يمانيون../
إخفاقات اقتصادية ومسرح سياسي مشتعل في المملكة المتحدة، وسط دعوات إلى إجراء انتخابات، للتخلص من الفوضى التي تديرها النخب السياسية والمالية المحسوبة على حزب العمال، الذي توجه إليه أصابع الاتهام في إحداث انقسامات عرقية وطبقية وأيديولوجية في المجتمع البريطاني، وعلى أساس قاعدة “فرق تَسُد” يشعل رئيس الوزراء هذه الفوضى لإشغال العامة عن التوحد ضد من يدير كل هذه الفوضى.

في هذا السياق، كتب جيري نولان، الكاتب ورائد الأعمال الأمريكي، قراءة في حالة الفوضى التي تعيشها بريطانيا، نشرها موقع “ذا أيسلندر” بعنوان: “استراتيجية كير ستارمر “فرق تسد”: دراسة حالة في الفوضى المسيطر عليها”، قال فيها إن المسرح السياسي في المملكة المتحدة مشتعل، وفي قلب ذلك الاشتعال يقف كير ستارمر، رئيس الوزراء البريطاني، الذي أعاد حزب العمال إلى السلطة بعد 14 عاماً في المعارضة، والذي وصفه بأنه دمية الدولة العميقة و”ساحر” حزب العمال النيوليبرالي.

وقال نولان إن ستارمر “ليس زعيماً بل أستاذ في التلاعب، يستخدم سياسة “فرق تسد” الاستعمارية الكلاسيكية لتقسيم المجتمع البريطاني على أسس عرقية وأيديولوجية وطبقية، ورغم وجود أكثر من مليوني توقيع يطالبون بإجراء انتخابات عامة، يستيقظ الجمهور البريطاني على حقيقة أن ستارمر لا يبدي أي انزعاج أو قلق، بل يبتسم بازدراء على قناة ITV وهو يرفض الاحتجاجات قائلاً: “لست مندهشاً من رغبتهم في إعادة الانتخابات”.

ولفت إلى أن العريضة التي احتوت مليوني توقيع ليست مجرد دعوة لإجراء انتخابات، بل هي حكم إدانة للإخفاقات الاقتصادية، وتخلي ستارمر عن مجتمعات الطبقة العاملة، وخيانته المطلقة للمُثُل التقدمية التي جسدها حزب العمال ذات يوم، لكن موهبة ستارمر الحقيقية لا تكمن في الحكم بل في هندسة الفوضى”، مشيراً إلى أن لعبته تعكس التكتيكات الإمبريالية التي كانت بريطانيا تصدرها ذات يوم إلى مستعمراتها، ولكن هذه المرة، ساحة المعركة هي بريطانيا نفسها”.

وأضاف أن “اليمين المتطرف، الذي يجسده تومي روبنسون (المعارضة الخاضعة للسيطرة) من الطبقة العاملة البيضاء، يتعرض للإغراء مراراً وتكراراً باتهامات التعصب وكراهية الأجانب، وفي الوقت نفسه، يتم تطهير اليسار (مثل كوربين) وإسكاته ورفضه باعتباره معادياً للسامية أو متطرفاً، ويتم تصويره على أنه تهديد للديمقراطية نفسها”، موضحاً أنه “يتم تصوير كلا المعسكرين بشكل كاريكاتوري، ولا يُسمح لأي منهما بالتعبير عن تحدٍ متماسك لأجندة الليبرالية الجديدة”.

وأكد “أن ستارمر يخلق ثنائية زائفة: حزب العمال أو الفوضى، لكنه هو الذي يصنع الفوضى الحقيقية، بدعم كامل من الدولة العميقة”، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام الموالية له تردد روايته وتروج لها، حتى لا تكون هناك مساحة لرؤى بديلة، وفق تعبيره.

وأوضح أن ستارمر من خلال إشعال الانقسامات العرقية، يضمن أن تظل هذه المجموعات مشغولة ببعضها البعض لدرجة لا تسمح لها بالتوحد ضد العدو الحقيقي: النخبة السياسية والمالية التي أصبح حزب العمال مرادفاً لها.

