اشتباكات طرابلس.. دلالات تُنذر بعودة الفوضى وانهيار المسار السياسي
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
أعادت الاشتباكات العنيفة التي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس، والتي أدت لسقوط أكثر من 55 قتيلاً ونحو 150 جريحاً، التركيز على قضية تنامي نفوذ بعض المجموعات المسلحة في مناطق غرب ليبيا، خاصة وأنها جاءت بعد حوادث خطف متكررة، وعمليات إغلاق بعض مصافي النفط.
توحيد الجيش الليبي هو الضمانة الوحيدة لتحقيق الاستقرار في ليبيا
هناك أهمية قصوى لإحياء مسار العملية السياسية مجدداً وصولاً إلى الانتخابات
ووقعت الاشتباكات بين أكبر قوتين مسلحتين في غرب ليبيا، "اللواء 444" و"قوة الردع"، بعد اعتقال قوة الردع لقائد "اللواء 444" العقيد محمود حمزة، الإثنين الماضي.وتم الأربعاء، التوصل لاتفاق يقضي بنقل العقيد محمود حمزة إلى "جهة محايدة"، دون تسميتها، مقابل تهدئة الأوضاع ووقف إطلاق النار، واستؤنفت حركة الملاحة الجوية صباح الأربعاء من مطار معيتيقة في طرابلس، لكن شبح التوتر لا يزال يخيم على العاصمة الليبية.
#ليبيا.. ارتفاع حصيلة ضحايا اشتباكات #طرابلس إلى 55 قتيلاً
https://t.co/LR4q3wNAyO
وقالت في حديث لـ24: "هذه الاشتباكات تؤكد ضعف حكومة الوحدة الوطنية الليبية، وعدم قدرتها على السيطرة على الأوضاع الأمنية، حيث التزمت الصمت تجاه ما يجري، وأيضاً إبان الاشتباكات السابقة، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي تندلع فيها أعمال عنف واشتباكات في ولاية هذه الحكومة".
وأضافت الشعراوي: "ما حدث في ليبيا متوقع وسيتكرر مستقبلاً بين أكثر من طرف، لأنه لا يمكن الحديث عن استقرار أية دولة بالعالم إذا لم يكن بها جيش وطنى موحد تحت قيادة واحدة خاضعة للقانون والدستور والقيادة السياسية والمدنية للدولة، أما ظاهرة انتشار القوات الرديفة، أو ما يطلق عليها القوات الموازية، فإنها تضر بالدولة".
انعكاسات سياسية وأمنية وأكدت الشعراوي، أن "هذه الاشتباكات ستكون لها انعكاسات أمنية وسياسية واجتماعية، فضلاً عن أنها مقدمة لتوتر أوسع في مناطق غرب ليبيا، خاصة بعد تكرار حوادث إغلاق مصافي النفط، وعدم تحييد عمليات إنتاج وتصدير النفط والغاز عن أي خلافات، وما لذلك من تداعيات كارثية على الاقتصاد الليبي، وكذلك عمليات الاختطاف المتبادلة، وما يترتب عنها من زيادة بؤرة العنف والاشتباكات".
وأوضحت أنه إذا لم يكن هناك تدخل حاسم من الحكومة الليبية ومن الأطراف الدولية لوقف الاشتباكات، فإن هذه التطورات تهدد بانهيار المسار السياسي في ليبيا، والعودة إلى مربع الفوضى وتعزيز الانقسام في البلاد.
وعن تأثير هذه الاشتباكات على العملية السياسية، قالت الباحثة الشعراوي إن "هذه الاشتباكات ستؤثر سلباً على مستقبل العملية السياسية التي تحاول الأمم المتحدة والأطراف الدولية دفعها للأمام، خاصة ما يتعلق بخلق بيئة مواتية لإجراء انتخابات شاملة، تلبي تطلعات الشعب الليبي".
فشل سياسي وأشارت إلى أن "الفوضى التي غرقت فيها ليبيا كانت نتيجة بالأساس لفشل سياسي في مواجهة العنف وتفتيت البلاد، وانسداد الطريق أمام المبادرات السياسية المختلفة في سبيل ضمان انتقال سلمي وتوافقي، بالإضافة إلى الخلاف الدائم بين نخبها، ليؤكد هذا الفشل".
وشددت على أن توحيد الجيش الليبي هو الضمانة الوحيدة لتحقيق الاستقرار في ليبيا، والتمكن من إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من البلاد، والحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار، وحل المجموعات المسلحة وضبط انتشار السلاح المنفلت. انسداد سياسي ويقول الكاتب والمحلل السياسي جمال رائف إن "الاشتباكات في طرابلس تعبر عن حالة الانسداد السياسي التي وصلت إليها الأوضاع في الداخل الليبي، وبالتالي هذه ترجمة للحالة السياسية التي تعثرت، وتعثر معها الجهد في دعم الاستقرار الداخلي الليبي".
