سواليف:
2025-06-15@08:13:05 GMT

د. بني سلامة يكتب .. وصفي التل: أيقونة الوطنية الأردنية

تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT

#سواليف

#وصفي_التل: #أيقونة_الوطنية_الأردنية
بقلم : ا د #محمد_تركي_بني_سلامة
وصفي التل، ذلك الاسم الذي لا يغيب عن ذاكرة الأردنيين، سيظل خالدًا في قلوبهم رمزًا للرجولة والوطنية الحقة، وشخصية استثنائية نادرة في تاريخ الوطن. مرّت 53 عامًا على استشهاده، ورغم ذلك لا تزال ذكراه حيّة تنبض بالعزة والكرامة، لأن وصفي لم يكن مجرد رئيس وزراء عابر أو مسؤول في منصب رسمي، بل كان تجسيدًا لأسمى قيم الإخلاص والشجاعة والتضحية.

لقد أحب الأردنيون وصفي التل لأنه كان من معدن مختلف، معدن القادة الحقيقيين الذين يضعون الوطن في مقدمة أولوياتهم، والذين يضحون بالغالي والنفيس من أجل رفعة بلادهم. وصفي كان الرجل الذي لم يخشَ المواجهة، ولم يساوم على قضايا الوطن، وكان دائمًا صريحًا وواضحًا في كلماته وأفعاله. إنه الرجل الذي جمع بين رؤية القائد وإخلاص المواطن، فلم يكن يومًا بعيدًا عن هموم الناس وقضاياهم، بل عاش بينهم وحمل همومهم كما لو كانت همه الشخصي.

تمر ذكرى استشهاد وصفي التل في وقت نحن بأمسّ الحاجة فيه إلى استحضار قيمه ومبادئه. كانت رسالته واضحة لا لبس فيها: الوطن أولًا وأخيرًا، ولا مكان للمساومات أو المصالح الضيقة. في زمن تكالبت فيه الأزمات على الأردن، نجد أن الأردنيين يحنّون إلى قائد من طراز وصفي التل، رجل يستطيع أن يعيد الثقة في الدولة، ويوجه السفينة نحو بر الأمان، مستندًا إلى الإخلاص والشجاعة.

مقالات ذات صلة اليونيسف: 2500 طفل بغزة بحاجة إلى إجلاء طبي للعلاج بالخارج 2024/11/28

إن حب الأردنيين لوصفي التل ليس فقط بسبب استشهاده في سبيل الوطن، بل لأنه كان مدرسة وطنية بكل معنى الكلمة. كان يؤمن بأن الأردن يجب أن يكون قويًا ومستقلًا، وكان يرى أن الهوية الوطنية الأردنية هي الأساس الذي نبني عليه مستقبلنا. لم يكن وصفي قائدًا يبحث عن مجد شخصي، بل كان زعيمًا يسعى لتحقيق مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. ولهذا السبب، ما زالت ذكراه تلهم الأردنيين وتدفعهم للبحث عن قادة يحملون ذات الروح وذات الإصرار.

في هذه الأيام، ونحن نعيش في مرحلة حاسمة من تاريخ وطننا، تصبح ذكرى وصفي التل مناسبة لنا جميعًا لإعادة النظر في ثوابتنا وقيمنا. إن الأردن، الذي أنجب وصفي وغيره من القامات الوطنية الكبيرة، لن يعجز عن إنجاب قادة يحملون نفس الروح ونفس الإصرار. لكن تحقيق ذلك يتطلب منّا أن نكون أوفياء للمبادئ التي عاش واستشهد من أجلها وصفي. يجب أن نرتقي فوق المصالح الشخصية، وأن نضع مصلحة الوطن في مقدمة أولوياتنا.

وصفي التل لم يكن مجرد قائد، بل كان صاحب رؤية عميقة في السياسة والعمل الوطني. كان يدرك أن بناء الدولة يتطلب تضحية وجهدًا، وكان يرفض بشدة النزعات التي تهدف إلى تقويض وحدة الوطن أو زعزعة استقراره. لقد حمل روحه على كفه عندما ذهب إلى القاهرة ليقول كلمة الأردن بشجاعة ووضوح، دون أن يتراجع أو يتردد، رغم كل المخاطر التي أحاطت به. واليوم، نحن بحاجة إلى رجال دولة من هذا الطراز، رجال لا يخشون الحقيقة، ولا يترددون في مواجهة التحديات.

