رغم الخسائر والدمار.. Middle East Eye: حزب الله لم يخسر الحرب
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
ذكر موقع "Middle East Eye" البريطاني أن "المواجهة المستمرة منذ 14 شهراً بين حزب الله وإسرائيل، والتي تصاعدت إلى حرب مفتوحة في الشهرين الماضيين، أسفرت عن مقتل 3800 شخص وإصابة أكثر من 15 ألف في لبنان. وبعد الإعلان عن وقف إطلاق النار في وقت مبكر من صباح الأربعاء بالتوقيت المحلي، ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو النصر.
ولكن هل خسر حزب الله هذه الحرب؟"
وبحسب الموقع، "في وقت مبكر من الفجر، بعد ساعتين فقط من دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حيز التنفيذ، بدأت آلاف العائلات النازحة رحلتها عائدة إلى قراها المدمرة في جنوب لبنان، ووادي البقاع، والضاحية الجنوبية لبيروت. ورغم الدمار والدموع وفقدان الأحبة، بدا الحشد مبتهجا. فلم ينتظر السكان انسحاب القوات الإسرائيلية ليعودوا إلى أرضهم، ولم يستمعوا إلى نصيحة الجيش اللبناني الذي أصدر بيانا صباحيا حث فيه السكان على عدم العودة إلى منازلهم حتى تغادر قوات العدوّ. وبدلا من ذلك، اتبعوا مشاعرهم، كما عبر عن ذلك ببلاغة رئيس مجلس النواب نبيه بري في خطاب متلفز: "عودوا إلى قراكم، وابحثوا عن أشجار التين والزيتون، وعودوا بفخر إلى قراكم لأنكم هزمتم العدوّ". فهل خرج حزب الله حقا منتصرا من هذه الحرب ليُحتفل به كبطل؟"
الخسائر والمكاسب
وبحسب الموقع، "في خطابه مساء الثلاثاء، الذي أعلن فيه قبول إسرائيل لوقف إطلاق النار، ادعى نتنياهو النصر: "لقد أعدنا حزب الله إلى الوراء عقداً من الزمن. قبل ثلاثة أشهر، كان هذا ليبدو وكأنه من الخيال. لكننا نجحنا. حزب الله لم يعد كما كان". لقد اغتالت إسرائيل كبار القادة السياسيين والعسكريين لحزب الله، ودمرت مؤسساته الاجتماعية والمالية والطبية، وقصفت بنيته التحتية العسكرية، وقتلت وأصابت الآلاف من مقاتليه. كما وتم محو عشرات القرى من على الخريطة، وتحولت آلاف المنازل إلى أنقاض، ودُمرت أعداد لا حصر لها من الشركات. ولكن "النصر لا يمكن قياسه بعدد الشهداء أو حجم الدمار، بل يجب أن يستند إلى الأهداف الأولية للحرب"، بحسب أحمد نور الدين، أستاذ التاريخ في جنوب لبنان.
وأوضح: "لقد دمرت ستالينغراد ودُمرت لندن خلال الحرب العالمية الثانية، ولقي أكثر من عشرين مليون سوفييتي حتفهم. ومع ذلك، انتصرت روسيا وإنكلترا في الحرب"."
وتابع الموقع، "قال إلياس فرحات، وهو جنرال متقاعد في الجيش، أن إسرائيل فشلت في تحقيق أي من أهدافها. وأضاف: "بعد اغتيال نصر الله وغيره من القادة الرفيعي المستوى، صرح نتنياهو أنه يريد إعادة تشكيل الشرق الأوسط. وخلال جولة على الحدود اللبنانية، قال: "سواء تم التوصل إلى اتفاق أو لم يتم التوصل إليه، فإن مفتاح إعادة شعبنا إلى الشمال هو دفع حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني ومنعه من إعادة التسلح". لكن إسرائيل لم تحقق أيًا من هذه الأهداف". إن عودة المستوطنين إلى "الجليل الشمالي" كانت مجرد هدف معلن، ووفقًا للعديد من الخبراء والمحللين، فإن الهدف الحقيقي لإسرائيل كان تفكيك ترسانة حزب الله من الصواريخ الباليستية، والتي تشكل تهديدًا استراتيجيًا لإسرائيل.وقال المحلل وليد شرارة "لم يتم تحقيق هذا الهدف فحسب، بل واجهت إسرائيل أيضًا تحديًا جديدًا: الطائرات من دون طيار، التي لم تتمكن القبة الحديدية من تحييدها"."