وأضاف في حديث لـ24: "هناك أهمية قصوى لإحياء مسار العملية السياسية مجدداً، وصولاً إلى الانتخابات، وبالتوازي إحياء ما يتعلق بتوحيد المؤسسة العسكرية وأيضاً التعويل على لجنة (5+5) وجهود الأطراف الإقليمية الحاضنة لهذه الاجتماعات، والمضي نحو العمل بالتوازي، مع ما يتعلق بترميم البيت الداخلي الليبي سياسياً وأمنياً".
وتابع "هذه المتغيرات لها آثار سلبية على الأوضاع الاقتصادية والإنسانية، وحتى السياسية في الداخل الليبي، وتشكل محطة فارقة في المرحلة السياسية الليبية، وإن لم تستطع القوى السياسية الليبية الالتفاف حول فكرة الدولة الوطنية، ودعم فكرة وحدة الصف ودعم المؤسسة الأمنية، سوف تكون هناك عواقب أكثر صعوبة، وربما تتصاعد الأعمال العسكرية".
وأشار إلى أن الداخل الليبي لا يمتلك رفاهية الوقت، مضيفاً "عليه أن ينطلق نحو إحياء المسار السياسي، حتى يكون هناك صوت سياسي وصوت أمني واحد، للمضي نحو بناء مؤسسات الدولة والحفاظ على مقدراتها".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني ليبيا طرابلس العملیة السیاسیة هذه الاشتباکات فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
ترحيب أممي بتشكيل لجنتين لمعالجة التوترات الأمنية وحقوق الإنسان في ليبيا
رحبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بتشكيل المجلس الرئاسي لجنتين مهمتهما وضع حد للتوترات الأمنية التي شهدتها العاصمة طرابلس في الآونة الأخيرة، ومعالجة مسائل حقوق الإنسان في السجون.
وقالت البعثة الأممية في بيان عبر موقعها على الإنترنت اليوم السبت "نرحب بتشكيل المجلس الرئاسي الليبي للجنتين مؤلفتين من الأطراف الرئيسية، لمعالجة الشواغل الأمنية وحقوق الإنسان".
وأضافت، أن اللجنتين تعملان على "تعزيز الترتيبات الأمنية لمنع اندلاع القتال وضمان حماية المدنيين"، إضافة إلى معالجة المسائل المتعلقة بـ"حقوق الإنسان في مراكز الاحتجاز وانتشار حالات الاحتجاز التعسفي".
وأعلن رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي الأربعاء الماضي، تشكيل لجنة مؤقتة "للترتيبات الأمنية والعسكرية في طرابلس" برئاسته، تتولى "إعداد وتنفيذ خطة شاملة للترتيبات الأمنية والعسكرية في طرابلس"، بما يضمن "إخلاء المدينة من كافة المظاهر المسلحة".
كما شكل المنفي لجنة حقوقية مؤقتة لمتابعة "أوضاع السجون ومواقع الاحتجاز، لمراجعة وحصر حالات التوقيف التي تمت خارج نطاق السلطة القضائية أو النيابة العامة".
وتم تشكيل اللجنتين بالتنسيق مع رئيس حكومة الوحدة المعترف بها عبد الحميد الدبيبة، الذي رحب بهذه الخطوة الهادفة إلى "تعزيز سلطة القانون".
إعلانوأكدت الأمم المتحدة في بيانها التزامها تقديم "الدعم الفني للجنتين، بما يتماشى مع المعايير الدولية وولايتها".
وفي منتصف مايو/أيار الماضي، قرّر الدبيبة تفكيك "جميع المليشيات" التي تتقاسم النفوذ في طرابلس، متهما إياها بأنها أصبحت "أقوى من الدولة"، ما أدّى إلى اندلاع مواجهات أسفرت عن مقتل 8 أشخاص على الأقل، بحسب الأمم المتحدة.
واندلعت المواجهات الأولى عقب مقتل عبد الغني الككلي، رئيس جهاز الدعم والاستقرار، وهي مجموعة مسلحة متمركزة في أبو سليم (القطاع الجنوبي من طرابلس) ولها نفوذ في قطاعات اقتصادية رئيسية.
ثم اندلعت معارك بين قوات حكومة الوحدة الوطنية وقوات الردع، وهي مجموعة أخرى شديدة النفوذ تسيطر على شرق طرابلس والمطار وأكبر سجون العاصمة.
وتفتقر ليبيا إلى الاستقرار منذ الإطاحة بالعقيد الراحل معمر القذافي في عام 2011. وتتنازع السلطة فيها حكومة الوحدة الوطنية التي تتخذ من طرابلس مقرا، وتعترف بها الأمم المتحدة ويرأسها الدبيبة، وحكومة موازية في بنغازي شرقي البلاد مدعومة من اللواء المتقاعد خليفة حفتر.