إن ذكرى وصفي التل ليست فقط استحضارًا لتاريخ رجل استثنائي، بل هي دعوة لكل أردني لإعادة تأكيد الولاء للوطن، والعمل على تحقيق نهضته واستقراره. إن الوفاء لذكراه لا يكون فقط بالكلمات، بل بالأفعال التي تعكس التزامنا بقيمه ومبادئه. نحن بحاجة إلى استلهام شجاعته وإخلاصه في مواجهة التحديات التي تحيط بنا، وأن نعمل على حماية هذا الوطن من أي محاولات للعبث بأمنه واستقراره.

رحم الله وصفي التل، وجعل ذكراه مصدر إلهام لنا جميعًا، ونسأل الله أن يحمي الأردن قيادةً وشعبًا، وأن يبقيه وطنًا آمنًا مستقرًا يتسع للجميع، كما أراده وصفي وأحبّه. إن الأردن سيبقى قويًا بمبادئه وقيمه، وسيظل أبناؤه أوفياء لدماء وصفي الطاهرة التي سالت فداءً لهذا الوطن العظيم.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف محمد تركي بني سلامة وصفی التل لم یکن

إقرأ أيضاً:

«الوطنية لحقوق الإنسان» تحمل «داخلية الدبيبة» مسؤولية الانتهاكات التي ارتكبها «العمو»

رصد قسم تقصي الحقائق والرصد والتوثيق بالمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، ببالغ القلق الصور والمشاهد الفيديوهات المتداولة على منصات التواصل الإجتماعي، والذي أظهر فتاة مكبّلة تُستجوَب بطريقة غير إنسانية.

وأضافت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، في بيان لها، «بدّت الفتاة مُقيّدة بالسلاسل وتخضع لاستجواب قسري على يد أحد قادة الميليشيات المسلحة في منطقة الساحل الغربي، أحمد الدباشي، الملقب بـ«العمو» والمتورط في إرتكاب العديد من الجرائم والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بحق عدداً كبيراً من المواطنين والمهاجرين في أوكار تهريب المهاجرين التي يُديرها، بالإضافة إلى ممارسة تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر في مدينة صبراتة.

وأوضحت أن المشاهد الفتاة في حالة غير إنسانيّة ولا تليق بكرامة الإنسان وآدميته، وأن هذا الفعل المشين يُعدّ تجاوزًا خطيرًا لكل الأعراف القانونية والدستورية، ويمثل اعتداءً مباشرًا على المؤسسات السيادية، وعلى مبدأ سيادة القانون والفصل بين السلطات.

وتطالب المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، النائب العام والسُّلطات القضائيّة والأمنية المختصة، بإجراء تحقيقاً شامل وشفاف في ملابسات وظروف في جميع الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي إرتكبها أحمد الدباشي، الملقب العمو، وضمان سرعة ملاحقته وتقديمه إلى العدالة وإنزال أشد العقوبات القانونية المقررة في شأن الجرائم التي ارتكبها.

وحملت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، وزير الداخلية المكلف ورئيس الحكومة المُؤقتة الدبيبة، كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية حيال الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها هذه المجرم بحق ضحاياه من المواطنين.

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: نهر الحب في مصر !!
  • دفء الوطن: بين الولاء الحقيقي والارتزاق الموسمي
  • مدير عام الكهرباء الأردنية لـCNN: لدينا مخزون كاف من الوقود اللازم لتوليد الكهرباء
  • محمد أبوزيد كروم يكتب: حيا الله السلاح والكفاح، والنصر الذي لاح
  • عاجل |هيئة الطيران الأردنية تتابع التطورات وتؤكد سلامة المسافرين
  • الملكية الأردنية: تحويل مسار الرحلات إلى الأردن لوجهات بديلة أو تعليقها مؤقتا
  • الأردن تعلن اعتراض عدد من الصواريخ والطائرات المسيرة
  • الحكومة الأردنية: لن نسمح باختراق أجوائنا ولن نكون ساحة حرب لأي طرف
  • «الوطنية لحقوق الإنسان» تحمل «داخلية الدبيبة» مسؤولية الانتهاكات التي ارتكبها «العمو»
  • د.حماد عبدالله يكتب: المشروعات " الوطنية " الكبري !!