ماكرون يبدأ غدا زيارة دولة استثنائية إلى السعودية لتعزيز العلاقات الثنائية
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يبدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غدا /الاثنين/ زيارة دولة إلى المملكة العربية السعودية، تستمر ثلاثة أيام، بدعوة من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء، وهي زيارة "استثنائية" كما وصفتها الرئاسة الفرنسية (الإليزيه).
والزيارة هي الثالثة للرئيس الفرنسي إلى المملكة العربية السعودية منذ عام 2017، علما بأن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هو أيضا قام بزيارة فرنسا ثلاث مرات منذ 2018، حسبما أشارت مصادر بالإليزيه التي أوضحت أن لأول مرة تُجرى "زيارة دولة" للمملكة (وهي الأعلى مستوى بين أنواع الزيارات الرسمية التي تتم بين قادة الدول ورؤساء الحكومات)؛ مما يعكس قوة العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين.
ووصفت الرئاسة الفرنسية، هذه الزيارة بـ "الاستثنائية"؛ فهي تأتي في وقت مهم حيث تشهد فيه العلاقات بين البلدين تطورا، وتهدف - في الأساس - إلى تعزيز هذه العلاقات الثنائية وإعادة رفع مستواها إلى مرتبة "الشراكة الاستراتيجية" بين البلدين للسنوات العشر المقبلة، في ظل تحول عميق وسريع وانفتاح وتنوع اقتصادي تشهده السعودية.
وتتيح هذه الزيارة، الفرصة لفرنسا لتؤكد دعمها لهذه الديناميكية المنطلقة. وعلى سبيل المثال، دعمت باريس عدة مشاريع وفعاليات تستضيفها السعودية، فقد دعمت ترشح الرياض لاستضافة المعرض الدولي "إكسبو 2030" وأيضا الألعاب الأولمبية الشتوية، وغيرها من الفعاليات.
وذكرت المصادر بالإليزيه أن الزيارة تهدف - بذلك - إلى "تعزيز مكانة فرنسا كشريك أساسي وموثوق به للسعودية" في مشاريعها التنموية ورؤيتها سواء في القطاعات الاقتصادية أو الثقافية.
وتأتي هذه الزيارة في توقيت بالغ الأهمية؛ حيث تشهد الساحة الإقليمية بكثير من الأزمات والصراعات وعلى رأسها الحرب الدائرة في غزة ومؤخرا وقف إطلاق النار في لبنان، وهي ملفات مهمة تندرج في جدول أعمال الزيارة التي تهدف إلى المساهمة في العمل المشترك للتوصل إلى حلول دبلوماسية للأزمات التي تضرب المنطقة.
فبالنسبة للوضع في غزة، تؤكد الزيارة على التعاون المشترك وأهمية العمل معا من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن، و"تحرير الرهائن"، وحماية المدنيين في غزة، والتوصل إلى حل سياسي للأزمة وهي نقطة تقارب قوية بين البلدين.
كما ستركز المباحثات على لبنان واتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرا بين إسرائيل وحزب الله في لبنان برعاية الولايات المتحدة وفرنسا، وسيبحث الجانبان "كيف يمكن العمل معا على تعزيز وقف إطلاق النار"، فضلا عن تسريع الخروج من الأزمة المؤسسية التي يمر بها هذا البلد، وإجراء انتخابات رئاسية في لبنان، وأيضا إطلاق إطار للحوار من أجل الإصلاحات التي يتمناها الشركاء الدوليون، واللبنانيون أيضا، وفقا للرئاسة الفرنسية.
كما ستتناول المباحثات الثنائية، ملفات أخرى على المستوى الإقليمي من بينها التطورات الأخيرة في سوريا، والوضع في اليمن، بالإضافة إلى موضوعات أخرى على الصعيد الإقليمي، فضلا عن القضايا على الساحة الدولية وتعزيز العمل المشترك بشأنها.
وتتضمن زيارة الرئيس الفرنسي إلى السعودية برنامجا حافلا باللقاءات والفعاليات؛ فمن المنتظر أن يصل ماكرون بعد ظهر /الإثنين/، حيث تُقام مراسم استقبال رسمية، ثم تُعقد سلسلة من اللقاءات الثنائية والوزارية الموسعة في عدة قطاعات ما يعكس مستوى هذه الشراكة الاستراتيجية الجديدة، ثم يعقد الرئيس الفرنسي قمة ثنائية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يليها عشاء عمل يجمع الزعيمين بمشاركة أعضاء من الحكومتين الفرنسية والسعودية.
وفي اليوم التالي، سيتفقد الرئيس الفرنسي، المترو الجديد في الرياض، حيث ساهمت في إقامته شركات فرنسية، وسيكون هناك لقاء مع عدد من رجال الأعمال والمسؤولين السعوديين المشرفين على هذا المشروع وتطويره.
ثم سيحضر ماكرون، الجلسة العامة "لصندوق الثروة السيادية لكوكب واحد"، والتي ستجمع الصناديق السيادية المشاركة في هذه المبادرة، بمشاركة عدد من المسؤولين السعوديين. ثم يتوجه بعد ذلك إلى منطقة "الدرعية" لعقد لقاءات ثقافية متنوعة، بحضور وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي ووزير الخارجية جان نويل بارو والعديد من المؤسسات الثقافية السعودية.
