(CNN) -- يشكل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله إنجازاً دبلوماسياً كبيراً بعد 13 شهراً من الصراع المتصاعد والاضطرابات والنزوح في لبنان.

وبموجبه تبدأ هدنة مدتها 60 يومًا تأمل الولايات المتحدة والأطراف المعنية الأخرى أن تكون دائمة.

وخلال ذلك الوقت، ستنسحب القوات من الجانبين من جنوب لبنان، في حين سينتقل الجيش اللبناني والعائلات التي فرت في الأشهر الأخيرة إلى هناك.

لكن هذه عملية معقدة وحساسة ستتم مراقبتها عن كثب في المنطقة وخارجها. 

خلال فترة الستين يوما من الاتفاق الجديد، من المتوقع أن ينسحب مقاتلو حزب الله مسافة 40 كيلومترا (25 ميلا) من الحدود الإسرائيلية اللبنانية، في حين تنسحب القوات البرية الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية، لتطهير المنطقة العازلة المحددة في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عام 2006.

وينص هذا الاتفاق، الذي شكل أساس اتفاق الثلاثاء، على أنه يجب على إسرائيل سحب جميع قواتها من جنوب لبنان، وأن الجماعات المسلحة الوحيدة الموجودة جنوب نهر الليطاني يجب أن تكون الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

ويتعين على القوات الإسرائيلية أن تنسحب إلى ما وراء ما يسمى بالخط الأزرق، وهو "خط الانسحاب" الذي أنشأته الأمم المتحدة في عام 2000 بعد 18 عاماً من الاحتلال العسكري الإسرائيلي لجنوب لبنان. وهذه الحدود بمثابة الحدود الفعلية بين البلدين.

شنت إسرائيل توغلها البري داخل لبنان في بداية أكتوبر/تشرين الأول، وهو تصعيد جذري للصراع مع حزب الله الذي اتسم بهجمات صاروخية يومية متبادلة عبر الحدود منذ هجمات حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول في جنوب إسرائيل من العام الماضي.

بعد أسابيع من القتال الدامي في جنوب لبنان، وصل الجنود الإسرائيليون إلى نهر الليطاني الثلاثاء للمرة الأولى منذ بدء حملتهم - وهو حدث رمزي في الصراع قبل ساعات فقط من الاتفاق على الهدنة.

وستنسحب هذه القوات الآن مرة أخرى إلى إسرائيل. لكن القادة الإسرائيليين أصروا على أنهم سيتخذون إجراءات عسكرية ردا على أي خرق للاتفاقية، وهو تحذير قد يشعل الصراع من جديد إذا تحقق.

ومن المتوقع أن ينهي وقف إطلاق النار أخيراً فصلاً عنيفاً من الصراع المستمر منذ عقود بين إسرائيل وحزب الله، والذي اندلع في اليوم التالي لـ 7 أكتوبر، عندما أطلق المسلحون اللبنانيون صواريخ عبر الحدود تضامناً مع حماس.

وشهدت الأشهر الثلاثة عشر التي تلت ذلك ضربات يومية عبر الحدود، ثم وابلًا شبه مستمر من الصواريخ والقذائف. وتصاعدت الهجمات في الصيف، وبلغت ذروتها في منتصف سبتمبر/أيلول بوعد من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن بلاده ستغير "توازن القوى" على جبهتها الشمالية.

وتلا ذلك التوغل البري الإسرائيلي في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، الأمر الذي فتح بالكامل جبهة جديدة من الصراع في الشرق الأوسط. وقتل أكثر من 3000 شخص منذ أن كثفت إسرائيل حملتها في 16 سبتمبر/أيلول، بحسب أرقام وزارة الصحة اللبنانية.

ويأمل الناس في لبنان أن يجلب اتفاق الثلاثاء فترة راحة لبلد عانى من أضرار جسيمة خلال العام الماضي.

وتركزت الهجمات الجوية الإسرائيلية على المناطق الحدودية الجنوبية للبنان، لكنها أصابت أهدافا في الوسط والشمال أيضا.

وتشمل هذه المناطق العاصمة بيروت، حيث مزقت الانفجارات المباني والمنازل في الأسابيع الأخيرة. وقصف الجيش الإسرائيلي الضاحية الجنوبية لبيروت 20 مرة في دقيقتين خلال الساعات التي سبقت الاتفاق، في واحدة من أعنف عمليات القصف منذ بداية الحرب.

إسرائيللبنانانفوجرافيكحزب اللهنشر الخميس، 28 نوفمبر / تشرين الثاني 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: انفوجرافيك حزب الله جنوب لبنان

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تزعم اغتيال عنصرين من حزب الله في غارات على جنوب لبنان

قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف اليوم الأحد 3 عناصر من حزب الله في مناطق مختلفة بجنوب لبنان؛ وأضاف أن المستهدفين كانوا يعملون على إعادة تأهيل بنى تحتية للحزب، وأن أفعالهم تشكل انتهاكا للاتفاق بين إسرائيل ولبنان، على حد زعمه.