أهداف فاشلة
وبحسب الموقع، "قال عبد الحليم فضل الله، مدير المركز الاستشاري للأبحاث والتوثيق، وهو مركز أبحاث تابع لحزب الله: "هذه الحرب الإسرائيلية لم تكن لها أهداف عسكرية فقط لم تتحقق بل كانت لها أهداف سياسية أيضاً". وأضاف: "لقد عبر نتنياهو بوضوح عن أهدافه عندما أخبر حلفاءه الغربيين أن هذه الحرب ستكون مقدمة لتغييرات سياسية جذرية في لبنان. لقد فشل هذا الهدف، وكان حزب الله، ولا يزال، الحزب الأكبر في لبنان من حيث التمثيل الشعبي، كما أظهرت الانتخابات النيابية الأخيرة. وسيظل الحزب الأكبر من حيث المؤسسات، كما أثبت من خلال ملء المناصب العسكرية والسياسية بسرعة".
ورأى الموقع أن "حزب الله سيظل لاعباً أساسياً في السياسة الداخلية اللبنانية، وستفشل كل المحاولات الرامية إلى تهميشه سياسياً. وقال فضل الله: "إن حزب الله، إلى جانب حركة أمل، يحتفظ بكل المقاعد البرلمانية المخصصة للطائفة الشيعية في المجلس النيابي. ولديه حلفاء في الطوائف الأخرى، المسيحية والإسلامية، بسبب رؤيته الإصلاحية والتزامه بالمقاومة ضد إسرائيل. ونظراً للتركيبة السياسية الطائفية في لبنان، فإن حزب الله وحركة أمل سيحتفظان بدور مهم في عملية صنع القرار الوطني"."
وبحسب الموقع، "إن النقاط الثلاث عشرة التي تضمنها اتفاق وقف إطلاق النار تظهر بوضوح أنه يستند إلى حد كبير إلى القرار 1701 الذي وافق لبنان على تنفيذه منذ الأيام الأولى للحرب دون "أي تعديل"، كما أكد بري. وعلى النقيض من ادعاءات نتنياهو، فإن الاتفاق لا يمنح الجيش الإسرائيلي حرية الحركة في الأراضي اللبنانية، كما ويضمن أحد بنوده "الحق الطبيعي لإسرائيل ولبنان في الدفاع عن النفس". من جانبه، حذر النائب في حزب الله حسن فضل الله في مقابلة تلفزيونية الأربعاء من أن "المقاومة لها الحق في الدفاع عن نفسها" في حال تعرضها لهجوم إسرائيلي".
وأضاف الموقع، "لا يذكر الاتفاق صراحة نزع سلاح حزب الله، بل ينص على "تفكيك كل المرافق غير المرخصة المرتبطة بإنتاج الأسلحة والمواد ذات الصلة". ويضيف أيضا أن "كل البنى التحتية والمواقع العسكرية غير الملتزمة سيتم تفكيكها، ومصادرة كل الأسلحة غير المرخصة". إن هذين البندين غامضان، حيث أن حزب الله وأمل ممثلان داخل السلطة التنفيذية، ومبدأ "المقاومة" تم إضفاء الشرعية عليه من قبل كافة الحكومات اللبنانية منذ نهاية الحرب الأهلية في عام 1990. ومن خلال هذا الخرق الذي يدعو إلى تفكيك البنى التحتية العسكرية ومصادرة الأسلحة، من المرجح أن ينتهز خصوم حزب الله داخل لبنان، الذين غالباً ما يرتبطون بأجندات سياسية خارجية، الفرصة".
وبحسب الموقع، "رغم خيبة أمل خصوم الحزب من نتائج هذه الحرب، فإنهم لا يعتبرون أنفسهم مهزومين وهم يستعدون بالفعل للاشتباك مع حزب الله وحلفائه في قضايا داخلية، وخاصة في مايتعلق بانتخاب رئيس للجمهورية. ويعتقد معارضو حزب الله أن الحزب، في ظل ضعفه وانشغاله بمعالجة جراحه وجراح قاعدته الشعبية، سوف يسحب دعمه لترشيح الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية. أما مرشحهم المفضل فهو قائد الجيش العماد جوزاف عون المدعوم من الولايات المتحدة".
الأسئلة المتبقية
بحسب الموقع، "هناك سؤال آخر بالغ الأهمية يتعلق بدور الجيش في الفترة المقبلة. فهل يقبل الجيش المواجهة مع حزب الله الذي يدعمه أكثر من نصف سكان لبنان، بالتحول إلى حرس حدود؟ أم أنه سيستمر في أداء مهمته الأساسية المتمثلة في الحفاظ على النظام الاجتماعي في لبنان ومنع تبلور الظروف المؤدية إلى حرب أهلية؟ من المبكر جداً الإجابة على هذه الأسئلة. كما وإن التحدي الرئيسي الآخر الذي سيواجهه حزب الله هو إعادة إعمار المناطق ذات الأغلبية الشيعية، والتي تعرضت لأضرار كبيرة. إذاً، ستحمل الأشهر المقبلة الإجابات على كل هذه الأسئلة".
