سودانايل:
2025-12-14@20:51:37 GMT

في الذكري الثانية لرحيل الفنان الكبير حمد الريح

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

نتحدث عن قصة أشهر اغنية زادت من شهرته.
** تمر اليوم الذكري الثانية لرحيل الفنان الكبير المسؤول والرائع جدا حمد الريح الذي غادرنا الي دار الخلود بتاريخ ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٢م بمنزله في بري بسبب كرونا وقد كان اصلا قد اصيب قبلها بضعف الذاكرة بسبب عملية جراحية في الرأس أجراها في الهند.
وقد تذكرت كيف كانت اغنية( الي مسافرة) والتي كتبها الشاعر الذي رحل وهو في ريعان شبابه وعظيم إنتاجه( عثمان خالد).


وربما لا يعرف البعض اغنية الي مسافرة الا بعد ان يعرف مطلعها : يا قلبي المكتول كمد .
فقد كان حمد الريح قادما بالبص من مدينة الاحلام ودمدني بعد ان احيا حفلا ساهرا هناك .. كان ذلك في بداية العام ١٩٦٨م وقد اشتري من اكشاك بيع الصحف بودمدني بعض الصحف ومن ضمنها مجلة الاذاعة السودانية وكان اسم المجلة القديم (هنا ام درمان )وقد ترأس تحريرها في زمان مضي شاعرنا الراحل الاكثر شهرة محمد الفيتوري .
وفي اثناء سير البص الي الخرطوم كان حمد قد وضع الصحف جانبا وبدأ في تقليب المجلة .. وفجأة استوقفته قصيدة طويلة تحمل معاني جديدة وقد لمس فيها حزنا كأنه كان دفينا .. ربما هي حكاوي العشق والغرام والمناجاة . وكان مكتوبا اسم شاعرها هو الشاعر الراحل عثمان خالد وقد كان شابا صغيرا قادما من كردفان ليعمل ويسكن مع اقربائه آل الشيخ الجعلي في حي القلعة المتاخم لودنوباوي بام درمان .
قال لي حمد ذات مرة انه وهو داخل البص قد توقف عند مفردات هذه القصيدة التي هزته فعلا وامتلكته امتلاكا لم يستطع منه فكاكا .. مما ادي الي ان يترنم بلحن هاديء لها .. لحن ذا وتيرة واحدة او كما يقول الملحنون لحن دائري وبايقاع واحد حتي نهاية الاغنية .. وقد كان ايقاعها جديدا جدا وقد اجاده عازف الايقاع الرائع ابراهيم كتبا .
وحين وصل البص الي محطته الاخيرة بموقف الخرطوم ٣ قبل انتقاله الي الشعبي لاحقا .. كانت فكرة اللحن قد اكتملت تماما .
يقول حمد بأنه حين وصل الي البيت في توتي وقبل ان يرتاح من عناء السفر فاذا به يمسك بآلة العود وبدأ يتغني باللحن قبل ( ان يطير منه ) وهو ما يسميه الفنانون ( قبض اللحن ).
وحكاية قبض اللحن هذه ذكرها استاذنا الكابلي بانهم ومعه فرقته كانوا في سنجة للمشاركة في حفل زواج وفي فجر اليوم التالي تحركوا بالتاكسي الذي اتوا به غافلين الي الخرطوم . وحتي لايشعر السائق بالنعاس بدا كابلي في دندنة بالعود بلحن اغنية حبيبة عمري للحسين الحسين وفجاة ضربه محمدية علي كتفه وكان يجلس خلفه في التاكسي قائلا له : اقبض!!!
اي اقبض مقدمة اللحن.
اما حمد الريح فقد ذهب للاذاعة في اليوم الثاني واجاز النص من لجنة النصوص واجاز اللحن ايضا .
وبعد اقل من اسبوع تغني به علي الهواء في التلفزيون في سهرة برنامج تحت الاضواء التي كان يقدمها الاعلامي اللامع حمدي بولاد اسبوعيا.
اما القصة الطريفة فان اجر الشاعر في كل من الاذاعة والتلفزيون كان مجمدا بالخزينة لانهم لا يعرفونه وحمد لا يعرفه.
ولكن هناك قصة اكثر طرافة و التي حكاها لي ايضا حمد الريح وهي كالتالي :
بعد مرور اكثر من عام وقد ظل الشعب السوداني يردد هذا اللحن الجميل ويتغني به الهواة في كل مكان .. كان حمد الريح مشاركا بالغناء في مناسبة ما بودنوباوي وبعد انتهاء الحفل وقد كان كل الناس بنات واولاد يحفظون الي مسافرة ورددوها معه اثناء الغناء .. وعند خروجه الي عربته اتي ليه شاب صغير وجميل المظهر وذو شعر سبيبي غزير قائلا له بكل خجل بعد السلام عليه :
انا يا استاذ عثمان خالد شاعر الي مسافرة !!!
فاندهش حمد الريح جدا وقال له انت وين ياخ ونحن نبحث عنك لسنة كاملة للتعرف عليك ولم نحصل علي عنوانك . ولماذا لم تقابلني سواء في مكتبة الجامعة او بنادي الفنانين للتعرف عليك .
عموما سوف احفظ لك حقك في هذه الاغنية التي رفعت من اسهمي جدا وساذهب الي حسابات الاذاعة والتلفزيون ليجهزوا لك حقك كشاعر حسب النظم المعمول بها .
ما ادهشني في هذه القصة ان هذا الشاعر وبهذه الاغنية التي اشتهرت لم يحاول ان يكتب عنها او يعرض نفسه للصحف انه هو شاعرها .. ولم يحاول الاتصال بحمد الريح .
ما اعظم نوعية تواضع شعراء زمان .
الله يرحمك يا حمد ...
الله يرحمك يا عثمان خالد.

