ماذا تعرف عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله؟
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
حظي اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني بدعم من القادة الإسرائيليين، كما أشار قادة حزب الله إلى دعم مبدئي للاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة.
وتثير هذه المواقف الأولية الآمال بوقف الحرب، لكنها تجدد الأسئلة الصعبة في منطقة تجتاحها الصراعات، فهل ينهي الاتفاق القتال الذي دام أكثر من عام عبر الحدود، والذي قتلت القوات الإسرائيلية خلاله أكثر من 3700 شخص، غالبيتهم مدنيون، ودفعت أكثر من 1.
ويرى مراقبون أن الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في الساعة الرابعة صباح اليوم الأربعاء (الثانية فجرا بتوقيت غرينتش)، قد يهدئ بشكل مؤقت التوترات التي أشعلت المنطقة، إلا أنه قد لا يفعل الكثير بشكل مباشر لحل الحرب الأكثر دموية التي اندلعت في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويأتي الاتفاق بعد أشهر من القصف عبر الحدود، وتستطيع إسرائيل أن تزعم "تحقيق انتصارات كبرى"، منها اغتيال زعيم حزب الله، حسن نصر الله، ومعظم كبار قادته وتدمير البنية التحتية للحزب على نطاق واسع.
كما أثار الهجوم المعقد في سبتمبر/أيلول، الذي شمل انفجار مئات من أجهزة الاتصال اللاسلكي وأجهزة النداء التي يستخدمها حزب الله، الشكوك بشأن اختراق ملحوظ للحزب، لذلك يرى البعض أن الضرر الذي لحق بحزب الله لم يقتصر على صفوفه، بل شمل السمعة التي بناها من خلال قتال إسرائيل حتى حرب عام 2006.
وعلى الرغم مع ذلك، تمكن مقاتلو الحزب من إظهار مقاومة شديدة على الأرض، مما أدى إلى إبطاء تقدم إسرائيل مع الاستمرار في إطلاق عشرات الصواريخ والقذائف والطائرات المسيرة عبر الحدود كل يوم.
لذلك يعتقد المراقبون أن وقف إطلاق النار يوفر الراحة لكلا الجانبين، مما يمنح جيش إسرائيل المنهك استراحة، ويسمح لقادة حزب الله بالتفاخر بالحفاظ على أرضهم، على الرغم من الميزة الهائلة التي تتمتع بها إسرائيل في الأسلحة.
وإليك ما يجب أن تعرفه عن اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت وتداعياته المحتملة:
شروط الاتفاقيدعو الاتفاق إلى وقف القتال لمدة 60 يوما، مما يعني انسحاب القوات الإسرائيلية إلى جانبها من الحدود مع إلزام حزب الله بإنهاء وجوده المسلح في مساحة واسعة من جنوب لبنان. وقال الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن إن الاتفاق "صُمم ليكون وقفا دائما للأعمال العدائية".
وبموجب الاتفاق، من المقرر نشر آلاف من أفراد الجيش اللبناني، وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني. وستراقب لجنة دولية بقيادة الولايات المتحدة امتثال جميع الأطراف للقرار.
وبينما طالبت إسرائيل بـ"الحق في التصرف" إذا انتهك حزب الله التزاماته، رفض المسؤولون اللبنانيون كتابة ذلك في الاتفاق. وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمس أن الجيش الإسرائيلي سيضرب حزب الله إذا لم يتوفر "تطبيق فعال للاتفاق".
عدم اليقينوقال أحد زعماء حزب الله إن دعم الحزب للاتفاق يتوقف على التأكيد أن إسرائيل لن تجدد هجماتها. وفي حديثه لقناة الجزيرة أمس قال محمود قماطي، نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله، "بعد مراجعة الاتفاق الذي وقعته حكومة العدو، سنرى ما إذا كان هناك تطابق بين ما ذكرناه وما اتفق عليه المسؤولون اللبنانيون.. نريد نهاية للعدوان بالطبع، ولكن ليس على حساب سيادة الدولة في لبنان".
من جهته، قال كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمس إن "المخاوف الأمنية الإسرائيلية تمت معالجتها في الاتفاق الذي توسطت فيه فرنسا أيضا".
إجابات لغزةحتى الآن، أصر حزب الله على أنه لن يوقف هجماته على إسرائيل إلا عندما توافق على وقف القتال في غزة. ومن المرجح أن ينظر البعض في المنطقة إلى الاتفاق بين الحزب وإسرائيل على أنه "استسلام".
وفي غزة، حيث يقول المسؤولون إن العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفر عن استشهاد أكثر من 44 ألف فلسطيني، يرى الجيش الإسرائيلي أنه ألحق خسائر فادحة بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بما في ذلك اغتيال كبار قادتها.