وأوضح الجيش الإسرائيلي في بيان أن الغارة الأولى استهدفت عنصرا في بلدة ياطر، مدعيا أنه كان يعمل على "إعادة تأهيل بنى تحتية للحزب"، في حين قُتل الثاني في منطقة بنت جبيل، حيث وصفه الجيش بأنه "ممثل محلي لحزب الله يتولى التنسيق في القضايا العسكرية والاقتصادية".

وأضاف أن ضربة ثالثة استهدفت عنصرا إضافيا من الحزب، لكن نتائجها لا تزال قيد الفحص. ولم يصدر أي تعليق من حزب الله حتى الآن.

في المقابل، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 3 أشخاص في غارات شنتها مسيرات إسرائيلية، أحدهم في بلدة "ياطر"، والثاني في بلدة "صفد البطيخ"، والثالث في جويا بقضاء صور، بالجنوب اللبناني، إضافة إلى إصابة شخص آخر بجروح، في خرق إسرائيلي جديد لاتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين الذي تم منذ أكثر من عام.

وأفادت مراسلة الجزيرة بأن المسيرات الإسرائيلية استهدفت كذلك بلدة شبعا، جنوبي لبنان، في حين ذكر مصدر أمني لبناني أن قصف المسيرات الإسرائيلية أدى إلى تدمير سيارتين وجرافة، ووقوع إصابات.

آثار الدمار الذي سببته غارة إسرائيلية سابقة على قرية جباع بجنوب لبنان (الفرنسية)

وتأتي هذه التطورات في ظل تقارير إسرائيلية عن استكمال الجيش الإسرائيلي خطة لشن "هجوم واسع" إذا لم تُنفذ الحكومة اللبنانية تعهدها بتفكيك سلاح حزب الله قبل نهاية 2025، وفق اتفاق وقف إطلاق النار الذي نص على انسحاب الحزب شمال الليطاني ونزع سلاحه، مقابل انسحاب الجيش الإسرائيلي من المواقع التي تقدم إليها خلال الحرب الأخيرة، إلا أن إسرائيل تبقي على 5 مواقع إستراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، في حين يرفض الحزب نزع سلاحه، مؤكدا أن أي حرب جديدة "لن تحقق أهدافها".

إعلان

وفي أحدث التطورات، نفّذ الجيش اللبناني انتشارا أمنيا في بلدة يانوح جنوبي لبنان عقب تحذير إسرائيلي بقصف أحد المنازل الواقعة في البلدة. وقد عادت القوات الإسرائيلية وعلقت تحذيرها بقصف المنزل بعد تفتيش الجيش وقوات اليونيفيل له.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي إن إسرائيل علقت تنفيذ الغارة بعد طلب الجيش اللبناني الوصول إلى الموقع ومعالجة ما وصفته إسرائيل بـ"خرق الاتفاق".

يُذكر أن إسرائيل كثفت ضرباتها في الأسابيع الأخيرة، متهمة حزب الله بمحاولة إعادة التسلح، في حين تواجه السلطات اللبنانية ضغوطا أميركية وإسرائيلية لتسريع تنفيذ خطة حصر السلاح بيد الدولة، وسط انقسامات داخلية حادة حول هذا الملف ورفض صريح من الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم تنفيذ هذا المطلب.

يذكر أن إسرائيل قتلت أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا آخرين، خلال عدوانها على لبنان الذي بدأته في أكتوبر/تشرين الأول 2023، قبل أن تحوله في سبتمبر/أيلول 2024 إلى حرب شاملة.

كما عمدت إلى خرق اتفاق وقف إطلاق النار أكثر من 4500 مرة، مما أسفر عن مئات القتلى والجرحى، فضلا عن احتلالها 5 تلال لبنانية سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.

مقالات مشابهة

  • كيف يتعامل أهالي جنوب لبنان مع التهديدات الإسرائيلية المستمرة؟
  • إسرائيل تزعم اغتيال عنصرين من حزب الله في غارات على جنوب لبنان
  • جنوب لبنان.. إسرائيل تغتال عنصراً بارزاً في حزب الله
  • إسرائيل تحذر لبنان من أي تنسيق بين الجيش وحزب الله
  • إسرائيل تقصف جنوب لبنان وحزب الله يحذر من الاستسلام للاحتلال
  • أمين عام حزب الله: سلاح المقاومة لن يُنزع تحقيقاً لهدف “إسرائيل” ولو اجتمعت الدنيا
  • رفض مصري قطري لـسلوك إسرائيل تجاه وقف إطلاق النار بغزة.. الاتفاق متعثر
  • ضغوط لحسم الصراع مع إسرائيل وحصر السلاح
  • إسرائيل تستهدف تدريبات "قوة الرضوان" في جنوب لبنان
  • جيش الاحتلال يروج لرواية “استهداف مواقع تدريب” وحزب الله لم يعلق