لجريدة عمان:
2025-08-01@01:12:29 GMT

ترامب .. سنوات سياسية مثيرة!

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

لا يمكننا اليوم أن نقرأ تفسير صعود الترامبية مرةً أخرى، بمعزل عن مؤثرات كبيرة طرأت على العالم منذ عقد التسعينيات، كالعولمة وثورة المعلوماتية والاتصال، فما ظهر على سطح التواصل العالمي من تأثير العولمة وثورة المعلوماتية كانت له آثار إيجابية وسلبية على أكثر من وجه.

وإذا بدا عالمنا اليوم في ظل العولمة وثورة المعلوماتية، في شبه قطيعة مع العديد من مظاهر القرن العشرين، فإن ما بدا واضحًا كذلك أن تلك القطيعة اليوم تتمظهر في بنيات جديدة وظواهر جديدة، لاسيما في عالم السياسة.

الأرجح، إن ما يراه جيل المخضرمين اليوم (أولئك الذين عاشوا طرفًا من حياتهم نهايات القرن العشرين وبدايات الألفية الجديدة) من ظواهر كانت مستهجنة في سياسيات أمريكا خلال القرن العشرين، ستبدو أكثر من عادية في عالم اليوم، بحيث يمكن القول إن التطبيع مع تلك العادات السياسية الجديدة لزمن عالم السياسة الأمريكي منذ بداية الألفية الثالثة سيكون مسألة وقت.

والحال أن إشكاليات التغيير التي تضرب عالم السياسة منذ بداية القرن الحادي والعشرين ليست هي مما يمكن إدراجها في سوية عامة للخطأ والصواب السياسيَين (وهذا ما يعزز الانطباع بأنها عادات سياسية مستهجنة) وإنما هي عادات يتم تصويرها على أنها من مقتضيات الأمر الواقع لعالم السياسة الجديد، وهكذا ما إن بدت غرائبيات الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش مع بداية الألفية الجديدة، والقصص التي كانت تحكى عن معلوماته المسطحة عن العالم خارج أمريكا، حتى كانت قصص الرئيس الأمريكي الجمهوري الذي جاء من بعده (دونالد ترامب) أكثر غرابةً وطرافةً.

فإذا كان الرئيس جورح دبليو بوش دخل السياسة من أبواب الإرث الجمهوري العريق لعائلته السياسية، فإن الرئيس دونالد ترامب دخل عالم السياسة من محيط عالم المال والعقارات، والأغرب من ذلك، أن الأخير لم يأت إلى عالم السياسة حتى من أي خلفية للخدمة المدنية أو العسكرية، الأمر الذي كشف عن الكثير من ممارساته السياسية الغريبة إبان ولايته الأولى بين عامي 2016 - 2020م.

هل سيتعين على العالم التطبيع مع تلك المتغيرات الغريبة في عالم السياسة (كالتي ظهرت في سياسيات الترامبية الأولى) وأثرت، بحكم التأثير العالمي لأمريكا، على الكثير من القادة الشعبويين في العالم؟

وهل في أبجديات السلطة السياسية والترتيبات الجيوستراتيجية لعالم اليوم ما يحتمل «خفَّة» عالم السياسة الجديد الذي بدا كما لو أنه هوية سياسية تناظر سرعتها وخفتها إيقاع السرعة الذي تميز به زمن السوشيال ميديا؟

لعل السنوات الأربع المقبلة من الولاية الجديدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستتكشف عن الكثير من ممكنات سياسة «الخفة» ومستحيلاتها، لاسيما وأن العالم الذي خلفه ترامب في العام 2020 ليس هو عالم اليوم الذي يعيش على وقع اهتزازات جيوسياسية ضربت حتى قلب القارة العجوز في أوروبا (الحرب الروسية الأوكرانية) إلى جانب تفاقم صراع منطقة الشرق الأوسط.

وإذا ما هيمنت إرادة شعبوية في سياسات دولة كبرى كالولايات المتحدة، خلال الولاية الثانية لرئاسة الرئيس ترامب، وأصبحت احتمالًا واردًا؛ فإن المعادلة الغريبة التي ربما أضمرت تناقضًا يجمع بين التعقيدات الجيوسياسية الصعبة لعالم اليوم والمعالجات السياسوية المسطحة لتلك التعقيدات، هي معادلة قد لا تنجو من نتائج كارثية في مصائر الكثير من بلدان العالم.

ذلك أن التعقيد الذي يهيمن على المعادلات الاستراتيجية - سياسيًا واقتصاديًا - لعالم اليوم عبر تشبيك واسع تعززه شبكات التواصل الرقمي وحركة التجارة العالمية هو أكبر بكثير من أي معالجات مسطحة.

فالصراع الروسي الأوكراني الذي تنخرط فيه أوروبا اليوم تنطوي تداعياته وتعقيداته الجيوسياسية على إمكانية لإحياء أزمات خطيرة نائمة في تايوان وكوريا الشمالية. أما حرب التعرفة الجمركية والزيادات الضريبية التي ينوي ترامب استئنافها ضد الصين فقد تأتي بنتائج عكسية لدول حليفة للولايات المتحدة من خلال التأثيرات الهائلة للاقتصاد الصيني في العالم واعتماده الرئيس على الصادرات. فـــ«الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، ستضعف الطلب الصيني على مدخلات التصنيع، بما فيها الطاقة والمعادن، وستكون هذه أخبار سيئة لجيران الولايات المتحدة مثل بيرو وتشيلي والمكسيك -وجميعها من كبار المصدرين للنحاس إلى الصين- ولأستراليا حليفة الولايات المتحدة (وهي مصدر كبير لخام الحديد والفحم).