لكن مقاتلي الحركة يواصلون احتجاز عشرات الأسرى الإسرائيليين، مما يمنح الجماعة المسلحة ورقة مساومة إذا استؤنفت مفاوضات وقف إطلاق النار غير المباشرة. ومن المرجح أن تستمر حماس في المطالبة بهدنة دائمة، وانسحاب إسرائيلي كامل من غزة في أي اتفاق من هذا القبيل.
وقدم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي يأمل في حكم القطاع مرة أخرى كجزء من دولة فلسطينية مستقلة، تذكيرا واضحا أمس بصعوبة الحرب، مطالبا بـ"تدخل دولي عاجل".
وقال في كلمة أمام الأمم المتحدة تلتها سفيرته إن "السبيل الوحيد لوقف التصعيد الخطير الذي نشهده في المنطقة، والحفاظ على الاستقرار والأمن والسلام الإقليمي والدولي، هو حل القضية الفلسطينية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات وقف إطلاق النار حزب الله أکثر من
إقرأ أيضاً:
جيش الاحتلال يتحدث عن خروقاته في لبنان بعد وقف إطلاق النار
أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، بارتكاب خروقات لوقف إطلاق النار في لبنان، مشيرا إلى أنه نفذ حوالي 500 هجوم منذ وقف إطلاق النار الذي تحقق في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.
ولفت جيش الاحتلال خلال حديثه عمّا وصفها "الإنجازات" في لبنان بعد وقف إطلاق النار، إلى أن "ثلث الإنجازات العملياتية التي أوصلت حزب الله إلى أصعب وضع منذ تأسيسه، تحققت خلال فترة التهدئة"، وفق ما أوردته صحيفة "هآرتس" العبرية.
وأكد أن "سلاح الجو الإسرائيلي هاجم الأراضي اللبنانية حوالي 500 مرة خلال 243 يوما منذ وقف إطلاق النار، وتقل فيها أكثر من 230 عنصرا من حزب الله"، مضيفا أنه "تمكن من تدمير آلاف الصواريخ و90 منصة إطلاق و20 مقرا وخمسة مواقع لإنتاج الأسلحة ومعسكرات تدريب وبنية تحتية للحزب".
ونوه إلى أنه خلال الأسابيع الأخيرة دمرت الغارات الإسرائيلية حوالي 3000 صاروخ، بالإضافة إلى البنية التحتية تحت الأرض جنوب الليطاني، مشيرا إلى أنه "قتل أكثر من 4000 عنصر في حزب الله منذ بدء الحملة ضده وهناك مئات في عداد المفقودين، بما في ذلك قمة الحزب بأكملها باستثناء شخصيتين كبيرتين".
وادعى جيش الاحتلال أنّ الحزب يواجه صعوبة في شغل المناصب العليا، لافتا إلى أنه "قبل الحرب، بلغ عدد القوة النظامية لحزب الله حوالي 25000 شخص، واليوم، نصف هذه القوة جاهز للقتال".
وعلى الرغم من الضربة الشديدة، يقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إن "حزب الله يحاول إعادة بناء نفسه"، مؤكدا أنه "اليوم غير قادر على غزو الأراضي الإسرائيلية وبدء مواجهة طويلة الأمد".
ووفق ما نشرته "هآرتس"، فإنّ "الحزب يواجه صعوبة في إعادة ربطه بالمحور، وقد حوّلت قوة الرضوان النخبوية إلى مهام داخلية (الرقابة وحماية أصول الحزب)، رغم أن هدفها الأصلي هو المواجهة مع الجيش الإسرائيلي".
وتحدثت الصحيفة نقلا عن جيش الاحتلال، أن "معظم أسلحة حزب الله جرى نقلها إلى شمال الليطاني، ووفقا لتقديرات إدارة الاستخبارات، يمتلك الحزب آلاف الصواريخ معظمها قصير المدى، ويمكن لمئات منها الوصول إلى وسط إسرائيل".
ويشير التقييم الإسرائيلي إلى أن حزب الله غير قادر حاليا على إطلاق الصواريخ باستمرار على إسرائيل، بسبب نقص منصات الإطلاق، مضيفا أن "الحزب يطمح إلى ابتكار وسائل لشن غارات محددة على أهداف، لكن يبدو أن هذه خطط مستقبلية يعجز التنظيم حاليا عن تحقيقها".
ووفق جيش الاحتلال، فإنّ القدرة الرئيسية التي تبقى لدى حزب الله، هي مخزونه من الطائرات المسيرة القادرة على تعطيل الحياة في الشمال، منوها إلى أنه جرى رصد مؤخرا محاولات لاستئناف إنتاج الطائرات المسيرة في منطقة الحدحية بالعاصمة بيروت، وتم قصف مباني الإنتاج بعد إصدار إشعار إخلاء للمدنيين.