وتابع: “من خلال تحويل بريطانيا إلى مسرح للصراع الدائم، العنصري والأيديولوجي والطبقي، يتم صرف الانتباه عن النهب المنهجي لثروة الأمة، فالخدمات العامة تنهار، والشركات الصغيرة تختنق، والتفاوت يتعمق، ولكن الخطاب الوطني يركز على الغضب المصطنع. وتشير حقيقة أن مليوني بريطاني احتشدوا وتجاوزوا الانقسامات الاجتماعية والسياسية، إلى أن الجمهور بدأ يرى، وقد يكون هذا شرارة صحوة جماعية”

ونوّه بأن قول ستارمر المتغطرس في حديث متلفز “لا أستغرب رغبتهم في إعادة الانتخابات”، ينم عن رجل يعتقد أن تلاعبه لا يزال فاعلاً، لكن الأرقام تحكي قصة مختلفة. لم يعد الشعب البريطاني راضياً عن لعب الأدوار الموكلة إليه في ديستوبيا ستارمر. إنهم يطالبون بإعادة ضبط، ليس فقط حزب العمال ولكن المؤسسة السياسية بأكملها”.

وخلُص نولان إلى أن إرث ستارمر في النهاية سيكون خيانة الأمة واستغلال شقوقها، الأمر الذي سيحرقه تحت وطأة خداعه، مشدداً على أن العريضة المطالبة بإجراء انتخابات عامة تتجاوز مجرد المطالبة بالمساءلة، فهي بداية ثورة ضد نظام تجاوز الحدود، حسب قوله.

إبراهيم القانص

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: حزب العمال إلى أن

إقرأ أيضاً:

على خطى فرنسا.. بريطانيا تمهّد للاعتراف بدولة فلسطين

#سواليف

قال رئيس الوزراء البريطاني كير #ستارمر، اليوم الثلاثاء، إن “المملكة المتحدة ستعترف رسميًا بدولة #فلسطين قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر المقبل، إذا لم تتخذ #الحكومة_الإسرائيلية خطوات جدّية لإنهاء الوضع المروّع في قطاع #غزة”.

ونقل متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني عن ستارمر قوله، إن “الوضع غير المحتمل بشكل متزايد في غزة، وتراجع فرص التوصل إلى حل الدولتين، يجعلان من الاعتراف بدولة فلسطينية خطوة ضرورية الآن”، معتبرًا أن هذا القرار يأتي في إطار “حماية #حل_الدولتين “.

وأضاف المتحدث أن “المملكة المتحدة ستمضي في الاعتراف بالدولة الفلسطينية ما لم تقدم الحكومة (الإسرائيلية) على إجراءات واضحة، تشمل وقف إطلاق النار، وإنهاء العدوان على غزة، والتخلي عن خطط ضم أراضٍ من الضفة الغربية، والالتزام بمسار سياسي يؤدي إلى حل الدولتين”.

مقالات ذات صلة تفاصيل مثيرة حول جندي إسرائيلي منتحر.. كان يستحم 6 مرات باليوم لهذا السبب 2025/07/30

وكان ستارمر قد أشار في تصريحات سابقة إلى أن الاعتراف بدولة فلسطين يمثل عنصرًا أساسيًا لاستئناف عملية السلام، لكنّه ربط ذلك بتحسن الظروف الميدانية والسياسية.

وفي السياق نفسه، كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن أن بلاده ستعترف رسميًا بدولة فلسطين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر المقبل، في خطوة وصفها بأنها وفاء بالتزام فرنسا التاريخي بتحقيق السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط.

وشدد ماكرون على أن الحاجة الملحة الآن هي إنهاء الحرب في غزة وإنقاذ المدنيين، مؤكدًا أن الاعتراف بدولة فلسطين يأتي ضمن جهود استعادة التوازن السياسي والإنساني في المنطقة.

يتزامن ذلك مع مواصلة جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر على غزة إلى استشهاد نحو 60 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 145 ألفاً، بالإضافة إلى تشريد سكان القطاع بالكامل وتدمير واسع النطاق، وصِف بأنه غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية، بحسب تقارير فلسطينية ودولية.

مقالات مشابهة

  • على خطى فرنسا.. بريطانيا تمهّد للاعتراف بدولة فلسطين
  • ستارمر أجرى اتصالا بنتنياهو قبل إعلان عزم بريطانيا الاعتراف بفلسطين
  • رئيس الوزراء البريطاني: سنعترف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر لحماية حل الدولتين «فيديو»
  • جيرمي كوربن يعود من بوابة الشباب.. هل يهدد الحزب الذي أخرجه؟
  • تليغراف: بريطانيا تدرس الاعتراف بفلسطين تحت ضغوط داخلية ودولية
  • ستارمر سيكشف عن خطته للاعتراف بدولة فلسطينية
  • ما المساعدات التي دخلت قطاع غزة؟ ومن المستفيد منها؟
  • رئيس الوزراء البريطاني يلتقي ترامب في اسكتلندا
  • في ملعب جولف.. رئيس الوزراء البريطاني يلتقي ترامب لبحث تطورات غزة
  • ستارمر يستدعي مجلس الوزراء من عطلته لمناقشة الوضع في غزة