المصدر: خاص لبنان24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: إطلاق النار هذه الحرب فی لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
هيئة البث: إسرائيل أعدت خطة لهجوم واسع على حزب الله
قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية -مساء الخميس- إن جيش الاحتلال الإسرائيلي استكمل إعداد خطة خلال الأسابيع الأخيرة لشن هجوم واسع ضد مواقع تابعة لحزب الله، إذا فشلت الحكومة والجيش في لبنان بتنفيذ تعهدهما بتفكيك سلاح الحزب قبل نهاية عام 2025.
ونقلت هيئة البث عن مصادر أمنية إسرائيلية -لم تسمها- أن الخطة أعدتها قيادة الجيش بمشاركة قيادة المنطقة الشمالية وشعبتي الاستخبارات والعمليات، في إطار الاستعداد لاحتمال انهيار المساعي السياسية التي تقودها بيروت لتجريد حزب الله من سلاحه.
وأشارت المصادر ذاتها -وفق الهيئة- إلى أن سلاح الجو أجرى في الأيام الماضية تدريبات واسعة في الأجواء الداخلية وفوق البحر المتوسط، شاركت فيها مقاتلات، بهدف رفع الجاهزية لاحتمال تنفيذ العملية العسكرية في جنوب لبنان.
ونقلت الهيئة عن مسؤول أمني كبير قوله إن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأنها ستتحرك بنفسها لنزع سلاح حزب الله، إذا لم يتم ذلك بشكل فعّال، حتى لو أدى الأمر إلى أيام من القتال أو إلى تجدد المواجهات على الجبهة الشمالية.
وأضاف المسؤول أن واشنطن نقلت التحذير الإسرائيلي إلى الجانب اللبناني، غير أن بيروت أوضحت أن العملية معقدة وتتطلب وقتًا إضافيًا لتحقيق المتطلبات التي وُضعت.
وهذه ثاني مرة خلال أسبوعين يتحدث فيها الإعلام الإسرائيلي عن خطة لتوسيع العمليات ضد حزب الله.
ففي 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قالت القناة الـ13 إن الجيش الإسرائيلي قدّم خطة عملياتية لتوسيع الهجمات ضد حزب الله، وذلك خلال اجتماع خاص عُقد مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بمشاركة عدد من الوزراء والمسؤولين الأمنيين.
ويأتي ذلك رغم أن إسرائيل تنتهك بوتيرة شبه يومية اتفاق وقف إطلاق النار الساري مع حزب الله منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، مما أسفر عن مقتل وإصابة مئات الأشخاص إلى جانب دمار مادي هائل.
إعلان حزب الله يعترضويأتي حديث هيئة البث الإسرائيلية عن الخطة بعد ساعات من اعتبار كتلة الوفاء للمقاومة -الممثلة لحزب الله في البرلمان- أن "السلطة اللبنانية ارتكبت سقطة أخرى بتسميتها مدنيا للمشاركة في لجنة الميكانيزم"، التي تشرف على اتفاق وقف الأعمال العدائية.
ورأت الكتلة -في بيان- أن "هذه الخطوة مخالفة حتى للمواقف الرسمية السابقة التي ربطت مشاركة المدنيين بوقف الأعمال العدائية"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء اللبنانية.
وأنشئت لجنة الميكانيزم بموجب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، وتقوم بمراقبة تنفيذه، وتضم كلا من لبنان وفرنسا وإسرائيل والولايات المتحدة وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).
وفي الخامس من أغسطس/آب الماضي، أقر مجلس الوزراء اللبناني حصر السلاح -ومن بينه ما يملكه حزب الله- بيد الدولة، وتكليف الجيش بوضع خطة وتنفيذها قبل نهاية 2025.
لكن الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، قال -في أكثر من مناسبة- إن الحزب يرفض ذلك، ويطالب بانسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية.
موقف بريطانيوفي السياق، أعرب وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المملكة المتحدة هاميش فالكونر -الخميس- استعداد بلاده لمساعدة لبنان في الحيلولة دون تنفيذ إسرائيل تهديداتها التصعيدية ضده.
وأعرب الوزير البريطاني عن "استعداد بلاده لدعم الجيش اللبناني ليتمكن من تنفيذ قرار الحكومة اللبنانية في بسط سيادتها على كامل أراضيها وحصر السلاح بيد قواها الشرعية".
وكان يُفترص أن ينهي اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ منذ نحو عام، عدوانا شنته إسرائيل على لبنان في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتحول إلى حرب شاملة في سبتمبر/أيلول 2024، خلفت أكثر من 4 آلاف قتيل وما يزيد على 17 ألف جريح.
وتتحدى إسرائيل الاتفاق بمواصلة احتلالها 5 تلال لبنانية في الجنوب استولت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق لبنانية أخرى تحتلها منذ عقود.