طالبات بكوريا الجنوبية يثرن ضد الاختلاط في الجامعات المخصصة للنساء
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
قالت صحيفة لوفيغارو إن الغضب يختمر بين الطالبات الكوريات الجنوبيات منذ ما يقارب من 3 أسابيع بسبب قبول الذكور في الجامعات المخصصة للإناث، مما أدى إلى تنظيم مظاهرات وحواجز لمنع الاختلاط في بلد يعاني من عدم المساواة بين الجنسين.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم سيدوني راهولا بوير- أن المتظاهرات الرئيسيات اللاتي أعلن عن غضبهن على المستوى الدولي، هن طالبات كلية دونغديوك في العاصمة، وقد احتللن المبنى الرئيسي والعديد من الفصول الدراسية في الحرم الجامعي منذ 11 نوفمبر/تشرين الثاني، مما أجبر الإدارة على تقديم دروس عبر الإنترنت.
وعلمت الطالبات أن جامعة دونغديوك المخصصة للإناث تخطط لفتح باب التسجيل للشباب في برامج التصميم والفنون المسرحية، مرجعة سبب ذلك القرار إلى تناقص عدد السكان الكوريين كل عام، وما لم يفتح باب الجامعة أمام الذكور، فإن ذلك قد يتسبب في إغلاقها.
لكن الطالبات رفضن ذلك القرار، وبدأن حركة احتجاجية كان أحد شعاراتها: "الموت أهون علينا من فتح أبوابنا"، وقد أغلقن حرمهن الجامعي، وقالت واحدة من أعضاء مجلس طالبات الجامعة إن "القرار الأحادي الذي اتخذته الجامعة، دون أن تستشير فيه الطالبات اللاتي يدرسن ويعشن هنا، لم يترك لنا أي خيار سوى إسماع أصواتنا".
وقالت الطالبة تشو سوهيون من جامعة سونغشين التي وصلتها الاحتجاجات إنه "لم يتم تحذيرنا، ولم تبلغتا الجامعة بهذا التغيير، رغم أنه مهم للغاية بالنسبة لنا. إذ يلتحق الكثير من الطالبات بهذه الجامعة لأنها مخصصة للنساء. إنه أمر غير ديمقراطي، ونريد أن تأتي الإدارة، وتناقش الأمر معنا".
وسمح اتفاق جزئي بين مجلس الطالبات والإدارة باستئناف الدراسة، بعد أن وافقت الجامعة على تعليق المناقشات حول الاختلاط مؤقتا، لكن القيادات الطلابية رفضت إنهاء احتلال الحرم الجامعي ما لم تسحب خطط التعليم المختلط بالكامل، في حين حذرت رئيسة الجامعة كيم ميونغ آي مما وصفته "بالاحتجاجات غير القانونية التي تنتهك حقوق التعليم".
سوهيون: لم يتم تحذيرنا، ولم تبلغتا الجامعة بهذا التغيير رغم أنه مهم للغاية بالنسبة لنا. إذ يلتحق الكثير من الطالبات بهذه الجامعة لأنها مخصصة للنساء. إنه أمر غير ديمقراطي، ونريد أن تأتي الإدارة وتناقش الأمر معنا"
شعور بعدم الأمانوبعد التصويت لصالح مواصلة الاحتجاجات، قالت رئيسة مجلس الطالبات تشوي هيون آه إن لوائح مدرسة دونغديوك تنص على أن "الهدف (من الجامعة) هو تكوين مهنيات ذكيات وفاضلات. إن وجود الجامعات النسائية يهدف إلى تعزيز حقوق المرأة التعليمية. إن الانتقال إلى الاختلاط يعني أنه لم يعد لدينا أي سبب للوجود".
هيون: الانتقال إلى الاختلاط يعني أنه لم يعد لدينا أي سبب للوجود
ويقول أستاذ الأنثروبولوجيا يونكيونغ ناه للصحيفة إن هذه "الاحتجاجات تعكس شعور الشابات الكوريات بعدم الأمان في الأماكن العامة"، مشيرا إلى السياق المتوتر للغاية من التحرش والجرائم الجنسية الرقمية ووباء المواد الإباحية، ومؤكدا أن احتجاج الطالبات محاولة للحفاظ على ما يعتبرنه بيئة تعليمية آمنة، رغم أن توفير مساحات آمنة ليس الهدف الأساسي للجامعات النسائية.