بعد ذلك، سيحضر الرئيس الفرنسي الجلسة الأخيرة من منتدى الأعمال الفرنسي السعودي، حيث سيقدم رؤية فرنسا الطموحة تجاه تعزيز وتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين ودعم الفعاليات والمشروعات الكبرى التي تشهدها المملكة فضلا عن العمل على تعزيز الاستثمارات المتبادلة في عدد من القطاعات منها الذكاء الاصطناعي.
ومن المقرر أن يشارك ماكرون - أيضا - في "قمة المياه الواحدة" التي ستعقد يوم الثلاثاء في الرياض على هامش مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP-16)؛ لبحث إدارة الموارد المائية والتحديات الجيوسياسية والاقتصادية التي تواجهها، ثم يلتقي بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال مأدبة عشاء، لمواصلة الحديث عن المسائل والملفات الاستراتيجية فضلا عن تعميق العلاقات الشخصية بين الزعيمين، وفقا للإليزيه.
أما يوم /الأربعاء/؛ فمن المنتظر أن يزور ماكرون المواقع الأثرية في منطقة العلا (شمال غرب السعودية) الزاخرة بالمناظر الطبيعية الخلابة والتي تتطلع الرياض إلى جعلها جوهرة سياحية وثقافية، وتشارك فرنسا في تطوير بعض المشروعات القائمة بها، وسوف يلتقي بعدد من الجهات الفاعلة في هذا التعاون الفرنسي السعودي قبل أن يختتم زيارته المهمة هذه ويعود إلى باريس.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: فرنسا السعودية حزب الله لبنان ماكرون الأمیر محمد بن سلمان الرئیس الفرنسی العهد السعودی بین البلدین إطلاق النار فضلا عن
إقرأ أيضاً:
من القمة.. يبدأ السرد السعودي
لا يمكن النظر إلى مشاركة فيلم “سبع قمم” في مهرجان البحر الأحمر السينمائي؛ بوصفه عرضاً فنياً عابراً، بل هو لحظة تتقاطع فيها التجربة الشخصية مع الحلم الوطني، ويتحوّل فيها الإنجاز الفردي إلى قطعة، تُضاف بفخر إلى لوحة الوطن. لقد وجدت نفسي، حين ارتفعت راية التوحيد فوق أعلى قمم العالم، مجرد امتداد من سبقوني إلى تلك القمة، وكأن يد الوطن كانت ترتفع معنا جميعاً، جيلًا بعد جيل، لتعلن أن الحلم السعودي لا حدود له.
امتلأت القاعتان في عرضي الفيلم حتى آخر مقعد، وكان المشهد أكبر من مجرد حضور جماهيري؛ كان شغفاً قويا يمكن رؤيته في العيون قبل أن يُسمع في التصفيق. رأيت في الوجوه دهشة محببة، وفي الأسئلة التي تلت العرض رغبة صادقة في الاقتراب من التجربة، لا بوصفها مغامرة بدنية فحسب، بل رحلة بحث داخلي، واختباراً للمعنى، ومواجهة صامتة مع الذات قبل مواجهة الجبل. كان الجمهور يتفاعل وكأنه يستعيد لحظات تأمله الخاصة، كأن الفيلم أعاد إلى كل واحد منهم تلك الخلوة التي نفتقدها وسط زحام الحياة؛ خلوة نصغي فيها لأنفسنا، ونراجع فيها الطريق الذي نقطعه كل يوم دون أن نلتفت.
اللافت أن الصدى الإعلامي جاء أكبر مما توقّعت بكثير؛ عشرات المواد الصحفية والتلفزيونية، وملايين المشاهدات على المنصات، وأحاديث امتدت إلى خارج حدود المملكة. كان ذلك دليلاً على أن المجتمع متعطش لقصص تُروى من الداخل، تُقدَّم بصدق، وتُشبه الناس في بساطتها وعمقها. وما عزز هذا الأثر أن رسائل الفيلم كانت واضحة لكل من شاهد: احلم مهما بدا الحلم مستحيلاً، وتجاوز الصعوبات بحكمة وتخطيط، فالقمة ليست حجراً شاهقاً، بل حالة ذهنية وروحية تصنعها الإرادة.
الوقائقي لم يكن مجرد توثيق لمغامرة، بل مساحة للتأمل الجماعي، وللسؤال عن معنى الإنجاز ودوره في صياغة صورة الوطن في أعين العالم. واليوم، أكثر من أي وقت مضى، أجدني أدعو كل من ينجز، صغيراً كان أو كبيراً، فردياً أو جماعياً، إلى أن يوثّق عمله، ويحوّل قصته إلى قيمة مضافة في سجل هذا الوطن العظيم. فبلادنا تنمو بالعمل… لكنها تُخلَّد بالرواية.
وهكذا، يبقى وثائقي “سبع قمم” خطوة أولى في مسار طويل من الحكايات التي تستحق أن تُروى، عن الإنسان الذي يصعد… وعن الوطن الذي يبقى شامخاً خلف كل خطوة.
ورسالة أخيرة لكل من حضر ودعم وكتب كلمة دعم وتشجيع… شكراً من القلب.