتماعي. وتسعى الأمم المتحدة لحث الدول على محاسبة الجناة واعتماد سياسة عدم التسامح مطلقاً مع العنف ضد النساء والفتيات، وتمويل خطط العمل الوطنية لإنهاء العنف ضد النساء والفتيات، والاستثمار في منظمات ومؤسسات حقوق المرأة لضمان حماية وتأهيل الناجيات.
وأضافت الشحي: «لا تسيء جريمة العنف ضد المرأة للحاضر فقط، بل تضر بالمستقبل، لا سيما أن البيانات تشير إلى أن الفتيات معرضات بشكل خاص لخطر العنف، حيث تتعرض واحدة من كل أربع فتيات مراهقات للإساءة من قبل شركائهن، وهذا سيضر بمستقبلها وبمستقبل مجتمعها بطبيعة الحال».
وتؤثر العواقب السلبية المترتبة عن العنف ضد السيدات والفتيات على صحتهن النفسية والجنسية والإنجابية في جميع مراحل حياتهن، وقد يشعرن بمشاعر سلبية، مثل الذنب والخوف والعجز والوحدة، وانعدام الأمن والتوتر والقلق، كما قد تحتاج الكثير منهن للدعم النفسي لتجاوز هذه الخبرة السيئة.

المرأة في النزاعات والحروب
كما تزيد حدة ظاهرة ضد المرأة تشتد في أماكن النزاعات والحروب، وفي أحيان كثيرة يتم استخدام العنف ضد النساء كسلاح في الصراعات الداخلية. ولعل المثال الأقرب لذلك هو أن حملة الـ 16 يوماً تحل هذا العام وقد قدرت هيئة الأمم المتحدة أن عدد السيدات والفتيات اللائي قضين في قطاع غزة المحتل بسبب آلة الحرب الإسرائيلية الوحشية يقدر بحوالي 70% من إجمالي القتلى، وهو ما يعني أن عدد من قتلن على مدار 13 شهراً قد يفوق 30 ألف سيدة.

أخبار ذات صلة «الاتحاد لحقوق الإنسان» تشارك في الحملة «البرتقالية»

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: العنف ضد المرأة العنف القائم على النوع الاجتماعی للقضاء على العنف العنف ضد النساء العنف ضد المرأة النسائی العام الأمم المتحدة الـ 16 یوما هذا العام حملة الـ

إقرأ أيضاً:

سودانيون يطلبون من «غوتيريش» الإطاحة بـ«لعمامرة»

طالب سودانيون بتعيين مبعوث أممي جديد يتناسب مع عمق ما بلغته الحرب في السودان من خطورة، ويملك قدرات التفاوض والتواصل مع الجميع.

الخرطوم: التغيير

دفعت مجموعة من السودانيين “شخصيات عامة وقيادات مدنية ديمقراطية”، بمذكرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تنتقد أداء مبعوثه الشخصي رمطان لعمامرة، وتطالب باستبداله، محذرة من تأثير استمراره على الأزمة الراهنة بالبلاد.

وجرى تعيين لعمامرة للمنصب في نوفمبر 2023م عقب اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ابريل من العام نفسه، وبعد إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال (يونيتامس) التي كان يرأسها فولكر بيرتس.

المذكرة

وحملت المذكرة المرفوعة إلى غوتيريش بشأن أداء لعمامرة يوم الجمعة، توقيع 103 من الشخصيات العامة وقادة القوى السياسية والإعلاميين والقانونيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، مشيرة إلى مرور نحو عام ونصف العام على تعيينه فقد فيها السودانيون الثقة في الأمم المتحدة لأسباب عديدة.

وانتقدوا عدم تمكن لعمامرة خلال هذه الفترة على تصميم أو دعم إطلاق عملية سياسية وعملية سلام لوقف الحرب أو خارطة طريق لإنهائها.

واتهم الموقعون المبعوث الشخصي بالانحياز إلى الجيش السوداني وتبني أطروحاته والتبشير بها وتجاهل بقية الأطراف، خاصة تبنيه لشعارات حماية مؤسسات الدولة وترويجه لخارطة الطريق التي أطلقها بما تحمله من تمهيد لتقسيم البلاد، وانتقدوا ترحيبه بتعيين كامل إدريس رئيساً للوزراء، ووصفوه بأنه فاقد للشرعية.

تعقيد الأزمة

وقال الخطاب إن استمرار لعمامرة في منصبه يتسبب في تعقيد الأزمة ويقوض جهود الأمم المتحدة في لعب أدوار إيجابية في تحقيق السلام والاستقرار.

وطالب الموقعون بتعيين مبعوث شخصي جديد يملك قدرات التفاوض والتواصل مع جميع الأطراف وتفعيل آليات المجتمع الدولي والإقليمي، ويكون متناسباً مع عمق ما بلغته الحرب في السودان من خطورة.

مذكرة المطالبة

واتهموا لعمامرة بالتقصير في مواجهة استخدام أطراف النزاع للأوضاع الإنسانية كسلاح في القتال وعدم ممارسة ضغوط لوقف الحرب لحماية المدنيين وإغاثتهم.

ورأى الموقعون أن لعمامرة تجاهل إرث وتاريخ القوى المدنية وعدم الثقة في آرائها وتأثيرها في أي عملية سلام لوقف الحرب، ووصفوا المشاورات التي أجراها معها بأنها غير جادة مع تعمد إقصاء القوى السياسية والديمقراطية، داعمًا بذلك علو صوت البنادق مقابل إضعاف أصوات المدنيين.

واعتبرت المذكرة أن “لعمامرة” وضع مصداقية الأمم المتحدة في أدنى مستوياتها، نظرًا لاختياره الجيش من مجموع أصحاب المصلحة السودانيين، مما أفقد الثقة في قدرات مكتبه بتحيزه الواضح حتى أصبح عاجزًا عن إنجاز مهامه في التواصل مع الفاعلين وتقريب وجهات النظر.

واتهمت المذكرة المبعوث الأممي بالتركيز على جامعة الدول العربية على حساب الاتحاد الأفريقي والإيقاد، وعابت عليه عدم تعبئة الجهود والموارد الخارجية والقصور في قيادة الدبلوماسية وممارسة أقصى الضغوط على أطراف الحرب بوقفها للأغراض الإنسانية وحماية المدنيين وإغاثتهم.

الوسومأنطونيو غوتيريش الأمم المتحدة الأمين العام للأمم المتحدة الجيش الحرب الدعم السريع الديمقراطية السلام السودان خارطة الطريق رمطان لعمامرة

مقالات مشابهة

  • حكاية نهاية الطفلة بدور في اليوم الوطني لمناهضة ختان الإناث
  • اليوم الوطني لمناهضة ختان الإناث.. النيابة الإدارية تؤكد على دورها في مواجهة الجرائم
  • يوم تعريفى لموظفي وزارة العدلحول الجهود الوطنية لمناهضة ختان الإناث
  • سودانيون يطلبون من «غوتيريش» الإطاحة بـ«لعمامرة»
  • حين أنصف الإمام عليّ(عليه السلام) النساء… وخذلهن الزمان
  • أيهما أقوى ذاكرة: النساء أم الرجال؟ ولماذا؟
  • الأمم المتحدة تدين أي تصعيد عسكري في الشرق الأوسط
  • دراسة :المرأة تصبح أكثر ثرثرة في منتصف العمر
  • الاتحاد الدولي للصحفيين يدين حملة تشهير مارستها قناة حوثية ضد مذيعات يمنيات
  • في اليوم العالمي لمناهضة عمل الأطفال: الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر و"القانون المصري" يواصل المواجهة