وذكرت لوفيغارو أن إنشاء هذه الجامعات المخصصة للنساء التي توجد منها 14 في كوريا الجنوبية، تم في بداية القرن الـ20 لتقديم تعليم عال للنساء في مجتمع أبوي صارم، وهي لا تزال -كما ترى الصحيفة- ضرورية حتى اليوم لتكوين المواهب النسائية في بلد يهيمن عليه الرجال إلى حد كبير، خاصة أن كوريا الجنوبية تحتل المرتبة 94 بين 146 دولة من حيث المساواة بين الجنسين، حسب المنتدى الاقتصادي العالمي.
ومع مرور الأسابيع، أصبحت الاحتجاجات ساحة معركة سياسية، وقال رئيس الحزب المحافظ الحاكم هان دونغ هون، في منشور على فيسبوك، إن "المحرضين على حوادث العنف" يجب أن يتحملوا مسؤولية الأضرار التي لحقت بالممتلكات، ووصف النائب البارز لي جون سيوك الذي هاجم بشكل متكرر مجموعات من النساء، المظاهرات بأنها "غير مدنية"، وردا على ذلك، اتهم سياسيون معارضون هؤلاء المحافظين باستخدام الاحتجاجات كسلاح لصرف الانتباه عن مشاكلهم السياسية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
“جامعة نورة” تطلق مقررًا إلكترونيًا في الذكاء الاصطناعي لطالبات التخصصات غير التقنيَّة
أطلقت جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن مقررًا إلكترونيًا تفاعليًا بعنوان “الذكاء الاصطناعي” لطالبات التخصصات الصحية، والعلمية، والإنسانية، في خطوة نوعية تهدف إلى تمكين الطالبات من المهارات الرقمية الحديثة، وتعزيز جاهزيتهن للتعامل مع أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 نحو التحول الرقمي وتمكين المرأة.
ويُركز المقرر الذي استفادت منه في مرحلته الأولى نحو (213) طالبة؛ على تزويد الطالبات بالمفاهيم الأساسية للذكاء الاصطناعي وتطبيقاته العملية، إضافة إلى المبادئ الأخلاقية لاستخدام أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل: ChatGPT، وآليات الاستخدام الآمن والمسؤول لهذه التقنيات.
ويتميَّز المقرر بتصميمه الإلكتروني الكامل بنمط التعلُّم الذاتي غير المتزامن، مستفيدًا من أدوات الذكاء الاصطناعي في تطوير المحتوى والإنتاج الرقمي، مع تعزيز عملية التفاعل أثناء دراسة المقرر من خلال حلول مبتكرة شملت تطوير مساعد ذكي لتوجيه الطالبات والإجابة عن الاستفسارات، وتضمين أدوات تفاعلية داخل المحتوى التعليمي.
اقرأ أيضاًالمجتمع“ترجمة وإرشاد” بلغات عدة في المدينة المنورة لضمان راحة الحجاج
ويتضمَّن المقرر أنشطة وتجارب تطبيقية تتيح للطالبات التفاعل المباشر مع أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل: توليد الصور من خلال النصوص، واستعراض المفاهيم بتقنية ثلاثية الأبعاد (360 درجة)، وسيناريوهات محاكاة للواقع تُسهم في تبسيط المفاهيم وترسيخها، وصولًا إلى دعم المحتوى باللغتين العربية والإنجليزية؛ لضمان شموليته ووضوحه لجميع الطالبات.
يُشار إلى أنَّ طرح مقرر “الذكاء الاصطناعي” بدأ مطلع الفصل الدراسي الثاني من العام الجامعي المنصرم، كخطوة أولى ضمن منهجية تدريجية تعتمدها الجامعة لتضمينه في الخطط الدراسية، حيث أُتيحت إضافة المقرر بصفة اختيارية لطالبات التخصصات غير التقنيَّة، على أن يُعتمد لاحقًا كمقرر أساسي ضمن الخطة الدراسية.
ويأتي ذلك امتدادًا لجهود جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في تحقيق مستهدفات خطتها الاستراتيجية 2025، نحو مواءمة مخرجاتها التعليمية مع متطلبات الاقتصاد الرقمي، من خلال إتاحة المعرفة بالتقنيات الناشئة لطالبات التخصصات غير التقنيَّة، بما يعزز تكامل المهارات بين التخصصات، ويؤهل خريجاتها للاضطلاع بدور فاعل في بيئات العمل المستقبلية دعمًا لأهداف التنمية الوطنية.