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: عثمان خالد وقد کان

إقرأ أيضاً:

الفنان «أشرف عبد الباقي» بمهرجان المنيا: شباب المسرح هم مستقبل الإبداع.. ولديهم طاقات قوية وحضور لافت

نظّم مهرجان المنيا الدولي للمسرح في دورته الثالثة ندوة مفتوحة للفنان أشرف عبد الباقي، على مسرح المحافظة، تحت عنوان "صانع الأجيال"، وذلك ضمن فعاليات الحفل الختامي للمهرجان الذي يحمل اسم المخرج الرائد خالد جلال.

وشدّد عبد الباقي في مستهل حديثه على أن استثمار طاقات الشباب ودعم مواهبهم يمثل "حجر الأساس" لتطوير الحركة المسرحية والفنية في مصر، لافتاً إلى الدور المحوري للمخرج خالد جلال في اكتشاف وتشكيل أجيال متعاقبة من الفنانين.

جاءت الندوة بحضور حشد من الفنانين والمسرحيين والشباب المهتمين بالمجال، حيث أبرز عبد الباقي الجهد الملحوظ الذي يبذله الشباب الطامح لتقديم رؤى فنية متفردة، قائلاً: "يسعى كل منهم لتقديم نفسه بأسلوب مميز، وهذا التنوع في التجارب والموضوعات هو سر حيوية المسرح واستمراره".

وأوضح أن العديد من هؤلاء الشباب يمتلكون "طاقات قوية وحضوراً لافتاً"، متوقفاً عند المدرسة الفنية التي أسسها خالد جلال، والتي وصفها بالمشعل الذي أضاء الطريق أمام مواهب عديدة. وقال: "الحديث عن خالد جلال لا يوفيه حقه، فقد قدم دعماً حقيقياً وفتح آفاقاً جديدة للإبداع، وكان سبباً رئيسياً في بروز نجوم أصبحوا علامات بارزة على الساحة".

واستشهد عبد الباقي بنماذج ناجحة تخرّجت من هذه المدرسة، منهم: حمد المرغني، مصطفى خاطر، محمد أنور، وثارة درذاوي، مؤكداً أنه شاهد عن قرب بداياتهم وتطورهم خلال مراحل عملهم مع جلال.

وفي ختام كلمته، أكد الفنان أشرف عبد الباقي على الأهمية المحورية للمهرجانات المسرحية بالمحافظات، باعتبارها منصات حيوية لاكتشاف المواهب وتمكين الشباب من التعبير عن إبداعهم والوصول إلى الجمهور، مما يضمن استمرارية وتجدد المشهد المسرحي المصري.

مقالات مشابهة

  • خالد الصاوي ينعى شقيقة عادل إمام بكلمات مؤثرة
  • موعد ومكان تشييع جثمان شقيقة الزعيم عادل إمام
  • بكلمات مؤثرة.. خالد سرحان ينعى شقيقة الزعيم عادل إمام
  • أشرف عبدالباقي: خالد جلال صانع أجيال وشباب المسرح المصري هم مستقبل الإبداع
  • الفنان أشرف عبد الباقي بالمنيا : المخرج خالد جلال صانع أجيال
  • الفنان «أشرف عبد الباقي» بمهرجان المنيا: شباب المسرح هم مستقبل الإبداع.. ولديهم طاقات قوية وحضور لافت
  • المخرج خالد جلال: الفنان اشرف عبدالباقي ترك خشبة المسرح للمواهب الشابة بالمنيا
  • ابنة تامر حسني تهنئ آن الرفاعي بعيد ميلادها.. أمي الثانية
  • «صانع أجيال».. أشرف عبد الباقي يتغنى بالمخرج خالد جلال في مهرجان المنيا للمسرح
  • الصين تفرض ضريبة جديدة على الواقي الذكري: قلق صحي لدى السكان