لبنان ٢٤:
2025-07-12@13:02:37 GMT

تأخير الانتخاب لغم سياسي للإطاحة بقائد الجيش

تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT

كتب سامر زريق في" نداء الوطن": يشكل انتخاب رئيس للجمهورية واحدا من التعهدات التي قدمها رئيس البرلمان نبيه بري بـ"النيابة" عن "حزب الله" ضمن بنود التسوية "المحجوبة". لذا فإن المفاجأة ليست في تحديد موعد لجلسة انتخاب جديدة، إنما في ترحيلها حتى 9 كانون الثاني، حيث كان من المفترض أن تعقد خلال أسبوعين، وإن كان ألمح إلى أن الجلسة ستستمر في دورة ثانية، وربما أكثر، حتى تفضي إلى انتخاب الرئيس العتيد، في تأكيد منه على مضيّه في تعهده.

بيْد أن بري، وبما عرف عنه من دهاء سياسي، ومن منطلق استيعابه موجة الضغوط الدولية الهائلة، عمد إلى التحايل على تعهده، من دون الإخلال به، بقصد إفساح المجال أمام إسقاط التوافق على قائد الجيش العماد جوزيف عون، والتمهيد لخلق مناخ توافقي حول مرشح آخر لا يزال "الثنائي الشيعي" حريصاً على إبقاء اسمه طي الكتمان، بالتنسيق مع فرنسا وإيران.
بالطبع، إن الفترة الزمنية الفاصلة عن الموعد المحدد ستشهد طرح العديد من الأسماء، لكن ثمة اسماً غالباً لن يكون من بينها. حسب مصادر نيابية، فإن رئيس "تيار المردة"، سليمان فرنجية، وصلته رسالة تخلي "الثنائي" عن دعم ترشيحه، فرد عليها بتغيّب النائب طوني فرنجية عن الجلسة النيابية، الأمر الذي يعبّر عن مدى امتعاضه وعدم تقبله لهذه الخطوة. وتبيّن المصادر نفسها بأن "الثنائي" لن يدخر جهده لاستغلال هذه المدة، من أجل تذويب قوة الدفع الهائلة، عربياً ودولياً، التي يحظى بها قائد الجيش، العماد جوزيف عون، بغية إيصال شخصية يرتاح إليها. يتقاطع ما سبق مع معلومات من جهات سياسية ودبلوماسية، تشير إلى أن طهران وباريس نسجتا التسوية التي أذعن فيها "الحزب" إلى كل الإملاءات الإسرائيلية، مقابل أن يكون للأخير كلمة في صناعة رئيس الجمهورية، بالتنسيق معهما، من أجل حماية نفوذه في المعادلة السياسية اللبنانية، وضمان استمرار مسار التعاون الإيراني – الفرنسي بكل منافعه.
ومع حرص أطراف التسوية على كتمان اسم الشخصية التي جرى الاتفاق عليها، إلا أن مصادر نيابية تكشف عن دعم فرنسي يتظهر بشكل ناعم ومتدرج لوزير الداخلية الأسبق زياد بارود، والذي يعد أحد أبرز الشخصيات المفضلة للرئاسة من قبل "الحزب"، وكذلك "التيار الوطني الحر"، ولذا حاولا على الدوام إبقاء اسمه خارج إطار التسريبات الإعلامية التي يبرعان في نثرها، ريثما تنضج لحظة انتخابه. ورغم أن بارود يتمتع باحترام واسع في الأوساط السياسية، إلا أن هذا الرصيد يصعب ترجمته أو توظيفه في عملية انتخاب رئيس جديد يقود البلاد نحو حقبة سياسية جديدة مختلفة تماماً عن المراحل السابقة، ولا سيما في ظل اعتراض فريق سياسي محلي وازن ليس على اسمه، إنما على صلاته "الوثيقة" مع أطراف ممانعة. وهذه الصلات بالذات كانت السبب في إحجام السعودية ومعها دول الخليج عن تبني التسوية الفرنسية – الإيرانية، لرفضها دعم إعادة إنتاج نفوذ "حزب الله" سياسياً ومالياً، بما يعني عملياً عدم تمويل إعادة الإعمار. لذا، سعى "الثنائي" عبر "اللغم" السياسي الذي زرعه بري إلى كسب الوقت، بهدف تقديم الضمانات والتعهدات إلى السعودية والولايات المتحدة، عبر فرنسا، من أجل إقناعهما بدعم مرشحه. بالتوازي مع إغراق التوافق حول العماد جوزيف عون في أتون المحرقة المحلية ومماحكاتها، وإثارة اللغط والضجيج حول ترشيحه وانحيازاته السياسية. وتبين المصادر النيابية بأنه سيستغل تسويق بعض الإعلام الإسرائيلي لعون من أجل التصويب عليه. وفي أسوأ الأحوال، فإن "الثنائي الشيعي" لن يسهّل انتخاب قائد الجيش، إلا مقابل صفقة سياسية تحفظ لكل منهما الحد الأدنى من نفوذه السياسي.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: من أجل