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: عالم السیاسة عالم الیوم الکثیر من

إقرأ أيضاً:

قيادي بمستقبل وطن: كلمة الرئيس تعكس التضحيات التي تقدمها مصر من أجل القضية الفلسطينية

قال المهندس تامر الحبال، القيادي بحزب مستقبل وطن ، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم حول الوضع في قطاع غزة جاءت حاسمة وواضحة، ووضعت النقاط فوق الحروف في مواجهة كل من يشكك أو يحاول المزايدة على الدور المصري تجاه القضية الفلسطينية، مشددًا على أن ما قاله الرئيس يعكس بصدق حجم الألم والتحدي والتضحية التي تقوم بها الدولة المصرية من أجل شعب شقيق يتعرض لحرب إبادة حقيقية منذ أكتوبر الماضي.

وأضاف الحبال في تصريحات صحفية له اليوم، أن حديث الرئيس كشف للمصريين والعالم حجم الضغوط التي تتحملها الدولة المصرية، سواء على الصعيد السياسي أو الإنساني أو الأمني، من أجل استمرار تدفق المساعدات إلى غزة رغم محاولات التشويه والتشكيك التي تصدر من أطراف معروفة الأهداف والنوايا، مؤكدًا أن الرئيس تحدث من منطلق القائد المسؤول لا الباحث عن شعبية أو مكاسب آنية، وقدم خطاب دولة لا شعارات تيارات.

الخارجية الفلسطينية: إسرائيل مهددة بعزلة دولية .. ونرفض تهجير الفلسطينيينوزير الدفاع الإسرائيلي: هدفنا هزيمة حماس حتى لا تقرر الوضع في غزة

وأوضح أن إشارات الرئيس لرفض مصر الكامل لأي محاولات لتصفية القضية أو تهجير الفلسطينيين عبر سيناء، كانت بمثابة الرد النهائي على كل من حاول ترويج أكاذيب أو توريط القاهرة في صفقات مشبوهة. مشيرًا إلى أن مصر تصر على أن تكون الأرض الفلسطينية لأهلها، و بقاء الفلسطيني فوق ترابه لا تهجيره.

ولفت الحبال إلى أن الرئيس قدّم كشف حساب واضح أمام المصريين عن الجهود التي تقوم بها الدولة بكل مؤسساتها، بدءًا من القوات المسلحة ومرورًا بالهلال الأحمر المصري وصولًا إلى مؤسسات المجتمع المدني، التي تعمل ليل نهار من أجل إيصال الغذاء والدواء للمحاصرين في القطاع، رغم المخاطر والتهديدات المستمرة على الأرض.

وأشار إلى أن ما قاله الرئيس اليوم بشأن إدخال أكثر من ٥٠٪ من حجم المساعدات التي تصل إلى غزة عبر مصر، وأن القاهرة هي المعبر الإنساني الحقيقي، هو بمثابة صفعة في وجه الحملات الممولة التي تحاول تزييف وعي الشعوب العربية وشيطنة الدور المصري في ملف غزة.

وشدد الحبال على أن كلمة الرئيس كانت ضرورية في هذا التوقيت، خاصة بعد حملات تشويه منظمة تمس الثوابت المصرية، وتشكك في نواياها رغم ما قدمته وتقدمه منذ عقود، لافتًا إلى أن من يدقق في مضمون الكلمة سيجد أنها نابعة من وجع حقيقي وحب عميق لفلسطين وشعبها، ولكنها أيضًا نابعة من حرص لا يقل على أمن مصر واستقرارها.

وأكد القيادي بحزب مستقبل وطن أن ما تقوم به مصر حاليًا يتطلب من الجميع الدعم والمساندة، لا التثبيط أو الاتهام، موضحًا أن من لا يرى الدور المصري في غزة فهو إما جاحد أو جاهل.

طباعة شارك غزة قطاع غزة السيسي الرئيس عبد الفتاح السيسي مستقبل وطن حزب مستقبل وطن

مقالات مشابهة

  • ​عالم بـ الأوقاف: الأب الذي يرفض الشرع ويُصر على «القايمة» آثم
  • دونالد ترامب يدرس إصدار عفو رئاسي عن شون ديدي : خطوة سياسية أم عدالة متأخرة؟
  • ما مصدر المعلومات الذي يثق به ترامب وبه غير موقفه من تجويع غزة؟
  • عراقجي: إيران لن تقبل بأن تمضي الأمور كما كانت عليه قبل حرب الـ12 يوم مع “إسرائيل”
  • كأس العالم للألعاب الإلكترونية يجمع” رونالدو وكاكا” في بوليفارد سيتي
  • لم يتوقع زلزال روسيا.. سخرية واسعة من عالم الزلازل هولندي
  • أول طائرة ركاب نفاثة في العالم تستعيد مجدها.. فهل كانت آمنة؟
  • من ملاعب التنس إلى عالم الرياضات الإلكترونية: كيرجيوس يشيد بأجواء كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025
  • قيادي بمستقبل وطن: كلمة الرئيس تعكس التضحيات التي تقدمها مصر من أجل القضية الفلسطينية
  • أستاذ علوم سياسية: كلمة الرئيس السيسي عن غزة أكدت ثوابت مصر تجاه فلسطين