في الثلاثينيات من القرن التاسع عشر لم تكن هناك طريقة أفضل لمعرفة الوقت الصحيح في وسط لندن، لم تكن هناك أجهزة راديو أو هواتف أو إشارات وقت عبر التلغراف الكهربائي بعد، وكانت ساعة الجيب التي ابتكرها جون هنري بيلفيل هي الأحدث في عالم التكنولوجيا، إذ كانت توفر الوقت بدقة كبيرة، لكنه توفي عام 1856، وكان من الممكن أن تنتهي قصته على هذا الأمر، لكن زوجته ماريا التي لقبت فيما بعد بـ سيدة ساعة جرينتش، ورثت الساعة وباعت الوقت لعملائه، وفق موقع «sciencemuseum».

حكاية غريبة وراء ساعة جرينتش

في منتصف القرن التاسع عشر، كان مرصد جرينتش يوفر الوقت بدقة شديدة، وفي المرصد الواقع شرقي لندن، وكان الناس يعرفون الوقت بالضبط منه، لكن بعد عدة سنوات ظهرت حلول مختلفة، وكان أحدها التلغراف، وكان اثرياء لندن الذين يمتلكون أحد أجهزة الاستقبال التلغرافية الجديدة في مكتبهم، ينتظرون انتظار تلغرافية في وقت معين من اليوم، وحدث ذلك لأنه في أربعينيات القرن التاسع عشر، عندما طور المخترع ألكسندر باين نظامًا لتصحيح ساعة بعيدة تلقائيًا عن طريق وصلة تلغرافية، لكن هذه الفكرة كانت متقدمة جدًا عن عصرها.

التطور لم يكن في مصلحة عائلة بيلفيل التي ابتكرت من قبل ساعة الجيب، وكانت ماريا زوجة جون هنري بيليفل وابنتها تعملان في هذه المهنة، التي بدأت في عام 1836 عندما أنشأ عامل المرصد جون هنري بيلفيل خدمة لمائتي عميل، وكان يتوقف كل صباح عند المرصد لضبط ساعته الزمنية وفقاً لتوقيت جرينتش؛ ثم ينطلق في عربته لضبط ساعات عملائه الذين يدفعون له بعملات هذا الزمن لشراء الوقت، ثم توفي جون بعد عشرين عاماً، واستمرت أرملته ماريا بيلفيل في ممارسة المهنة، وعندما تقاعدت في عام 1892، واصلت ابنتهما روث العمل في هذه المهنة. 

التلغراف يهدد روث بليفيل

أما مسيرة روث بيليفل الابنة فقد واجهت عقبة كبيرة عام 1908، يحكيها الكاتب الإنجليزي ستيفن باترسبي، موضحًا أن الأزمة حدثت بسبب جون وين، مدير أكبر شركة مخصصة لتوزيع إشارات الوقت تلغرافيًا.

وقف «وين» أمام مجموعة من أعضاء مجلس مدينة لندن وأعضاء المجلس البلدي للتنديد بالإهمال الذي تتسم به الوسائل غير البرقية المستخدمة في توزيع الوقت، وقد تضمَّن حديثه هجوماً شاملاً على روث بيلفيل، وهناك أدلة تشير إلى أنه لم يهاجم طريقتها البسيطة في توزيع الوقت فحسب، بل هاجم شخصيتها أيضاً.

ولكن لم تكن المنازل والشركات الصغيرة تمتلك محطات تلغراف داخلية، وبالنسبة لبعض الناس، كان وجود توقيت جرينتش الدقيق في منازلهم مجرد أمر يتعلق بالمكانة الاجتماعية، وفي كل الأحوال، تجاهل مرصد جرينتش هجوم وين، وزادت قائمة المشتركين في خدمة روث بيلفيل نتيجة للدعاية التي قدمها لها. 