إقرأ أيضاً:

مصر.. تأخير بيع الأصول الحكومية يؤجل مراجعات صندوق النقد .. ما تعليق الخبراء؟

القاهرة، مصر (CNN)--  أعلنت الحكومة المصرية، الأربعاء، عن سبب قرار صندوق النقد الدولي دمج المراجعتين الخامسة والسادسة من القرض المقدم للبلاد، وذلك لتأخر تنفيذ برنامج بيع الشركات المملوكة للدولة، وأرجعت سبب هذا التأخير بتخوفها من الظروف الجيوسياسية بالمنطقة ستؤثر على القيمة العادلة لبيع الأصول الحكومية.

 وعلق خبراء على موقف صندوق بقولهم إن الحكومة نفذت العديد من بنود الإصلاح الاقتصادي المتفق عليه مع الصندوق باستثناء بيع الشركات الحكومية، بسبب التوترات التي شهدتها المنطقة.

واتفقت مصر على الحصول على قرض من صندوق النقد الدولي بقيمة 3 مليارات دولار في ديسمبر/ كانون الأول 2022، ورفع قيمته في مارس/ آذار 2024 إلى 8 مليارات دولار مقابل تطبيق إصلاحات اقتصادية واسعة شملت تطبيق نظام سعر صرف مرن، وتنفيذ سياسة نقدية لخفض معدلات التضخم، وإلغاء دعم برامج الإقراض، وخفض نسبة الدين العام إلى إجمالي الناتج المحلي، وزيادة مساهمة القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي وتقليص الاستثمارات الحكومية.

مقالات مشابهة

  • فوضى قبل صندوق الانتخاب: الغزو الناعم عبر منصات التحريض بدل الدبابات
  • جوزيف عون: تطبيق حصر السلاح سيراعي مصلحة لبنان والاستقرار الأمني
  • إسبانيا: تحقيقات في قضايا دعارة وابتزاز سياسي تطال مقربين من رئيس الوزراء بيدرو سانشيز
  • بيان توضيحي حول الإشاعات المرتبطة بقائد مركز الدرك الملكي بتسلطانت ونائبه
  • مصر.. تأخير بيع الأصول الحكومية يؤجل مراجعات صندوق النقد .. ما تعليق الخبراء؟
  • خبير سياسي: الجيش السوداني يستعيد منطقتين في شمال كردفان.. وميليشيا الدعم تهدد
  • انتخاب رئيس جهاز حماية المنافسة المصري لمنصب نائب رئيس الدورة التاسعة لمؤتمر الأمم المتحدة للمنافسة
  • انتخاب رئيس جهاز حماية المنافسة المصري لمنصب نائب رئيس الدورة التاسعة لمؤتمر الأمم المتحدة للمنافسة وحماية المستهلك
  • انتخاب محمود ممتاز لمنصب نائب رئيس مؤتمر الأمم المتحدة لحماية المستهلك
  • الفرقة 70 في الجيش العربي السوري تنهي عمليات التمشيط التي بدأت قبل أيام في مواقع تلال الصفا بريف دمشق الشرقي