لذا استمرت في القيام بجولاتها، واستخدم الناس خدماتها حتى بعد دخول الراديو إلى حياتهم، ولم تغلق روث بيلفيل البالغة من العمر 86 عامًا خدماتها أمام خمسين عميلًا متبقين إلا مع بداية الحرب العالمية الثانية، ثم انتهى العمل التجاري الذي عمره 103 أعوام. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: لندن الوقت

إقرأ أيضاً:

رصف طرق ورفع كفاءة شوارع المنيا ضمن خطتها الاستثمارية

تواصل الوحدات المحلية شمال وجنوب محافظة المنيا، تنفيذ أعمال رصف وتمهيد الطرق والشوارع الرئيسية، وذلك ضمن الخطة الإستثمارية  بالمحافظة ، وذلك لتيسير حركة سير المركبات والمواطنين، ولخلق بيئة حضارية نظيفة، حيث وجّه اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، بتكثيف الجهود لتطوير شبكة الطرق ورفع كفاءة الشوارع الرئيسية والفرعية، إلى جانب تسوية وتمهيد الطرق غير الممهدة بالمراكز والقرى.

 

وذلك في إطار الخطة الإستثمارية للمحافظة، مؤكدًا  اللواء كدواني، أن هذه المشروعات تأتي لتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، وتيسير الحركة المرورية، بما يدعم جهود التنمية المحلية، ويحقق رضا المواطنين، مع الإلتزام بالمعايير الفنية والجداول الزمنية المحددة في التنفيذ ، وفي هذا السياق، أوضح محافظ المنيا، أن مديرية الطرق بالمحافظة، قامت بتنفيذ عددًا من مشروعات الخطة الإستثمارية بمدينة المنيا بإجمالي أطوال 2 كم و600 متر.

 

والتي شملت إعادة رصف شارع بن الفارض بداية من طريق مصر – أسوان في الإتجاه الغربي، وشارع كوبري المنصورة من الكوبري الجديد ، وحتى شارع الحرية، إلى جانب رصف شارع المخبز الآلي من مدرسة الزهراء ، وحتى شارع الحرية، وإعادة رصف شارعي التنظيم والإدارة من شارع الكورنيش ، وحتى شارع الحرية، كما تضمنت الأعمال ، إعادة رصف شارع الجمعية الشرعية ، (بين المدارس) ، من شارع الحرية ، وحتى مسجد الجمعية الشرعية.

 

وذلك في إطار تنفيذ المخططات المعتمدة ، لرفع كفاءة شبكة الطرق الرئيسية والفرعية ، بمختلف أنحاء المركز، مع الإسراع في إنجاز الأعمال ، وعودة الحركة المرورية إلى طبيعتها، تيسيرًا على المواطنين ، والتأكد من مطابقة جميع أعمال الرصف للمواصفات الفنية ، ومعايير الجودة المعتمدة.

مقالات مشابهة

  • رصف طرق ورفع كفاءة شوارع المنيا ضمن خطتها الاستثمارية
  • ساعة من الأمطار تغرق شوارع تطوان وتشل حركة السير
  • من بلقاس إلى المسرح.. حكاية صعود المطربة أنغام البحيري
  • رقم كبير.. النجف تكشف كمية الأمطار التي تم تصريفها من شوارع المحافظة
  • من «جملات كفتة» إلى كوريا.. حكاية متحولات السينما
  • "ساعة قبل الفجر".. نضال الشافعي في حكاية تكسر باب الصمت الزمني المخيف
  • نائب وزير الدفاع البريطاني يعترف بسعي لندن إلى "عسكرة" الرأي العام في البلاد
  • صهاريج عدن.. حكاية حضارة أمة أدركت نعمة الماء وقيمته في مواجهة تحديات الزمن
  • أسرار مؤلمة.. شمس تروي حكاية الطرد والصدمة والاختفاء لسنوات
  • من شوارع القاهرة إلى جائزة نوبل.. كيف صنع نجيب محفوظ مجده؟